Thursday 3 November 2011

ولاية العهد والتحديات

دعوني أبدا معكم مقالي هذا بقصيدة للشاعرة جليلة رضا تقول فيها :

يا رَبّ أَعْطِ السَّائِلَ المَحْرومَ أَسبابَ  السُّرور

وامْنَحْ  لِكُلِّ  مُشَرَّدٍ  رُكْناً   مُوَشّى   بِالحَرير

أَطْفِئْ وُقودَ الحَرْبِ في الدُّوَلِ المُؤَجَّجَةِ السَّعير

وَامْحُ الضَّغينَةَ مِنْ فُؤادِ الذِّئْبِ لِلْحَمَلِ الصَّغير

وَعَلى جَبينِ الْكَوْنِ ضَعْ  قُبَلَ المَحَبَّةِ  والضَّمير

يا رَبّ  هَبْ  لِلرَّوْضِ  بَهْجَتَهُ  وَلِلزَّهْرِ  العَبير

والعُشَّ  لِلْعُصْفورِ   وَالْهَمْسَ   المُنَغَّمَ   لِلْغَدير

وَعَلى فِرَاشِ الأُمِّ  أَطْلِقْ ضِحْكَةَ الطِّفْلِ النَّضِير

وَامْنَحْ جَمِيعَ الكَوْنِ أَسْبَابَ السَّعَادَةِ وَالسُّرُور

وَأَنا ؟ أنا يا رَبُّ جُزْءٌ مِنْ  هَوَاكَ  وَمِنْ  سَنَاه

ما دُمْتَ أَنْتَ  تُحِبُّني  ماذا  أُريدُ  مِنَ  الحَياة ..؟

أريد أن أقص عليكم قصة حقيقية ولو أنها مأسوية، حكاية حصلت في مطار جدة منذ أيام، وبطلها كان حقوق الإنسان، فبعد أن طبع على جواز هذا الإنسان وأصبح على وشك ركوب طيارة الزمان،  وقف عن السفر بحجة أنه يوجد له قضية في الحقوق المدنية، والتي لم تظهر على الجهاز إلا بعد ساعة من الختم على جواز هذا الإنسان مع انه ذو سن صغير ولا يملك مؤسسة ولا حتى بيت صغير، كما حال سبعين في المائة من الشعب السعودي، مع أن ما صدر من أوامر أخيرة من ملك الإنسانية بأن يبدأ العد التنازلي لهذه المشكلة وحل هذه الأزمة من ضمن آلاف المشاكل المتراكمة على رأس المواطن الضعيف الذي لا يملك حتى ثمن الرغيف ، غير المشاكل الأخرى بداية من وزارة التعليم ولا تنتهي حتى عند وزارة الصحة أو الإعلام أو العمل التي أصبحت بلا عمل، فقد وقف هذا الشاب وهو ينظر حوله ويسرح بعيدا وقال  في نفسه ، كما أنه اتصل بي عبر الهاتف المحمول ليقول لي متى سنكون أحرارا من غير عبودية ولا أخطاء مطبعية وتهجمات من يملك سلطة تنفيذية لأخذ بثأر إنسان عبر إنسان آخر ويملك مفاتيح توقيف العباد من غير قانون ولكن باستعباد وإلقاء الأوامر على موظفين لا يملكون إلا أن يقولوا "حاضر" لمن بيده نزع الشريط من على أكتافهم أو زجهم بغياهب السجون التي من المفترض أن تكون لأصحاب الجرائم  والسوابق وليس لأفراد من الشرطة أو الجوازات الذين لم ينفذوا أوامر هذا المسئول أو ذاك الذي جاء بالأمر المفعول حين تلقيه أمر من لديه جزء كبير من إدارة بقعة جغرافية كبيرة ومهمة كأمير ومسئول عما يدور في كل زاوية وممر وساقية ، ولكن للأسف كما العادة، الخلل أكبر من تحمل هذه المسئولية والدفاع لا يكون إلا عند  يتحمل المسئولية ، وإلا ليتركها لمن هو جدير ومؤمن بإصلاح الأمور بطريقة جذرية ، وهذه قصة مروية ومعتادون عليها منذ زمن السيول والإطاحة بشخصيات وهمية لأسباب إعلامية وتضليلية.
تكفيني هذه السطور لما دار في ذهني عند سماعي هذه القصة من هذا الشاب المقهور، الذي يوجد مثله في كل بيت ولكن بشكل مكتوم ومجهول، لخوفهم الدائم من العقوبة التي سينالها كل مسئول عند كشف حقيقة ما يجري في الأزقة والبيوت والقصص التي تروى الآن عبر اليوتيوب ويحبس البطل من غير جريمة ولا تهمة ولكن لمجرد قوله كلمة حق وسرده لواقع أليم يعايشه شريحة كبيرة من المواطنين مع أرقام وإحصائيات مذهلة لم تعجب هذا الأمير، لذا كتبت وقلت أن سمو سيدي ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز-حفظه الله- رجل الأمن والأمان والحقيقة والميزان ، يواجه تحديات كبيرة في كل الاتجاهات وتوقعات كبيرة من شريحة أكبر في المجتمع المحلي والعالمي في وقت وزمن لا يحتمل الوطن أن يثار فيه أية أمور وأخبار وقصص كانت بالأمس من المسلم بها من غير ما نقدر على مطالبة حساب هذا أو ذاك، أما الآن وما أتوقعه من نايف الأمن والأمان، أن تصير المملكة أكبر مثال للحقوق الإنسانية في كل مكان لإحباط كل المخططات الخارجية باتهامنا العنصرية الدينية والإرهابية والاجتماعية والحقوقية ، فالكل يعرف وهذا ليس بخاف على أحد ويوجد في كل القنوات العربية والأجنبية، حلقات وضعت لمناقشة الشأن السعودي عند استلام الأمير نايف ولاية العهد ، منهم من قال أنه سيدعم التيار الديني ، ومنهم من قال أنه رجل ذو ذكاء وفطنة وحنكة  وسيسير بكل عناية ودراية لتطوير جهاز المملكة المناعي لمواجهة كل الأمراض المستعصية بحنكة وروية ورؤية مستقبلية ، ومنهم من شكك في دوره، وقال إنه تكملة لسياسة قديمة حكمت وتحكم بالفطرة والبديهة، من غير تنظيم ولا رقابة دستورية ولا قوانين مفعلة عدلية، وأنا أقول أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز قادر بدعم من أخيه ملك الإنسانية، أن يحدث تغييرا جذريا في كل ما يثار على الساحة الوطنية من مشاكل ويعبر بنا إلى شاطئ الأمن الذي ينتظره كل مواطن حتى نحافظ على استقلالنا الترابي، ولا نواجه أعاصير أطاحت في أعتى وأقوى البلاد وكانت تعتبر القلب النابض للأمة العربية، فهو شجاع ومقدام يملك الآن كل المفاتيح للأبواب الموصدة، ويواجه تحديات على كل الأصعدة ، لذا وجب علينا مساندته في هذه البداية، التي أتمنى من كل قلبي وإحساسي بوطني أن تكون واضحة وجلية، وواقع نلامسه على كل الأصعدة، لنكف أيادي الفساد واللعب على الأوامر الملكية، ونكون بلاد تحكم بدستور أساسه العدل والمساواة ، والحقوق الإنسانية التي أساسها الكرامة والاحترام وتطبيق القوانين على كائن من كان، وتوقيف تلفيق القصص والمؤامرات والتشهير بكل من لا يشاركنا الرأي أو الأخلاقيات المدمرة لكل الإمبراطوريات والأمم السابقة التي تخلت عن إنسانياتها وليست أثوابا مصنوعة ودماء وثروات شعوبها.
بايع الشعب السعودي رجل عايش أجيالا سابقة ويعيش في وقت التحدي لكل ما هو آت من هذه الأجيال الحالية وحقوقهم المسلوبة الضائعة، وضياع تنفيذ القرارات في أجنحة وزوايا الوزارات والإمارات، وبكل شفافية ووضوح واحترام لا تسعه هذه السطور نتوقع من نايف الأمن والأمان، أن يصبح نايف الاستقرار، والعدل، والشموخ، في عهد قد بدأه بالحلف على القرآن أنه سيكون خلفا لسلطان الذي أعطى لكل إنسان ابتسامة ويد حنونة ومساعدة لكل متعثر حزين، فإنه خير خلف لخير سلف، ولكن الزمان اختلف ونريد من نايف الأمن والأمان كل ما يحتاجه هذا الزمان،  وأنا متأكدة بأنه بذكائه وبديهيته المعروف بها سيخلق جوا جديدا معطاء خلافا لما يتوقعه البعض في الداخل والخارج، من انغلاق وتزمت لا يليق بأخلاق هذا الرجل، والذين يعرفونه عن قرب سيعرفون انه سيحدث الفرق الذي نتوقعه في البقعة الشريفة والعريقة، ومن أهمها منطقة مكة المكرمة، وسيضع أياديه البيضاء ويصيغ ويعيد من جديد كتابة مستقبل هذه البلاد، متخطيا كل العقبات والتحديات والتوقعات، يدا بيد مع مليك الإنسانية شفاه الله لنا وأبقاه، ليمحيا سويا الظلم والعدوان من استغلوا مناصبهم في كل مكان وزمان، وبواقعية وشفافية ظاهرة للعيان لكل إنسان في الداخل والخارج غير عابئين بالأسماء الرنانة وأصحاب الألقاب المعروفة لدى كل إنسان ليخلقوا ثقة من المواطن بلا خوف ولا عبودية ولا استئثار بالمقاعد التي أصبحت وراثية.
نريد أن يرى المواطن أنه لا يوجد لديه أية أسباب جوهرية للمطالبة بحقوقه الإنسانية والاجتماعية والمعيشية، نريد أن نرى المواطن يسترد احترامه لذاته ووطنه وثقته بقادته أنهم بقيادة ملك الإنسانية وولي عهده ذو الوجه الطفولي الذي يتحلى بالأخلاق الإسلامية أن يضعوا المسؤولية على كل من أخطأ وعبث في الأرض فسادا، ومن استغلوا مناصبهم، ليشوهوا صورة هذه العائلة الملكية الكريمة التي كانت حريصة عبر كل ملوكها وولاة عهدها وكبار أمرائها أبناء عبدالعزيز أن يكونوا خير عون وكلهم أذن صاغية لمن يعاني في وطننا المعطاء. الذي أسسه صقر الجزيرة العربية.
التحديات كبيرة، والمطالب كثيرة، والتوقعات إن شاء الله ستكون ظاهرة للعيان، بأن نايف سيكون صخرة وقاعدة للتغيير في كل شبر في وطننا الحبيب، لإزالة كل ما يعكر  صفو طريق الحرية والاحترام والمساواة الحقوقية الوطنية، نحن جميعا ورائك يا صاحب السمو ، وسيكون كل الوطن والعيون الخارجية مترقبة  لما سيحدث على الساحة الوطنية، من تغييرات جذرية وعواقب وخيمة مفعلة مبينة لمن سيحاول أن يلعب على أوتار استقرار الوطن مهما بلغت درجته أو علا اسمه ومكانته، فالكل يجب أن يحاسب ، وهذا هو الوقت المناسب لبدء العد التنازلي لكل ظالم ومعتد وسيكون إن شاء الله عبرة ، وخلافا لكل التوقعات العالمية دائما أبدا حجر الأساس للتغيير والمثال كواحة الأمان الجغرافي في وسط منطقة الصراعات والحروب التي زلزلت الحكومات في كل مكان، لأن القوة هي إلهية وليست يد القوات العظمى التي احتمت ورائها هذه الأنظمة، وتهالكت وأصبحت رمادا منسيا بعد أن كانت قصصا أسطورية تروى في الليالي القمرية والأروقة السياسية والدبلوماسية على أنها باقية ما بقيت الأرض ومن عليها ، ولكن بطرفة عين وانتباهتها غيرها الله إلى أودية وقلاع مهجورة ودمرت مع أهلها تدميرا ربانيا لم ولن يقدر عليها أحد إلا من خاف مقام ربه ولم يخف في الله لومة لائم وكان إنسانا سويا.
همسة الأسبوع
هذا المقال كان طويلا لصعوبة التعبير عن هذه الأزمات الدولية والمحلية، ووصول الرسالة واضحة وجلية لكل من له أجندة ويريد أن يفسر كلماتي بأهوائه العنصرية والتدميرية، ولكنني وبإذن الله سأكون على قدر المسؤولية التي تخلت عنها الجبال وحملها الإنسان ، وأتمنى أن أكون قد حملت هذه الأمانة لروايتها والتعبير عن وطن وتراب قد بني بسواعد رجالها وأريد لها تكملة سياسة التوحيد من غير تفريق ولا انحيازية وتوزيع الثروات وترجيع الحقوق من غير عنصرية ولا نفاق ولا أسباب واهية أصبحت واضحة للعيان وجلية ، فلنخطف هذه اللحظة التاريخية لبداية جديدة وفجر ملؤه المساواة والاعتراف بالحقوق الإنسانية كدستور نبي الأمة الإسلامية.
   *كاتبة سعودية

4 comments:

  1. نحن نعرف ان لكل مهمة مسؤول ، فمن المسؤول عن الفقر وعن سجناء الراي ! لماذا يزج بالشيوخ في السجون ! لماذا السجناء السياسيين لا توجّه لهم تُهم ولا محاكمات ! من المسؤول عن غياب العدل ! لا ينفع التطبيل يا سمو الأميرة فالأمير نايف هو من يزج بأبناء الوطن في السجون بالسنوات حيث لا تُهمة ولا محاكمة ، هناك نساء ذهبن الى الوزارة لمقابلته يطلبن محاكمة ازواجهن وبالتالي خروجهم من غياهب السجون فما كان من الأمير الا اعتقال النساء والأطفال
    بربك يا سمو الأميرة هل يعقل ان تُسجن حُرة لأنها طالبت بخروج زوجها ثم تسجن هي واطفالها ! أين تطبيق الشريعة الإسلامية الذين تنادون بها ! نحن في دولة تستعبد مواطنيها ولا تنظر لهم الا كالراعي الذي يرعى غنمه فهو لا يبالي بمحبتهم له يسيّرهم متى شاء ويطمهم متى شاء ويذبحهم متى شاء فنحن يا سمو الاميرة مجرد قطيع عند الحكومة محكوم علينا بثلاثة اشياء ( لا أسمع ، لا أرى ، لا أتكلم ) هذه السياسة منذ صفرنا وتربينا عليها ، لولا قدرة الله الذي مكّن لنا ما تفضح الأنظمة من وسائل التخاطب الالكتروني ( يوتيوب ، فيس بوك ، تويتر ، مواقع اخبارية ومنتديات ) كل ذلك كفيلة الى ان يعرف الشب السعودي على وجه الخصوص كل ما كان التفزيون السعودي يمليه عليه في صغره ، بأنه كذب ،ويعيش كالبهيمة ليس إلا ،فلا عدل ولا مساواة ولا انسانية فقد انكشف القناع حتى عند اطفالنا دون تدخل منا فأصبحوا اقل ولاءاً منا في السابق ، لأن الوسائل متاحة لهم فآن لهم أن يعرفوا بأنهم العبيد القادمين فيأبون ذلك ولن تكون عندهم قدرة التحمل مثلنا ،ولكن صدقيني اطفالنا هم من سيثور اما نحن فقد اعلنا استسلامنا منذ زمن وليس لنا الى الدعاء على من ظلمنا فهو حسبنا ونعم الوكيل
    والثورة يا سمو الاميرة لن تكون من الشعب بل ستكون من بيت الحكم ومن ابنائكم واطفالنا سيشاهدون ذلك وربما يباركونه ...والله ستموتون وسنموت ويبقى الحي الذي لا يموت فالعدل تكون من المسؤل الأول وليس من دونه..

    ReplyDelete
  2. مدونه رائعه شكرا لمجهوداتكم

    ReplyDelete
  3. اطلقوا السجناء الذين بدون محاكمات واريحوا الشعب خففوا علينا الاحمال الثقيله فليس لنا قدره على تحملها والله ياسمو الاميره الشعب مكبوت وهذا حصيله السنين من التهميش تعب الشعب ارحموه فهو يستغيث .

    ReplyDelete