Sunday 30 October 2011

تنبيه لقرائي الأعزاء


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرجو من كل قرائي الأعزاء عدم توجيه أي رسائل عبر بريدي الألكتروني للمساعدات الماليه علماً بأنني أتمنى من كل قلبي أنني أملك ثروة بل غيتس و بعض أشهر أثرياء الوطن العربي لأمد يد العون لكل محتاج و فقير حتى من غير السؤال , لأنني حريصه دائماً أن أتفقد القرى و الهجر و المدن و أساعد معنوياً و عبر كتاباتي لنجدة كل مظلوم و محتاج .

لذا أرجو من جميع قرائي السموح و العذر لكل من يطلب مساعدة ماليه , و لكنني دائماً جاهزة و حريصة للمساعدة المعنوية .

أختكم بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود

Saturday 29 October 2011

مقابلة صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود على قناة فرانس 24


السلام عليكم و ررحمة الله و بركاته

الى الأخوة و الأخوات الكرام

يرجى متابعة مقابلة

 صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود

على قناة فرانس 24
برنامج ضيف و حدث






في الأوقات التاليه :
اليوم الأثنين الموافق 31-10-2011
في الساعة :
بتوقيت باريس   P.M 4:12    

و سوف يتم اعادة البرنامج في الأوقات التاليه:
يوم الثلاثاء الموافق 1-11-2011
 في الساعة:
 بتوقيت باريس A.M 11:12
يوم الأربعاء الموافق 2-11-2011
 في الساعة:
بتوقيت باريس   P.M2:12    

يوم الخميس الموافق 3-11-2011

 في الساعة:
 بتوقيت باريس P.M6:12
و شكراً

Thursday 27 October 2011

تهنئه خالصه من القلب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تهنئه خالصه من القلب في هذا الشهر المبارك و في هذه الليلة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز والشعب السعودي بالثقه الملكيه الكبيرة بتعيينة و لياً للعهد , جعله أنشاء الله ذخراً و ساعداً قوياً لمليكنا ملك الأنسانيه الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأستغل هذا اليوم المبارك بالدعوه الخالصه بأن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز, سلطان الخير و أن يدخله فسيح جناته .
الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود
الرياض 29 ذو القعدة 1432 هـ الموافق 27 أكتوبر 2011 م واس

بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : أ / 224
التاريخ : 29/11/1432هـ

بعون الله تعالى
نحن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ /90 بتاريخ 27/8/1412هـ .
وبعد الاطلاع على نظام مجلس الوزراء الصادر بالأمر الملكي رقم أ / 13 بتاريخ 3/3/1414هـ .
وبعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة الصادر بالأمر الملكي رقم ( أ / 135) في 26/9/1427هـ.
وبناء على البند ( ثالثاً ) من الأمر الملكي رقم ( أ/135) في 26/9/1427هـ .
وبعد أن أشعرنا سمو رئيس وأعضاء هيئة البيعة ، فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وأمرنا بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية .
عبدالله بن عبدالعزيز
 

صدور أمر ملكي باختيار سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد إضافة أولى وأخيرة
وقد التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مع سمو رئيس وأعضاء هيئة البيعة في قصره أيده الله بالرياض .
وقد استهل اللقاء بالقرآن الكريم .
ثم قدم معالي الأمين العام لهيئة البيعة الأستاذ خالد بن عبدالعزيز التويجري كلاً من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي الأول بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود عضوي هيئة البيعة لأداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله .
هذا وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ أصحاب السمو الملكي الأمراء بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ، وقد تلقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز مبايعة أصحاب السمو الملكي الأمراء ، سائلين الله عز وجل أن يوفق سموه ، وأن يجعله خير معين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وأن يحفظ على الدولة أمنها واستقرارها ووحدتها الوطني .

فليتسابق المتسابقون


ما رأيناه عبر شاشات التلفزة الأسبوع المنصرم كان مؤلما بكل المقاييس الإنسانية، قتل وتعذيب معمر القذافي ديكتاتور ليبيا السابق تقشعر له الأبدان ، وعبرة لكل إنسان يحسب نفسه فوق سيطرة العدل الإلهي، وفوق كل قوة إنسانية وما فوق الطبيعة كما كان يسميها، ولكن الآن حان وقت الحساب ودفع الديون التي أصبحت مثل العيون الجارية والأنهار المتدفقة والبحار الواسعة والمحيطات العميقة، فلم يفكر هذا الطاغية ولو لحظة بما ستعود عليه أفعاله، ومثله الآخرون من الطغاة في كل أنحاء العالم وعبر التاريخ، وقد نسوا قدرة الله عليهم، ولذلك أتت قدرتهم على العباد، وكما نرى الآن علي عبدالله صالح وغيره من الحكام الذين يسعون للإصلاح بكل طاقاتهم للبقاء على كراسيهم الذين نحتوا أسمائهم بدماء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل كلمة حق وحرية تقرير المصير، والكلمة الحرة والمساواة المعيشية والحقوق المدنية والاجتماعية، فالكل أصبح الآن شغله الشاغل الإصلاح، بعدما كانت بالأمس مجرد كلمة إصلاح تكفي بأن يلوث الإنسان بهذا المصطلح ويترك بالسجون لعقود وأيام لا يعرف مداها ولا مصيرها إلا رب مقتدر، أما الآن فيتسابقون ليجعل عناوين الصحف مملوءة بالإصلاحات التي إن نفذت لكانت الأنظمة كلها بخير وعافية، خالية من الأمراض المستعصية، ولكن عند سؤالي الذي كان دائما ولا يزال مصدر قلق للآخرين ويجلب لي المتاعب التي لا تحصى، وتعرضني لاحتمالات خطيرة جمة، فالجواب هو إنها كلها إعلانات مبوبة للبقاء والجلوس والحكم والضحك على الذقون، الذي أصبح من الواضح أنه لن يستمر كثيرا بعد استيقاظ الشعوب من غرب الكرة الأرضية لشرقها ، ومن جنوبها حتى شمالها، فالكل أصبح يطالب بالحقوق ، والكل أصبح لا يخاف السجون، وما نرى الآن في أمريكا خير دليل عما ذكرته منذ شهرين في مقالي ، أنه حتى أمريكا لن تسلم من رياح التغيير التي ستشمل العالم بأسره، فمن يظن أن أمريكا ستدوم لحمايته فليقرأ التاريخ بعناية ووضوح، وسيعرف أن لكل أمة بداية ونهاية، ومن يقرأ القرآن بعين مؤمنة وجلية سيعرف أن لكل أمة صعود ونزول ، وان الله يمهل ولا يهمل، فليتسابق المتسابقون لبدء صفحات الخير عوضا عن الاستماتة للجلوس على المقاعد والشعور بالنشوة عند زيارة شخصية أمريكية أو غربية، حيث تعلو الابتسامة محياهم وتبدو في الصور أسنانهم بيضاء وأساريرهم جرداء للعين المبصرة بأنهم متأكدين من الفوز لأنهم استطاعوا أن يحصلوا على رضاء من هم في ظنهم حماتهم في سلطاتهم، ونسوا قبل أيام أن من كان في السلطة وقتل أو حبس كان أيضا صديقا لتلك القوات ، وكان أيضا بالأمس يحسب أن لا يقدر عليه أحد، أين كانت الديمقراطية حين استقبل ساركوزي  القذافي وأسكنه فسيح حدائق الشانزلزيه، أين كانت الديمقراطية حين كان حسني مبارك الضيف المفضل في البيت الأبيض، فلتستيقظ الشعوب وتدرك أنها لن تنال مطالبها بالاتكال على من سقطت منه ورقة التوت، وأصبح عاريا للعيون المبصرة وسيناله التغيير الإلهي عما قريب، فلينتظر المنتظرون وسيرون أن لكل عصر دولة ورجال ، ولكل قوة عظيمة هفوة وارتطام ، ثم  نزول الهاوية والزوال، ولا يبقى إلا ذو الجلال الباقي وصاحب الزمان إله واحد منصف شاهد على كل إنسان ، سيترك هذه الدنيا خالي الوفاض إلا من رقعة من ثوب خشن، يستر به عورته عن الملك الموكل بالحساب، فليتسابق المتسابقون وليخافوا يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون لنشر العدل وإجلاء الظلام الذي يحكمه الظلم والعدوان.

همسة الأسبوع

من يحسب نفسه فوق الحساب فلينظر حوله ويعتبر قبل فوات الأوان.

   *كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

Monday 24 October 2011

تنبيه هام جداً


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يرجى من جميع الأخوة و الأخوات عدم إرسال أي رسائل  إلى البريد الالكتروني الشخصي لصاحبة الســمو الملكي الأميرة بســـمة بنت ســـعود بن عبد العزيز آل ســــــعود  بسبب تعرضه الى الهكر و شكراً .
علما ً بان البريد الألكتروني العام b.saoud@hotmail.com مـــازل يـعمل بشكل طبيعي .
كما وتعتذر صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت ســعود بن عبد العزيزآل سعود عن الحضور وإلقاء كلمة والمشاركة بنادي الإعلاميين السعوديين تحت عنوان"الملتقى الســــــنوي لطلاب و طالبات الإعلام العرب ببريطانيا" والذي يقام في لندن بــــــتاريخ 29 اكتوبر 2011.
وذلك تقديراً لما تمرّ فيه المملكة قيادةً و شعباً لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله،علماً بأن المؤتمر لم يتم إلغائه وسوف يقام برعاية الأمير بــدر بن محمد آل سعود.
و لذا و جب التنويه
و شكراً لكم

Sunday 23 October 2011

غاب سلطان ..


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

غيب الموت سلطان الخير ذو الضحكة والابتسامة العريضة، ذهب إلى المحطة الأخيرة حيث يلاقي الرحمن، رحلة يتنافس عليها كل من يسمي نفسه إنسان، ذهب في رحلة حيث لا يوجد تحالفات ولا انتماءات ولا مناصب ولا عداءات، ذهب حيث السكون يعم أرواح المسلمين وكل ذي قلب نقي، رحلة لابد منها لكل مؤمن يعترف بالرحمن المهيمن، حلقت روحه فوق هذه الأرض التي تعمها الفتن والحروب والمصالح غير آسف عما تركه من ورائه إلا أولاده وأحبابه.

 رحل سلطان .. ولكنه لن يغيب عن ذاكرتنا ، فقد رحل جسده وبقيت أعماله وطيف سحر ابتسامته، غاب عن الساحة القتالية، كما لو أنه يقول ارتحت من رؤية العالم يتنافس على تفاهات لن تنفع أحدا عند التقائه بالواحد الأحد، بقيت صورته في مخيلتنا كوالد احتضن الجميع بابتسامته، وربت على كتف الكبير وقبل الصغير وساعد الفقير وعزى القريب والبعيد وتبنى الأرملة وأسرة الشهيد.

الكل يرفع أياديه بدعوة صادقة من مجيب بأن يرحمه ويدخله جنات النعيم ويغفر له وللجميع ، ويلتقي بالحبيب ليشرب ماء السلسبيل ويلبسه ثوبا أبيضا ويلقي على وجهه إشعاعا مضيئا لا يعطى إلا لكل إنسان خفف عن أخيه عثرات من غير منة ولا إعلان ولا تشهير.

رحمك الله يا سلطان الخير، فقد غبت عن العيون ولكنا لن ننساك ، وستبقى ابتسامتك ذكرى في القلوب.



رحمك  الله يا سلطان الخير



  *كاتبة سعودية

Saturday 22 October 2011

إنا لله وإنا إليه راجعون


{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي}..
 
بداية اتوجه الى الشعب السعودي و الأسرة الحاكمة بالعزاء بوفاة
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد سلطان الخير
وأسال الله ان يتغمده بواسع رحمته ويغمره بظله ورضوانه وان يدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين
وفاة سمو ولي العهد / الديوان الملكي / بيان
الرياض 24 ذوالقعدة 1432 هـ الموافق 22 اكتوبر 2011 م واس


صدر عن الديوان الملكي البيان التالي:



بيان من الديوان الملكي



ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل الى رحمة الله تعالى فجر هذا اليوم السبت الموافق 24/11/1432هـ خارج المملكة إثر مرض عانى منه _ يرحمه الله_ وسيصلى عليه _ إن شاء الله _ بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الموافق 27/11/1432هـ في مسجد الامام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.
وإذ يعلن الديوان الملكي ذلك ليعزي الشعب السعودي في الفقيد. سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.


Thursday 20 October 2011

اعتذار وتوضيح

في بداية هذا المقال الذي أعتبره رسالة موجهة أولا إلى الحكومة السعودية ممثلة في مليكي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أهنئه بسلامته من العملية الجراحية، والشعب السعودي الكريم، اعتذار وتوضيح لما بدر مني بموافقتي لإجراء مقابلة مع قناة "العالم" التي لم أعرف هويتها في البداية لخطأ كبير من قبل طاقمي الإعلامي في لندن، على أن هذه القناة تابعة للحكومة الإيرانية وإنها قناة تبث سمومها في الجسد العربي والإسلامي، ولها تاريخ طويل في تحريف الكلام للكثير من قبلي، وأنها شبه الناطقة الرسمية للحكومة الإيرانية، وإنها معروفة بعدائها المستميت لدولتنا وشعبنا وشعوب المنطقة بأسرها، وحيث أنني لم أسمع بها من قبل لأنني لا أتابع للأسف هذه القنوات التي اعتبرها دون مستواي العقلي والفكري والعقائدي، وهذا خطأ جسيم قد اقترفته على نفسي وبحق أسرتي ووطني، لأني وبكل سذاجة اعتبرت وجهة نظري ودفاعي عن حقوق الإنسان العربي والعالمي يجب أن يسمع في كل مكان، لأن الرسالة عالمية وليست فقط محلية، وكما أحب أن أوضح للجميع باني لست ناشطة حقوقية، بل مدافعة عن حقوق الإنسان في كل مكان.
وحيث أن المقابلة قد أحدثت إرباكا لدى الجميع ، فإنني أؤكد ولائي المطلق الذي لا يحتمل المزايدة لمليكي وولي عهده والنائب الثاني وجميع أسرتي والحكومة السعودية وشعبها الكريم، كما أوضح عبر هذه الصفحة مرة أخرى أنه قد تم اقتطاع كثير من الحوار عبر هذه القناة ، ووصل فقرات ببعضها  لتمرير أجندتهم عبر بعض الأجوبة التي ليست بجديدة على قرائي من توضيحي المستمر عبر رحلتي الصحفية داخل البلاد وخارجها عن وجهة نظري بالنسبة لكثير من القضايا المتعلقة بالمواطن لتصل بوضوح إلى الجهات المناطة بالحلول لأساعد وليس لتقليل من دور أحد من المسئولين في الحكومة التي تدار من قبل مليكنا ملك الإنسانية، وأكرر أن من يقرأ ما بث عن بعض الجهات في القنوات الإلكترونية في الإنترنت لا يطابق ما جاء في المقابلة من تعديل في الكلمات واستخدام جمل بدل أخرى، وهذا لا يبرر أنني في الأول والخير كنت المسئولة عن هذا ، وكما يقولون "غلطة الشاطر بألف"، كما أحببت أن أوضح أيضا أن هذه المقابلة قد تمت منذ أكثر من شهر ونصف، ولم تبث إلا الآن لتخدم مصلحة إيران في موقفها العدائي والمستتر تحت ستار الدين والحق لبلوغ مآربها المعروفة لدى الجميع ، وهي تفرقة الأمة العربية ووضع يدها على المناطق التي تريدها باسم الإسلام والدين، وهذا ليس بغريب عليها لأنها "عضت" اليد التي مدت إليها من قبل مليكنا الذي كان يريد أن يبدأ بداية جديدة صحية مع الجيران منذ توليه الملك ، ولكن وللأسف كانوا كما عهدناهم خائنين لكل المواثيق الدولية والحقوقية ، وهنا اذكر أن إيران يعمها الفساد والخلاف الداخلي والانقسامات والتوجهات غير الإنسانية لشعبها أولا ولدول الجوار ثانيا، وما كنت أريد إلا توضيح وجهات نظر العرب من حب للآخر، كما أمرنا ديننا الحنيف، ولكن للأسف تم استعمالها للهجوم وإظهاري كمعارضة، لا كإنسانة ذات فكر وإنسانية، أرادت أن توجه رسالة ونداء لشعوب المنطقة بالاتحاد لمجابهة الخطط المرسومة لإحداث حروب وبلبلة بالمنطقة، وخاصة في منطقة القطيف، واستغلال الشعارات الوهمية والعاطفية للتفرقة بين أبناء الوطن وإشعال الثورات للإخلال بأمن بلادنا التي لن يقدر عليها أحد لأنها  في حماية الواحد الأحد ، لن تستطيع إيران بأجندتها المكشوفة للجميع أن تنفذ ما بهذه الأجندة لأنها وببساطة عميل آخر لجهات أخرى، حتى لا تستقر المنطقة، ويباع لها الأسلحة وتنفق الميزانيات على آلات الحرب، فهي في الأول والآخر مصدر تهديد مثل إسرائيل، وهنا أتساءل : لماذا لا توجه إنذاراتها لإسرائيل، وليس لدول الجوار التي تدين بالإسلام؟ ولكنها بأجندتها الخفية أصبحت مصدر عدم استقرار للمنطقة ونشوز عن الأنظومة العربية، لترجع إلى ما بدأت عليه عبر التاريخ "المنطقة الفارسية" التي لم يغير التاريخ فيها شيئا حتى  الأمثلة العالمية بعدائها للأمة العربية، وأيقنت الآن ولكن بعد فوات الأوان أن هذه الدولة لن تتغير مهما أعطيت لها الفرص وامتدت إليها الأيادي البيضاء الطاهرة ابتداء من حكومتنا إلى كامل المنطقة العربية، فهي ألعوبة بيد خفية عالمية بأن تكون دائما مصدرا للتهديد حتى لا تستقر المنطقة، وتباع الأسلحة بأجندات مختلفة، وبالتالي فهي أكبر عميل للقوات الخارجية لزعزعة المنطقة بأسرها، وهي اشد فتكا من إسرائيل، لأنها تلبس جلباب الإسلام كقناع ، وتخاطب الإنسان البسيط لتقنعه بأنها المدافعة عن الإسلام الحقيقي، وفي واقع الأمر هي لا تمت لٌلإسلام بشيء إلا الشعارات الوهمية والإخلال بالعقائدية المحمدية الأصيلة التي لا تحتمل المزايدة ولا التحاليل الإيرانية بولائنا المطلق للرسول وآل بيته ، وهذا ما قد تم تقطيعه من الحوار، الذي بينت فيه ووضحت أننا في المملكة، غير ما يثار على الساحة الإيرانية والشيعية لا نكن لآل بيت النبوة إلا كل احترام وإجلال ولا نفرق بين احد من الصحابة وآل بيت النبوة ، فالكل له دوره وإجلاله ومكانته الإسلامية والتاريخية، ولكنهم لم يعجبهم الرد ، وبذلك اقتطعوه من السياق الذي كان في بالهم، ولم يعرفوا أنهم يخاطبوا امرأة ومواطنة وابنة هذه الأسرة الكريمة التي لم ولن تشذ عن القاعدة الصحيحة لأهل السنة والتوحيد، ولن يمرر عبرها رسالات وتنجذب لما هو تخريب ونشاز عن كل ما يتعلق بالانتماء العقائدي والوطني.
لذا أكرر اعتذاري لحكومة وشعب المملكة لما جنيته بيدي من إحراج لأسرتي ووطني وشعبه، وهذا لم يكن إلا مصيدة ووقعت فيها من غير علم، وكنت اعترف بأنني بعيدة عن اللعبة السياسية الكبيرة ، وتصرفت بتلقائية وببساطة وإنسانية ، وهذا كان خطأ فريقي الإعلامي وهفوة كبيرة من جانبي.
الألعوبة كبيرة ، والمخططات أكبر، والتحديات أصبحت جسيمة، وأذكر هنا كلمة سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز في الحفل الخير الذي رعاه للمتقاعدين، بأننا وطن واحد وشعب واحد ، وأمننا يعلو على كل المكاسب ، وأحييه عبر هذه السطور على تواضعه وسموه وأخلاقه الكريمة باحتواء ما لا يقدر عليه جيش من الأعداء ، بكل روية وفهم عميق لاستقرار بلادنا ، وإبعادها عن الرياح المحيطة بنا من كل الجهات الجغرافية، لذا وجب علينا الصمود والاتحاد، وهذا لا يعني سكوتنا عن المنكر ومن يحاول تدمير أعمال وأوامر هذه الحكومة الرشيدة، بل من المفروض أن يزيدنا إصرارا على الوقوف أمام كل من يحاول أن يعطل أجندات الإصلاح في بلدنا ليصبح المواطن بحق له حقوقه الكاملة من غير نقص ولا اختزال لما يؤمر به من ولي الأمر، لتتوازن الأمور ويعطى كل ذي حق حقه سواء النساء أو الرجال، بلا تفرقة أو إخلال لما جاء به سيد الأنام.
همسة الأسبوع
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. والاعتراف بالحق فضيلة  لكل من يتصف بالصدق و الشفافية.

   *كاتبة سعودية

Tuesday 18 October 2011

الحمد الله على السلامه


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نحمد الله على سلامة الملك عبد الله بن عبد العزيز  مليكنا مللك الأنسانيه وأن يلبسه لباس الصحة والعافية ويمد في عمره ويحفظه من كل سوء ومكروه. و كما أهنئ الشعب السعودي بسلامتة و نجاح العمليه .
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين من كل مكروه، ومتعه بالصحة والعافية.

Monday 17 October 2011

بروفايل.. د. أحمد الطيب رؤية وقلم / بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

رجل ليس ككل الرجال ,
رجل دين و دنيا ,
رجل السلام و الأسلام ,
أخترت أن أكتب عنه ,
عن احمد الطيب شيخ الأزهر الفريد من نوعه في هذا الزمان .
رأيته أنسان بعهد اللا أنسانيه ,
رأيته كمسلم في زمن اللا أسلام ,
فكتبت عنه بعد مقابله تمت و أجريت منذ سنتان  فلم أنشرها لسبب ما  و رأيت الآن أنه قد آن الأوان للأناطه بهذالأنسان و التحدث  عن شخصية هذا الرجل الفذ  في هذا الزمان .
بروفايل..
د. أحمد الطيب
رؤية وقلم / بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

قبل عام تقريبا كان لي شرف اللقاء بعلم من أعلام وعلماء الدين، وروح الوسطية والاعتدال، وآن الأوان للتعريف عن هذا الرجل الذي ربما لا يرى فيه كثيرون سوى تلك العباءة الأزهرية ونبرته الهادئة المُطمئنة والمطمئِنة في آن..
في مبنً شيد على عهد جوهر الصقلي في العصر الفاطمي وأسس كأول عمود وسقف للمرجعية الإسلامية، ثم مر بعد ذلك بتحولات مذهبية على مر العصور على حسب منهج الدولة المسيطرة إلى أن استقر على السنة الوسطية وضم  بحنان  جميع  المذاهب الإسلامية ، باب مشيخة الأزهر مطل على جبل المقطم ألوانه ترابية ، أجوائه صحراوية، وجوه مفعم بعبق التاريخ والمذاهب الإسلامية.
كم من الشخصيات المؤثرة ، والعهود المنيرة مرت عبر دهاليز هذا الصرح الذي صارع الزمان والمكان ليبقى شامخا أبيا، منبر علم وعلوم ودراسات وحلول لأمة أصبحت تتجاذب أطرافها جهتان مختلفتان من التشدد والوسطية.
 دخلت الباب من مصراعيه لأجد إنسانا وليس منصبا رنانا ، وجدت تاريخاً وبصيرة، وعمقاً ، قلما تجده في رجل، توجهاته وحياته ومساره ديني بحت،فبدأت بالسؤال عن الرجل وراء المنصب، عن شخصية أحمد الطيب وما وراء الوجه الأزهري حيث موضوعي هو الوجه الآخر لهذه الشخصية.فقال ممازحا: أرجو ألا أكون ذا وجهين، فأجبته بسؤال آخر وقلت له: وهل منا من ليس له وجهين، إني أبحث عن الوجه الآخر لأحمد الطيب الإنسان، فبادئني بابتسامة ،وألقى علي  كلماته السمحة، قائلا: سعدت وتشرفت أن ألتقي بمحاورة وإنسانة ذات اسم غني عن التعريف، وإنسانة ذات علم وانفتاح ومعاصرة لهذا الزمن، وسأجيب سؤالك الأول  عن نفسي فانا من مواليد 46 السادس من يناير كان يوم أحد فجرا، ودائما أقول للمسيحيين أنا من مواليد السيد المسيح، وقبل أن أتكلم عن الأصول هنا في مصر لا أحبذها كثيرا، وانطلاقا من الإسلام الذي علمنا أن الناس سواسية، ولا فضل لأعرابي على أعجمي إلا بالتقوى، فسألته عن مدى تعمق هذه المشكلة في مصر الشقيقة ، فأجاب : إن هذه العادة جرت على المسلمين والمسلمات شرا مستطيرا ، وخاصة في الصعيد حيث الطبقية العائلية حولت البنات إلى عانسات، واسترسل قائلا عن أصوله وتربيته: أنا شريف نعود إلى الحسن كرم الله وجهه، أصولنا من الجزيرة ثم إلى فاس في المغرب ، وأسرتي متمسكة بالأصول وللأسرة كتاب خاص، فجدنا الأكبر حسان كان زميل السيد البدوي، ولست متمسكا بالأنساب، وشرف النبي صلى الله عليه وسلم كان في النبوة.
أما في تربيتي ، فقد نشأت  في بيت صارم جدا، يميل إلى الزهد والتصوف، وقد عانيت  كثيرا ، فقد ولدت في قرية "القرنة" من الضفة الغربية للنيل والتي تضم ثلث أثار العالم القديم ، فمنذ الطفولة تفتحت عيوننا على نقائض المجتمعات، من زوار أوربيين وأمريكان،  وهذا أفادني فيما بعد، فإنني تلقيت وتعلمت وتدربت منذ نعومة أظافري أن أقف بوجه المغريات للمجتمعات الأخرى بكل تناقضاتها ، فهذا تدريب تلقيته منذ الصغر.
متوسط الطول، عمامته البيضاء فوق وجه تلوح عليه سمرة الصعيد المصري ، هذه سمات الشيخ الأزهري الجديد، بسيط في مشيته ، عيناه تشع منهما بصيرة وحدة ونقاء ، فراسته للوجوه جعلته يتأمل المقدمين عليه من غير رتوش ولا استحياء بل بنفاذ بصيرة ، ونقاء سريرة، ابتسامته غامضة ومضيئة جعلت من اللقاء ساعات مريحة ، نشأت في بيت متدين، فوالدي من العلماء وتربى في الأزهر، وجدي كذلك وكان متفرغا للعبادة ، يبيت الليل يصلي، وكان يحمل في أواخر أيامه إلى المسجد وتوفي عن عمر يناهز 110 سنة، ولكنه كان حاضر الذهن، ووالدي كان عالما أزهريا ، ويوجد لي من الأخوات ستة، وأخ أكبر مني وأخ أصغر ولكنه  توفي.
فاسترسلنا في الأحاديث ، وبحثنا في ماض له شجون، نشأته كانت بين أهرامات التاريخ، وجبال نحتت فيها معابد الحضارات الخالدة، وفي قرية نائية بسيطة تصبح مع انبلاج الفجر وصياح الديك ، لتبدأ قصة رجل رسم له منذ البداية خط مقدر من الرحمن الرحيم، نومة على الحصير ، تقشف أملته عليه ظروف العائلة والمحيط ، مع أن الأسرة ميسورة بمقاييس الزمان والمكان، إلا أن الجد وضع منهجا دينيا حازما ، وطريقة حياة مبنية على الزهد والتعمق في أشرف الأديان، وعلى نهج سيرة المصطفى عليه السلام.
ثم تلاه الابن على نفس المنهج وقد حاول في يوم من الأيام في تلك الحقبة أن يتبع منهج العلوم والدين والدنيا، ولكن الجد أبى وأطاعه الابن، وسار في نفس النهج ، ثم ولد الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، وهو ثاني إخوانه في هذا الجو المعبق بجو من الزهد والبساطة، والانفتاح للآخر ، مع بحور من العلم ورثها من الأجيال السابقة ، فكان دائما مذهولا من مكتبة والده التي ضمت كل المعارف والعلوم، فها هو الصغير ينشأ في كنف عائلة اتخذت من الدنيا درسا  وموعظة ومسار عبور واجتهاد للعالم الآخر. والدي متقشفا ويبقى أحيانا لشهرين لا يشرب الماء، ويكتفي بكوب من اليانسون كل صباح، وكان نحيلا لا يأكل إلا قليلا،و لكنه كان مقتنعا بهذا الأسلوب من حياة التصوف.
ذو ذهن مستنير ، ينظر إلى العالم كواحة علوم يريد أن ينهل منها ما استطاع، فمنذ نعومة أظافره تعود على التقشف بكل حذافيره، نومة على الأرض وفراش من حصير ينام مع عائلته بين الفقراء والزهاد الذين كانوا يؤمّون هذا البيت المشهور بالضيافة ولو على لقمة فول وطعمية وعسل ، يتشارك فيها الجميع، ويحمدون ربهم على هذا العطاء من غير نظرة عدم اكتفاء ، فنشأ وترعرع ببساطة أهل الريف وبعلوم العظماء من السلف والمنهج الذي يزهد في الدنيا بوسطية ومنهجية مدروسة وبشفافية ملحوظة عما ورثوه من تعاليم نبوية وعلوم روحية للارتقاء بالروح إلى الطبقات العليا من الأخلاقيات والنظرة إلى ما بعد الفناء.
ويقول: فكان يحب القراءة المتنوعة التي لا تقتصر فقط على علوم الدين فيقول: كنت أقرأ الرافعي، وطه حسين ، رغم مواقفه الدينية، وقرأت للعقاد ، ولكن الرافعي شدني ، فقد كان عصاميا وكان يقف لطه حسين بالعصا، فقد كانت معارك أدبية بين العمالقة، وتعلمت منه عدم الخوف من الشخصيات الكبيرة ، ويسترسل بقوله: القراءة متعة ولا أذكر أني نمت بدون أن يكون الكتاب بين يدي، فلدي مكتبة كبيرة ولكنها ممزقة ، جزء في البلد وجزء في القاهرة.
محارب لم يعرف أنه سيوجد له في مستقبله معركة ، ولكن أباه تنبأ له برؤية صافية  وحدد له  مساره ، وإن كان شيخنا له مواهب وشجون، فيقول: من أثار دراستي الإسلامية هي دراسة المنطق والفلسفة، المنطق، وضوابط الفكر، وقواعد الجدل، وتعلمت من التصوف مفردات الحب ، فمنذ الصغر كانت حلقات الذكر والإنشاد فأصبح عندي إشباع روحي.
وفي مناطق أخرى في العلوم التي كان يريد الخوض فيها من مجال الطيران والهندسة، ولكن الأقدار، ومصيره المكتوب ساقه إلى طريق مرسوم له منذ أن كان في بحر الظلمات، وقبل أن يكون مضغة وجنين، فمولده وقدره مكتوب ومرسوم، ولكن هذا الاختيار لم يقف في طريقه للانتهال من جميع العلوم ودراسة وقراءة جميع الفلسفات القديمة والحديثة ، وحب المعرفة مما أدى إلى انتهاله من شتى أنواع الثقافات الغربية، وبصيرة نفاذة لعلومنا الإسلامية، فتوسعت ثقافته ، وحبه للغات حتى وصل إلى فرنسا، وانتهل من علوم المستشرقين إلى أن أحاط بكل وجهات النظر المختلفة بجبلتها بكل صفاء ذهني مع تعاليمه الأزهرية ذات الأطياف المتعددة،  سافرت على غير رغبة الوالد إلى باريس ومرضت ، أصيبت بالصدمة الحضارية ، عندما رأيت امرأة تقود الأتوبيس ، وكان ذلك عام 73 م، وعندما تأكدت أن طائرتي عادت إلى مصر بكيت ومرضت ، وفي فندق اسمه ليبرتو تعلمت المقاومة والاعتماد على النفس، فقد كانت صاحبته تعاملنا بقسوة، مما أثر على صحتي ، فعدت إلى مصر ، وحصلت على الدكتوراه، وعدت مرة أخرى إلى فرنسا وأقمت مع أسرة فرنسية تعلمت منهم الثقافة واللغة وتعلموا مني مبادئ الإسلام، فقد أسلموا جميعا ، فلم أدعهم إلى الإسلام ولكن الحوار على طاولة العشاء والسلوك هو ما جذبهم بشكل عجيب.
 فوصل إلى أرقى مكان في فهمه لتعاليم نبينا ولنهج القرآن وتدبر معانيه الأصيلة بسماحة ونظرة ثاقبة لا يفهمها ويتدبرها ويعيشها إلا من أعطي هذه المكانة من قبل رب العالمين ، فأصبح المحارب المهيب والسيف المضيء في عالم اضطربت فيه المفاهيم وقلبت فيه الموازين، ليدخل عالم السياسة الدينية التي عادت بقوة في هذا القرن، ولكن بشكل خفي يصعب على المرء العادي رؤيتها بشكلها الحالي لأنها أحيطت بعالم الفضائيات وسلطة الإعلام التي تحور الكلام والمعنى والمفاهيم إلى أحزاب وفئات ، وليس بفهم  عميق للرسالة النبوية والتعاليم الإلهية ، فأصبح كل من عنده الوسطية يحارب بالأسلحة الخفية لتعلو أصوات التشدد والمفاهيم المغلوطة، فأصبح شيخنا الجديد يحارب على شتى الأصعدة والاتجاهات ليرسم خطا جديدا قديما ليحارب بعض الذين اتخذوا الدين سياسة لبلوغ قمم السطوة والسلطة في شتى أرجاء المعمورة. نسر يطير إلى قمم الجبال الأرضية وينظر بنظرة ثاقبة ليفهم اللغات والتوجهات العصرية ، ثم ينزل كالأنهار الجارية من قمم الجبال ليروي عطش كل من يريد انتهاج الوسطية.
عندما أرجع إلى القرية أعامل من قبل عائلتي كالأخ الأصغر الذي لا يحمل اسما أو منصبا ، فيؤمر من الأخ الكبير، واسمع وأطيع كاي ابن أصغر، عندها أحس بأني الإنسان ، وليس المقام ، فترتاح نفسي ، هذا ... منذ كنت صغيرا، ولا أعرف له بديلا في حياتي، وقريتي الهادئة، فأرجع بذاكرتي ، وأحن لأيام الطفولة مع كل ما تحمله ، من عذوبة وقسوة، وتعليم ولو كان مفروضا، فقد اتبعت طول حياتي ما يمليه علي أبي لأكون بارا، ولم أحظ بما أريده لنفسي أبدا، استراحته كانسان هي عندما يطير إلى عشه في قريته الهادئة ليعيش للحظات بين عائلته ، التي يشعر عندها بالطمأنينة والسكينة يلتحف الأرض والسماء ويفكر بالله القديم الأزلي، يتأمل في هذه اللحظات الخالية من زخرفة الحياة السياسية ليعلو بروحه ويتجول مع الكواكب ويسبح الله الواحد ، ويتأمل طريقه ويرسم منهاجه بزهده، قلما نجدها في هذا الزمان، ويستمد قوته من أكلة بسيطة مقوماتها فوم وبصل وقثاء، وبامية وملوخية مصرية أكلها آبائه وأجداده، وجبنة بلدية وخبز يعد على أيدي الفلاحة الصعيدية ، ببساطة وكأنه رجل لا يحمل الألقاب ولا يزدان بالمناصب، فيرجع إلى الأزهر بكل صفاء ذهن ونية، بعد استراحة محارب، ليصول ويجول ويتحدى بكل سكينة واطمئنان مع يقينه بأن دوره مرسوم ومعركته طويلة مع أهل السياسة والقرارات ، ليواجه العالم برؤية واضحة جلية عما تعنيه الوسطية بالإسلام فله رسالة واضحة وله مسار محارب، وله معارك قادمة ، لأنه وببساطة رجل اتخذ من العالم طريقاً وليس هدفاً للوصول إلى الدور الذي رُسم له من قبل أن يكون شيئا مذكورا . شخصية نادرة في هذا العصر، الرجل ذو العينين الحزينتين اللتين تحملان من ورائهما روح محارب بشخصية مسالمة يستعد للمعارك بهدوء وطمأنينة وسكينة ، صاحب رسالة واضحة  للعيان ، إرساء السلام بين المذاهب والأديان والانتصر في معركة رسـمت له وعبدت بالأشواك والعقبات ،وفي النهاية سألته متى سترتاح يا شيخنا، وتنال ما تريد في حياتك وتطلعاتك، فقال لي: لن أستقر إلا في القبر، وهو الأمل المنشود، وشيعت أحلامي إلى الآخرة، لذلك لا أشعر كثيرا بتعب الدنيا، وأمرن نفسي على أنها سلسلة من المتاعب ، وكلما قطعت مرحلة بشيء من التوفيق استرحت للحظات ثم استمد القوة لأعاود من جديد... والعاقبة لمن اتخذ النصر هدفا والحرمة وسيلة والإخاء نديماً.
  *كاتبة سعودية