Monday 26 November 2012

عصر الجليد والتجمد


بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود*

احترت في اختيار عنوان هذا المقال في هذا الأسبوع الشديد الحرارة، أم أقول تجمد الضمائر، وتجميد قرارات أصبحت في ثلاجة الموتى في إحدى المستشفيات التي أغلقت حديثا.

الشارع يغلي، والقرارات تجري، وتنفجر على رؤوس الشعوب، وفي المقابل نرى التجلد يحيط عصرنا في تجمد مخيف للضمائر، والمشاعر وكأن المسؤولين يعيشون في كوكب ثالث، ونحن نعيش في كوكب أول وثانٍ، وما بينهما عالم واسع من الصقيع الذي جمد حتى الأخبار أن تصل إلى مسامع الأخيار الباقين على الساحة، فأصبح الجليد يجمد حتى الكلمات والأخبار، لكي لا تصل إلى العالم الثالث في سماء السحاب الذي يعيش فيه أصحاب القرار.

عصر جليدي قادم سيجمد كل من فكر ويفكر بأن يعيد لسعة الصقيع، وحسب أنه قادر على أن يكون على رأس الأمة في زمن النار وهو في زمن الجليد والصقيع.

تجمدت العقول ولم يعد يبقى إلا الصقيع الذي ينتشر في كل أنحاء الجسم العربي الذي بات متجمدا لا يتغير مع تغير قشرة الأرض التي اهتزت من جراء الزلازل المدمرة التي ألقت بأنهار من الحمم على خريطة كانت بالأمس مهد الاستقرار والغناء والهدوء والإيمان للعالم بأسره ، ماذا حصل ؟، ما هو هذا السر الذي جمد العقول، أو تجلدت العواطف والمشاعر معه ومن أجله؟، ما هو هذا السر الذي جاء بعصر لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، من ناحية التقنية الجليدية التي لم تعد أداة ثقافة بل أداة قذف وشتائم من غير أدنى شعور بالمسؤولية والاحترام والأخلاقيات السماوية، إن لم نقل المحمدية، فلنقل الإنسانية لأنها صارت عامة، وليست خاصة بشعب ما، بل أصبحت في كل قارة وشعب حتى البادية والهجر، ما هو حل ذوبان المشاعر وتجميدها في درجة ما تحت الصفر، بالنسبة للقرارات التي تتخذ من غير أدنى شعور بالمسؤولية نحو الأمم والشعوب التي ترضخ معظمها تحت خط الفقر، في كل أنحاء المعمورة، ما هو سر تجمد أصحاب القرار من اتخاذ قرارات ستجلدهم وتجمدهم في أمكنتهم، ليدخلوا التاريخ وهم على هذه الحالة من الفساد الذي لن تمحوه نيران الشعوب، ولا خذلان أصحاب القرار في شتى أنحاء المعمورة، كروت صفراء وخضراء، وحمراء نرفعها في وجه القرارات التعسفية، ولكن لا جدوى، فاللعبة أصبحت عالمية، ونحن نخترع لها ألوانا جديدة، وفصولا جديدة، وأنماطا جديدة، و"حرارات" جديدة، لم توجد من قبل على وجه الكرة الأرضية، فاللعبة أصبحت فضائية تتحكم فيها عوالم لم تسبق عبر التاريخ، إن وجدت لتقوم عليها حروب الكلام وتثار فيها الثورات حتى لو كانت عقيمة من غير جذور ولا انتماء، فاللعبة أصبحت مكشوفة لمن يريد الرؤيا، ولم تعد الأمور مجمدة تحت الطاولات وفي الأدراج، بل أصبحت مجمدة في العقول التي باتت تجلد الآخر من غير حدود ولا أخلاقيات.

ومنها في بلدنا الحبيب سابقة لم نعدها من قبل، وزير العمل يأتي بقرار يعرف تماما أنه سيثير احتجاجات كبيرة في أواسط رجال الأعمال، وأن الصغار هم الذين سيتأثرون، والكبار فاللهم حدث ولا حرج، لأنهم مجمدون خارج نطاق القوانين، هل وزير العمل يتبع سياسة إيرانية، لكي يثور الشعب مثل ما ثار الشعب في الأردن الشقيقة من أجل ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات في زمن الجليد والصقيع الآتي، ما هو وراء قراره يا ترى، ما هو وراء قراره ومليكنا في مرحلة الشفاء، ويحتاج من يدعو له لا من يدعو عليه، أجندة من يا ترى يتبع الوزير، وهو ومنذ كان في جدة، تنبع من تحت أيديه كوارث السيول المدمرة لأهل جدة، ومن بعدها السيول المدمرة للمملكة في استصدار قوانين تدمر البنية الاستهلاكية والمصنعة للإنسان والمواطن الذي لا ينتمي لفئة الوزير التي تجمدت عواطفهم وعقولهم عند حدود البلايين التي لا يستطيعون أن يعدوا ما لديهم من ثروات لأنها فاقت ما يمكن تصوره من الماوطن البسيط، لذا عندما يصدر الوزير القانون ، فإن تفكيره وعقليته لا ترى الطبقة الأولى والثانية من الكرة الأرضية لأنه في العالم الثالث مع الأرقام السداسية والسباعية والخيالية، التي تجمدت من كثرة انهطال أمطارها من كل حدب وصوب، فلم يعد قادرا على التركيز في تجميد ما هو قابل للاشتعال.

وأما وزارات التشبيك والاجتماعية والعدلية، فهي حالة مجمدة منذ زمن بعيد، ولا أرى لها مخرجا إلا وضع حرارة عالية التركيز لإزالة الصقيع من تحت كراسي المجمدين عليها منذ أزمنة طويلة، حتى يتسنى لنا ان نزيلهم عن المقاعد بعد أن تزيل التجميد الحاصل نتيجة الجليد الذي ألصقهم بمقاعدهم، ولم يريدوا أن يتدفئوا بحرارة الإنسانية التي توفر الراحة النفسانية لمن يريد أن يواجه ربه بنية صافية لا مانع بينها وبين خالقها، إلا حالة من تجمد الضمائر وعصر جليد من المشاعر.

وهذا أقوله لمصلحة وطننا الحبيب حتى يطلع مليكنا بالسلامة من حالة المرض إلى الشفاء العاجل، ليعجل الله بتسييل الأوامر التي تجمدت بفعل موجة الصقيع، لذا نريد حرارة الإصرار على التغيير، كما أريد ان أوجه عناية الجميع أن يشاهدوا ويروا ويسمعوا عما يجري في مصر الشقيقة وتونس الحبيبة من انهيار ما يسمى بالديمقراطية، لأنها في الأصل أتت باسم الإسلام، والدين، ولم تأت باسم الله والإنسان، الذي استعمل من قبل هذه الأنظمة ليتفرعنوا على الشعوب باسم حضارة ودين اندثر من زمن بعيد.

همسة الأسبوع

عواصف وليست همسات باكية بالطريق، لكسر حالة التجمد التي أضحت عصر الجليد.

عتبي..

عتبي على كل من نزل اسم أمي واسمي في القنوات الإعلامية على أنها تنتمي إلى اليهودية، عتبي على كل من لا يحترم الآخر، ويجمد الأخلاقيات بشكل نهائي، ولكن لربما كانت أمي لعبة في أيديهم ، وهي في ذمة الله ، وعائلتها معروفة في سوريا وانتمائاتهم، ولكن إن كان ولابد، أن يجعلوني من أسرة يهودية، فلربما أتوسط عبر نتينياهو بإحلال السلام بين الفلسطنيين والعرب واليهود، واستخدم هذا الهجوم والقذف كأداة للسلام العالمي والمحلي ولربما ضارة نافعة، ولهذا سأكتب وأقول: " حسبي الله ونعم الوكيل" ولكن أعود وأقول كل ضارة لربما نافعة، والسلام على من أتبع الهدى.

 

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

عصر الجليد والتجمد


بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود*

احترت في اختيار عنوان هذا المقال في هذا الأسبوع الشديد الحرارة، أم أقول تجمد الضمائر، وتجميد قرارات أصبحت في ثلاجة الموتى في إحدى المستشفيات التي أغلقت حديثا.

الشارع يغلي، والقرارات تجري، وتنفجر على رؤوس الشعوب، وفي المقابل نرى التجلد يحيط عصرنا في تجمد مخيف للضمائر، والمشاعر وكأن المسؤولين يعيشون في كوكب ثالث، ونحن نعيش في كوكب أول وثانٍ، وما بينهما عالم واسع من الصقيع الذي جمد حتى الأخبار أن تصل إلى مسامع الأخيار الباقين على الساحة، فأصبح الجليد يجمد حتى الكلمات والأخبار، لكي لا تصل إلى العالم الثالث في سماء السحاب الذي يعيش فيه أصحاب القرار.

عصر جليدي قادم سيجمد كل من فكر ويفكر بأن يعيد لسعة الصقيع، وحسب أنه قادر على أن يكون على رأس الأمة في زمن النار وهو في زمن الجليد والصقيع.

تجمدت العقول ولم يعد يبقى إلا الصقيع الذي ينتشر في كل أنحاء الجسم العربي الذي بات متجمدا لا يتغير مع تغير قشرة الأرض التي اهتزت من جراء الزلازل المدمرة التي ألقت بأنهار من الحمم على خريطة كانت بالأمس مهد الاستقرار والغناء والهدوء والإيمان للعالم بأسره ، ماذا حصل ؟، ما هو هذا السر الذي جمد العقول، أو تجلدت العواطف والمشاعر معه ومن أجله؟، ما هو هذا السر الذي جاء بعصر لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، من ناحية التقنية الجليدية التي لم تعد أداة ثقافة بل أداة قذف وشتائم من غير أدنى شعور بالمسؤولية والاحترام والأخلاقيات السماوية، إن لم نقل المحمدية، فلنقل الإنسانية لأنها صارت عامة، وليست خاصة بشعب ما، بل أصبحت في كل قارة وشعب حتى البادية والهجر، ما هو حل ذوبان المشاعر وتجميدها في درجة ما تحت الصفر، بالنسبة للقرارات التي تتخذ من غير أدنى شعور بالمسؤولية نحو الأمم والشعوب التي ترضخ معظمها تحت خط الفقر، في كل أنحاء المعمورة، ما هو سر تجمد أصحاب القرار من اتخاذ قرارات ستجلدهم وتجمدهم في أمكنتهم، ليدخلوا التاريخ وهم على هذه الحالة من الفساد الذي لن تمحوه نيران الشعوب، ولا خذلان أصحاب القرار في شتى أنحاء المعمورة، كروت صفراء وخضراء، وحمراء نرفعها في وجه القرارات التعسفية، ولكن لا جدوى، فاللعبة أصبحت عالمية، ونحن نخترع لها ألوانا جديدة، وفصولا جديدة، وأنماطا جديدة، و"حرارات" جديدة، لم توجد من قبل على وجه الكرة الأرضية، فاللعبة أصبحت فضائية تتحكم فيها عوالم لم تسبق عبر التاريخ، إن وجدت لتقوم عليها حروب الكلام وتثار فيها الثورات حتى لو كانت عقيمة من غير جذور ولا انتماء، فاللعبة أصبحت مكشوفة لمن يريد الرؤيا، ولم تعد الأمور مجمدة تحت الطاولات وفي الأدراج، بل أصبحت مجمدة في العقول التي باتت تجلد الآخر من غير حدود ولا أخلاقيات.

ومنها في بلدنا الحبيب سابقة لم نعدها من قبل، وزير العمل يأتي بقرار يعرف تماما أنه سيثير احتجاجات كبيرة في أواسط رجال الأعمال، وأن الصغار هم الذين سيتأثرون، والكبار فاللهم حدث ولا حرج، لأنهم مجمدون خارج نطاق القوانين، هل وزير العمل يتبع سياسة إيرانية، لكي يثور الشعب مثل ما ثار الشعب في الأردن الشقيقة من أجل ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات في زمن الجليد والصقيع الآتي، ما هو وراء قراره يا ترى، ما هو وراء قراره ومليكنا في مرحلة الشفاء، ويحتاج من يدعو له لا من يدعو عليه، أجندة من يا ترى يتبع الوزير، وهو ومنذ كان في جدة، تنبع من تحت أيديه كوارث السيول المدمرة لأهل جدة، ومن بعدها السيول المدمرة للمملكة في استصدار قوانين تدمر البنية الاستهلاكية والمصنعة للإنسان والمواطن الذي لا ينتمي لفئة الوزير التي تجمدت عواطفهم وعقولهم عند حدود البلايين التي لا يستطيعون أن يعدوا ما لديهم من ثروات لأنها فاقت ما يمكن تصوره من الماوطن البسيط، لذا عندما يصدر الوزير القانون ، فإن تفكيره وعقليته لا ترى الطبقة الأولى والثانية من الكرة الأرضية لأنه في العالم الثالث مع الأرقام السداسية والسباعية والخيالية، التي تجمدت من كثرة انهطال أمطارها من كل حدب وصوب، فلم يعد قادرا على التركيز في تجميد ما هو قابل للاشتعال.

وأما وزارات التشبيك والاجتماعية والعدلية، فهي حالة مجمدة منذ زمن بعيد، ولا أرى لها مخرجا إلا وضع حرارة عالية التركيز لإزالة الصقيع من تحت كراسي المجمدين عليها منذ أزمنة طويلة، حتى يتسنى لنا ان نزيلهم عن المقاعد بعد أن تزيل التجميد الحاصل نتيجة الجليد الذي ألصقهم بمقاعدهم، ولم يريدوا أن يتدفئوا بحرارة الإنسانية التي توفر الراحة النفسانية لمن يريد أن يواجه ربه بنية صافية لا مانع بينها وبين خالقها، إلا حالة من تجمد الضمائر وعصر جليد من المشاعر.

وهذا أقوله لمصلحة وطننا الحبيب حتى يطلع مليكنا بالسلامة من حالة المرض إلى الشفاء العاجل، ليعجل الله بتسييل الأوامر التي تجمدت بفعل موجة الصقيع، لذا نريد حرارة الإصرار على التغيير، كما أريد ان أوجه عناية الجميع أن يشاهدوا ويروا ويسمعوا عما يجري في مصر الشقيقة وتونس الحبيبة من انهيار ما يسمى بالديمقراطية، لأنها في الأصل أتت باسم الإسلام، والدين، ولم تأت باسم الله والإنسان، الذي استعمل من قبل هذه الأنظمة ليتفرعنوا على الشعوب باسم حضارة ودين اندثر من زمن بعيد.

همسة الأسبوع

عواصف وليست همسات باكية بالطريق، لكسر حالة التجمد التي أضحت عصر الجليد.

عتبي..

عتبي على كل من نزل اسم أمي واسمي في القنوات الإعلامية على أنها تنتمي إلى اليهودية، عتبي على كل من لا يحترم الآخر، ويجمد الأخلاقيات بشكل نهائي، ولكن لربما كانت أمي لعبة في أيديهم ، وهي في ذمة الله ، وعائلتها معروفة في سوريا وانتمائاتهم، ولكن إن كان ولابد، أن يجعلوني من أسرة يهودية، فلربما أتوسط عبر نتينياهو بإحلال السلام بين الفلسطنيين والعرب واليهود، واستخدم هذا الهجوم والقذف كأداة للسلام العالمي والمحلي ولربما ضارة نافعة، ولهذا سأكتب وأقول: " حسبي الله ونعم الوكيل" ولكن أعود وأقول كل ضارة لربما نافعة، والسلام على من أتبع الهدى.

 

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

Sunday 25 November 2012

حرمة.. مكانة المرأة السعودية لا تحررها من التبعية للرجل


(المقالة منقولة من موقع ميدل ايست أونلاين, وأن مدونة  الأميرة بسمة غير مسؤولة عن فحواها)


حرمة.. مكانة المرأة السعودية لا تحررها من التبعية للرجل

مخرجة سعودية تسلط الضوء على القوانين الذكورية الصارمة ضد المرأة، وتدعو لإعادة النظر بمصطلح ‘ولي الأمر’.

ميدل ايست أونلاين

هل ثمة أمل بالتغيير؟

الدوحة – تتناول المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل في ثاني تجربة روائية قصيرة لها وضع المرأة السعودية، في فيلمها المشارك في مسابقة الافلام العربية القصيرة في مهرجان الدوحة – ترايبكا.

ويحمل هذا الفيلم اسم “حرمة”، وهو اسم يطلق على المرأة في عدد من البلدان العربية، وعملت مخرجته فيه على ابراز القدرة الكبيرة للمرأة على الاحتمال.

وتقول المخرجة ان فكرة الفيلم، وهو اول عمل لها يصور في السعودية، جاءت من تجاربها الشخصية، وايضا من قصص وحكايات لاقارب ومعارف من النسوة غير القادرات على التمتع بالاستقلالية في المجتمع السعودي اليوم مهما علا شأنهن.

وتضيف المخرجة الشابة التي تؤدي في الفيلم دور امرأة تخضع لقوانين صارمة مثل عدم جواز قيادة السيارة “من الصعب جدا ان تكون المرأة في الحياة بمفردها اذا لم تكن منتمية لرجل في السعودية”.

وتطرح عهد علامات استفهام على بعض الافكار السائدة او على تطبيقاتها، وتقول مثلا “لست ضد فكرة ولي الامر لكن مع اعادة النظر بها، لان فكرة ولي الامر حين ولدت كان المجتمع مختلفا تماما” معتبرة ان التطبيقات القديمة لم تعد قابلة للحياة اليوم.

ومثل كثير من النساء في السعودية، فان بطلة فيلم “حرمة” تلك المرأة الحامل التي يتوفى زوجها على نحو مفاجئ تجد نفسها غير قادرة حتى للخروج بحثا عهن عمل، تحت ضغط المجتمع.

وترى المخرجة ان هذه القيود المفروضة على المرأة غير طبيعية، وتقول “اذا كنت امراة بالغة عاقلة راشدة فلم لا يكون لي رأي في حياتي واموري الخاصة وامور حياتي؟”.

انطلاقا من هذا الوضع ومن احداث واقعية، تركب المخرجة قصتها كي تكشف النقاب عن وضع يسبب معاناة عبثية يعرض الشريط ظروفها وتوضع كأسئلة برسم المشاهد.

وتهدي المخرجة فيلمها المبني على احداث واقعية الى مدينة جدة، غير انها تقول ان ابرز صعوبة واجهتها كانت تحدي الوقت لكنها حصلت على تصريح بالتصوير وهو ما لم تكن تتوقعه. اما اهل الحارة المتواضعة التي صور بها الفيلم فكانوا مرحبين جدا.

في بداية هذا الفيلم القصير، تتقيأ المرأة الحامل كانما هي تفرغ ما في جوفها لشدة الضغط الذي يحيط بها وعدم قدرتها على اعالة جنينها.

ووجدت الرؤية التي تناول فيها الفيلم واقع المرأة صدى لدى شركة الانتاج الفرنسية “بيزيبي بروديكسيون”، فتبنته وانتجته ليعرض على قناة “آرتي” الثقافية الفرنسية الالمانية في تاريخ لم يحدد بعد.

وتطمح المخرجة التي درست الفن السينمائي في نيويورك وتميل الى السينما الفرنسية كما تجد نفسها قريبة من السينما الاميركية لان تصل الى العالمية من خلال اعمالها القادمة.

اما لدى سؤالها عما اذا كانت سترى فيلمها معروضا في السعودية او في مدينة جدة حيث صور، فتقول “ان كنت واقعية فلا اعتقد انه سيعرض في السعودية”.

لكنها تظل مؤمنة بان وجودها ووجود بعض مخرجات اخريات الآن على الساحة الدولية “سيشجع على ان تعرض اعمالنا في بلدنا لان السينما ثقافة وفن انساني وليست ضد الاسلام ولا ضد العادات والتقاليد لكنها تعكس الحالة الانسانية التي يعيشها الناس”.

وبات خروج المخرجين وخصوصا المخرجات السعوديات الى الساحة الدولية مفتاح امل للتعبير عن الواقع والافكار والرؤى بخصوص المجتمع السعودي.

وكان فيلم “وجدة” لهيفاء المنصور، وهو الفيلم الروائي الطويل الاول لمخرجة سعودية يعرض في مهرجان البندقية في ايلول/سبتمبر الماضي، قوبل بالترحاب من قبل النقاد والمشاهدين.

ويبدي الجيل الجديد من السينمائيات السعوديات املا بتأسيس سينما حقيقية في بلدهن، اذ ان “الجيل الجديد لا يمكن قمعه”، و”لا شيء مستحيل” على ما يقول بعضهن.

الوزير و القبعة


جملة قرارت صدرت في السعوديه لتنظيم سوق العمل .. ابرزها فرض رسوم ماليه على الشركات التي يفوق فيها عدد الموظفين الاجانب نظراءهم السعوديين.. الهدف كما يقال تعزيز سعوده سوق العمل وتشجيع اربابه على اللجوء الى سوق العمل المحلي، لكن هل كانت قرارات في محلها ووقتها ، وأن كانت كذلك فلماذا يثور الجدل حول مدى جهوزيه واستعداد القطاع الخاص السعودي للتخلي عن العمالة الاجنبية وقد وصفه البعض بانه متسرع ومفاجئ..

الم ننبه سابقا ونحذر باهمية الاعداد والدراسة المتأنية لسوق العمل .. وضروره اشراك قطاع رجال الاعمال في وضع الاسس والتصورات بعيدا عن متاجرات .. ولماذا الأن وكنا طالبنا بتعجيل التحرك علي اسس واقعية وعلمية ..

نعود ونذكر بما قلناه في مقاليين سابقيين .. ان نفعت الذكرى

"المقال الثاني و الذي تم نشره"بتاريخ الاثنين، 18 مايو، 2009


 

الوزير و القبعة

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

 

طالعتنا الصحف منذ أسبوعين بصورة لمعالي وزير العمل الدكتور! الشاعر! الدبلوماسي! الروائي! والمؤلف السعودي المعروف، كما وصفته جريدة الشرق الأوسط في مقابلة مع «أبي يارا» كما يحب أن يسمي نفسه في يوم الخميس 7/5/ 2009 وهو يرتدي قبعة ماكدونالدز فوق غترة معاليه، كأنه في إعلان لمطاعم ماكدونالدز، كما تفضل أيضًا أبو سهيل بالعمل لدى فرع فدركرز في جدة العام المنصرم لابسا ثياب العاملين في هذه السلسلة الأمريكية من المطاعم، كما تشرفنا برؤية وسماع معالي الوزير في اليونسكو في تعليقات عن السعودة والعمل، كما تفضل أيضًا معاليه بمقابلة صحفية عن عدم رضاه أو بالأحرى تمنياته بأن السعودي لا يجب أن يمسك إلاَّ أعلى المراتب في سلم الوظائف.إشارات مختلفة يبثها معالي الوزير عبر وسائل الإعلام، فتارة ينادي بالسعودة، وتارة يرثي أحوال السعوديين والأمة العربية، وتارة يسوق لبعض الشركات الأجنبية بارتدائه القبعة والمريول، فأين المعادلة الصحيحة يا معالي الوزير؟وما معنى تصريح الوزير في جريدة الشرق الأوسط أن الأدباء الموظفين أنتجوا أضعاف ما أنتجه الأدباء المتفرغون، وأين هذه الإحصائية؟ وقد تطرق معاليه في نفس المقابلة لسياسات الدول العربية والقضية الفلسطينية وانتقد «العقول العربية المتحجرة» بقوله لعلهم بانتظار تأنيث المحلات النسوية، كما رشحت يا معالي الوزير العاصمة الصومالية مقديشو كأقوى العواصم العربية التي يمكن أن تعطي للعروبة شكلها في هذا الزمن الذي وصفته بالزمن العربي المرهون، ساخرًا من العرب (الذين أنت منهم) معتبرًا أنهم ربما ينتظرون تأنيث المحلات النسوية حتى يمكنهم تغطية عروسهم القدس، على ذمة المحاور!فأين عاصمتك يا معالي الوزير الرياض لم تخترها؟ ومبادرات الملك عبدالله التي لم يسبق لها أي رئيس أو ملك في هذا الزمن؟ والحلول والإصلاحات التي أرساها الملك منذ بداية حكمه؟ والنجاة من الأحوال العالمية التي طالت كل بلد عربي؟ فبفضل الله ثم حكمة مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وولي عهده، والنائب الثاني، انتصرنا على الإرهاب، وكنا قدوة تطلب فيها الدول جمعاء بما فيها الولايات المتحدة الخبرة والمساعدة والنصيحة التي طبقناها في بلادنا، ألم يكن من الطبيعي والإنصاف والولاء والحقيقة أن ترشح عاصمتنا ودولتنا وقائدنا؟ المشكلة أن الوزير انشغل بالإعلام وانشغل الإعلام به، فلا يكاد يمر أسبوع إلاَّ وهو متصدر الصحف بلقاء أو تصريح أو حوار أو قرار، فهل يبقى لدى الوزير وقت للتخطيط أو للدراسة؟ أم لديه فريق عمل متكامل ينفذ ويعمل ولكن لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم؟واقعنا لا يحتمل التأجيل، وأعمال المواطن متعطلة، والبعض يعيش ويرى ويتنفس الشعر والثقافة.أتمنى أن تخطو خطوة كبيرة في مجال العمل، كما في الشقيقة البحرين حيث أقر وزير العمل البحريني نظام العمل الجديد، وهو نظام يدرس منذ العام 2004 بين وزراء العمل في الخليج، وهو إلغاء نظام الكفيل، إنفاذًا لتوصيات مجلس حقوق الإنسان، وذلك لإلغاء السيطرة على العمالة ومعاملتهم كمقتنيات شخصية، وإلغاء ظاهرة العمالة السائبة، وإلغاء المتاجرة بالتأشيرات، وإلغاء تحكم وزارة العمل في العباد. فهذه خطوة جريئة تحقق بها المصالح الوطنية أهدافها وتلغي بها المصالح الشخصية للمتاجرين بالفيز والبشر، فيوجد في طيات ملفات حقوق الإنسان يا معالي الوزير تقارير مخزية عن حالة العمال في هذه المنطقة، فكيف بحال المواطن الذي لا يوجد له تقرير إلاَّ في أدراج الوزارات إلى أجل غير مسمّى؟ فالسعودة والمواطنة والعمل لا تتم إلاَّ بجهود الجميع، لا بكلمة أو سبق صحفي أو بقصيدة شاعرية.

 

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

 

Saturday 24 November 2012

الوزير الجديد...تسونامي العمل


جملة قرارت صدرت في السعوديه لتنظيم سوق العمل .. ابرزها فرض رسوم ماليه على الشركات التي يفوق فيها عدد الموظفين الاجانب نظراءهم السعوديين.. الهدف كما يقال تعزيز سعوده سوق العمل وتشجيع اربابه على اللجوء الى سوق العمل المحلي، لكن هل كانت قرارات في محلها ووقتها ، وأن كانت كذلك فلماذا يثور الجدل حول مدى جهوزيه واستعداد القطاع الخاص السعودي للتخلي عن العمالة الاجنبية وقد وصفه البعض بانه متسرع ومفاجئ..

الم ننبه سابقا ونحذر باهمية الاعداد والدراسة المتأنية لسوق العمل .. وضروره اشراك قطاع رجال الاعمال في وضع الاسس والتصورات بعيدا عن متاجرات .. ولماذا الأن وكنا طالبنا بتعجيل التحرك علي اسس واقعية وعلمية ..

نعود ونذكر بما قلناه في مقاليين سابقيين .. ان نفعت الذكرى

"المقال الأول و الذي تم نشره"بتاريخ الجمعة، 3 سبتمبر، 2010

الوزير الجديد...تسونامي العمل

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

وزارة العمل وما أدراك ما وزارة العمل، وزارة تأخرت سنتين عن إعلانها واعترافها بوجود سوق سوداء، وكأنها بهذا الاعتراف قد أزاحت عن عاتقها المسؤولية بالكامل، وقد تزامن إعلانها قبل عدة أيام من موت وزيرها -رحمه الله- الدكتور غازي القصيبي الذي لزم فراش المرض لمدة تزيد عن العام والنصف، لماذا تأخرت سنتين عن الإعلان؟ علمًا أنني منذ سنتين هاتفني نائب وزير العمل الحميد تعقيبًا على أحد مقالاتي ليناقشني وينفي وجود سوق سوداء للفيز، وكان يريدني أن أستشهد بأسماء الذين يبيعونها ويناقشني عن عدم مسؤولية الوزارة عن تردي الوضع، وعن فشل نظام السعودة وإلقاء المسؤولية التامة على أصحاب المنشآت والوزارات الأخرى التي تسببت في هذه الظاهرة وهذه الحالة المأسوية في قطاع العمل. الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- كتب على فراش المرض وهنا أنقل بعضًا مما جاء في القصيدة الحزينة: «قضيت عمري ها أنا أعود إذ لم يبق إلا القليل الله يدري أنني مؤمن في عمق قلبي رهبة للجليل مهما طغى القبح يظل الهدى كالطود يختال بوجه جميل أنا الشريد اليوم يا سيدي فاغفر أيا رب لعبد ذليل ذرفت أمس دمعتي توبة ولم تزل على خدودي تسيل يا ليتني ما زلت طفلًا وفي عيني ما زال جمال النخيل يا للكلمات الرائعة من عبد على فراش الموت يطلب التوبة والرحمة، كلمات حزت في نفسي وتركت آثارها العميقة في صفاء ليلة رمضانية وقد استعملتها في مقالي هذا ليس لأي غرض يسيء للراحل -رحمه الله- ولكن عبرة للقادم. فقد استلم الوزير الجديد ملفات أسخن وأعتى من تسونامي جدة، تسلم إرثًا من قوانين عقيمة لا تصلح إلا للتدريس والمحاضرات وليس للتطبيق والمبادرات. تصلح للأحلام الوردية والأفلام الوثائقية ولا تمت للواقع بصلة، خلفت أجواء رمادية من أعمال بلا عمال ووظائف من غير موظفين، ومبادرات من غير تطبيق، وجعلت المواطن ينظر للمقيم وكأنه عدو لدود يصارعه على لقمة العيش من غير مقدرة ولا حقوق، ولهذا أصبحت الأجواء الوظيفية ملبدة بالأخلاق العنصرية واللغات غير الحضارية، حتى في أوقاتنا الرمضانية. إن كان الراحل قد شغلنا في السياسة والفكر والشعر والأدب. فالقادم بماذا سيشغلنا؟ أفي المشاريع التسونامية أم في أنظمة جديدة جداوية؟ هل تاريخه سيكون عائقًا أم سيكون دافعًا لعادل فقيه لإثبات عدم صحة كل ما أتهم به أثناء إدارته لأمانة جدة لنصرخ مثل فيروز في أغنيتها الشهيرة: “يا رئيس البلدية..”، من الأمانة إلى العمل نقلة فجائية ونوعية، أهي لإزالته عن منطقة الخطر واستبعاده عن مواجهة القدر؟ أم هي لإعطائه فرصة لتحقيق هدف؟ إن كان هذا أو ذاك فكل الأنظار تتبعك أيها الوزير الجديد؟ لتثبت لنا ما هو جديد على ساحة العمل، هل ستضيف أم ستلبس ثوبًا فضفاضًا جديدًا؟ وتفصل لوطننا وزارة عمل بقوانين تغنينا عن الطلب؟ مواعيد ووعود وخطط وبوادر وما إليها من تعب في وضع خطط خمسية وأهداف عشرينية، ولكن هل سيعطيك القدر وقتًا لتصل إلى ما يصبو إليه المواطن والمقيم من تحقيق طلب؟ أم ستدار وزارة العمل كشركة استثمارية رغبة لمن يدفع أكثر ويحصل على الجائزة والعضوية؟ وزارة العمل وما أدراك ما وزارة العمل، كد وجهد، وآمال وطن، بأن تجعل للأغلبية عملًا، ليعيش المواطن ويحصل على قوته ويسد بها جوعه وكرامة إنسان، ويستعيد المقيم قيمته كإنسان، ونشعر بأننا نقيم حقًا في مملكة ملك الإنسانية الذي يشهد له ويشار له بالبنان بأنه قائد أمة الإسلام الذي يشعر بمعاناة شعبه ومعاناة كل إنسان يعيش على أرض وطننا الذي أكرمه الله بأفضل الأديان. كما أتمنى من أمين جدة الجديد ألا يقع في فخ الآمال والمنشتات الإعلامية التي باتت على لسان كل مسؤول بإيصال مدننا للعالمية، وقرانا وهجرنا تئن من النسيان والهجرة الجماعية من سكانها لقلة الموارد البسيطة من أدنى الاحتياجات الإنسانية، ومدننا الجميلة التي تحتاج إلى بنية تحتية، وحلول فورية لكوارثنا الطبيعية، وبحيراتنا الصناعية والأودية المليئة بالنفايات الكيمائية، فالأجدر والأهم معالجة مشكلاتنا الأبدية والبدائية قبل حتى التفكير بالمحلية فكيف بالعالمية؟ أم هي أصبحت ظاهرة عالمية تعلمناها كفنون إعلامية لجذب الأصوات المحلية، وتنقية الأجواء الصناعية من كل ما يعيق المسؤولين من تحقيق أجندات وأهداف نرجسية لا تصب إلا في مصالحهم الشخصية.


همسة الأسبوع :
لا يبقى من الإنسان إلا ذكراه فرحمك الله يا غازي القصيبي ووفقك الله يا عادل فقيه وأعاننا الله على أمين جدة الجديد لأداء الأمانة وقول الحق وإن عز.

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

 

Friday 23 November 2012

الحقيقة

من مقالاتي القديمة

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

 

الحقيقة في بلدنا خيال، والخيال في وطننا حقيقة، وواقعنا سراب نغني له كما غنت أم كلثوم الأطلال، عبر الشبكة العنكبوتية تتسلل آراء وخواطر بدون قيود أو رقيب، لذا عند كل رسالة أتلقاها عبر بريدي الإلكتروني الخاص بالقرّاء، أتشرب أفكار القراء، وأستنبط منها أحوالهم وداءهم وعللهم، كما يفحص الطبيب مريضه بدقة وعناية؛ ليعرف موضع الداء ويصف الدواء، ومن أهم العلل التي وجدتها لدى قرائي أن كلاً يقرأ ويفهم على طريقته، وكلاً يجاوب على طريقته، فعند كل مقال أرى مَن يفهم كلماتي ورسالتي، وأقرأ أحيانًا كلمات تنم عن بغض وحسد وعداوة، فلم يروا إلاّ الاسم، ولم يفطنوا إلى المعنى، فإنني إنسانة مثل كل الناس، وأنثى ككل الإناث، وأرى قضية وطني مثل أي مواطنة، ولدي انتماء وطني لله ثم مليكي والوطن، كما أنني لا أمت بصلة للنظرة التقليدية المتصلبة، بأننا أغنياء متسلطون، محددو الإدراك والشعور والانتماء، فنحن مثل كل الأسر الحاكمة وغير الحاكمة في العالم، منا الغني، ومنا البسيط، والمتعلم والمثقف، والأميّ والجاهل، كما لدى كثير منا أدوار يلعبها في المجتمع بدون تسليط الأضواء علينا، كما عهدنا في إعلامنا عن هذا أو ذاك، وتسليط الأضواء على أصحاب التبرعات والجمعيات، وأصحاب البنوك، والأسر المعروفة، والناشطين اجتماعيًّا، فمنا مَن يعمل بهدوء تحت جنح الليل، بدون ضجة ولا ضوضاء، ومع ذلك لم نسلم من «الخير يخص والشر يعم»، فالكثير من الأمراء يعملون كأطباء واستشاريين وعلماء، وبالأعمال الحرة والصناعية، والأعمال الإنسانية والاجتماعية والفنية، ولكن من غير الظهور الإعلامي والاجتماعي المكثف، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم أن صدقة السر أفضل من صدقة العلن، وعمل الخير تحت جنح الليل أفضل من المجاهرة بعمل الخير، ووضع الإعلانات في الصحف واللقاءات التلفزيونية كما في دولنا والدول الأخرى، فإنني عبر هذه الزاوية أتوجه لكل رجل وامرأة في هذا الوطن أن ينظر إلى هذه الأسرة ككيان واحد في حلل مختلفة، ورجال ونساء مختلفة أدوارهم وأسماؤهم وسماتهم، فليس من الإنصاف أن نتهم الطبيب بعدم معرفة المرض وآثاره إن لم يُبتلَ به أو يُصاب به، وليس من الإنصاف لأنفسنا أن نكره الطبيب لمجرد تشخيصه مرضنا، وليس من الإنصاف أن نطلب من الطبيب أن يداوينا إذا لم نرد الشفاء، ولا من الإنصاف من المريض أن يشكك في نزاهة الطبيب إن لم يرد أن يأخذ الدواء. فمَن نظر في عيوب غيره فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك هو الأحمق بعينه، فكم من صور نشرت في الصحف عن المتطوعين في سيول جدة وغيرها من الأزمات في بلادنا، رأيت فيها أخواتي وإخواني، وأبناء وبنات عمي، وبنات وأبناء أخواتي وإخواني يعملون بصمت بدون طلب ذكر أسمائهم في الإعلام، وكم من الآخرين كانوا مشغولين في الملتقيات، والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية وأخبارهم في الصحف اليومية، فمَن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، فإن كان كل إنسان سينتظر الآخر دائمًا لإصلاح نفسه فقد فسدت الدنيا، وإن كان الآخر سينظر دائمًا بعين واحدة وجهة واحدة للمشكلة فلن نفوز.الحقيقة في بلادنا خديعة كبرى، واسم تجاري لإعلان صحافي، الحقيقة في مجتمعنا أقنعة نرتديها عندما نريد، ونبدلها عندما نريد، الحقيقة في حياتنا ما يعجبنا، الحقيقة في واقعنا قصة جميلة أسطورية نحاول أن نعيشها، والخيال في عيشتنا قصة ننسج خيوطها لتصبح كخيوط العنكبوت متشابكة، من الصعب عزلها عن الحقيقة، فباسم الحقيقة أطالب بحريتنا من العقول المتلبدة بغيوم أعمتها عن الحقيقة وأتساءل:أين ذهبت أوامر الملك من المساعدات؟
أين تطبيق أوامر الملك على «كائنًا مَن كان»؟كيف نصل إلى هذه الحالة المتردية، وأوامر مليكنا واضحة؟
كيف نحتاج إلى مساعدات الأفراد، ولم يقصر ولي الأمر بأوامره بصرف كل ما تحتاج الأسر والأفراد والمشاريع؟
أسئلة ولكن لا ننتظر الإجابة!
والنفس تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من معاديهاعيناك دلتا عيني على
أشياء لولا هما ما كنت أدريها
همسة الأسبوع:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:المرء في زمن الاقبال كالشجرة وحولها الناس مادامت بها الثمرةحتى اذا ما عرت من حملها انصرفواعنها عقوقًا وقد كانوا بها بررة وحاولوا قطعها من بعدما شفقوا دهرًا عليها من الأرياح والغبرة قلّت مروءات أهل الأرض كلهمإ لاّ الأقل فليس العشر من عشرة لا تحمدن امرأ حتى تجرّبه فربما لم يوافق خبره خبره.

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

Sunday 18 November 2012

احتضان العالم في رحم أمة


بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود

 

تحدثنا كثيرا عن كل ما هو عابر سبيل، و" سيحدث " و"ليس له من دافع" إلا رب الخلائق. العالم يسير نحو هاوية لا يعرف لها مصير إلا رب العالمين، فنحن من سخر الله له الدنيا ومن عليها، والشمس والقمر، والكون بأسره لم يسعه صدر وحكمة امرأة، بل هجوم وحوار "طرشان" ، والكل يسمع ولا يجيب، أسلحة دمار شامل، تباع بالأسواق "على عينك يا تاجر"، و"تحت الطاولة" ، تدفع لأصحاب البلايين، اختيار مؤسسات بعيدة كل البعد، عن مخاض العالم، واحتضان فكر جديد، في رحم أمة ، لا تزال قيد الإعداد والتحضير: "القانون الرابع" هو ما يساوي بين "الفقير والغني" في الحقوق، من غير تفريق، ولا ينزع من أحد السلطة والملك، بل يعطي المزيد للبقاء في السلطة  من غير ثورات عقيمة لا تخدم إلا المصالح الغربية، فنحن لم نفهم حتى التركيبة البسيطة التي يجب أن نسير عليها من غير أن ندخل في تعقيدات لا تخدم الرجل ولا المرأة البسيطة، فإن كانت المعادلة في التسليح والقوى، فحدث ولا حرج في "مَنْ" هو "الأقوى".

اتفاقيات تبرم للجم صوت الشارع وسلب الحريات، إن كانت توجد بالأصل حرية للرأي، والنصح من قريب أو بعيد، والجميع يتبع فن  أمريكا، التي أصدرت قوانين تدعى "قوانين الحماية والتهديد والوعيد" لكل من يجرؤ أن يقول شيئا يفضح فيه من هم في أعلى السلطة وتوجهاتهم أكبر دليل استقالة رئيس "السي آي ايه" الذي قال "لا" ، لمن يريد استحداث وقلب المفاهيم وتصوير الأمور في غير صورتها، لذا وجب ازالته مثل ما يحدث في كل أنحاء المعمورة، فهذا أصبح معروفا ، ولو كنت في بلاد "الواق واق".

 لماذا الفكرة العالمية؟ الجميع خائف ولديه مناعة ضد أي نظام جديد، أقول هنا الخوف على اختراق شبكة تدر على أصحابها بلايين لا تحصى ولا يريدونها أن تتوقف، وباقي البشر يثورون، وتلطخ الأيادي بالدماء البريئة، التي ليس لها ناقة ولا جمل.

"القانون الرابع " هو بسيط ، لا يزيد ولا ينقص إلا إذا أراد الجميع أن يجهضوا هذا الأمل الأخير، ففي الغرب حيث القرار، بدأوا يسمعون ويستفيدون من الأفكار التي ستصبح واقعا بفضل الواحد الأحد إلى طريق ومنهاج يحمي الجميع، ويقلب الأتربة التي لابد أن تزرع فيها بذور خالية من الكيميائيات والملوثات لكي تبدأ أجيال التويتر والماسنجرعالمها، بكل عنفوانية واحترام لكرامة الإنسان التي أهدرت على شواطئ الطغيان والفساد، ولا يهم من يسن هذا القانون ، المهم هنا أن نطبقه ونستمد قوانينه الأساسية من الكتب السماوية التي لا تختلف في حقوق الإنسانية.

حواجز وهمية جغرافية لا تزال ضمن خطط ضمان السلطات المحلية، عاجزة عن فهم الخلطة السرية، و"الطعم" الجديد المحلي والعالمي، إنهم لم يعودوا قادرين أن يقفوا في وجه التغيير إلا باحتضان أممهم وفي رحم سياسات جيدة لمطالب الشعوب الحقوقية.

أنا أكتب هذه الكلمات من شعوري بالمسؤولية ووطنيتي التي لا أساوم عليها من أحد، لا من قريب ولا من بعيد، ولكن، وعندي دائما يوجد " لكن" ، هذا لا يعني السكوت والغموض في الأحاديث، ووضع الحلول ، لكل المشاكل التي تواجه العالم في كل مكان، ولديها قاسم مشترك ، وهو الفقر والبطالة والفساد، في كل مكان، والباقي "نخليه" للشعوب لقول ما تريد من تشريعات في بلدها كل حسب ديانته، وتراثه ، وثوابته.

الحلول البسيطة لم يعد أحد يريدها، لأنها  لا تستوجب دراسات تكلف بلايين الدولارات، كل يبحث على ما هو معقد لكي لا تنحل المسألة بطريقة بسيطة، وتهدأ الشعوب، وترجع أيام الرحمة، والعدل، والقانون.

من غزة ، دمشق، مرورا بحلب، حمص، عمان، لبنان، البحرين، وتونس ، مصر أم الدنيا، الكويت، الإمارات، تركيا، اليونان، بلغاريا، إسبانيا، فرنسا، وأمريكا، عبورا بالقارة السوداء، والحمراء، والصفراء، والخضراء، كلها تعاني من نفس الداء، وهذا و الدواء، القانون والحل الأخير لمسلسل استمر كثيرا، وأصبح جزءا من حياة العالمين، عنوانه الاستسلام، والفساد، حتى من قبل من أوصاهم الله أن يكونوا خلفائه، فأضاعوا الطريق، وأضاعوا الأمم في زحمة الجشع، والتكالب على المناصب والتشابيك.

همسة الأسبوع

لنحتضن العالم بكلتا اليدين ولنخرج من رحم هذه الأمة، دستورا عالميا، وهذا سيكون بإذن واحد أحد حتى لو وقفت وحيدة أمام سلطات العالم أنشد وأدعو للسلام والحقوق التي أضاعها غيرنا، ونحن علينا أن نكون من رحم أمتنا.

عتبي..

لم يعد يوجد عتب، فكل دقيقة أتفاجأ بخبر، ينسيني العتب ويجبرني على أن أدعو للجميع بأن يستيقظوا من حلم أن الأمم لا زالت تحكمها الحدود الجغرافية، ولم يدركوا أننا سافرنا ووصلنا إلى المريخ بواسطة تويتر، الذي أصبح برلمانا ومجلس شورى، وقضاء وأحكام، ووزارات، فليدركوا، إن لم يدركوا هذا التغيير، لن تحميهم كل العهود والمبادرات والأسلحة التقليدية، فإن بدأت الشعوب تقول لا فلن يوقفها إلا حكمة لقمان، وتصرف ذي القرنين، ومعجزة سلطة سليمان عليه السلام.

ندائي..

فكروا، وحلقوا، في سماء لم يخلقها إلا رب واحد، هو الذي يرحم ويعطي، ويزيل وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، لنمد أجنحتنا ونطير معا أسرابا، لنكن أقوياء في رسم حدود حرياتنا ، فليست التقنية ، ولا السلطة، ولا إنسان يقدر أن يسجن عقل وفكر إنسان، السجن هو فقط داخل عقولنا، ونحن الوحيدون القادرون على فك طلاسم المعادلة، التي هي بسيطة وسهلة الهضم والفهم، "القانون الرابع" نكتبه سويا لعالم أفضل للكرة الأرضية.

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah