Thursday 25 August 2011

رحلة 80 مليار


جلست أمام جهاز التلفاز أشاهد بهدوء وموضوعية ما تقشعر له الأبدان ويحار منه الزمان ويولد علامات تعجب واستفهام، ثمانون مليار ريال ، وما أدراك إلى أين ذهبت الثمانون مليارا، وفي جيوب من عبرت تلك الأرقام لتصل إلى ما صرفت له، مشروع القطار، كلنا نعرف تكلفته الأصلية والشكل الذي عرض قالبه على الملك وكان شبيها بالرصاصة الفولاذية والحضارة اليابانية، والتقنية الأمريكية، والرفاهية الفرنسية، ذو أرقام فلكية، وعندما بدأ تشغيله رأينا بضاعة صينية، لا تشبه الصور المقدمة إلى الملك والسلطات التشريعية، ولا تمت بصلة إلى الأرقام الفلكية التي سحبت من أجل تشغيل هذا القطار الذي وصف من أحد الحجاج بالخارج "عجبت يا جماعة المملكة تشغل هذا النوع من الأجهزة، إحنا ما عندناش فلوس ، بس شغلنا أحسن القطارات، بأقل الأسعار ، حتى لو كان إتاكل منها كتير ، ولكن صرف منها الكثير " عندما سمعت هذه العبارات هززت رأسي ، وقلت لنفسي : ما هو الجديد في الساحة، فهذا ما تعودنا عليه في كل مرة، أرقام فلكية ، وتنفيذ لا يرقى إلى اقل الحضارات تقدما، قالبا من غير قالب، قشور ذهب والقالب من تنك!
أما وفي نفس المجال ، تقف الساعة الرهيبة، ذات الشكل البريطاني الذي ينتمي إلى ساحة بيكنجهام، وليس فوق بيت الله الحرام ، والشعار الذي يعلو الساعة وكأنه محتار إلى أي ثقافة ينتمي ، فشكل الساعة فوق المسجد الحرام بحد ذاته"حرام"، وإن لم يجرؤ أحد من مشايخنا الكرام أن يقوله خوفا من السلطات المحلية والأوامر التنفيذية، فإنني أقولها ووجدت جمهور لا يخاف إلا رب العزة والجلال، إن كل الأشكال الهندسية التي أحيطت بالبيت الحرام ، هي ذات دلالة خطيرة ، لتغطية الكعبة الشريفة عن أعين المعتمرين والحجاج ، وسكان بكة الطيبة، ومرتع لمنتجعات لا تمت بصلة على روحانيات هذا البلد الأمين، ولا لشعائر الحج والعمرة من جهاد وشعور بالانتماء إلى الثقافة الإسلامية والشعائر الدينية التي أمرنا بها بان نزهد في الدنيا وما عليها ونتساوى كخلق أمام الرحمن، وشعائر هذا الدين الحنيف الذي ساوى بين العربي والأعجمي بالتقوى، أما كانوا يسألون أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين عندما كانوا يعتمرون أو يحجون لماذا لا يمتطون الأحصنة ويحملون الخيام ويتزودوا بأحلى الطعام وهم ذاهبون إلى هذه المناسك المقدسة، ألم يكن جوابهما شاف للقلوب الميتة بأنهما يريدا الأجر في كل خطوة مرتجلين الرحلة على الأقدام حتى ينالا الجر والثواب الكاملين، وألم يقولا إنها رحلة الجهاد الأكبر والشعور بالزهد من ما يعكر صفو هذه الرحلة الروحانية ، ألم يطلب الرسول بعدم أخذ أجر مبيت المسلمين الذين يصلون إلى مكة للحج والعمرة  ألم .... ألم.....؟ بينما نحن غارقون في بناء المنتجعات السياحية بمكة، وشوارعها ومن يقطنون بيوتها أو بالأحرى من بقي منهم ين من الجوع وخراب الشوارع والبيوت، والفقر المدقع،ومن لا يصدقني فليأخذ يمنه أو يساره عند وصوله إلى بكة ويجول في أروقة شوارعها، سيرى ما تقشعر له الأبدان من فقر مدقع، وبطون فارغة، وشيوخ وأطفال يئنون من أمراض مستعصية، بينما تؤجر الغرفة في أحد فنادق مكة أمام الحرم بعشرات الألوف، ويعطى لأصحاب العقارات المنزوعة القروش، ويفرضون عليهم القبول وإلا الويل والثبور.
ولنعود إلى مسألة الثمانين مليار التي منها توسعة المسعى، هل من المعقول هذا الرقم الخيالي الذي بتنا نعرف أنه عنوان إحدى الشركات الكبرى التي باتت الوحيدة في الساحة، تأخذ كل المناقصات الحكومية ، وتوزعها في الباطن بأسعارها المعهودة ، وجودة بنائها الذي بتنا نرى نتائجه في كل شوارع المنطقة الغربية ، وأبنية الأماكن المقدسة ونرضى بان نسكت عن هذه المهزلة الأزلية، فبالله عليكم ألا يكفي هذا المبلغ لبناء كل المنطقة الغربية والشرقية، وما جاورها من قارة إفريقية باتت تنام وتستيقظ على الجوع والموت السريع، ونحن نرى هذا المبلغ الرهيب ، يمرر عبر جلسة افتتاح ، ولا أحد يجرؤ أن يتقدم إلى مليكنا الحبيب ونايف الأمين ويقول لهما هذا هو الكذب الرهيب الذي يجب أن يحاسب عليه كل من نفذ واشرف على هذا المشروع الركيك، من قطار مشاعر إلى ساعة لا تنتمي إلى الحضارة الإسلامية ومسعى لا يحتاج إلى هذه الأرقام الخيالية، ثمانون مليار.. لنعدها، فلن نستطيع لأنها مبلغ يكفي لبناء وإشباع كل شعب المملكة العربية السعودية ، ويلغي كلمة فقر من هذه البقعة الجغرافية، وتعلو كلمة الحق التي يجب أن تستعيدها هذه السلطة التنفيذية التي أصبحت متعلقة في كراسيها منذ العهود البدائية الحجرية، لابد من المحاسبة ومساعدة كل بيت وأسرة في هذه البلاد الطيبة ، لتوظف هذه الأرقام الضخمة لأولويات وهي إسكان وإطعام سكان هذه الجزيرة العربية، وليس لتوسيع وتعمير ساعة تشبه أصنام الجاهلية، وأبنية تلغي هوية هذه البقعة الشريفة المكية، وتغطي على أول بيت وضع للإنسان وقطار ينتمي إلى العصور ما قبل الهجرية والصناعية.
من يجرؤ ويقول كلمة الحق لملك الإنسانية، لا صوت لمن تنادي ، وهذا ما تعودت عليه عند كتابة  مقالاتي ،  ولكن يوما ما سيصل الصدى ليصبح أزيزا وعندها ستسمع كلمة الشفافية وتصل إلى مليكنا، وأتمنى أن تكون من خلال علمائنا الذين أحملهم المسؤولية وأداء الأمانة بكل شفافية ومصداقية، فكفانا أكل لحوم البشر وصرف النظر.
همسة الأسبوع
لم يعد للهمس فائدة...
فيجب من الآن أن يكون الهمس رسالة واضحة لكل من له صوت ونخوة إسلامية ، فهذه مسؤولية سنسأل عليها ورسالة سنحاسب عليها.  
 *كاتبة سعودية

اللهم ارحمها واغفر لها وأدخلها جنة الفردوس اللهم آمين


انتقلت إلى رحمة الله تعالى الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز بن مساعد حرم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووالدة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية والأمير فهد أمير منطقة تبوك والأمير تركي مساعد وزير الثقافة والإعلام والأمير فيصل مدير عام مؤسسة سلطان الخيرية والأميرات نوف وجواهر والبندري ولولوة
إنا لله وإنا إليه راجعون

إنا لله وإنا إليه راجعون




بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي
إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
صدق الله العظيم
أدى خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بعد صلاة العشاء أمس في المسجد
الحرام صلاة الميت على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله بن فيصل بن
عبدالعزيز - رحمه الله -. وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أصحاب السمو الملكي
الأمراء أعمام وإخوان وأبناء الفقيد وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة
العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين وجموع المصلين في المسجد الحرام

Thursday 18 August 2011

رياح التغيير


كاميرات تجول بين الأقفاص، تبحث بين طابور طويل من كانوا وزراء، تقترب من وجوههم، تقرأ عباراتهم ، تتسلى بردود أفعالهم، تعنون مشاعرهم، وتحكي قصصهم، وتفضح أسرارهم، هذه هي قصة تاريخنا المعاصر، قصة محاكمة "مبارك" الرئيس المخلوع وحكومته التي كانت من أشد الحكومات عتادا وثقة في حكمها، واحتلالها مركزا لم يخطر على بال احد، أن تتزعزع أو تطال مفاتيح رزقها أو تحاسب على جرائمها وبغمضة عين وانتباهتها غير الله عليها من حال إلى حال، وتحول الهمس إلى ضجيج وصخب وثورة شباب، قالوا لا للاستعباد، قالوا لا لنهب الأموال ، قالوا لا لسنين من الخنوع واستعباد المخلوقات، وكأنها حيوانات أليفة لن تجرؤ على محاربة سيدها، وسلطانها وخليفتها، لن تجرؤ على فضح الحقائق، وإعلانها للخلائق، فاستيقظت الضمائر ورجعوا إلى الحديث القدسي الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال: "قال الله عز وجل، يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا، وسلطاني لن ينفد أبدا، يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملآنة" فمن يخشى قطع رزقه لمجرد قول الحقيقة فليتيقن أن الله وحده هو الرزاق وهو المعطي، فما نراه الآن في شتى البلاد التي أصبحت فيها الثورة عنوانا، رؤسائها مهجرين، أموالهم مستهدفة ، وستسحب منهم كماء السلسبيل، لأن الله لا يقبل إلا الحلال والرزق الكريم النظيف.
ولنكمل الحديث القدسي : وخزائني لا تنفد أبدا..  يا ابن آدم لا تأنس بغيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني وإن أنست بغيرك فتك وفاتك الخير كله)، فما نراه الآن أن حتى الأحزاب الدينية تطلب السلطة والسلطان وتدعو بالخلافة الإسلامية كحجة واهية لنيل المطالب الدنيوية التي باتت ظاهرة للعيان وظاهرة البيان ويعلو لها الحاجبان، من بجاحة وعلنية، ولم تعد تخاف البلية ولا البرية، وأصبحت ذات مسؤولية، في فرض العقوبات الإنسانية التي تمرر بسهولة وانسيابية، فأصبحت قوانين ضد الإرهاب وهي بحد ذاتها إرهابية، لا يخافها إلا ذوي العقول والضمائر الميتة، لأنها تخاف من الإنسان وليس من رب البرية.
ونكمل الحديث.. يا ابن آدم ! خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب؛ فإذا رضيت بما قسمت لك أرحت نفسك وكنت عندي محموداً، وإن لم ترض بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كما يركض الوحش في البرية، ولا يكون لك منها إلا ما قسمت لك، وكنت عندي مذموماً.) أما العبادة فنحن لا نراها إلا في شهر رمضان، وحتى في هذا الشهر أصبح الناس مسافرين، مهاجرين، ليس في سفر للخارج، بل سفرهم داخلي، يبحثون عن الدنيا، والمتاع، ويحلمون بسفرة غنية بالأطايب، وينسون من يموتون جوعا  ويبحثون عن لقمة في غياهب الطرقات المظلمة التي باتت لا تكفي عائلة، وبالكاد تكفي سد رمق الأطفال والعجائز، فأين ذهبت الضمائر وأين رحلت وسافرت القيم الإسلامية، بتوزيع الثروات والرضا بما قسمه الله، بل نراهم حتى في رمضان يلهثون لهث الوحوش، للاستيلاء على ما يوجد في الجيوب، ويغلون الأسعار حتى يملأون الجيوب والبطون بما حرمه الله فتسلطت عليهم الدنيا، فقد رأينا في البلاد المجاورة نتيجة جريهم وراء المال والسلطة، وفي النهاية أصبحوا مذمومين عند الله وعند البرية، أفلا يكفينا من أمثلة مجاورة لحدودنا، ليفيق من هم يتاجرون برقاب وأرزاق العباد؟
"يا ابن آدم خلقت السموات السبع والأرضين السبع ولم أعي بخلقهن ، أيعيني رغيف العيش أسوقه لك بلا تعب؟ وأنا رب رحيم وعلى كل شيء قدير ، يا ابن آدم ! إنه لم أنس من عصاني؛ فكيف من أطاعني، وأنا رب رحيم، وعلى كل شيء قدير؟ يا ابن آدم ! لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد. يا ابن آدم ! أنا لك محب؛فبحقي عليك كن لي محباً "
في هذا الشهر الكريم ترى الإنسان ينحر كما تنحر الشاه، فلا مجيب ولا رقيب، والعالم كله شهيد يشاهد الأرواح تزهق، والحقيقة الدامية بان لا أحد يجرؤ أن يقف بوجه هذه السلطات ، لأنها تماثلها بالعداء لرب العباد، فمن يحب الله، كما الله أحبه ورزقه وأعطاه لا يقف أمام ما يجري حوله من مجازر ويندد ويعاتب ، بل يقف وقفة الإنسان مع أخيه الإنسان مقابل حب الإله  الذي لم يطلب منا إلا الرحمة بيننا وإعطاء غيرنا ما نريده لأنفسنا، فأين العدل وأين المحبة، في وقفتنا وإيوائنا لمن طغوا في البلاد وأكلوا أرزاق العباد .
مجازر ترتكب لأجل البقاء في السلطة واستحكموا وأدمنوا القوة والرفاهية وأصبحوا سلاطين وخلفاء وأصبحت السلطة متداولة بينهم كإرث عائلي، وأولادهم يريدون الخلافة وكان الخلائق كلهم عبيد ، ونسوا أن الإسلام حرر الرقيق منذ ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين سنة، بل وستزيد ونحن باقون ونطالب بالمزيد، وأدمنا الرق والاستعباد، وتركنا الحرية والأسباب، هل حان وقت الرحيل؟ فالحقيقة واضحة للعيان بأن آن الأوان للتغيير ، وأصبح الموت أفضل وأحلى من البقاء تحت سيف الرق والعبودية والرضا بالفتات، وإرضاء ذوي السلطة، مقابل دراهم معدودة لن تفيد يوم لا ينفع لا مال ولا بنون.
فما يحصل حوالينا في هذا العالم الذي أصبح يتغير من دقيقة إلى أخرى ومن جمعة تحرير إلى جمعة أنين، من المفروض أن يجعلنا نعتبر بأن الأمور لم تعد مستحيلة على من بيده القدرة والوسيلة ، فيجب على شيوخنا الاعتبار، وعلى صغارنا التعلم والتغيير وعلى وجهائنا الخوف من الرب الرقيب.
يجب علينا في هذا الشهر الكريم أن نتغير ونفتح أعيننا على ما يجري حولنا ، ونصلح بيتنا من الداخل في كل المجالات، فلا يوجد في بلادنا جهاز واحد يدار بجودة وجدارة، مع أن ملك البلاد أعطى كل ما في تمكين السلطات التنفيذية في تنمية مواردنا البشرية في كل المجالات المعيشية ، ولكننا للأسف لا نزال ضمن المنشتات الإعلامية، بل عدنا إلى الوراء سنين ضوئية، بدل أن نسرع بالتغييرات الجذرية لدرء بلادنا من التغييرات المناخية.
همسة الأسبوع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة"
فإن الإسلام ليس اسما ولا زعما ولا انتسابا ولا نسبا ، ولكنه إخلاصا قلبا وقالبا..

   *كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

Tuesday 16 August 2011

هل الدين الأسلامى كان مختلف قبل سفر ملايين المصريين الى السعوديه

 الشيخ مصطفى إسماعيل وعائلته

الشيخ أبو العينين شعيشع وعائلته



وجدت هذه الصور لإثنين من كبار مقرئينا، الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ أبوالعينين شعشيع، والصور عائلية بها إلى جانب القارئ الشيخ زوجته وأولاده، والغريب أن زوجتىّ حفظة كتاب الله سافرتين، أى والله، وهو أمر عجيب فى زمننا الحالى، فكيف يكون شعرهما مكشوفًا فتنة للناظرين، وإنى لأرجو أن يتكرم أحد رجال الدين الإسلامى الحالى الأفاضل أن يوضح لى لماذا كان الدين الإسلامى مختلفًا عنه الآن، ألم يعلم شيخانا أن شعر المرأة عورة وأنها ستدخل النار من جراء ذلك، بل وبلغت بهما الجرأة أن تقفا بهذا المظهر الفتان الفتاك أمام المصور، بل وتم نشر هذه الصور على صفحات الجرائد والمجلات، نشرًا للفسوق عافانا الله وعافاكم، ولذا وبعد أن رأينا بالدليل الدامغ جرأة هذين الشيخين على الدين وماهو معلوم منه بالضرورة، فإنى أطالب برفع تسجيلاتهما من الأسواق وعدم التعامل معهما جزاءً لما بدر منهما من تطاول على الدين وجهل بأحكام القرآن الذى يتلوانه دون فهم نهارًا ومساءًا
بعد ما سبق إيجازه، أرجو أن تكون هذه الصور مفيدة لكل من يتصور أن عفة المرأة وشرفها فى تغطية شعرها، فهاهو الدليل أمامنا أن حتى زوجات رجال الدين لم يتصوروا آنذاك -كما هو الوضع حاليًا- أن الحجاب أهم من الأخلاق وإعلاء القيم النبيلة التى ينص عليها هذا الدين العظيم، حيث وقر فى نفس المسلمين أن عفاف المرأة يكمن فى لباسها المحتشم دون الحاجة إلى تغطية الشعر، وإننا لو آمنا بكل ما ينادى به فقهاء هذا العصر لكان آبائنا وأجدادنا فى النار إلى أبد الآبدين لعدم قيامهم بإتباع شيوخ الفضائيات وفتاواهم التى أتت على الأخضر واليابس، وأصبحنا بفضلهم نشعر إننا مهما فعلنا وعبدنا الله وأقمنا شعائره فنحن مقصرون فى حق ديننا ومصيرنا إلى جهنم وبئس المصير
إن المراقبون لتطور مسألة الحجاب لابد وأنهم لاحظوا الدور الخطير الذى لعبه بعض التجار ورجال الأعمال الذين إتخذوا من الدين وسيلة للتربح فقاموا بإملاء أجنداتهم الخاصة والتى تصب فى مصالحهم التجارية على بعض رجال الدين الذين باعوا ضمائرهم لمن هم من نوعية السيد السويركى مالك سلسلة محلات "التوحيد والنور" والذى تزوج ما يزيد عن ثمانين إمرأة، بل ونشرت الجرائد ووسائل الإعلام أنه تم القبض عليه لإدانته بالجمع بين خمس زوجات فى وقت واحد، هذا فضلاً عن العديد من محلات ملابس المحجبات التى أُشير فى بعض التقارير إلى قيامها بدفع مرتبات شهرية لبعض رجال الدين للترويج للدين الجديد الذى لا يرى من المرأة إلا عورتها التى يجب إخفائها بالملبس الإسلامى الشرعى المتواجد فى هذه المحال المتخصصة، وأهلا بك يا أختى البريونية 
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم ولكنى رأيت أنه من واجبى أن أنشر ما رأيت فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لا أقبل أن أكون شيطانًا ولا أدافع عن دينى العظيم  الكاذبين والأفاقين

Saturday 13 August 2011

خذوا علمكم من علمائكم المخلصين والنصيحه والحلول من كتابكم الصريحين الذين لايبيعون و يشترون ايات الله بثمن


قوامة الأمة على الحكام
أ. د/عبد الكريم بن يوسف بن عبد الكريم الخضر
أستاذ الفقه المقارن في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة القصيم
عقوبة تخلي الامة عن واجبها:
كلنا شاهد وسمع في الاحداث الاخيرة فيما سمي بربيع الثورات العربي من قتل وجرح وتشريد وانتهاك للأعراض واعتداء وسلب للأموال واعتقالات جماعية من قبل بعض المنتسبين للحكومات العربية من اجل حفاضهم على كراسيهم وسلطتهم على رقاب بعض الامة ,وتمسك بعض هؤلاء المعتدين بنصوص واهية زعموا بها ان من حقهم الاعتداء عليها وان هذا الحق الشرعي الذي قاموا به ويقومون به وسيقومون به انما هو من صلب شريعة الاسلام المطهرة ,و اصوله العظام وانهم إن لم يكونوا مأجورين من الله بهذا الفعل (القتل والجرح والاعتقال والتعذيب )فهم لن يكونوا آثمين به .بل وصل الامر ببعضهم لاستحلال القتل والاعتقال والتعذيب من اجل ما سماه البعض المحافظة على الامن .
نتاج الجهل و التجهيل :
وهذا انما حصل في بعض بلاد الاسلام بسبب تواطء واضح من بعض المفتين وطلبة العلم لديهم وهذا هو الاكثر . او بسبب جهل من مرشديهم وهذا قليل فانتج ذلك تخلي الامة عن واجبها بسبب تخلي من كان عالما بهذا الواجب و اعني بذلك جميع من كان قادرا على بيان الحقائق الشرعية وانكار هذه المنكرات التي عمت في تلك المجتمعات وأهمها تلك المنكرات السياسية التي عمت فأدت بشكل مباشر الى تعطيل لاهم شرطين من شروط البيعة الشرعية وهما وجوب العدل بين أفراد الامة ,والشورى لها في كل امورها عن طريق نوابها وهذين الشرطين الاساسيين هما نتاج ركن البيعة الشرعية الركين وهو قوامة الامة على نفسها وحكامها ووجوب مراقبتها لهم وانهم وكلاء عنها وليسوا وكلاء عليها او اوصياء فيها (لان امة الاسلام امة راشدة توكل عنها وليست أمة قاصرة تحتاج الى وكيل عليها أو ولي لها).
وان الحكام مهما بلغت درجات علمهم وحكمتهم فإنهم لا يملكون الوصاية عليها او التصرف بها وبمقدراتها باعتبارهم ملاك لها واولياء على حقوقها(دون الرجوع اليها) وهذا ما يجب على الناس بعمومهم وطلبة العلم والمفكرين والمثقفين بخصوصهم انكاره لان فيه مخالفة للشرع المطهر الذي وصل بمن خالفه ان جعل الامة كلها مرهونة لعدة افراد مكنهم فيها من أن يرهنوا قدرتها وقوتها وثرواتها لمصالحهم الفردية الضيقة الخاصة لا مصالح الامة العامة ولو ادى ذلك الى موالاة الاعداء في سبيل بقائهم متنفذين في مصير الامة
مقتضى البيعة الشرعية:
ان عقد البيعة الشرعية بين الامة وحكامها هو عقد شرعي لإصلاح امور الدين وامور الدنيا يقوم فيه كل طرف من اطراف العقد بما اوجب الله عليه في هذا العقد , فالأمة وبحكم انها هي المسؤولة امام الله عز وجل عن حماية دين الله(وليس الحاكم) وهي الحفيظة على الشريعة والله سوف يحاسبها بعمومها على القيام بما اوجب الله عليها من حفظ بيضة الاسلام وصيانة شريعة الله عن ابطال المبطلين وافساد المفسدين ,كان من الواجب عليها فرضا ان تختار عنها نوابا للقيام بذلك حتى تتخلص من اثم تضييع الملة وافساد الشريعة .ويجب على هؤلاء النواب ان يقوموا بما اوجب الله عليهم بسبب قبولهم لتوكيل الامة لهم في قيامهم بما اوجب الله على موكليهم (بقية الامة) ويجب على هؤلاء النواب او الوكلاء عن الامة ان يساهموا مساهمة فعالة بالقيام بهذا الفرض الذي افترضه الله على الامة باعتبارهم نواب لها ووكلاء عنها كما ينبغي عليهم ان يختاروا من يقوم بالأشراف على امورها وهو الحاكم , على ان تلتزم الامة بان تقرر له من الرزق ما يكفيه عن العمل بغير مصالحها وهذا ما حصل من الصحابة رضوان الله عليهم حينما وجدوا ان ابا بكر قد خرج لطلب الرزق بعد توليه لمنصب الخلافة فمنعوه من ذلك وفرضوا له رزقاً له ولمن يعول من اهل بيته يغنيه عن العمل والتكسب مما قد يتسبب في انشغاله عن القيام بأمر الامة وهذا يدلنا على ان الحاكم ونوابه لا يجوز لهم ان ينشغلوا بالتكسب عن القيام بأمر الامة وان قيامهم بذلك يعتبر اخلالا منهم بالبيعة الشرعية .
وعند حصول هذا التسلسل في اختيار الامة لنوابها ولحكامها تظل هي المسؤولة امام الله عز وجل عن حفظ الملة ونشر الاسلام وتطبيق الشريعة وذلك بقيامها بمراقبة نوابها وقيام نوابها بمراقبة حكامها.
عقوبة تقصير الامة في قوامتها:
واذا قصرت الامة في ذلك فهي آثمة وسيحاسبها الله على تقصيرها ولا يجوز ان تعتذر بانها اقامت لها حاكماً او نواباً يقومون بهذا الامر عنها , لأنها هي المخاطبة(اصلاً) بجميع أصول الشريعة وفروعها , ولعله من اوضح الادلة على ذلك ان جميع الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي جاء بها التشريع من الله بدأها الله بمخاطبة عموم الناس في مثل قوله تعالى (يا ايها الناس) و(يا ايها الذين امنوا ) ونحوها , فالضمير لمجموع الامة وليس لخصوص الافراد او الحكام فلم يرد الامر من الله عز وجل للأفراد او الحكام . وهذا يدل دلالة قطعية على ان الامة هي الحفيظة على الملة والشريعة وقد فطن جل علماء الاسلام لذلك ,وممن فطن لهذا الامر ونص عليه شيخ الاسلام ابن تيمية حينما قال : (والامة هي الحفيظة على الملة والشريعة) ولعل مما يعجب منه الانسان ولا ينتهي عجبه ان جميع الامم سواء من تدعي انها ذات رسالة سماوية او من لا تدعي ذلك قد فطنت لهذا الامر ونظمت امورها بناء على ذلك فجاءت تنظيماتها السياسية تقوم على مجموع افرادها وليس على احادهم . ولذلك أصبحت دولهم دول حقوق ومؤسسات لا دول افراد يجتهدون حينا فيخطئون اكثر مما يصيبون .
اما بعض اهل امة الاسلام فلم يفطنوا له واعتبروا ان الحكام لهم مرد الامر كله, من قبل ومن بعد باجتهاداتهم الفردية التي تقوم على حفظ مصالحهم الفردية الضيقة وتقديمها على مصالح الامة وهذا نابع من شعورهم القاصر وثقافتهم الهشة ان الحكام هم المسئولين امام الله عن حفظ الشريعة والقيام بواجبات صيانتها. ولعل مما تسبب لهم بذلك انهم على مر الازمان جعلوا للحكام قدسية لم تصح للنبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن ان تصح لغيره.
مصطلح الحاكم في الاسلام :
وبما ان الاسلام حينما يذكر اسماً او مصطلحاً فإنه يقصد به من ينطبق عليه المصطلح الشرعي فهو الذي يصح له ما ورد بهذا المصطلح فلا تسمى الافعال التي يقوم به المسلم من قيام وركوع وسجود وجلوس صلاة الا اذا كانت وفق العمل الذي جاء به الاسلام وكذلك الزكاة وغيرها من المصطلحات الشرعية فكذلك لا يسمى حاكما في الاسلام الا من جاء وفق الضوابط الشرعية التي وضعها الاسلام وهذا الحاكم الذي تنطبق عليه هذه المعايير عند اختياره يكون من الحكام الذين يثبت لهم جميع ما ورد من نصوص شرعية في وجوب قيامهم بواجباتهم ووجوب القيام لهم بحقوقهم ,لانهم يصبحوا حكاما بالمصطلح الشرعي في الاسلام
التقصير في التبليغ:
إن من علم بذلك يجب عليه ان يعلم ان اخفاء مثل ذلك يعتبر من المظالم والمنكرات السياسية التي تقع على الامة بعمومها بإغفال هذه الحقائق مما ينتج عنه استشراء جميع انواع المظالم من مظالم اجتماعية كإفساد الاخلاق والتعليم وتدمير القدرات وانتشار الفساد والاعتقالات التعسفية ومظالم اقتصادية كسوء توزيع الثروة والعبث بمقدرات الامة ونحوها وغيرها من المظالم فمن لم يبذل كل وسعه من اجل رفعها وازالتها ولو كان يخاف من بعض الاضرار الدنيوية كنقص في قوته او فصل من عمله او قطع لراتبه او تقييد لحريته او اعتقال لذاته امنعا له من السفر او غيرها من الاضرار الدنيوية والتي تهون عندما يتذكر الانسان العقوبة الشرعية على السكوت عن هذه المنكرات والمظالم التي تعم الامة ونحو ذلك لان ضرر المنكرات والمظالم العامة متيقن وهذا الضرر الفردي الذي يخافه متوقع فلا يجوز له ترك انكار المنكر المتحقق من اجل خوفه من ضرر متوقع ثبت في واقع الحال عدم وقوعه في كثير من الاحوال
فلماذا الخوف إذن :
إذا علم المسلم ان هذا من الظلم وعلم حرمة الظلم في الاسلام وادلة ذلك القطعية من صريح الكتاب وصحيح السنة وان الله حرم ذلك على نفسه وهو خالق الناس وموجدهم من العدم وجعل ذلك محرما بين الناس فلماذا لا ينكر على من انتهجه وجعل ذلك له ديدنا.
هل يمنعه من اداء هذا الواجب الخوف من خلق الله وهو يعلم ان الخوف عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى وان من جعل خوفه من الناس اشد من خوفه من الله فقد اشرك بالله في ملكه إذا فلماذا يجعل خوفه من عباد الله اشد من خوفه من الله ؟؟ ام هو بسبب التعلق بالدنيا والتغافل عن الاخرة هو الذي جعل الحرص على اصلاح الدنيا اولى من اصلاح الدين !. والخوف على الدنيا ينسي الخوف على الدين ؟.الا يتذكر بمخيلته وقوفه بين يدي الله عز وجل وهو يسأله عن تركه لهذا الامر الواجب عليه, فما هو مجيبه وهو المطلع على السرائر!

Thursday 11 August 2011

الأستثمار في البنيان أم في الإنسان؟


حلّقت الطائرة فوق عاصمة أبنيتها تناطح السحاب وتساءلت بيني وبين نفسي ماذا يا ترى سأرى عند هبوط الطائرة واصطدامي بأرض الواقع، هل سأنظر إلى هذه المدينة بعين مجردة، أم سأنظر إليها كمدينة كرهتها من زيارتها. لماذا كرهتها، هل لأنها مثال للاحتلال الغربي في منطقتنا الخليجية، مثال للعبودية، وغسيل الأموال، والخروج عن كل مبادئنا الإسلامية والنخوة العربية، وتقاليد وجذور موروثة عبر قرون من العنفوان والاحترام والروح الأبية؟

ماذا وجدت هنا وفي منطقتنا الخليجية، مباني تعانق السحاب وبنياناً مرصوصاً، وطرقاً ممهدة، وبنية تحتية في بعض المدن نحسد عليها، ويحتذى بها، ولكن أين الإنسان في غابة البنيان؟ أصبح طي النسيان، مجرد رقم وهمي في تعداد السكان نتسابق لنعدد سكاننا ونتسابق في البنيان، مسابقة محلية للفوز بالجائزة، وهي ميدالية دولية ورضا ورضوان من الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان تهدر يومياً في أسواق مجهولة الهويةأين الإنسان في منطقتنا، أين القيم المهدورة، والحقوق المصادرة، أين البيان؟ أين الحقيقة في مجتمعات تخلت عن الهوية وضاعت في أروقة السياسات الدولية، فلم نعد نجد لها محل إلا في الاستطالة في البنيان، ونسيت الإنسان، لماذا في أوطاننا العربية لا نستثمر في الإنسان قبل البنية التحتية، والأبنية الشاهقة، والزروع والبساتين الغناء، والإنسان يعاني الجهل والفقر والنسيانفي أي مفترق من الطرق أضعنا الهوية والأهداف السامية، وحقوق الإنسان، في أي حقبة منسية أضعنا الشيمة العربية، والثقافة التي انطوت وغلفها النسيان، في أي واد انزلقنا، ولم نعد نستطيع النهوض بعدها، لنتسلق الجبال ونقف على رؤوسنا، ونرفع راية النصر والإيمان بالله ثم الإنسانفي أي حقبة من الحروب العالمية فقدنا الهوية وأصبحت إبرة بوصلتنا لا تعرف الجهات الأربع فصارت تدور وتدور من غير توقف باحثة عن المشرق الذي لم يعد له وجودصنع القرار بالاستثمار في البنيان، أضاع الإنسان وبنيانه، فلم يعد يوجد إلا الأشقاء من دول آسيا للبناء، والعمل، وتهجير الأموال الوطنية، وبعد هذا نسأل أنفسنا لماذا البطالة والفقر المدقع الذي لا يصدقه من يصف المنطقة ببئر النفط الأسود الذي ليس له قرار. إنها سياسة دولية لتجفيف العقول العربية من منابعها وجريانها، ثم إلى مصباتها لتصبح في آخر المطاف نقاطاً بالكاد تروي ظمأ المواطن العطشان لتصبح المقولة: «جفت المياه في حارة السقايين». المياه الجارية من أموال لم تعد لبناء العقول البشرية التي بنيت عليها الحضارات، فلم تعد للإنسان قيمة في منطقتنا المأسوية بل لتشييد البنيان والتسابق بين الطبقات لوضع اليد على أشبار من أرض جفت فلم تعد تنتج إلا الأموال، فهذه أصبحت القيم الإنسانية في أجوائنا العربية، بقايا إنسان، هذه حالتنا الحالية عقول برمجت على التبلد والانسياق وفق الوتيرة المرسومة، فأصبحنا نتندر بالنكات عن العقول العالمية وأثمانها، ولم نعرف أن السحر انقلب على الساحر وأصبحنا الأضحوكة العالمية .أجيال قادمة وعقولها فارغة إلا من أشهر نجم وأفضل أغنية في سوق أسهم البورصة العالمية، مناهج مبرمجة لا لإثراء عقول أبنائنا بل لتشتيتهم وتضييعهم في غياهب سجون الجهل التي أصبحت سمة وليس بعارض أصاب فلذات أكبادنا .فأصبحت أياديهم بيضاً ملساء لا تعرف النصب والتعب والعمل، ولا توجد عليها آثار الأقلام السائلة التي عرفنا بها في الحضارات الماضية، فريشة حضارتنا بصماتها واضحة في أجمل اللوحات العالمية السابقة، جهودنا لإثراء عقولنا والإنسان من حولنا باءت بالفشل، لأن رؤساء تحررنا أفتوا بالثراء العاجل والأموال المكتسبة كمنهج جديد لأبنائنا، من يجتهد في فقه المعاملات والأسهم له جوائز ترصد وأموال تدفع، ومن يفتي بإرضاع الكبير وفطم الصغير لزيادة الأبناء والربط الرحيم للأنساب بتضييع الهوية ونصبح أخوة وأخوات في الرضاعة ليحل الفسوق والفجور ونصبح أمة واحدة مبنية على الإخاء والنخوة العربية والفتاوى العصرية.سكون وسكوت رهيبين يحيطان بنا من كل جهة بلا حول منا ولا قوة، ويوقظنا من أحلام ويطير بنا فوق السحاب، فأصبح السكوت في حياة الأمة ضجيجاً، والأفكار لها أصوات تصرخ بالخروج لتكتب انهزام حضارة اختارت البنيان على الإنسان فوجدنا أنفسنا في فضاء ليس له صدى ولا ارتداد. مدائن جميلة، وإنسانية مهدورة وعقول مهجرة، فهذه حال منظومتنا العربية.

   *كاتبة سعودية

Sunday 7 August 2011

سلامتك من كل شر


سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز 
سلامتك من كل شر و نرجو من الله تعالى ان يديم الأمن و الأمان على بلدنا الحبيب و يحفظ لنا مليكنا ملك الأنسانية .
صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود 

Thursday 4 August 2011

سفرة رمضانية


وجبات دسمة أمام جهاز التلفزة، من رئيس مخلوع يحاكم عبر الأقمار الصناعية العالمية على طاولة العدل الإلهية، إلى رئيس آخر يحارب باستثماراته للحصول على تسوية مع الهيئات الغربية التي وضعته بالأصل في هذا المقعد الذي استوى عليه مدة طويلة من الزمن واخترع كتابا أخضرا، وهنا لاحظوا لون الكتاب، فلا هو أحمر يبشر بسفك الدماء ولا هو أصفر يبشر بالجلوس على السلطة إلى أرذل العمر، بل اختاره أخضرا، وهو لون الجنة ، وشعار مملكتنا، ولون أرضنا، وهو لون جميل، ولكنه استعمله ليقلب الآيات، ويفسر الديانات بأنها تجلب الصراعات، فأسس قواعد للكتاب، وهنا أقول اللعبة، ليسير عليها شعب لمدة أربعين عاما أو أكثر، فقدت الحساب بعد السنة العشرون، وهكذا يحصل لي عندما أبدأ بالعد التنازلي لكل الزعماء العرب، وكأنهم يتنافسون على من يجلس على الكرسي أكثر ، ومن يستطيع أن يمسك بالسلطة أكثر، ومن يستطيع الصمود أكثر أمام التغييرات الجغرافية، والمنهجية العالمية لتاريخ نسطره بأيدينا وننسج خيوطه بأناملنا، ولكن القبيل يأخذ الدفة والمصداقية والثناء لبلوغ عنان السماء، ثم ينظر حوليه ليرى مفعول عمله بكلتا يديه، هل أصابت الهدف، أم ما زال أمامه الكثير من الأهداف للوصول إلى رقم قياسي في البنوك الأجنبية التي باتت تشتكي من حسابات الرؤساء العرب لنفاد كميات الحسابات في شتى البلدان، لأنها امتلأت حتى الثمالة من أموال الشعوب المسروقة، والمهربة عبر قنوات رسمية، لقولبتها بإطار شرعي حتى لا أحد يستطيع المساس بها إن طاحت الأنظمة وطارت العناق من على المقصلة ، وبعد هذا يصدرون قوانين غسل الأموال ليصطادوا بها ضعاف النفوس الذين جوعوا أمام أعين الأغنياء، ليجبروهم على السرقة حتى يستطيعون منافسة أبنائهم بسياراتهم الفارهة وعقولهم الفارغة، وذقونهم التي تنبت عند اشتداد الأمور،  وتحلق عند استتباب الأمن في الزنقات والبيوت، فسبحان من لا يتغير، وسبحان من يغير بقلمه وفكره وشكله ، كلما جرت الأمور بما لا تشتهيه النفوس، فتارة يلبسون حلة إسلامية وذقون طويلة ويمسكون القرآن ويهتفون بالشريعة الإسلامية، وتارة يلبسون القبعة الغربية والنظارات الفرنسية ويسكنون القصور المبنية، ويقودون السيارات المفخخة البنية، وتارة يخلعون برقع الاستحياء ويقفون بكل بجاحة وقوة أمام القضاء ويرفعون السبابة، ويحركون الدول بالخنصر والسبحة وأشعار منثورة، وكلمات ووعود دقيقة موزونة، ونحن صائمين نتفرج فرجة الجائع الذي تبطر وقت الفطور ليأكل ولو وجبة فول بالخلطة السرية مع رغيف تميز مصنوع من الدقيق الذي نستورده من الدول الغربية، مع أن بلادنا عامرة بمصانع الدقيق، وأراض أعدت وصرف عليها الملايين حتى تصبح مثمرة، ولكن كالعادة ، وضعنا كل هذا في الجيوب، وأقفلنا الصوامع والمصانع والبيوت التي تترزق على هذه الصناعة ، لنستبدلها بدقيق من الخارج حتى نرضي الآخرين.
برامج عربية في قنواتنا التلفزيونية لا تنم إلا عن إحساس توقف عند رؤية الرجل للمرأة بأنها قطعة حلوى شهية لا تمثل إلا الحب، والولادة، والخادمة والساحرة والمؤذية، ورجال من سكر يذوبون عند ابتداء هطول أمطار العيون السحرية من هذه المرأة الشهوانية، فقد أصبحت برامجنا العربية تستهدف غرائزنا الحيوانية، وتركنا الساحة الأدبية والثقافية للبلاد الغربية، للذين شغلوا العالم بسلطتهم التي بتنا ننام ونقوم ونتحرك بأوامرهم ، من أولانا إلى أخر عنقود عربي، فصرنا نئن من عدم حرية التعبير، وعدم حرية التنقل والعمل إلا تحت وصاية، خلفوها لكي تلون أسوارا عالية لا احد يستطيع تخطيها إلا عند أجهزتهم وراداراتهم السماوية، فلا يخفى على احد ما تقوله إسرائيل عن محاكمة مبارك، ولا يخفى على احد أن الرؤساء الآخرين سيفلتون من العقاب مقابل السكوت عما يعرفون، وإلا سنواجه ويكيليكس عالمي لن يستطيع أحد أن يحتويه لأنه سيطال الكبير قبل الصغير.
لنعود إلى سفرتنا الرمضانية وإلى وجباتنا التي أصبحت مكوناتها حكرا على الأغنياء، فأسعار السلع تصعد في اتجاه مستقيم إلى الأعلى، ولن ينتظروا أحدا أن يعلق ، لأن الجميع خائفين أن يوصفوا بالعلمانيين أو المعارضين حتى لو عارضوا على سعر كيلو اللحمة أو كيس الرز، أو حتى الدقيق والحليب، ولا ننسى هنا الجريش والحب، لأن أسعاره أصبحت من ذهب، فويل للمساكين وويل للمعارضين إن وسموا في هذه الأوقات بأعداء الدولة إن احتجوا على سعر الفول والوجبة.
سفرة رمضانية مليئة بأنواع الأطايب والمآسي العالمية ، ولكن أكثرها وللأسف في منطقتنا العربية والإفريقية التي تدين بالإسلام دين السلام والعدل والمساواة والحرية.
فالتوازن غير موجود، والثقافة تغيرت وأصبحت من غير لون ولا قيم، واختل الميزان، فأصبحنا نعاني من تلبك في الأمعاء ستزيده كثرة الوجبات والأصناف التي يجب أن نفطر عليها في هذا الشهر الفضيل ، فالموت والفتن والفساد ولد لدينا حالة إحباط إقليمية تحتار لها العقول البشرية.
همسة الأسبوع
لا أعرف هل أهنئ المسلمين بقدوم رمضان الكريم، أم أواسيهم وأعزيهم لفقدان روح الإسلام الذي كان في أمسية قمرية على رأس قمة الجبل في حوار الأديان الذي أرساه نبي مختار من بين كل الأمم وأعطي البيان.

   *كاتبة سعودية

Wednesday 3 August 2011

لقاء سمو الأميرة بسمة في جريدة الوطن السعودية‏


رمضان مبارك

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال الله تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أتقدم بخالص
التهاني والتبريكات للأمة العربية والإسلامية
كافة ولجميع أخواني وأخواتي وأسأل الله العلي القدير أن يبلغكم شهر رمضان وأنتم بخير وصحة وعافية وأن يعينكم على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنَّا وأن يكتبنا فيه من المقبولين وأن يجعلنا من عتقائه من النار
رمضان مبارك