Thursday 29 March 2012

الإعلام أم الأفلام


أصبحنا يوميا نرى أكاذيب الإعلام تنمو وتكبر كما تنمو الأوراق على الشجر، كان الإعلام يحبو، فأصبح الآن بسرعة الرياح بل أسرع من الصوت ولمح البصر، فكيف نفسر أن مقاطع فيديو اسمه"كوني" يقدر بقدرة قادر أن يلف العالم بلمح البصر، ويستقطب ملايين المعجبين من أطراف المعمورة من كل لون وصوت، وعبارات مصنوعة في دهاليز السياسة الأمريكية من خلال المسارح الهوليودية.
 نحن مثل كل العالم الذي حوالينا نتبع ما يسوقون حتى لو كانت حفنة من الأرض أو المطبخ العصري، أو صناعة نجم وتغاريد الفنانين ، وعرب المليون، وليس عليهم إلا أن يطلقوا العنان لإحدى الأفكار لتحول بيننا وبين العقول المثمرة، والتي أصبح الجميع يخاف منها، لحد افتعال أحداث وتحولات جذرية في وقع الضوء على الزوايا المنحنية حتى لا نتابع السياسة العربية والأفلام التركية، التي ترتفع بها الحواجب من عمق رسالتها الملتوية التي تحول بين المرء والحقيقة المرئية.
سياسات تصنع وراء هذه الشركات الإعلامية ، مجتمعات تغير الطبقات التراثية، تحولات جذرية في أعماق النفوس،  وهيكلة العائلة الخليجية والعربية، لتصبح قالبا موحدا بين مبادئ العولمة العالمية، حتى لا نشذ عن السيمفونية الغربية، ونصبح قوة دولية قوية ببواسطة شبابنا والأجيال القادمة التي أصبحت مغيبة ومنسية من أجل محو ذاكرة الهوية العربية والإسلامية عن الخارطة العالمية.
أفلام تكتب لنا ، وتصنع في معامل الجهات القطبية، وتخرج لنا كحالات طبيعية لما يجب عليه أن تكون في حياتنا اليومية، مثال طبق الأصل للمجتمعات الغربية ، حتى تدخل كاميرا العين الخفية التي هي آخر صرعات التقنية الغربية ، عين ساحرة على هاتفك الجوال، لكن مبرمج لكي يستر الوجوه ويغير التعابير المرئية حتى تصبح فيلما من غير إخراج ولا تقنية عصرية، وهذا ما نراه  الآن عن الثورات العربية.
إخراج وكتابة سيناريو لما ستكون عليه ثورة هذه البلد ، أو نهاية تلك الهوية ، أو ما ستكون عليه طبيعة السلطة المحلية، فنرى أمامنا بلحظة تجلي رؤية إلهية، من خلال تصريحات الإعلاميين على التلفزيونات العالمية الذين أصبحوا أشهر من الثورات العربية، لما لهم من قوة وحضور في برامجهم التلفزيونية، وطرقهم الملتوية ليخدعوا بها وبمصداقية من غير ارتجاف رمشأو قشعريرة لما يحدثونه من لغط وكذب ونفاق، فلا تفرحوا بأن القصص التي تبث على اليوتيوب هي حقيقية واقعية، بل انتبهوا لأن القادم لن يكون إلا أكاذيب عنكبوتية.

*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS

Thursday 22 March 2012

"ساووا صفوفكم وسدوا الخلل"


"لا يوجد فرق بين وزير أو أمير أو أقصى الشعب، هذه من ذمتي في ذمتكم، سأحاسبكم عليها والله سيحاسبكم عليها" التوقيع أسد الجزيرة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب اللقب الثلاثي الذي أعتز ويعتز به الشعب السعودي، صاحب مبادرات السلام وحوار الأديان والقضاء على الفساد، والمساواة في هذه البلاد، واستثمار الإنسان بدلا عن الاستثمار فقط في البنيان.

هنا أتوقف وأقول أين الحل وأين الخلل ؟ إذا كان صاحب القرار والمصير والخيار ينادي، وولي عهده بهذه العبارات التي لا تنم إلا على حرص وحب للشعب والوطن، أين الثغرات التي توجد على الساحة بشكل استثنائي، وبصورة واضحة أن الأوامر والتوصيات لا تنفذ، بل تؤخذ كمنشتات إعلامية من غير فعالية ولا أدنى خوف من مصير العقاب عند كشف المستور، ووضوح التلاعب، والفساد الإداري والمالي في كل الجهات الأربعة الموجودة على الساحة ، فاستنادا إلى أقوال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد: "أن طريق هيئته لن يكون معبدا"، ما لم تكن هناك رغبة حقيقية وجادة من وزارات ومؤسسات الدولة في إنجاح الهدف الذي أنشئت من أجله.

وهنا أقول للرئيس المفوض، ما هي صلاحياتك حتى تكون لهجتك ضعيفة، وأداؤك أضعف، بالرغم من الزيارات الكثيرة من الهيئة للوزارات والمؤسسات الحكومية، فالكيف والمضمون ضعيف، والحساسية التي تبديها بعض الجهات الحكومية نتيجة عمل هيئة مكافحة الفساد تتقاطع بشكل واضح مع هدف إنشاء هيئة مكافحة الفساد والتي بدأت تبرز نشاطها إعلاميا بشكل مكثف، وهذا هو ما تعودنا عليه: "الإعلانات المبوبة"، والمشاهد المكررة، لكل هيئة، لكي تثبت جدارتها ووجودها على الساحة، ولا تعترف أنها فقط إضافة لملف الفساد، وعدم الإقرار بان هذه الهيئات زادت من المخصصات والرواتب والموظفين وأصبحت عبئا جديدا على الميزانية، فإنها فرصة ممتازة للعاطلين عن العمل، لشغل مواقع، ولكنها ليست بالحل الذي نرجوه للوطن، فكما نحن نستنكر ونحذر من هجمة التهويد والاستيطان والعدوان الإسرائيلي، التي تتعرض لها حاليا ومنذ زمن مدينة القدس من أجل طرد سكانها العرب والقضاء على عروبتها ومعالمها الإسلامية، يجب أن نستنكر أيضا محاولات شرطة بلدية عسفان وجدة لإزالة مساكن وهدم مساكن مواطنين لا يملكون بديلا لمساكنهم للآن، "فقد اعترض 90 مواطنا شكلوا دروعا بشرية عمل لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات على طريق عسفان شمال جدة، فقد منع المواطنون عمل المعدات وأوقفوا سياراتهم الخاصة أمام آليات الإزالة"، فهذا المشهد وخبر فلسطين يماثل مشهد عسفان، ولكن بفارق الزمان والمكان والإنسان.

وأما مكة المكرمة وتحويلها إلى مكة المرفهة فهذه قصة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالخبر، وهدم آثارها الإسلامية، التراثية، وتحويل هويتها المحمدية إلى أشكال هندسية عشوائية، لا تمت لحضارتنا الإسلامية بشيء ، إلا ربما بالأسماء،  والتي تصر البلدية على أن تكون عربية ، ما عدا : الشيراتون والهيلتون وستاربكس وماركس أند سبنسر وما إلى ذلك من شركات ، كلنا نعرف هويتها وانتماء أصحابها ، "من غير تعليق ولا مفهومية"

هنا أسأل أين الهيئة الرقابية؟

ساووا صفوفكم  وسدوا الخلل أيها الوطن، لنضع أيدينا بأيدي بعض مثلما أمرنا مليكنا، ولنرفع العتب، وننظر بعيون الصقور ، للمحاولات العديدة من كل بقاع الأرض البعيدة، لبعثرة شمل هذه الأمة الطيبة الأصيلة، وهذا الوطن الذي هو وطن للجميع، بأن تتفرق صفوفنا  عبر إجراءات عشوائية ، وخطط غير حضارية، ولا واقعية، لمستقبل أمتنا  وشعبنا وأرضنا الطاهرة، فالوطن كله واحد، لا فرق بين الشرقية والغربية ، والجنوبية والحجازية، ولا النجدية ولا الحساوية ولا القصيمية، فكلنا وطن واحد، فإن فقدنا القدرة على فهم هذه المعادلة، فقد بدأ العد التنازلي للوحدة الوطنية الجغرافية، فالكل يريد لهذا الوطن التفكك، لذا يجب أن نسوي الصفوف، ونسد الخلل، بالتوحد مع بعضنا البعض، لا بالتفرقة بين سني ووهابي وشيعي، وما أدراك ما هناك من طوائف على أرض المملكة لمواجهة الطوفان العالمي والثورات الإقليمية، قبل فوات الأوان، وهنا أنتهز الفرصة لأوجه ندائي وطلبي المتواضع لمفتي المملكة بان يفكر بتمعن في تصريحاته التي باتت تشغل وتؤلب الإعلام العالمي ضدنا، عندما قال: " يجب أن يكون الدين واحد في الخليج العربي ، وان تهدم الكنائس"،  كيف ومليكنا صاحب فكرة حوار الأديان ، ألا يعرف شيخنا أنه ممكن أن تزال الجوامع وتهدم الصوامع بسبب تصريحاته من أمريكا وأوربا وحتى فلسطين بنفس الحجة، أنه يجب ألا يوجد غير اليهودية والمسيحية على أراضيهم الوطنية، كيف لنا أن نوحد الصفوف ، والكل يغني على ليلاه، ولا يوجد لنا صوت واحد واضح ولا خط واحد واضح، ولا سمعا وطاعة لولي الأمر، إلا أمام التلفزيون والإعلام، ولكن في باطن الأمور كل يشد الحبل لمرماه، ولا يفكرون في انقطاع الحبل وخسران الفريقان .

السمع والطاعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده لا يمكن أن يتحقق إلا باكتمال الصورة، ووضع الحقائق على أرض الواقع ومواجهة كل الأصوات التي تنادي كل بلغة لا تنتمي للأخرى بشيء، وليست مفهومة ولا مسموعة، ولن تؤدي بنا غلا لعدم الاستقرار وضياع الهوية.

الطريق الوحيد لهيئة الرقابة، وغيرها من الهيئات التي توجد على الساحة منها الدينية ومنها المدنية ومنها الحكومية، هي توحيد الصف والهوية واللغة السعودية والإسلامية ذات الهوية المحمدية لا الذي نراه على الساحة من تشتت وتناحر، فربنا واحد ومصيرنا واحد، فلا يجب أن ننسى أبدا هذه الجزئية.

همسة الأسبوع

لا أعرف ما جرى لنا.. ولا اعرف ما هي الخطط الاستيطانية العالمية

ولست بعرافة من الجاهلية، ولكن من الواضح الجلي لعيني أن الرياح أصبحت عكسية والأمطار الموسمية أصبحت عواصف مستمرة قاتلة تنذر بهطول ثلوج ، فلا مواسم الربيع ولا الصيف ولا الخريف تلوح في الأفق، إن استمرينا في صقيعنا الذهني الذي حجر النفوس ، وشتت الأمة، فأصبحنا ضد بعضنا ، في وقت نحتاج فيه لتوحيد الصف وسد الخلل.



*كاتبة سعودية


twitter@TherealBASMAALS


Tuesday 20 March 2012

إعـــــــــــــــلان


من صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود

نظراً لقلة الكتاب الذين أرسلوا سيرهم الذاتية من المملكة , و حيث إننا على وشك انتقاء الكتاب الذين لهم صفحة معينة في الجريدة الألكترونية التي سيتم الإعلان عن إنطلاقها قريباً. ولأن السواد الأعظم للكتاب الذين راسلونا هم من المنطقة العربية ومن الدول الغربية , أردد ندائي إلى الثروات التي أنا متأكدة أنها موجودة بكثرة في مجتمعنا الذي إنشىء وصدر كتاب كثيرون إلى العالم , ولكن لا يزالون مجهولين نتيجة عقدة الخوف و الملامة,أن يتجاوزوا هذه الأمراض النفسية المتعمقة في نفوس كل ذي علم,وإردد دعوتي هذه للمثقفين والكتاب في وطني الذين لا يجدون منبر لهم,لذا سنكون منبر لمن ليس له منبر.

لذا وجب التنوية عن ذلك حتى لا يقال انني لا أدعم المهنيين السعوديين بكل إشكالهم .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يرجى أرسال السير الذاتية على الأيميل التالي:
journalsglobal@gmail.com                      

Thursday 15 March 2012

مظاهرات أم تظاهرات


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
ما حصل في عسير فهو عسير، وليس بيسير، ولا يطمئن أبدا، العقول التي يسر لها الله العسير من المفهومية، والحكمة والروية في استخلاص الدروس والعبر والمدروس من الخطط لمواجهة هذا الخطر.

ففي الشبكة العنكبوتية يشيد المهندس عبدالكريم الحنيني وكيل إمارة منطقة عسير بالرقي الفكري والحضاري الذي شاهده أثناء لقائه بطلاب الجامعة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في المملكة العربية السعودية، ضاربة بالحائط كل الخطوط المعتادة التي لا يجتازها، بل لم يجرؤ أن يفكر فيها أبدا أحد من قبل، خاصة الطلاب والطالبات في منطقتنا الجغرافية، فإن أشاد المهندس المثقف الواعي بوعي الطلاب، فهذه شهادة منه أنهم على حق، وبالتالي كان لابد من لفت الانتباه ولو بالتظاهر والاعتصام، لأنه من الواضح أنه لم يسمع صوتهم ولم يرد عليهم أحد، فالكل اعتادوا- وخاصة في المناصب العليا- على المقولة المشهورة لدى العرب "إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، فأصبحوا صم بكم عمي لا يسمعون ولا يرون ولا يريدون أن يسمعوا، لكي تكتمل الصورة النمطية للمثلثات الذهبية التي أصبحت مع الزمان من المسلمات، التي لا يجرؤ أحد على نقدها، فأصبح كتابنا يتكلمون عن منطقة البطحة والأجانب، والطرق والمعابر، وتركوا أهم من الأمور، بل الجذور ولكل أمر مهم لأجيالنا القادمة من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وشغلونا بالسياقة والألعاب، والكفر، ومعارض الكتاب، ولا يوجد في الأصل من يقرأ في هذا الزمان إلا من تجاوزوا الستين، أو القليل الذين يتاجرون ويعملون في هذا المجال ، لأن هذا الجيل هو جيل القنوات الفضائية والأجهزة الإلكترونية.

مع أنني لست مع المظاهرات المليونية، ولكني مع التجمعات السلمية التي تنظم بشكل سلس ورسالة هادفة مبنية على التحضر والإنسانية، فإن كانت أبواب الأمير مفتوحة للجميع كما قال المهندس الأنيق، فإنني أستغرب أنه لم يسمع بما يجري في أكبر جامعة تحمل اسم والد أمير المنطقة، ولم ير ما يجري  في أروقتها ولم يتكلم مع أحد لحلها قبل أن تصبح خطوطا حمراء كما وصفها أميرها.

فإنني أستغرب من المهندس الوكيل تناقض عباراته وتصريحاته التي إن نمت عن شيء فهي تخبط من قبله، فكيف يصف الطلاب الذين التقاهم بالرقي الفكري والحضاري، وفي آخر تصريحاته يوصيهم بالبعد عن الأساليب غير الحضارية، أم اللغة أصبحت لديه ضبابية.

شئنا أم أبينا فإن الصور التي بثت على اليوتيوب يوم السبت لـ 200 طالب في فرع جامعة الملك خالد للذكور في أبها وهم يتظاهرون فيما يبدو احتجاجا على ضعف الخدمات ويطالبون بإقالة رئيس جامعتها ، وبذلك يتبين لنا أن الخبر ليس محصورا بجامعة البنات كما ورد في الأنباء ، بل في جميع أرجاء الجامعة، ولكن العجب العجاب هو في تصريحات النائب والوكيل لوكالة رويترز :"أن الطلاب لهم الحق في الاحتجاج وأن السلطة المحلية ستشكل لجنة للنظر في مطالبهم، وهنا أقول:" من غير تعليق"!

علما أن المملكة تحمل أكبر ميزانية للتعليم وبناء المدارس والجامعات، وهنا لن أقول كما المعتاد أين تذهب هذه الأموال، لأن الطلاب أصبح لديهم الجرأة لقولها عني، فهي تذهب في جيوب من هم مسؤولون عنها بشكل مباشر وغير مباشر، ولا يوجد حتى علامة استفهام أو تلفيق اتهامات ، فالأمور أصبحت جلية وواضحة للعيان.

لأن الله لهم بالمرصاد، والله يستر من القادم الذي سيكشف المستور الذي حذرت منه منذ دهور.



أما التظاهرات ، وهنا أعني التظاهر في أن المحكمة عادلة والعدل قائم ، في أول حكم في كارثة جدة وهو التظاهر بأنهم حكموا بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ  والسبب هو أن سن المتهم "50 عاما" وهنا أسأل المحكمة الموقرة ووزير العدل : على أي آية في القرآن استندت وعلى أي حديث أخذت المعايير الفقهية منها ، فليعلمونا حتى نوصي المحتالين والنصابين والمجرمين أن يستعملوا كل من هو فوق سن الخمسين ليقترفوا المجازر ويعيثوا في الأرض فسادا، حتى يبرءوا من المحاكم والأحكام، وينفذون من العقاب، بينما كبار مسؤوليهم يجوبون القفار والصحراء حتى لا يكون قريبا عند صدور الأحكام القضائية حتى لا يكون مسؤولا من قريب أو بعيد عن المآسي المحلية، كما فعل في أول كارثة بجدة، حينما كانت تغرق، كان يطير بجناحيه ليحضر مؤتمر المثقفين والأدباء مجتازا البحار حتى لا يكون مسؤولا عن نتائج الأمطار والسيول ، إلى متى ستستمر هذه المهزلة، حتى بعد ترقية رئيس بلديتها لمرتبة وزير حتى يخرج من عنق الزجاجة، وسم الإبرة حتى لا يحاسب هو ومن معه، وعلى كل حال فهو فوق سن الخمسين وهذا بحد ذاته أصبح منذ الآن قانونا يحمي كل من هم فوق هذه السن ، بل يرقيهم بالمناصب ويكافئ المتواطئ.

للأسف نرى في هذه الظروف من يحسب نفسه فوق القانون ضاربا عرض الحائط المقولة الشهيرة لقائدنا: "محاسبة كائن من كان"التي كانت عنوان مقالي قبل صدور الأمر الملكي بأيام، مليكنا وولي عهده لم ولن يبخلوا علينا بكل ما ينفع المواطن ويشفي الصدور والآلام، ولكن يوجد من هم قادرين على الالتحام وسد الثغور، ليحصلوا على ما تشتهي النفوس، وهي أوامرهم التي لا يريدون لها منافس، ولكن الله لهم بالمرصاد ، فهم يمكرون، والله يمكر وهو خير الماكرين.



همسة الأسبوع

المظاهرات السلمية هي من العلامات الحضارية والتظاهر بأعمال زمن الجاهلية قبل الربوع العربية عفا عليها الزمان، ولابد من الوقوف أمامها بالمعدات الثقيلة ، وهي الشفافية والعدالة الإلهية.

*كاتبة سعودية


twitter@TherealBASMAALS




Saturday 10 March 2012

أين أنت؟؟

أين الفصول في عمر الإنسان
أين الحبيب في رحلة  النسيان
أين الإنسان في متاهات الأديان
كيف نصف خريف العمر
وأنت لم تحدد ما هو الصيف والربيع ولا الشتاء
كيف نضع خططا للحب في لحظات طيران
وتضيعها حالما تطأ قدماك ميادين المال والدينار
السلطة والقوة والمال لم تدفع طيرا للطيران
إلا وشدته بقوة للهوة والطغيان
ما بال هالة الضوء نراها تارة قوية ووجوبها من المسلمات
وتارة تختبئ في الظلام
أهي استعراض عضلات وقوة
أم هي فقط سياسة إنسان
ألم نتعلم في رحلة الصعود
أنه لابد من السقوط
ألم نتعلم في مدرسة الحياة
أنه لابد أن تجد نفسك بين الفصول والسنوات
ألم ترى بعينيك كيف مات السلف
حتى تتعلم مصيرك أيها الخلف
أين أنت من بين أصوات وتقاسيم ووعود وعدم وفاء
أين أنت أيها الإنسان
أم لم يبقى فيك حتى هذه الكلمة
وتكسرت على شواطئ النسيان؟
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS

Thursday 8 March 2012

المؤلفون السعوديون

شدتني هذا الأسبوع أخبار شتى، عن أحوال المملكة الداخلية والخارجية، فكانت الصدمات متتالية،وغزيرة، ومتوالية، ولم أقدر أن أحصرها، لأهميتها البالغة في إرسال رسائل متعاقبة عن أحوالنا الجوية الماطرة، لذا اخترت عنوان "المؤلفون " لأنني وبصدق، اعترف أن لدينا كفاءات في التأليف تفوقت على كتاب هوليود وبوليوود، ولا ينقصنا إلا الطبع والمثابرة، والحرص على أن تؤتي مؤلفاتنا نصيبها من الثروات التي لم نعد نعرف أين مصيرها ولا مصدر صدروها، إلا أنها أصبحت في الإعلام، فرض وواقع لابد أن نتعامل معه، شئنا أم أبينا، لأنه من الواضح أننا لن نغير شيئا، إن سألنا أو احتججنا.
أولها: خبر عن الشركة السعودية للكهرباء انها قالت:" مشروع إنشاء محطة مستقلة للكهرباء في رابغ بطاقة 1700 ميجاوات" ودعت مستثمرين مستقلين لتقديم عروضهم: المبلغ المطلوب بسيط ومتواضع(80 مليار فقط ، الأسباب بسيطة أيضا ) لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء الذي يزداد بواقع 8% سنويا.
لنحلل هذا الخبر، ولنقرأه بتمعن، البيان الذي أدلى به علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة قوله:" من المقرر أن تقوم الشركة حسب برنامج مشاريع الإنتاج المستقل بشراء كامل الطاقة المنتجة من المحطة لإنتاج المستقل بموجب اتفاقية طويلة الأمد لشراء الطاقة الكهربائية مع شركة المشروع التي سيتم تأسيسها لهذا الغرض، وهنا بالفعل لم أعد أفهم شيئا من الموضوع، إلا أنه ستتبخر 80 مليار مرة أخرى في الجيوب مثلما حدث لـ 80 مليار مشاريع مكة المكرمة، حيث أننا كل خمس أو عشر سنوات نضع ميزانية بهذا الحجم لنفس المشاريع، حين تصبح ذاكرتنا ضعيفة وننسى أننا أنفقنا تقريبا نفس المبلغ على نفس المشروع منذ مدة ليست ببعيدة.
وهنا أنتقل بقرائي إلى خبر مشابه للأول ، والذي أصبح مسلسلا تركيا ، وهو هروب رؤوس أموال الشعب التي  اغتصبت من قبل المحتالين الذين رأوا أن المملكة لا تحتضن أية قوانين تقي المواطنين جرائم الاحتيال والهروب التي أصبحت سمة من سمات المؤلفين الذين أصبحت سمعتهم بالخارج في التأليف والاحتيال مثل النار على العلم، وهنا ينتهي الخبر الآخر.
أما المؤلف الثالث فهو المحامي السعودي الذي يدعو السلطات الأمريكية لإغلاق غوانتانامو ، وكأننا قوة دولية لها وزنها في إغلاق السجون ومنع الحروب، وإحلال السلام، مع الاعتذار لسياسينا المكرمين، الذين أصبحوا يذكرون بالأسماء والألقاب، ممثلون دراميون ظاهرين للعيان بينما اللاعبون الآخرون يؤلفون وينفذون بهدوء من غير صريخ ولا انسحابات ولا تشنجات عصبية تبثها القنوات الإعلامية العالمية ويبنى عليها ألف تحليل وتعليق، وهنا ينتهي الخبر الآخر.
أما المؤلف الآخر فهو كاتب يطالب بانتخاب مجلس للشعب بالمملكة، بصلاحيات حقيقية، وكأن الكاتب يملك مفتاح الكهف، لأننا عوضا عن المطالبة يجب أن نبدأ بالمبادرة، ونتكلم حسب واقعنا الحالي، وليس من منبر يبث الفوضى وتأجيج الصدور، ففي رأيي  إننا يجب أن نتكاتف جميعا ونعمل كفريق واحد بخطوات مدروسة لإرساء قواعد جديدة لوزاراتنا العدلية والاجتماعية التي يجب أن تكونا المنطلق الأول للتأليف والإنجاز، حتى تصبح الأقوال أعمال، والمؤلفات والمقترحات واقع صريح، "أما كل يغني على ليلاه"، فلم نعد نحتاج إلى هذه الأصوات، بل نحتاج من هم قادرين على التنفيذ، أن يفعلوا ما قد قاله الملك عبدالله والتاريخ، بأننا يجب علينا التغيير، لنواكب الساحة العالمية ولا نجبر على تأليف قصص لنشرها في الإعلام كاصوات شاذة، لا تمت لواقعنا بخاطرة، وهنا تنتهي السيمفونية.
أما المؤلفون الصغار، الذين يجب أن ننتبه لمؤلفاتهم الحديثة، فهو الإعلام والقصة السنوية لمعرض الكتاب، والعقوبات التي ستطيح برؤوس الفساد في جدة في قضية السيول، وشهداء المرور ، وساهر، والمعلوم من ورائها وأهدافها، وتصريحات بعض امراء المناطق عن التعليم في اللمملكة وقوته وجبروته بأنه يعطينا علماء يخترعون ، وكتاب يؤرخون، وأطباء يداوون ، ناهيك عن الجوائز التقليدية السنوية التي تعطى لأفضل المؤلفين عالميا ومحليا لجبر خواطر المنتجون ولتأخذ بيد الممثلين.
 وفي الحقيقة أنهم يؤلفون قصة تدور وتدور حول المؤلفين السعوديين، الذين أصبحوا بالمئات وغدا سيصبحوا بالآلاف ونحن غارقون في مؤلفاتهم حتى الأعناق والصدور.
همسة الأسبوع
أصبح مجتمعنا كله "مؤلفون" ومنتجون ومخرجون وممثلون ، فالعالم أصبح كله سينما في سينما.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS

Thursday 1 March 2012

على طاولة الوزير


كلما سألنا عن معاملة أو شكوى أو قانون يقولون لنا :"على طاولة الوزير"، عدة سنوات وأنا أكتب وأطالب بتغيير شكل طاولة الوزير، فالمفروض أن يخترع لها شكل جديد يناسب حجم المطالب والمسؤوليات، واحتواء الكم الهائل من الشكاوى، والمعاملات التي أصبحت مثل الإنسان تئن بصمت وخوف من تناسي الوزير، أو وضعه على لائحة المفقودين، فأنا شخصيا أرى أنه من المفروض اختراع نمط جديد، ليواكب سعادة الوزير في تطلعاته لخدمة شعبه الوفي الصابر، منذ عقود، منتظرا تغيير شامل وجذري لشكل ومحتوى طاولة الوزير.

لذا فكرت بجدية، وتأملت مليا، وأصبحت مثل أينشتاين أحك رأسي، وأفرك فروة  رأسي، حتى أضاءت اللمبة في عقلي، ورأيت الحل يكمن في مواكبة العصر واستخلاص ما تنفقه الحكومة على الوزارات في شراء أجهزة وتحديث، ولكن للأسف لا نرى في الواقع إلا الإنارة ، وسيارة ، وبيت الوزير الذي يزداد  مع الأيام فخامة، وثراء، وبالمقابل  لا تزال التقنية بعيدة عن متناول طاولة الوزير، التي هي بأشد الحاجة إلى حلول عصرية وتقنية وضخ أموال، بدلا وعوضا عن سير الأموال المعتاد، التقنية: هي التي ستحل المشكلة، إذا تعلم الوزير الحكمة، وأخذ دراسة جدية بكيفية التعامل مع التقنية الحديثة، ويطلب من مدير مكتبه،- الذي أصبح وزيرا بحد ذاته-، بأن يدخل في حاسوبه كل المعاملات المتعطلة منذ دهور مع شرح بسيط للحلول، ومن غير الدخول في التفاصيل المملة، التي أطاحت بهمة الأمة، وبذلك يجلس وزيرنا على طاولة بشاشات صغيرة عديدة، مرتبطة بكل جهة معينة، وصور حية للمناطق أو الأجهزة التي هي مسؤوليته اليومية، ويحلها بواسطة التقنية، بسلاسة، وتفعيل مباشر وفعلي بدلا من إرسالها إلى أمريكا لحل المشاكل واستصدار الميزانيات التي هي من دور الوزير، لا من دور المؤسسات الكبرى غير الوطنية التي يناط بها هذه الأدوار، فنفشل وطنيا، حتى عن إيجاد الحلول لمشاكلنا اليومية ولميزانيتنا الوطنية، فهذا ولهذا يصبح الوزير والوزارة تحت سيطرة مباشرة لجهات عدة لا تعرف بالأصل ولم ترى المشاكل على الأرض الحقيقية، لمعاناة البشرية واحتياجاتها للحلول الفورية، لذا يجب علينا الانتظار منذ الآن حتى ننتهي من تدريب الكوادر البشرية، عوضا عن البحث عن الحلول في البلاد الأخرى، لتفعيل والمبادرة بالحلول الوطنية بواسطة أيدي وعقول سعودية.

فالحلول بسيطة، ولكن سعادة الوزير ومن حوله لا يريدونها ، لأنها لا تخدم مصلحة الشركات الكبرى التي تستعين بجهات أكبر دوليا، لتحل لنا أزماتنا ومشاكلنا اليومية، التي لا تزال "مرمية" على طاولة وزيرنا البدائية.
فمن البديهي أن أمورنا معطلة، وسنستمر على  الحالة نفسها إن لم نستثمر ثرواتنا في تغيير سلوك وأنماط المسؤولين في مكاتب الوزراء المعنيين، و لتدبير شؤون الخلائق، واستثمار الأموال في بناء الإنسان.

نبتعث آلاف الطلاب للخارج، ويعودون ولا يحتلون المناصب العليا إلا القليل، فهم الذين يحملون أسماء رنانة، أو أقرباء من الجهات المسؤولة عن التوظيف في هذه المراتب الغنية عن التعريف، غاضين النظر عن مؤهلاتهم، وهل أمضوا أوقاتهم في الدراسة الجدية أم في الملاهي الليلية.

من الأجدر أن يكون هذا هو المفهوم العام الجديد الذي من المفروض أن يطبق ، لا لحاجة في نفس يعقوب، بل لتسيير الأمور، والدفع بالمواطن السعودي العادي الذي لا يحمل فوق اكتافه رتبا عائلية، بل أوسمة وشهادات تؤهله لهذه المناصب الفخرية، التي من المفروض أن يتبوأها من لديه الكفاءة ، وليس من لديه الكفاية.

على طاولة الوزير تنحل العقد، وعلى طاولة الوزير تفشل مشاريع لو أنها استثمرت بالشكل الصحيح لعادت على بلادنا بالكثير.

وهنا أعطي الوزير الحل حتى لا ننتهي إلى نفس المصير الذي انتهت إليه كثير من المشاريع الوطنية لمجرد عدم تفعيل أو إقرار أو إعطاء حقوق لأصحابها، ونظل دائرين في دائرة التضليل.

التقنية مع عقول تعرف كيف تشغلها يا سعادة الوزير، لكي لا تقبع المعاملات على طاولتك لعقود، إلى أن يجيء دورها للتفعيل، بعد إرسالها بواسطة البريد إلى الجهات التي لا تعرف لها حلولا إلا التعطيل.

الموارد البشرية الوطنية، أيها الوزير تريد منكم برامج لتستطيع العمل على تطوير مكاتبكم، وأجهزتكم، التي لابد لها من تقدم وتحديث، نريد منك أيها الوزير الخضوع لبرامج تؤهلك للفهم، والثقافة العصرية، بحيث تكون ذات مفعولية، وتاثير على القرارات المبنية على التقنية العصرية، أيها الوزير والوزراء، مكاتبكم يجب ان تحدث، ويجب الاعتراف بالإخفاق في فهم المؤشرات الخطيرة على مستقبل البلاد الاقتصادي.

يجب منكم استقراء وتعلم مناهج عصرية حديثة، لتنقلكم إلى عصر التقنية الإلكترونية، قبل دخولكم مكاتبكم الفخرية.
أيها الوزير يجب أن نقول من الآن فصاعدا :" ليست على طاولة الوزير " بل في جهاز الوزير المحمول، وهي ستفعل غدا في المنطقة المعينة، في تلك البقعة الجغرافية، لأنها سترسل بواسطة التقنية الحديثة، وتصل بثوان للجهات المعنية، وسترى بنفسك بواسطة الأقمار الصناعية تحول المناطق إلى خليات نحل، الكل فيها له دوره المحدد، لتكتمل الصورة ويأكل الجميع من رحيق هذه المناحل، عسلا شفافا نقيا، وإن اختلفت "الطعمة" والكمية، فالله لم يخلقنا جميعا سواسية.

همسة الأسبوع
ما يمنعنا أن نكون مثل دولة شقيقة أصبحت لديها أيدي وأرجل في أرجاء المعمورة، لأنها استثمرت في الإنسان وبدأت بالتغيير والتدبير والتفعيل قبل وصول المؤامرة الكبرى لحدودها المعروفة لدى الجميع، وصوتها أصبح من المسلمات إن كنت تريد السلام والثبات قبل فوات الأوان.

*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS