Saturday 30 October 2010

درس أم محاضرة يا معالي الوزير

جريدة المدينة
في 21/11/1431هـ
قد تشرفت بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ومن معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، للمداخلة بورقة في محاضرة لوزير العدل الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، عنوانها «القضاء السعودي بين الأصالة والمنهج ورغبة التطوير « لمناقشة النظام القضائي الجديد الذي كان من المفترض أن يبدأ تطبيقه وتفعيله منذ إصداره بتاريخ 19/9/1428هـ فهنا أولا تفاجأت بدعوتي للحضور بما أن بعض قضاتنا يعتبرون صوت المرأة عورة ومداخلتها ناقصة، ووجودها في الدنيا لا يلائم أهواءهم الذكورية من حيث المبدأ أو المفعول، لذا من واجبي أن أرفع الراية البيضاء لأحيي الأمير والمدير على هذا التقدم الملموس للمضي قدما نحو مستقبل مشرق لهذه الجامعة العريقة التي أسست على عهد الملك سعود رحمه الله، والتي باتت تحت أنظار العالم والمجتمع الدولي قاطبة لما لدور المملكة العربية السعودية التي تشرفت بالبقعتين الطاهرتين من أهمية كبرى وقدوة للعالم الإسلامي، فقد لاحظت تغييرا جذريا في المنهج الملموس والملحوظ في تقدم هذه الجامعة العريقة من بعد تولي معالي الدكتور محمد العقلا، وهذا ما قد شفع له لما حصل في تلك الأمسية، فقد بدأت المحاضرة بتحية الإسلام والصلاة والسلام على خير الأنام ، ومن ثم بدأ الدرس الذي ألقاه معالي الوزير، ولا أقول محاضرة ولا حوارا، ولا حتى مجالا للأسئلة، لأن معالي وزير العدل لم يسمح لأحد من الحضور أن يناقشه في معلوماته، أو يغالطه بإصدار حقائق واقعية نلامسها كمواطنين نعاني من كثير من القضايا الشائكة التي نعايشها يوميا، ولا نجد لها حلولا في أروقة المحاكم وتأخذ عقودا لحلها، وفي الأخير نستسلم لله الواحد الأحد ونفوض أمرنا إلى الله الواحد الصمد.كان معالي الوزير فصيحا بليغا، غير قابل للنقاش ولا لسماع الحضور، وكان يعطي أمثالا بعيدة كل البعد عن واقع الأمور، وإحصائيات لا تمت بصلة إلى النسب المئوية المعترف بها، بل أعطانا أرقاما أذهلت الجميع، وفي كلمته، أنا أدرى منكم لأنني وزير العدل، وأنا أبعث بالمفتشين والشيوخ للاستطلاع والمعرفة بالأمر، ولم يخطر على بال معالي الوزير أن في أجهزته، كما الأجهزة الأخرى، يقولون ما يحب الوزير، ويحجبون عنه ما يقلق نومه، ويهدد بالنذير، وأصبحت المحاضرة درسا وتلقينا وليس حوارا حضاريا بأسئلة وأجوبة، ولكن بثقة أن المساءلة لهذا الجهاز هي من المحظورات، كما بين لنا رئيس ديوان المظالم الدكتور الشيخ إبراهيم الحقيل بقوله: إن تأديب ومحاسبة القضاة هو خط أحمر، وهنا أضع نقطة استفهام كبيرة بحجم هذه الصفحة في الجريدة، ألم يكن قيام هذه الدولة العظيمة على منهج السلف الصالح التي لا تعتقد العصمة إلا لله ورسله؟ ألم تكن المساءلة هي لجميع الخلق أجمعين، ألم يقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بشكوى أهل العراق عن قضاتهم وقد حاسب أمير المؤمنين هؤلاء القضاة الذين عينهم وكان من بينهم من الصحابة ومنهم أبو موسى الأشعري، أم أصبحنا أفضل منهم وأصبح جهاز القضاء سلطة لا تمس ولا تحاسب ولا حتى تقبل النصح؟ فنحن لا نرضى المساس بالشريعة كأمة محمدية، ولكن إن كان القاضي أخطأ وأفسد فيجب محاسبته كما كان عليه السلف الصالح، أما حتى هذه فيجب أن تحسب لمصالح وأهواء البعض الذين لا يقبلون الرأي الآخر، فأنا أذكر مليكنا ملك الإنسانية، يقول وعلى الملأ إننا نخطئ واقترفنا كثيرا من الأغلاط ولكن سنصحح ونعدل حتى أن نصيب، والوزير يقول نحن لا نخطئ، ولكن القليل منهم هو الذي لا يعتبر ويخطئ، وأن الإعلام يهول المعلومات ويذكيها، وهنا أسأل معالي الوزير عن عدة قضايا لم يتح لي أن اسأله إياها نتيجة انقطاع الإرسال المفاجئ بين القاعتين حالما أعطي الميكرفون للمرأة، هل هذا كان مقصودا ؟ خصوصا أن الورقة التي قدمتها كانت بها أسئلة كثيرة لنظامنا الجديد الذي لم يفعل ولا حتى ربعه، فقد طلب مني أن أرسل فحوى المداخلة قبل ليلة من المحاضرة مع أنه توجد قضايا كثيرة تحتاج ساعات وليس دقائق معدودة لمناقشتها، حيث إن الأمور تختص بحالة المواطن وحياته الشخصية والعملية والاقتصادية، ولكن ولدهشتي، لم تتم المداخلة، نتيجة انقطاع الاتصال الذي لا نعرف إذا كان تقنيا أم اتقائيا، بل ذكرت بعض النقاط من مداخلتي وكأنني دعيت لكي يثبتوا أنهم ديمقراطيون ووسطيون وأن مشاركة المرأة هي العنوان الجديد للوجه المعتدل لواقعنا الأليم، ولم يعلم أنني قرأت ما بين السطور، فهو لا يريد أن يسمع صوت الحق الجهور الذي لا يقبل التسويف ولا التمويه ولا الاكتفاء في الردود المدروسة، فاختبأ تحت مظلة انقطاع الاتصال مع أنني أصررت عدة مرات أن أتصل بالجوال ويبث عبر الميكرفون لأستطيع أن أطرح أسئلتي الممنوعة من القضايا المحظورة من عضل البنات وزواج القاصرات، وحبس المواطنات بدون جرم والمواطنين بذات السياق، وحقوق المرأة في الإسلام، وإبقاء القضايا في المحاكم معلقة لسنوات، وما ينتج عنها من أضرار للاقتصاد في البلاد، وإنشاء المحاكم المتخصصة نوعيا ومكانيا التي تخدم أفراد المجتمع، واستنباط أحكام جديدة ووضع أنظمة تتوافق مع عصرنا الحالي ومتغيراته، لمحاربة الظلم والفساد والجريمة، والاعتراف بوجود خلل في مجتمعنا الحاضر من قضايا فساد في بعض المحاكم والجهات الحكومية التي شغلت الرأي العام وعكست صورة سلبية عن مجتمعنا أمام العالم، إن صياغة الأنظمة من قبل مجلس الوزراء ممثلا بهيئة الخبراء لمكافحة هذه القضايا يعد اعترافا بوجودها ولكن يجب تفعيل هذه الأنظمة حتى يتم القضاء على الفساد وخاصة في أهم جهاز يتصل مباشرة بحقوق المواطن، وبالتالي فإن مصلحة تقنين القضاء لا تقل أبدا في زماننا عن أهمية ومصلحة توحيد القضاء على مذهب واحد، فهذه مصلحة اتفق عليها الجميع من أئمة ومشايخ هذه الأمة منذ بداية الدولة السعودية، وهذه المحاضرة أو أقول الدرس لم يكن أبدا ساخنا كما صوره الإعلام بل كان باردا وليس قابلا للنقاش ولا حتى الحوار، فكيف بالسؤال؟ فجاءت الأجوبة كما عهدناها عن صورة بيضاء ملساء، مطهرة نازلة من السماء لا تقبل حتى التنبيه على أن القوانين الجديدة المتمثلة بخمس وثمانين مادة تسري على الجميع وفي الصدارة على رئيس المحكمة ورئيس كتابة العدل والقضاة ولكنها لم تفعل، مع حرص خادم الحرمين الشريفين وتأكيده المستمر بتفعيل هذه القوانين والأنظمة، فكيف لنا أن نثق في جهاز لا يعترف بالأصل في الخلل ويرتفع بنفسه عن حتى الاعتراف بوجود العلل، فكل ما جاء به وزير العدل من أرقام مثل حالات الطلاق والفساد وحتى مدة بقاء الأحكام في القضاء جاء بها ناقصة وغير واقعية فقد ذكر أن كل المشاكل تحل بظرف شهور معدودات، ولم يعترف وزيرنا أنه قد أخطأ من أعطى إليه هذه المعلومة لأنها ليست بشهور بل سنوات غير معدودة بشهادة كل المحامين والمستشارين القانونيين الذين يتداولون هذا العمل من اللانهاية، ولكن معالي الوزير وضع نفسه فوق كل الوقائع المعروفة لدى الجميع، والإحصائيات المعلنة المدروسة من شتى الجهات، واختصرها بكلمة» أنا وزير العدل « وليس أحد غيري يعرف الوقائع والأرقام، وبذلك كان درسا للحاضرين أننا قد جئنا إلى هذه المحاضرة لتلميع صورة هذه الوزارة وليس اعترافا بواقع ومحاولة وضع الحلول لهذه الكوارث، فلقنا درسا لن أنساه بأننا لسنا إلا أدوات وعلينا الطاعة والامتثال، وليس قول الحق وإن عز.خرجت من القاعة وليس لدي أية قناعة أو رجاء بأن يتم تفعيل النظام القضائي الجديد، إن كانت هذه هي رؤية معالي الوزير ولن يكون تغيير إن كانت هذه هي سياسة وزيرنا الجليل، من غير الواضح ما جرى من تهميش لصوت المرأة بقوله إن المرأة لا تريد من يمثلها وهي مكتفية بما لديها، وهنا أقول للوزير إنها خالية الوفاض ولا تملك من حقوق الإسلام حتى أدنى الحقوق، لأننا في حكم مكتوب ومرسوم من بعض عقليات ما قبل الإسلام ولا تمت بصلة إلى الصورة المشرفة والآمال التي جاء بها خير الأنام.هذا غير القضايا الساخنة التي كان من المفروض أن تناقش ولكن وزيرنا استفرد بالكلام وصور قضاءنا وقضاتنا بصور بيضاء لا تقبل النقاش ولا التطوير، وأنا أعرف أن الإنسان إن لم يقبل الاعتراف بالأخطاء لن يكون هناك تغيير لأننا بالأصل لا نعترف بالواقع بل نستكين ونختبئ تحت غطاء ما نريد أن نسمعه وليس ما هو دائر عند بعض قضاتنا من ظلم على حقوق المواطن والمواطنة، وكلنا يعرف أن الاعتراف بالحق فضيلة، ولكنني اكتشفت في هذه الأمسية أن المسألة مغايرة تماما للواقع وأن المفروض أن يكون هذا الجهاز صفته العدل والسيرة النقية لمجتمع اختصه الله بالفضيلة والوسيلة، عدى عن التجاوز عن عدة اقتراحات مبنية على تجارب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن نايف من برامج تأهيلية إصلاحية التي تبنتها وزارة الداخلية وتأثيرها الواضح للعيان من إصلاح للبيان ومثال احتذت به شتى مناطق العالم وأعتاهم بنيانا، ولكن نحن وطن وزارتنا العدلية لا تريد حتى أن تحتذي بأرقى وأنجح التجارب عالميا الصادرة من أفضل الوزارات تضييقا للشريعة بالمناصحة والرحمة التي هي أساس العدل والحكمة فالمثال والواقع أكبر دليل ولكن الوزير لا يريد، ولا حتى يرى الجانب المظلم من المظالم من اختراق لحدود الإنسانية، فأتساءل هنا لمن نشتكي ونلجأ إلا لرب العباد، وخاصة أننا أصبحنا أمة السبعة والعشرين مليونا، وليس أمة المائة ألف كما يراها البعض بنظرته المحدودة وعدم تقبل الواقع المرير بأن لدينا مشاكل لا تعد ولا تحصى بشهادة من يزاولون ويخوضون هذا المجال من محامين ومستشارين قانونيين ويرون ويسمعون ما لا يراه فضيلة الشيخ من شجون، فبحق المواطنة أطالب أن نعرف ما لنا وما علينا ولا نستمر بالمضي قدما صم بكم عمي كما عادتنا تحت غطاء لا تسألون فنحن منزهون.


همسة الأسبوع :
آمل من الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
.b.saoud@hotmail.com
http://basmasaoud.blogspot.com/

الأميرة بسمة ومحاضرة وزير العدل

م. طلال القشقري
جريدة المدينة - 22/11/1431هـ


حتْماً قرأتم أو سمعتم عن محاضرة وزير العدل في الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة عن (القضاء السعودي بين الأصالة والمنهج ورغبة التطوير) وعن الكاتبة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز التي دُعِيت للمحاضرة واتُفِقَ على طرْحها لمداخلة عن قضايا مهمّة في صُلْب موضوع المحاضرة، ثُمّ لم تُمكَّن من ذلك!.


وبغضّ النظر عن أسباب عدم التمكين، فإنّي أتساءل: إذا لم تُمكَّن الكاتبة الأميرة، مع مكانتها الاجتماعية المرموقة، من طرْح ما تريده أمام المسؤول الأول في وزارة العدل، فهل تُمكَّن المرأة المواطِنة العادية من طرْح ما تُنافح به عن نفسها وتُبيِّن عن موقفها في مرافق وزارة العدل؟ بالشكل المثالي الذي يستوجبه العدل؟ والذي يُحقّق العدل؟ سواء في قضيةٍ رفعتها هذه المرأة ضدّ آخرين؟ أو في قضية مرفوعةٍ ضدّها من آخرين؟ أو لو كانت مُحامية تُدافع عن الآخرين؟.


لا أريد جواباً من وزير العدل، بقدر ما أريد لفت الانتباه إليه من أنّ نوافذ المرأة السعودية المفترض أن تطلّ منها على القضاء لا زالت مُغلقة، وأنّ مساعدتها للحصول على حقوقها لا زالت تُراوح مكانها، وأنّ المماطلة في تنفيذ أحكام قضاياها لا زالت مستمرّة، خصوصاً في الطلاق والعدّة والميراث والنفقة وحضانة الأطفال، وأنّ محاكم الأحوال الشخصية والأسرية لا زالت بعيدة المنال، وأنّ مهنة المحاماة للنساء لا زالت مُهمّشة، وأنّ ما ودّت الكاتبة الأميرة طرحه عن عضل البنات، وإيداع النساء في السجن دون محاكمة، وزواج القاصرات، وتقنين القضاء، وبطء ديوان المظالم، وتخريج قُضاة في تخصّصات معيّنة، ومكافحة الفساد الإداري، هي قضايا تستحقّ الشكر على إثارتها كما تستحقّ معالجتها، هذا.. إذا أردنا تأصيل منهج القضاء السعودي وتطويره!.

وزير العدل: لا نريد متاحف قضائية.. والمحكمة العليا هي المعنية بتدوين الأحكام القضائية

الأميرة بسمــة لـ«الشرق الأوسط»: الوزيــر تعمــد قطــع مداخلاتــي
د. العقلا: لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد تحفظ على المداخلات.. والقطع كان مصادفة
المدينة المنورة: هدى الصالح
20/11/1431هـ
على الرغم من الهدوء الذي ظهر عليه وزير العدل السعودي الدكتور محمد العيسى في الندوة التي أعدتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أول من أمس وثقة إلقائه كلمات مرتجلة عن الواقع القضائي، فإن الأمر لم يكن كافيا للحفاظ على هدوء جمهور العيسى الذي بالكاد استوعب الحضور الرجالي في قاعة الجامعة الإسلامية التي دارت فيها رحى ندوة «القضاء السعودي بين التطوير وأصالة المنهج»، مواجها كافة التيارات السعودية من إسلاميين وليبراليين إلى جانب التنويريين أو الإصلاحيين على حد سواء، ممثلين عن مختلف الجهات سواء أكانت عدلية أو قضائية، إضافة إلى المحامين وعدد كبير من المشايخ وطلاب العلم الشرعي.

فدبلوماسية العيسى في الحديث عن أبرز الشؤون القضائية السعودية الراهنة واستعراض أهم ما تضمنه المشروع القضائي الذي أقر قبيل 4 أعوام، تارة باحتواء الإسلاميين بتشديده على التمسك بثوابت الشريعة الإسلامية واعتماد الكتاب والسنة منهاجا ومرجعا في المؤسسة القضائية، وتارة أخرى بالتأكيد على أهمية مواكبة التغيرات حتى لا تتحول المؤسسة القضائية إلى «متحف قضائي»، لم تحمه من طرح أبرز القضايا التي ارتبطت بالساحة القضائية من خلال مداخلات حشود ضيوف الجامعة الإسلامية، التي طالت الفساد الإداري وتدوين الأحكام القضائية وما يتعلق بالمكاتب النسائية والانتهاء من إقرار تراخيص المحاماة النسائية.

وفي هذا الخصوص، أعلن وزير العدل السعودي أن المحكمة العليا هي المعنية بإرساء المبادئ القضائية وفق ما ترتئيه، لتأخذ طابع الإلزام للقضاة كافة مع مجرد اعتمادها، مشيرا إلى إمكانية تقدم القاضي باعتراضه، وإما أن يؤخذ به أو يلزم باعتماد المبدأ القضائي المعتمد.

وبشأن المكاتب النسائية، أوضح العيسى أن الوزارة ستعمل بالقرار السامي الذي أوجب افتتاح أقسام نسائية في الدوائر الحكومية كافة، مما سيخدم ويعزز العمل، متأملا باحتواء الخطوة قريبا الإشكاليات القائمة.

وبشأن ما تعلق بتهم الفساد الإداري في المؤسسة القضائية، أكد وزير العدل أن الأخطاء الصادرة إنما هي اجتهادات عن حسن نية، والتعامل مع هذه التجاوزات، بحسب العيسى، يتم وفق الشريعة الإسلامية والنظام الرسمي، على الرغم من قلتها، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن «القضاة ليسوا ملائكة».

إلا أن تأكيده على دور ممثل وزارة العدل في مجلس القضاء الأعلى في اللجنة الخاصة للتفتيش القضائي يقوم بدوره على أكمل وجه، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة التداخل بين مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل في مسألة التفتيش القضائي، خاصة مع عدم إجابة الوزير بصورة واضحة عن سؤال أحد المداخلين في هذا الشأن.

وبقي حديث وزير العدل السعودي البناء عن المؤسسة القضائية التي نفى عنها قلة عدد القضاة، وأمل في مستقبل باهر للمحامين في مباني المحاكم، وتوطيد العلاقة بين القضاة والمحامين على حد سواء، والاستعداد لتأمين أرقى وأحدث المباني القضائية، إلى جانب الخدمات الإلكترونية والترافع الإلكتروني، واعتماد المبادئ القضائية، الذي عده أحد المحامين، خلال مداخلته، تصويرا متكلفا للواقع الحالي، مصورا الواقع الحالي بـ«المدينة القضائية الفاضلة» على حد قوله.

وأعلن وزير العدل السعودي أن عدد القضاة بلغ 1400 قاض، أما الملازمون فعددهم 284، وعدد قضاة محكمة (ب) 377، وقضاة محكمة (أ) 55، في حين بلغ عدد وكلاء محكمة (ب) 74، ووكلاء محكمة (أ) 56، ورؤساء محكمة (ب) 74، ورؤساء محكمة (أ) 123، أكثرهم من الشباب، وعدد قليل منهم من المخضرمين، في أحدث إحصائية، كما أفاد العيسى.

ومع ما عرف عن مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا من تعقل لافت وحنكة سياسية باهرة في إدارة الأطياف المتباينة، فإن انقطاع البث الصوتي المباشر من القاعة النسائية إلى مسامع القاعة الرجالية قبيل مشاركة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز بمداخلة صوتية والإعلان عن خلل تقني عجز عن إصلاحه، وتر الموقف النسوي في مواجهة مع وزير العدل السعودي عبر تكالب اتصالات الهواتف الجوالة النسائية على رقم العقلا الخاص، الذي تحول إلى حمامة سلام تارة تطير هنا وأخرى هناك، في خطوة لتقريب وجهات النظر.

وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أكدت الأميرة بسمة أن الدكتور محمد العيسى تعمد قطع الاتصال لكي لا يستمع لمداخلتي، مفيدة أن أبرز النقاط التي كانت تود طرحها موضوع إساءة معاملة المرأة والعنف، وإيداع النساء السجون مع المجرمات والمنحرفات، إلى جانب عضلهن عن الزواج، وقضية تفعيل دور حقوق الإنسان والجهات الرقابية في الوزارات كافة.

من جانبه أكد الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، أن كافة المداخلات كانت قوية ويلمس منها شفافية القائمين على المؤتمر، مثل حديث المحامي الذي استنكر كلام الدكتور محمد العيسى وزير العدل، الذي صور القضاء وكأنه مدينة فاضلة، مضيفا أن الوزير يعد جزء من المنظومة القضائية، وكما يعرف أن الترميم أكثر صعوبة من التأسيس، مشيرا إلى أن الأمور بعد هذا اللقاء ستكون إلى الإمام.

وفيما يتعلق بما قالته الأميرة بسمة آل سعود حول قطع الإرسال لعدم الاستماع الى المداخلات النسائية، قال العقلا إن من حق الأميرة التوقع بشيء من هذا القبيل، إلا أنه أكد على عدم وجود أي تحفظ سواء من قبل وزير العدل أو من الجامعة للمداخلات والمشاركات النسائية، مفيدا أن قطع الاتصال كان مصادفة كما حدث في محاضرة للدكتور طارق الحبيب وهو اخصائي نفسي سعودي، والذي شهدت محاضرته إنقطاع الصوت والصورة التي تبث للقاعة النسائية.

وقد كشف الدكتور العقلا عن البدء بإنشاء قاعة نسائية بداخل الجامعة الاسلامية بعد أن كانت المحاضرات النسائية ومنذ سنوات طويلة تعقد في قاعة دار الحديث المنفصلة عن الجامعة.

الجامعة الإسلامية تحجب مداخلة ( بسمة بنت سعود) في لقاء وزير العدل بحجة تعطل أجهزة الصوت وإستمرار تداعيات ورشة (درة العروس )؟!!

 من أجل إنسان جدة ـ خاص وحصري 
فوجئ الحضور  على  مسرح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مساء أمس بحجب الصوت في  مداخلة الناشطة و  الكاتبة الصحفية الأميرة بسمة بنت سعود في  المحاضرة التي ألقاها وزير لعدل بعنوان ( القضاء السعودي بين أصالة المنهج ورغبة التطوير)   بحضور الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة وعدد كبير من أساتذة وطلاب الجامعة بجانب عدد من   المثقفين والمثقفات والإعلاميين  والإعلاميات  وبرر المسئولين عن تنظيم المحاضرة واللقاء بوجود عطل في أجهزة الصوت الداخلية!


 وكانت الأميرة بسمة بنت سعود  قد تلقت الدعوة من الجامعة الإسلامية لحضور اللقاء وأعدت كلمة خاصة لمداخلتها وعند بدء إلقاء كلمة مداخلتها  إنقطع الصوت وبرر مدير اللقاء ذلك  بتعطل  أجهزة نقل الصوت في القاعة النسائية  وكشف أحد الإعلاميين الحاضرين للقاء  أن الأميرة بسمة  طلبت أن يتم تدبر الأمر من خلال جهاز الجوال ووصله بـ (الماكرفون) الداخلي للقاعة وإيصال الصوت إلى مسرح الرجال .. إلا أن المنظمين للقاء قرروا أن ذلك غير ممكناً !؟ وشكك الإعلامي في تعطل أجهزة الصوت وقت مداخلة الأميرة بسمة خاصة وأن المنظمين للحفل يفترض أن يكونوا قد إستعدوا قبل الحفل بوقت كافي بالكشف على أجهزة الصوت وتجربته
ويبدو أن المنظمبن للقاء وزير العدل فوجئوا بحضور الأميرة بسمة وتلبيتها للدعوة التي تلقتها  من الجامعة لحضور اللقاء كما تلقاها عدد من رؤساء التحرير والكتاب والإعلاميين والإعلاميات  ..


 وأشار بأنه تداركاً للموقف تم إرسال كلمة الأميرة بسمة
إلى مدير الجامعة و مدير اللقاء  لإلقائها على الحضور إلا أنه لم يقرأها كاملة! وقرأ الجزء الأول فقط من الكلمة  المتضمن شكر  أمير المنطقة والجامعة  على تنظيم اللقاء !! وإعتبر  أحد الإعلاميين أن مصادرة وحجب الجامعة الإسلامية لصوت الأميرة بسمة في اللقاء إذا ما كان مفتعلاً تحت مبرر تعطل أجهزة الصوة ؟! يعتبر مصادرة لصوت المرأة وحقوقها في التعبير عن حرية  الرأي وتعارض ذلك  الحوار الوطني للرجل والمرأة  على حد سواء الذي نعيشه في عهد خادم الحرمين وسمو ولي العهد والنائب الثاني حفظهم الله
 ..
وكشفت المصادر أن مداخلة الأميرة بسمة ركزت على حقوق المرأة في القضاء وقضايا المحاكم وإنتقادات واقعية لآليات وزارة العدل  ..   
من جانب آخر لاتزال تداعيات ورشة العمل التي نظمتها الجامعة الإسلامية مؤخراً في (درة العروس) بجدة تحت عنوان (إنحرافات الشباب في المجتمع السعودي)  بعد الإنتقادات التي وجهت لمنظمي الورشة في غياب الشباب عن الورشة وغياب صوت المرأة ..!؟

Friday 29 October 2010

الأميرة بسمة ترد على مدير الجامعة الإسلامية: انقطاع الصوت حجة عليك

الأميرة بسمة ترد على مدير الجامعة الإسلامية: انقطاع الصوت حجة عليك


انتقدت الكاتبة والناشطة في القضايا الإنسانية صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز رد مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة واعتذاره عن انقطاع الصوت أثناء مداخلتها في المحاضرة التي ألقاها وزير العدل الثلاثاء الماضي، والتحجج بأن ذلك الانقطاع حدث من قبل في محاضرات سابقة.


أن زوجة مدير الجامعة كانت تجلس بجوارها أثناء المحاضرة، وكانت تطمئنها بين الفينة والأخرى بأنه سيتم إصلاح الكيبل وإعادة الصوت، ولم يحدث شيء من ذلك.


وأضافت أنه أثناء اتصالها بنائب مدير الجامعة أكد لها أنه سيتم إصلاح الخلل خلال دقائق، وسيتم سماع مداخلتها.


وقالت الأميرة بسمة: "طالما أن الصوت منقطع عن القاعة النسائية منذ محاضرات سابقة، كما قال مدير الجامعة، فلماذا يتم توجيه الدعوة إليّ رغم أنني أرسلت أسئلة المداخلة قبل وصولي، وتمت الموافقة عليها". وأشارت إلى تأكيدهم أنهم سيعملون على إصلاح الكيابل والتوصيلات، والتأكد من الصوت وتجربته قبل بدء المحاضرة.


وبيّنت أن انقطاع الصوت حجة عليهم وليس لهم. وقالت: "إنّ ورقة مداخلتها التي كانت تحتوي على أكثر من 9 قضايا ذات أهمية بالغة في المجتمع لم يؤخذ منها إلا سطران فقط".


وأضافت أنها تدافع عن حقوق النساء اللاتي يُزجّ ببعضهن في السجون دون أي سبب، وإن كانت هناك أسباب فإن مدة بقائهن تطول، إضافة إلى المشاكل القضائية التي يعانيها المجتمع في السعودية.


وأكدت الأميرة بسمة أن لدينا قيادة حكيمة تعمل على إسعاد المواطن الذي هو جزء من المجتمع؛ ولذلك يجب أن تُحفظ كرامة هذا المجتمع في كل الميادين.

الأميرة بسمة بنت سعود تصف محاضرة وزير العدل بـ"السيئة تنظيمياً"

كل الوطن - متابعات:
وصفت الكاتبة الأميرة بسمة بنت سعود محاضرة وزير العدل السعودي الدكتور محمد العيسى التي أقيمت مؤخراً في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بـ"السيئة تنظيمياً" مؤكدة أن أجهزة الصوت حجبت مداخلتها معه رغم أنها تلقت دعوة رسمية للحضور والمداخلة, موضحة أن نائب مدير الجامعة تجاهل طلبها بإيصالها هاتفياً بالوزير.
وكانت الأميرة بسمة جهزت مداخلة مع الوزير تناولت فيها عدة قضايا من أهمها عضل البنات, والتحرش الجنسي, وإيداع النساء في السجون دون محاكمة, وزواج القاصرات, وتقنين القضاء, وسرعة البت في القضايا العالقة بديوان المظالم, وتخريج قضاة في تخصصات معينة في المجتمع, ومكافحة الفساد الإداري, إلا أن سوء التنظيم وتعطل مكبرات الصوت في القسم النسائي, حيث تجلس الأميرة, منع وصول صوت مداخلتها عبر مكبرات الصوت إلى الجانب الرجالي.


ووصفت الأميرة في تصريحات نقلها موقع سبق المحاضرة بأنها "درس وليست محاضرة" ولم يقبل خلالها أي سؤال, مؤكدة أن المداخلة حق من حقوق الحضور, خاصة في المحاضرات، معربة عن خيبة أملها إزاء ما حدث.

Thursday 28 October 2010

مدير الجامعة الإسلامية يعتذر إلى الأميرة بسمة ويؤكد: الأسئلة قُرئت بالكامل

قال لـ"سبق" إن انقطاع الصوت عن القاعة النسائية خلال محاضرة وزير العدل لم يكن متعمداً



مدير الجامعة الإسلامية يعتذر إلى الأميرة بسمة ويؤكد: الأسئلة قُرئت بالكامل

حزام الدوسري - سبق - المدينة المنورة: قدَّم مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد علي العقلا اعتذاره إلى جميع الحاضرات في الجانب النسائي أثناء محاضرة وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بالجامعة مساء الثلاثاء الماضي, وفي مقدمتهن صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز؛ بسبب انقطاع الصوت عن القاعة النسائية.
وقال العقلا في تصريح ل "سبق": أرجو أن تلتمس لنا الحاضرات العذر؛ لأنه ليس لدينا فرع نسائي, وقد سبق أن انقطع هذا الصوت في محاضرات سابقة.
وأضاف قائلاً: الجامعة عرضت كلمة سمو الأميرة بسمة وقُرئت من الجانب الرجالي في المحاضرة, وأجاب الوزير عن كل ما تضمنته ورقة سموها. مضيفا "لو كان الأمر فيه أي نوع من التدخل لتدخلت الجامعة ومنعت المناقشات الساخنة التي أُثيرت من قِبل الحضور الرجالي, وأبرزها أسئلة المحامي سعود الحجيلي عندما انتقد وبشدة أسلوب القضاة, ورد عليه معالي وزير العدل بصدر رحب".
وقال مدير الجامعة الإسلامية: "نحن نسعى إلى أن نتيح الفرصة لمن يرغب في المداخلة والحديث". مؤكداً مرة أخرى أن انقطاع الصوت في القاعة النسائية لم يكن متعمداً أبداً". مضيفاً "سنسعى إن شاء الله إلى إنشاء قاعة نسائية داخل الجامعة من أجل تلافي هذه الإشكاليات".
وحول ما ذكرته الأميرة بسمة من أنها اتصلت هاتفياً بنائب مدير الجامعة الإسلامية أثناء المحاضرة؛ لتطلب منه مكالمة وزير العدل قال الدكتور محمد العقلا: "والله أنا لا أعلم؛ لأنني كنت مع الوزير في المنصة، وقد كنت حريصاً على أن تُقرأ أسئلة سمو الأميرة قبل انتهاء الوقت المخصص للمحاضرة".

وكرر مدير الجامعة الاعتذار إلى جميع الحاضرات في الجانب النسائي، وفي مقدمتهن سمو الأميرة بسمة، على ما حصل، وقال: "أتمنى أن نتلافى هذا الأمر مستقبلاً، وهذا سيتحقق فور الانتهاء من إنشاء قاعة نسائية". مضيفاً "الجميع يعرف أن القاعة النسائية التي على طريق المطار بعيدة, ولا توجد لدينا الإمكانيات الكافية للنقل الفضائي, ونحن ننقل عبر الإنترنت وليس عبر الأقمار الصناعية".
وقدم الدكتور العقلا في بداية تصريحه إلى "سبق" شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة على رعايته وحضوره المحاضرة، وإلى وزير العدل على تلبية الدعوة, وإلى الحاضرين والحاضرات.


وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز قد عبّرت عن استيائها من محاضرة وزير العدل التي أُقيمت بالقاعة الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة, وأبدت تذمرها من انقطاع الصوت ومن سوء التنظيم، ووصفت محاضرة الوزير بالدرس، وقالت "إنها ليست محاضرة"، وإنه "لم يقبل أي سؤال". وذكرت الأميرة أنها اتصلت بنائب مدير الجامعة الإسلامية عبر الجوال أثناء المحاضرة؛ لتتحدث إلى الوزير ولكن نائب مدير الجامعة لم يفعل.


أشارت إلى قطع الصوت عن القسم النسائي في محاضرته بالجامعة الإسلامية

الأميرة بسمة: منعت من المداخلة.. وفرض علينا الاستماع لوزير العدل
 
عبد الله الراجحي – سبق - جدة: أبدت الكاتبة والناشطة في القضايا الإنسانية، صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز, استياءها الشديد من سوء التنظيم الذي حدث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, مساء الثلاثاء، أثناء المحاضرة التي ألقاها وزير العدل، الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى, حيث تدخلت الأميرة بسمة بمداخلة لها خلال المحاضرة تناولت فيها عدة محاور، من أبرزها: عضل البنات, والتحرش الجنسي, وإيداع النساء في السجون دون محاكمة, وزواج القاصرات, وتقنين القضاء, وسرعة البت في القضايا العالقة بديوان المظالم, وتخريج قضاة في تخصصات معينة في المجتمع, ومكافحة الفساد الإداري, إلا أن سوء التنظيم وتعطل مكبرات الصوت في القسم النسائي, حيث تجلس الأميرة, منع وصول صوت مداخلتها عبر مكبرات الصوت إلى الجانب الرجالي.
ووصفت الأميرة بسمة في تصريح لـ "سبق" المحاضرة بأنها "درس وليست محاضرة" ولم يقبل أي سؤال.


وأضافت الأميرة بسمة أنها جاءت بدعوى رسمية تلقتها من الجامعة, حيث طلبت منها الجامعة أسئلة مداخلتها التي ستلقيها مكتوبة، وأرسلتها قبل المحاضرة بيوم, ورغم ذلك قطع عنها الصوت.
وقالت: اتصلت على الفور بنائب مدير الجامعة على هاتفه النقال, وطلبت منه أن يوصل الهاتف إلى وزير العدل للتحدث معه, لكنه لم يفعل, مؤكدة أن المداخلة حق من حقوق الحضور, خاصة في المحاضرات، وأعربت عن خيبة أملها إزاء ما حدث.

Friday 22 October 2010

رؤساء دول أم رؤساء تحرير؟

السلطــة الرابعـــة ، هكذا يسمون الصحافة في الإعلام الغربي، فالإعلامي يملك ما لا يملك غيره من سلطة لتغيير سير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحقوقه مكفولة بالكامل بواسطة مؤسسات لجان مخصصة للحفاظ على حقوق الإعلامي والكاتب مهما بلغ حجمه أو نجمه أو اسمه من علو أو هبوط في سلم الوظيفة أو المسؤولية.
أما في وطننا الحبيب فالمعادلة مقلوبة كما في معظم الأمور الإدارية، فالإعلامي والكاتب، لا يوجد له مدافع ولا مطالب ولا لجان ولا مؤسسات، وبالتالي لا حقوق ولا أهداف دنيوية، فالمفروض على إعلاميينا من ذكور وإناث أن يعيشوا متصوفين زاهدين راضين بما يغدق عليهم من معظم رؤساء التحرير، بما فيها المجلات والصحف اليومية، ضمن سياسة لا توجد أصلا إلا عند ذوي العقول المستبدة الطاغية، فالديكتاتورية هي السياسة المحلية لمعظم رؤساء دول الصحافة والإعلام المحلي، فالكل أصبح مردوخا، والكل أصبح ذا سلطة بدون نهاية، فيفصلون ويعينون ويصرفون لمن يريدون بدون قوانين مكتوبة أو مدونة، ضمن أشراط وضعت من قبل وزارة الإعلام المفروض أن تكون هي المتصرفة والمسؤولة بتطبيق القوانين المحلية المتعلقة بالكتاب والإعلاميين في وطننا الحبيب والحفاظ على حقوقهم على شتى أطيافهم وجنسياتهم وأجناسهم، وتأسيس لجان ترعى وتسهر على حقوقهم مثل أي دولة متطورة في العالم، يجب أن تكون الأولويات لدى وزارة الإعلام حقوق أبنائها وبناتها الكتاب والإعلاميين لصيانة وحفظ كل ما يتعلق بالحقوق المدنية، فما جدوى الصحف والمجلات ومحطات التلفزة إن كانت مبنية على كوادر مقهورة، لا تستطيع أن تقول لا لرئيسها، ولا تستطيع أن ترفض، ولا أن تستنكر، ولا أن تطالب بحقوقها المسلوبة والمسلّم بها في جميع دول العالم، ما فائدة كتاب تسلب كل يوم أفكارهم بدون حفظ أو مطالبة لحقوقهم الأدبية والمعنوية والمادية، ما الجدوى المعلنة لإعلاميين يصلون النهار بالليل ليسطع نجمهم، ولكن يأفل بجرة قلم ليحذفوا من تاريخ الصحافة، بدون مبررات ولا إنذارات، ولا تعويضات؟ ما فائدة كلمة لا، إن لم يستطيعوا أن يطبقوها في كتاباتهم وأفكارهم المبدعة، ليطفئوا أفكارهم ومواهبهم بمجرد تصنيف رؤساء التحرير لهم بالثوار والمجاهدين، وأقل الاعتبار كلمة «بدون موهبة» ليحل مكانه كاتب المزاجية والحزبية والمصلحة الرئاسية التي تحكمه بدون تفكير، ولا تدبير، ولا ضمير، إنما بتلقائية وعشوائية وكأنهم آلات روبوتية تعمل بالريموت كنترول أو بالطاقة الذرية، ليكتبوا ما يمليه عليهم مزاج تلك الشخصية أو هوية تحرير صحيفته النخبوية، أو الحلف بالوطنية والانتماء بعدم التعرض لتلك القضية أو هذه المشكلة التي أصبحت مستعصية، والعزوف عن كل ما يغضب الرئيس أو نائبه أو حتى رئيس الصفحة المحلية وبذلك يصبح مثال المصداقية في سياسة كلها استبدادية، أين الحقوق الإعلامية والضمانات واللجان الحقوقية للدفاع عن حقوق الإعلاميين والكتاب والعاملين في شتى مجالات الإعلام، أين القوانين المكتوبة الشرعية؟ أين يتظلم العباد ممن كتب عليهم العمل في هذا المجال الحيوي، وكيف يدافعون بدورهم كإعلاميين عن القضايا الإنسانية، وهم بأشد الحاجة لها، ولأن تسلط الأضواء على حقوقهم الضائعة لدى من يملكون القرار على رقاب الأحرار، من يستطيع أن يقف في وجه القرارات التعسفية ويطالب بحقوقه العمالية.
فالمطالبة بالحقوق لمن يعمل في مجال الإعلام الذين نرى معاناتهم يوميا، من هضم حقوق وسلب للإرادة، والقرارات الفجائية لتنهي مسار رجال ونساء بذلوا وأعطوا لمهنتهم من تضحيات مجهولة للقراء الذين يقرأون ولا يعرفون أن من وراء هذه الأخبار والمقالات مأساة إنسان، يتبعها معاناة أسر بأكملها لا تستطيع الاعتراض على أي من الشروط الفردية لكل مؤسسة إعلامية، فلا توحيد للقوانين، ولا للإجازات ولا البدلات، ولا الحقوق المدنية، بل ساحة للعشوائية والشروط التعجيزية لمن يريد أن يمضي قدما في هذا المجال المجهول النتيجة والهوية ودهاليزه السوداوية.
أنا إنسانة في المقام الأول ومواطنة وأهوى الإعلام، فقد وجدت في هذا التجمع غابة تملؤها الوحوش الكاسرة بدون نظم ولا بروتوكول، ولا حتى دستور، بل غابة استوائية، فيها من كل أنواع المخلوقات البدائية بنظام لا ينتمي إلى عالم أي حضارة ولا حتى إلى القوانين الغربية التي أصبحت قدوتنا في كل أمورنا الدنيوية، فلماذا لا نقتبس ونفصل لنا ثوبا يلائمنا مما يوجد لديهم من تقدم في مجالات الاقتصاد والتعليم والإعلام والتقنيات، والدفاع عن حقوق الآخر في كل المجالات وخاصة الإعلامية، لما عرفوا ما لدى هذه الجهة من دور أولي وأساسي في نشر الثقافة العالمية، وهي إما أن تكون علوية أو سفلية أو وسطية، فأسسوا لها لجانا وأعطوا للعاملين فيها أكثر مما أعطيت لكل المجالات الأخرى من دوافع وامتيازات، فأصبحوا الرائدين في هذا المجال، وإعلاميوهم تغشاهم سمة الوقار والاحترام، أما نحن فسيمانا تعبر عما فينا من ذل واستعباد حتى لو وضعنا أقنعتنا الذهبية.

همسة الأسبوع
إعلاميون بلا حدود هكذا أريد صحافتنا
فلن يسطع نجم إعلاميينا إلا عند بزوغ فجر الحقوق الإنسانية.

Friday 15 October 2010

أدوار ومناصب

الحياة دورة موسمية، تبدأ بالولادة الربيعية وتنتهي في المواسم الشتوية، في كل موسم تتقلب المناصب ونتبادل الأدوار، تارة تشريعية وتارة تنفيذية، ففي الطفولة نكون ضمن الدائرة التنفيذية، وفي الكهولة نصبح ضمن الدائرة التشريعية، لذا وجب علينا أن نعلم ونتقبل حياتنا ضمن هذه الدائرة الدنيوية، ونستغلها لتفعيل أدوارنا ضمن مسيرتنا الحياتية.
فالعرب كما عرفوا في الكتب التاريخية، والآيات القرآنية، حضارة لا تعترف بالأدوار والمناصب، بل بالأسماء والحوافز، لا يوجد لدينا فهم عميق لأدوارنا وواجباتنا، بل نتسرع في قراراتنا، ولا نتحمل نتيجة زلاتنا، ونسأل دائما، لماذا أصبحنا متكلين، محبطين، وحالما يقال لنا لا مصير ولا نتيجة نستكين ونلقي بأسلحتنا ونقول هل من معين؟
كل يلهث وراء منصب، كل يبحث عن دور يلعبه ضمن لعبة المصير، لعبة تحاكي قرننا الحالي الذي يتسم باللعب على لهيب نار، والتسابق على التسليح، فالتسليح في دفاتري ينقسم إلى أجزاء وبنود.
منها: التسلح بالعلوم والمعرفة والفنون، ومنها: التسلح بمفاتيح الأسماء والنفوذ، والآخر وليس الأخير وهو الأخطر: اتخاذ الدين كنوع من تجارة ذات شجون، واللعب على تقليب المفاهيم والاعتقادات، والمذاهب لتقسيم وتفريق الشعوب الإسلامية والعربية، والحلول هي في التسلح بالأخلاقيات المحمدية، وكيف نلعب أدوارنا ونستغل مناصبنا لخدمة الأوطان العربية.
كيف لنا أن نكسب قضية، وانتماءاتنا شتى، ونسير على هوى الحسابات البنكية، والأرقام الوهمية، والمناصب العلوية، أصبحت المادة هي الأهم في حواراتنا المذهبية، ونقاشاتنا الدينية، وحتى أطفالنا أصبحوا يفهمون ويساومون على مصروفاتهم الشهرية، ومكاسبهم الدنيوية، ليطغى حب المال والجاه على كل الأخلاقيات المحمدية.
قراءتنا للسنن النبوية أصبحت دراسة منهجية في مناهجنا الإسلامية، أصبحت مقررات تدرس لنضعها على أرفف مكتباتنا العصرية المليئة بالأخبار والألعاب الالكترونية والأفلام الأمريكية.
ألوان غرفنا أصبحت طيفًا من الموضات العالمية، وتخلينا عن ألواننا الإسلامية، فانتبذنا ركنا غربيا وحزنا على ضياع فنوننا المنسية وتراث أجدادنا ذوي الأصول العربية.
احترنا وحيرونا ما بين الاختيار أن تكون المرأة عصرية وأن تكون مسلمة أبية، بل يريدون أن يجزئوا دور المرأة ويستحدثوا لها وزارة فردية، ألم يكن المجتمع كله خلقة ربانية، مجتمع كامل مؤلف ومرسوم من الرب المعبود من ذكور وإناث وكل مكمل للآخر في أدواره المعنية، فالذين يطالبون بجعل المرأة كائنًا له وزارة خاصة يقولون ويسطرون عزل المرأة عن الشأن العام، لتصبح أداة خارج النظام، فالحلول موجودة من غير تقسيم ولا تجزئة عنصرية، لماذا لا تستحدث داخل كل وزارة قسم يتعامل مع المرأة وتتكون أعضاؤه من المرأة نفسها حتى تكون أنظومة داخل أنظومة وتقضي حوائجها بيسر وانسيابية، فهل الأمور في الوزارات انسيابية للذكور حتى نطلب إنشاء وزارة للمرأة، تتقلد المناصب وتصرف الأموال لإنشاء وزارة لن يكون لها مفعول إلا تعقيد الأمور وصرف الأموال من غير جدوى، ولا نتائج إلا لذوات الأرباح الشخصية، ففي نظري المحدود فالأدوار والمناصب لم تعد تحتاج إلى استحداث جديد لأن الدائرة مزدحمة بالمناصب والأدوار موزعة بالكامل، تكريم المرأة يكون بأن نجعل لها قسما في كل الوزارات ترأسها امرأة للتنسيق مع الجهة المعنية وبها تكون فعالة في كل الوزارات، فنحن نحتاج للتسهيل وليس لتعقيد الأمور التي هي بالأصل شبكة عنكبوتية كل يسعى لدور ومنصب في هذا الوطن واكتفينا بالأسماء، ونسينا التفعيل والأهداف، واتجهنا للكميات ونسينا النوعيات، فما فائدة جهاز مليء بالأسماء والمناصب من غير دور واضح وأفعال على أرض الواقع، نحتاج في واقعنا الحياتي لمن يقدم ويعطي وليس لمن يأخذ وينأى بالجانب الشرقي، نحتاج للفتاة الفعالة المنفذة التي تأخذ من المنصب واجبا وطنيا وتلعب دورها بإيجابية وتفعيل حسي. وفي نفس السياق نجد من يحاربون المرأة أن تتبوأ مقعدها الذي أعطاه لها الله سبحانه وتعالى جزءًا من التكوين الإنساني للحياة، الذي لن يوقفه أحد ولن يقف بوجهه أحد، لأنه مرسوم الهي وليس بشري، وكل من ينادي بتوظيف المرأة في الموضع اللائق بها الذي يحفظ لها كرامتها، فهو يسير على نهج النبي الأمي صل الله عليه وسلم الذي أودع السيدة عائشة رضى الله عنها أمانة تعليم الأمة، فقد قرأت مقالا للدكتور عبدالله دحلان بالزميلة الوطن بتاريخ 10/10/2010 بعد استلامه نسخة من منشور الإدانة الذي تداولته شريحة كبيرة من المثقفين ورجال الأعمال، واصفا إياه الدكتور دحلان الموقع والناقل لهذا المنشور بقوله “الداعي لي بالخير إبراهيم بن توفيق البخاري عضو الجمعية الفقهية السعودية”، وينص المنشور المرفق بخطابه بيان من الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر الذي يعنون البيان بـ (الغرفة التجارية الصناعية في جدة رائدة الغرف التجارية في انفلات النساء). على خبر مقتضاه أن الدكتور الدحلان لم يجد حرجا في تعيين المرأة في منصب أمين عام غرفة جدة، خاصة مع عدم وجود في نظام الغرف التجارية ما يمنع ترشحها، وقد قابله الخبر بتصريح وتسريب منشات من عبدالمحسن بن حمد العباد البدر (حسب الاسم المذيل للمنشور) أن فسح المجال لها أن تتبوأ مقعدها بهذه الغرف معناه أن تكون المرأة قد أصبحت سافرة متبرجة، تختلط بمن شاءت، وتذهب حيث شاءت، وتسافر كيف شاءت، وتشارك الرجال جنبًا إلى جنب في مختلف اللقاءات والاجتماعات في الغرف التجارية وغيرها، والمرأة المسلمة في هذه البلاد لها أن تعمل في التجارة دون اختلاط بالرجال، وتقوم بتوكيل من شاءت من الرجال في مباشرة أعمال تجارتها، وتحذر تقليد غيرها من النساء اللاتي انفلتن في البلاد الأخرى، وكل جديد فيه مخالفة للشرع يُنذر وقوعه بخطر شديد، ومن ذلك ما حصل من بعض الغرف التجارية من إشراك بعض النساء في مجالسها تقليدًا للغربيين والمستغربين في البلاد الأخرى، فإن الواجب منعه ومحاسبة من أقدم عليه وكذا من يُقدم على غيره مما يماثله).
وهنا أتساءل ما هو الأشرف لنسائنا: أن تضطر المرأة السعودية لأن تعمل كمعلمة وممرضة بل وخادمة في الدول المجاورة، وأن تستغل في غير مجتمعها بهدر كرامتها، وأن تختلط في البيوت والمؤسسات بعواقب غير محمودة، ودون تعليق من مناداة صون المرأة ووقارها في بيتها، أليس من الإنصاف أن تكسب قوتها بكرامة وتشغل وظيفة محترمة في وطنها ومجتمعها وتحت أنظار أهلها ومحارمها لتخدم وطنها بعز وكرامة؟ أم نتركها عرضة لمساوئ الدهر لمجرد أن البلاد المجاورة لا تمنع عمل المرأة ولا تضع له قيودا كما نفعل؟
فالكل يلهث ويتسابق مع الزمن لا لوضع بصمة تذكر ولا لإنجاز يذكر بل لملء الجيوب والقفز على المحظور والظهور، فأصبحت ثقافة التباعد والتنافر منهجا، والتقريب والحوافز واحترام النفس أصبح سلوكا منحرفا، هل نسينا أن لكل دورة نهاية ولكل عجلة بداية ولكل إنسان حكاية.
أدوار ومناصب، كل متقلدها ولكن أين الواجب ومنفذها؟ حياة أبدية، هل هذه هي بصيرتنا وعقيدتنا الدنيوية، إنها لم تدم للمخلوقات الأرضية ولا حتى للرسل، هل عمينا وحجبت عنا أدوارنا الإنسانية، من تكافل ورحمة اجتماعية، ومسؤوليات ذات أهداف كونية.
مجتمع يئن بالمشاكل والضربات الغربية، من إعادة تشكيل بنيتنا الأساسية والتحتية، فهل من محارب ومجاهد لإيجاد الحلول الوسطية التي كان منهاجا في الأزمنة الماضية وطريقا انتهجوه في حياتهم اليومية.
فقد أصبحنا كقطيع ينقاد وراء كل الجهات والأقطاب الرباعية، والخطوط الاستوائية، فأضعنا مناصبنا وأدوارنا وراء الهويات والمنهجيات الضبابية، كيف نبني أساسات على أرضيات هشة لا تنفع الزرع والزارع في المواسم الحصادية، ولا تؤدي دورها في ربوع أشرف الرسالات الإلهية.
كل يوم تطالعنا الصحف بالفضائح المدوية عن مشاكل لم تكن في حساباتنا المصرفية، ولا من تطلعاتنا الإنسانية، فتارة نصب واحتيال وتارة فيضانات وانهيار، وتارة أوبئة واعتذار، وفي كل الأحيان حكايات لم تكن على البال.
معالجة الجرح لا تكون بالتسكين بل بالمداواة والكي والتفعيل، جرح ينزف بها شرايين الأمة، لا بد له من حلول جذرية، وفورية فجسمنا واحد ولكن قلوبنا شتى، ولن تستقيم الأمور ما دامت المناصب هي الفكرة الأصلية، وليس لعبها وتنفيذ مسؤولياتها هي الأهداف المرجوة.
انسيابية في تدفق الطاقات الايجابية لدرء مفاسد الانبعاثات السامة البيئية من تحول مجتمع اتسم بالاعتدال والوسطية والمصداقية والنزاهة والشفافية، إلى مجتمع يتكالب على المناصب والأدوار العلوية، ولم يخل جهاز من هذه الأوبئة المستعصية، ولم يخل منبر من التنافس على الكلمات والعبر والخطب غير المجدية وأصبحنا ممن لا قلوب لهم وأبصارهم معمية عما هو أساسي من أحاديث محمدية وأهمها: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»،وليس كما نراه من عبادات فيزيائية لا تخلو من كونها أصبحت عادات لا تدبر ومنهاج نزاوله في حياتنا اليومية.


همسة الأسبوع
هل خلت القرون من الرسالات الإلهية والعبادات حتى في أزمنة الجاهلية والوثنية؟ فالمطلوب تفعيل العبادة بالعمل، فاعملوا فإن الله سيرى أعمالكم، ونحن مسؤولون كمسلمين وحاملين اللواء المحمدي بأن نكون خير أمة أخرجت للناس ومثالا يحتذى، لأنفسنا حاضرا وللأجيال الآتية مستقبلا.

Sunday 10 October 2010

مــاذا‏ ‏نـريـد‏ ‏ومـاذا‏ ‏يـريـدون‏ ‏؟


لطالما‏ ‏تساءلت‏ ‏ما‏ ‏المطلوب‏ ‏من‏ ‏المرأة‏ ‏العربية‏ ‏خاصة‏ ‏والعالمية‏ ‏عامة‏, ‏ما‏ ‏الأدوار‏ ‏التي‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏نلعبها‏ ‏لكي‏ ‏نحصل‏ ‏علي‏ ‏التأييد‏ ‏والرضا‏ ‏من‏ ‏المجتمع‏ ‏المحلي‏ ‏والدولي‏ ‏عامة‏, ‏إن‏ ‏ربينا‏ ‏الأجيال‏ ‏والتزمنا‏ ‏الأبواب‏, ‏قالوا‏ ‏لا‏ ‏تنجح‏, ‏ولا‏ ‏تصرف‏,

‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏تصرف‏, ‏وإن‏ ‏عملنا‏ ‏وأعطينا‏ ‏وأنتجنا‏, ‏قالوا‏ ‏لا‏ ‏تربي‏ ‏ولا‏ ‏تطبخ‏ ‏ولا‏ ‏تؤدي‏ ‏دورها‏ ‏في‏ ‏محيط‏ ‏أسرتها‏, ‏ولا‏ ‏حقوقها‏ ‏في‏ ‏الزوجية‏, ‏وإن‏ ‏أصبحت‏ ‏ذات‏ ‏منصب‏ ‏قالوا‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏حقها‏, ‏ويوجد‏ ‏أجدر‏ ‏منها‏, ‏احترنا‏ ‏واحتاروا‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏خانة‏ ‏يريدون‏ ‏أن‏ ‏يضعونا‏, ‏لربما‏ ‏يضعوننا‏ ‏في‏ ‏خانة‏ ‏المجهول‏, ‏لا‏ ‏تعرف‏ ‏لنا‏ ‏هوية‏ ‏ولا‏ ‏انتماء‏,

‏لسنا‏ ‏ذكورا‏ ‏ولم‏ ‏نعد‏ ‏نساء‏, ‏اخترقنا‏ ‏المحظور‏, ‏وسافرنا‏ ‏عبر‏ ‏العصور‏, ‏وحكيت‏ ‏عنا‏ ‏الأساطير‏, ‏فأصبحنا‏ ‏كائنا‏ ‏غامضا‏ ‏لا‏ ‏يمت‏ ‏للبشرية‏ ‏بصلة‏, ‏كائن‏ ‏يطير‏ ‏بأجنحة‏ ‏عبر‏ ‏الأزمنة‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏زمن‏ ‏تسطر‏ ‏له‏ ‏أدواره‏ ‏وأزياؤه‏ ‏حسب‏ ‏أهواء‏ ‏الحاكم‏ ‏بأمره‏, ‏فتارة‏ ‏نصبح‏ ‏مصدر‏ ‏إلهام‏, ‏وتارة‏ ‏كارثة‏ ‏علي‏ ‏الأجواء‏, ‏وتارة‏ ‏أيقونة‏ ‏توضع‏ ‏علي‏ ‏صدور‏ ‏الأتقياء‏ ‏وفي‏ ‏زمننا‏ ‏حيرة‏ ‏في‏ ‏الهوية‏ ‏والأدوار‏.‏

إلي‏ ‏متي‏ ‏ونحن‏ ‏تائهون‏ ‏يسير‏ ‏بنا‏ ‏السحاب‏ ‏في‏ ‏أجواء‏ ‏ضبابية‏ ‏وأبخرة‏ ‏سامة‏ ‏كيميائية‏, ‏إلي‏ ‏متي‏ ‏ونحن‏ ‏نسير‏ ‏حسب‏ ‏الأهواء‏ ‏الذكورية‏ ‏وتصنع‏ ‏لنا‏ ‏الأدوار‏ ‏إلي‏ ‏متي‏ ‏ونحن‏ ‏ننقاد‏ ‏وراء‏ ‏شتي‏ ‏الانتماءات‏, ‏فتارة‏ ‏منقبات‏, ‏وتارة‏ ‏سافرات‏, ‏ونحن‏ ‏نلهث‏ ‏وراء‏ ‏المسميات‏ ‏والمفردات‏ ‏وأفعالنا‏ ‏متضاربة‏ ‏قابلة‏ ‏للزيادة‏ ‏والنقصان‏.‏

أنثي‏.. ‏هل‏ ‏عادت‏ ‏عادات‏ ‏أزمنة‏ ‏الجاهلية‏, ‏أم‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏لم‏ ‏تختف‏, ‏بل‏ ‏ارتدت‏ ‏عباءة‏ ‏التخفي‏, ‏واندست‏ ‏تحت‏ ‏المسميات‏ ‏من‏ ‏المذاهب‏, ‏ليبقي‏ ‏وأد‏ ‏البنات‏, ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏أشكال‏ ‏وأمثال‏ ‏أخري‏ ‏وعادات‏ ‏لا‏ ‏تمت‏ ‏للإسلام‏ ‏بشيء‏, ‏فألبسونا‏ ‏وخلعوا‏ ‏عنا‏ ‏ما‏ ‏شاءوا‏ ‏من‏ ‏رداء‏. ‏ونحن‏ ‏مازلنا‏ ‏كالماشية‏ ‏في‏ ‏قطيع‏ ‏مليء‏ ‏بالذئاب‏, ‏لا‏ ‏نعرف‏ ‏أين‏ ‏المفر‏, ‏وطريق‏ ‏الخلاص‏.‏

أهواؤنا‏ ‏شتي‏, ‏وثقافتنا‏ ‏مختلفة‏, ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏الأساس‏ ‏والنهاية‏, ‏نحن‏ ‏الضلع‏ ‏الأعوج‏, ‏إن‏ ‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏تقومه‏ ‏انكسر‏, ‏فلماذا‏ ‏وبعد‏ ‏كل‏ ‏هذا‏, ‏لا‏ ‏نتركه‏ ‏لرب‏ ‏العالمين‏, ‏ونتقبل‏ ‏المرأة‏ ‏كما‏ ‏هي‏, ‏عوجاء‏, ‏رائعة‏, ‏ذكية‏, ‏حكيمة‏, ‏جريئة‏, ‏غامضة‏, ‏ألا‏ ‏تكفي‏ ‏استقامة‏ ‏الرجال‏ ‏علي‏ ‏الطريق‏ ‏المستقيم‏, ‏وما‏ ‏أحدثه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الكون‏ ‏من‏ ‏حروب‏ ‏وأوبئة‏.‏

أنا‏ ‏لست‏ ‏مع‏ ‏حقوق‏ ‏المرأة‏ ‏ولا‏ ‏مع‏ ‏تجزئة‏ ‏المجتمع‏ ‏إلي‏ ‏جزءين‏, ‏أحدهما‏ ‏ذكر‏ ‏والآخر‏ ‏أنثي‏, ‏بل‏ ‏إنني‏ ‏مع‏ ‏مجتمع‏ ‏واحد‏ ‏ذي‏ ‏خصوصية‏ ‏أنثوية‏ ‏وذكورية‏, ‏إنسانية‏ ‏لكلا‏ ‏الجنسين‏, ‏لأنهما‏ ‏في‏ ‏الأول‏ ‏والأخير‏ ‏متحدان‏, ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏لطرف‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏الآخر‏, ‏وهنا‏ ‏أقول‏ ‏يعيش‏, ‏وتقولون‏ ‏ممكن‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏الآخر‏ ‏تعيش‏ ‏حياتها‏ ‏بهدوء‏,

‏ولكن‏ ‏الحياة‏ ‏لها‏ ‏معان‏ ‏كثيرة‏ ‏ورؤية‏ ‏من‏ ‏جهات‏ ‏عديدة‏, ‏أما‏ ‏الحياة‏ ‏بهدوء‏, ‏فلها‏ ‏زاوية‏ ‏أخري‏, ‏وأما‏ ‏الحياة‏ ‏بمعناها‏ ‏الجلي‏ ‏والواضح‏ ‏للجميع‏, ‏هي‏ ‏السعادة‏ ‏الزوجية‏ ‏والازدواجية‏, ‏بانسجام‏ ‏وحب‏ ‏وهيام‏, ‏ورومانسية‏, ‏أم‏ ‏أنستنا‏ ‏الحياة‏ ‏حتي‏ ‏الرومانسية‏ ‏فالكون‏ ‏أقيم‏ ‏علي‏ ‏حب‏ ‏الله‏ ‏لخلقه‏,

‏وقد‏ ‏زرعها‏ ‏في‏ ‏عباده‏, ‏كصفة‏ ‏من‏ ‏صفاته‏, ‏وجعل‏ ‏الرحمة‏ ‏بينهما‏ ‏من‏ ‏هباته‏, ‏فلماأصبحنا‏ ‏متوحشين‏ ‏ووراء‏ ‏المال‏ ‏راكضين‏, ‏ونسينا‏ ‏عهودا‏ ‏مضت‏ ‏من‏ ‏الإنسانية‏ ‏المليئة‏ ‏بقصص‏ ‏الحب‏ ‏الأسطورية‏ ‏التي‏ ‏أنتجت‏ ‏إبداعات‏ ‏بشرية‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قصص‏ ‏الحب‏ ‏الأبدية‏.‏

أصبحنا‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏الماديات‏ ‏والهويات‏ ‏الضائعة‏, ‏كل‏ ‏يلهث‏ ‏وراء‏ ‏مسميات‏ ‏وهمية‏, ‏والأدوار‏ ‏المنسية‏, ‏فأصبح‏ ‏الرجل‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏هوية‏ ‏والمرأة‏ ‏تبحث‏ ‏عن‏ ‏المعاملة‏ ‏السوية‏ ‏والاعتراف‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏المجتمعات‏ ‏الدولية‏ ‏بأنها‏ ‏سوية‏ ‏وذات‏ ‏هوية‏ ‏استثنائية‏.‏

دعوة‏ ‏أطلب‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏الإنسانية‏ ‏التخلي‏ ‏عن‏ ‏الأدوار‏ ‏التجارية‏ ‏والعولمة‏ ‏الاستهلاكية‏, ‏وتصفية‏ ‏الأجواء‏ ‏من‏ ‏الأبخرة‏ ‏الكيميائية‏ ‏لنعطي‏ ‏لأرضنا‏ ‏وهويتنا‏ ‏الصفة‏ ‏التي‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏خلق‏ ‏الكون‏ ‏والإنسانية‏.‏

Friday 8 October 2010

إن ظلمتم فاستتروا

ما هذا إلا عنوان لحالة الفساد المستشري في قضايا الفساد الإداري، وبفضل الله ثم السياسات المتبعة الجديدة نستطيع أن نقول: إن السرقة والاحتيال والنصب أصبحت واضحة، وتوجد في شتى المجالات الشرعية والحكومية والمدنية، فالمثال الأول الذي حصل في منطقة مكة المكرمة في السنتين الماضيتين في محاكم جدة عن مسؤولية بعض من القضاة وكتاب العدل في قضايا التزوير، ما كانت إلا بداية انفراط السبحة لتؤكد وتفضح وتبيّن لنا أن الفساد الإداري مستشرٍ في جهات من المفروض أن تكون هي الأفضل والأشرف والأكثر مصداقية من أي جهة أخرى، حيث إنها مسؤولة عن أرزاق ومصائر العباد في كل المستويات والطبقات، والمثال الآخر ما حدث في المدينة المنورة الأسبوع المنصرم في قضية فساد في محكمة طيبة الطيبة من إصدار صكوك والالتفاف على القوانين، وما خفي لا نعلم إن كان أعظم، فالتستر لم يعد موجودا في الفساد الإداري وخاصة في المحاكم التي من المفروض أن تكون بمنأى عن أي فساد لما تمثله من هيئة أساسية في حياة المواطنين من أحكام تغيّّر مسار وحياة العباد وكل هذا نتيجة استشراء الفساد بين أروقة المحاكم، فما هذه إلا أمثلة تطالعنا بها الصحف وما هي إلا جزء يسير مما يدور على أرض الواقع في شتى المجالات ولكنها سرقات مستورة بنيات بعيدة أن تكون شريفة أو نزيهة، ومنها يتسلق القوي على الضعيف، وتؤخذ الأموال من غير حق ولا استحياء بفضل السلطة التي يحتلها هؤلاء القوم، وهنا أعني بعض أولي الأمانات، ويوجد الكثير من صفحته بيضاء ويخاف العقاب ويحمل هذه المسؤولية التي ائتمنوا عليها، ففي حديث نبوي أن القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة، لما خصه وأكد عليه النبي الأميّ من مسؤولية جليلة للمسؤولين عن مصائر العباد، ومما عرف أنه سينتج عن هذا المنصب من إغراءات دنيوية وصفقات تجارية تدار تحت عباءة السلطة القضائية، وهنا أتساءل ما مدى جذور واستشراء الفساد في هذا الجهاز في شتى المناطق، فهم ليسوا بمنأى عن المساءلة من قبل حكومتنا الرشيدة، وحسب الإحصائيات الأخيرة فإن الفساد العلني والسرقة والتحايل على القوانين موجودة أيضا في هذا الجهاز الذي يتحكم في مصائر العباد والحق العام، وقد توعد الله به أن لا يسامح من يستغله للظلم والعدوان، وهنا أتساءل أيضا ما هي القوانين والتشريعات التي تحكم هذه الفئات، وكيف يتلقون دراستهم ويتخرجون بهذه الصفات وما هي المحاذير والمقادير التي يدرسون بها في الجامعات التي تخرج مثل هؤلاء، والتي أدت إلى الإضرار بالعباد والاقتصاد الوطني، وتمرير الفساد، والحجب الكلي عن المشاكل الكبيرة والكثيرة في الرؤية والمصداقية والسلطة التي أعطيت لهم، فالنتيجة فساد بلا سكون ولا استحياء من رب البرية والعباد، أمام وتحت أنظار الجميع، وبهذا نستنتج أن الكثير مستفيدون، والقلة ساكتون عما يدور في أروقة المحاكم من مظالم، فالأحكام بعضها عرفية وليست قابلة للنقاش والقياس ولا الرّوية، وتأخذ سنوات بل عقودا لتحل أبسط القضايا وأعتاها قوة وعناوينها مدوّية، فإن الأحكام الشرعية مرهونة أحيانا بأهواء القاضي من غير مرجعية، لذا نرى تعطلا للأعمال ومن النادر أن تؤخذ الحقوق إلا بالقوة والنفوذ، وكلنا يعرف ويعيش واقعا ملموسا من تأخر الأحكام وهروب رؤوس الأموال لمناطق خارج الحدود، نتيجة هذا الخلل في هذا الجهاز الذي يعتبر الشريان الرئيس للحياة، فهنا نرى السرقات الجلية من غير استحياء ولا ستر، فالمواطن حتى يحصل على حقوقه المدنية الواضحة الجلية ينتظر شهورا وسنين وعقودا حتى يحصل على أدنى ما تمنّاه من استرداد حقوقه الشرعية، فتتعطل المصالح وينتفع منها الظالم، وتبدد الأموال، وييأس صاحب الحق من استرداد ولو جزء يسير من حقوقه الضائعة بين أروقة المحاكم، وهنا نتساءل من المستفيد ؟ والجواب الحتمي هو الظالم والمعتدي الأثيم!!.

وإن سألنا فالجواب الفوري هذا هو المفروض في الأحكام والتأني من السلامة والسرعة من الشيطان، وإن كانت الأمثلة كثيرة وموجودة عبر التاريخ كيف أن الإسلام أوصى بسرعة حل المسائل وتسهيل الأمور للعباد باسترجاع حقوقهم قبل أن يهرب الظالم وينهزم المظلوم، فأين الامتثال من هذا التشويه لتعاليم ديننا، وهذا ما أصرّ عليه وصرح به مليكنا ونائباه في مناسبات عدة، فالحلول موجودة وأمام أعين ونظر من يريد الإصلاح وانتهاج السيرة المحمدية ثم الأوامر الملكية من تفعيل للقوانين المتستّر عليها حتى لا تستعمل للانتصار على المصالح الشخصية، والمسألة والمحاسبة لكل من يتجرأ أن يلعب بالدّين والشريعة ويأخذها عذرا ومنبرا للأحكام، وبهذا لا يكون الضرر فقط على المواطن ونتيجتها الحتمية الاقتصادية، ولكن أيضا هروب رؤوس الأموال الأجنبية التي لا تجد قوانين مؤكدة لاسترجاع حقوقها القانونية، وبهذا نخسر وتخسر بلادنا سمعتها الإسلامية ومصداقيتها الدولية والمحلية، فكما نرى الآن الاستثمارات الأجنبية موجودة على استحياء لعدم ثقتهم بتفعيل القوانين الموجودة، وليس خافيا على أحد ما أعلن عنه مليكنا من سياسة شفافة وواضحة بعدم التستر على كائن من كان.
هذا غير السرقات التي ما تزال تدار علانية في جمع أموال تقدر بمئات الملايين من الضعفاء والمساكين من غير رقيب ولا حسيب ولا ضوابط قانونية، ولا قوانين جريئة ملموسة فنرى النصب على الإنسان البسيط أسهل من شربة الماء، ومن بعد هذا نسأل أين تذهب أموالنا الوطنية والسرقات علنية، فالقوانين موجودة ولكنها منسية، وهنا أقول يتناساها ذوو المصالح الشخصية، ولا تفعّل حتى لا نصاب بالعجب، ومنها على سبيل المثال قانون محاسبة الوزراء والمسؤولين، وقد أصدر هذا القانون بأمر سامٍ في تاريخ 22/9/1380 هـ برقم 501، وقد ترجم هذا القانون بالفعل والقول والعمل من قبل خادم الحرمين الشريفين بوقفته الشهيرة بإعلان الحرب على الفساد والقضاء عليه، وقد فعلها بالقول والمساندة نائبه الثاني الأمير نايف حفظه الله بوقفته الشجاعة أمام الأجيال القادمة بالإعلان أنه سيكون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه باللعب على الحقوق وأن الجميع لديهم حق معلوم.

وبهذا نرى أن الأساسات موجودة وموضوعة ولكنها محجوبة، وأن قوانيننا أصبحت ألعوبة بيد من يريد أن يلعب بالأوامر لساحته التنفيذية، فيأخذ ما يريد من القانون ويترك ما يدينه لمصلحته الشخصية، لذا يجب أن يكون المجتمع المدني على دراية وثقافة لمعرفة حقوقه الشرعية التي بنى عليها صقر الجزيرة العربية وأشباله دستورا إسلاميا لكل زمان ومكان، فلنقف وقفة واحدة ونسأل ما هي المعلومات المحجوبة من قوانين ومراسيم موجودة لحماية حقوقنا المدنية والشرعية والاقتصادية، لنعيد الثقة في دستورنا الإسلامي وفي أنظمتنا التنفيذية التي يجب أن تكون واضحة ومكتوبة ومنشورة، لتجلّي الصورة أمام المواطن بأن لديه حقوقا في القوانين الموجودة لحمايته من الظلم والعدوان والتلاعب في أرزاق العباد، وبالتالي نعيد الثقة للمستثمرين المحليين والأجانب لندخل انظومة جديدة قوية مبنية على أسس إسلامية وأخلاقيات محمدية للعبور بطمأنينة إلى المرحلة الجديدة من سياسة هذه الحكومة التي أوضحت رسالتها الجلية بأن المطلوب من المواطن الثقافة والوعي لمساعدة كيان هذا الوطن للارتقاء للمنظور والأنظومة الملكية التي أرساها ملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين ونائباه للتصدي لكل من يريد الإضرار بسمعتنا العالمية والمحلية وبكشف المستور وعدم الخوف إلا من الرب المعبود لإجلاء الحقائق أمام ولاة الأمور، لتستقيم الأوضاع ويعم الرخاء، وتعود الأمور إلى نصابها في مجتمع كان من المفروض أن يكون مثاليا لما يحمله من أبعاد وتربة صالحة ورثناها كمنهج حياة من القرآن والسنة وليس من بشر استغلوا المناصب وتلاعبوا بالأوامر والقوانين، مما نتج عنه بنية تحتية هشة لا تستطيع الصمود أمام هذا الكم الهائل من القيود التي كبّلنا بها لجهلنا بالموجود من قوانين وثقافة وطنية .

همسة الأسبوع:
إن الله حرم الظلم على نفسه وحرمه على العباد، فخذوا حذركم أيها السادة من الظلم فإنه ظلمات، ليسطع نور الإسلام وينتصر على الظلم والعدوان

Tuesday 5 October 2010

أمسية إعلامية ثقافية نظمها (مركز صدى الحياة السعودية الدولي)

من أجل إنسان جدة


شهدت مدينة جدة مساء أمس الأول أمسية إعلامية ثقافية نظمها (مركز صدى الحياة السعودية الدولي) بحضور الأميرة بسمة بنت سعود رئيسة مجلس إدارة المركز وعدد من المثقفين والإعلاميين والإعلاميات ومحاميين.. ورحبت الناشطة في القضايا الإنسانية و الإجتماعية والكاتبة الصحفية الأميرة بسمة في كلمتها في بداية الأمسية بالحضور وأشارت بأن تواجدها في هذه الأمسية يأتي في ظل عهد الحوار الوطني الذي نعيشه في عهد خادم الحرمين وسمو ولي العهد و النائب الثاني حفظهم الله و رأت أن يكون عنوان الأمسية ( لست وحدك ..) للتحدث عن قضايا وهموم المجنمع وطالبت من الإعلاميين والإعلاميات والحضورالتحدث بكل وضوح وصراحة للوصول للنقد البناء في النقد البناء الهادف والمساهمة مع الدولة في تنمية الوطن وكذلك في خطوات الإصلاح ومحاربة الفساد .. مؤكدة أن المجتمعات لا تتغير إلا بتغير شعوبها و إرادتهم ..

وبدى واضحاً على الأميرة بسمة أنها تريد الإستماع إلى نبض الحضور ومداخلاتهم أكثر من الإلقاء حيث وزعت مع بداية الأمسية نسخ من النص الكامل لكلمة مداخلتها في لقاء وزير العدل بالجامعة الإسلامية الأسبوع الماضي التي لم تستطع من إلقائها لتعطل أجهزة الصوت في القسم النسائي ! وهو ما علقت عليه بقولها : لا نعرف إذا كان تقنيا أم إتقائيا ؟ وكشفت بأنه كان يمكن تدارك تعطل أجهزة الصوت من خلال الجوال حيث إتصلت بمدير اللقاء أثناء الحوار وطلبت أن يتم التواصل مع الوزير والحضور عير الـ (سبيكر) في الهاتف الجوال ويتم بث الصوت عبر (المايكرفون) في مسرح اللقاء الرجالي إلا أن مديرالجامعة أفاد بأن ذلك غير ممكناً ؟!كما طلبت إدارة الجامعة الإسلامية الإطلاع عليها مسبقاُ قبل ليلة اللقاء ؟
الأميرة بسمة تتابع باءهتمام إحدى المداخلات في أمسية منتدى مركز (صدى الحياة السعودية)
وركزت الأميرة بسمة في كلمة مداخلتها في لقاء وزير العدل على حقوق المرأة في قضايا المحاكم والقضايا التي وصفتها في كلمتها بالقضايا الشائكة والمسكوت عنها ؟! حيث لم توضع الأنظمة لحماية المرأة من العنف و التحرش الجنسي بالتهديد و الإبتزاز أو التعدي على الحريات وعضل البنات وحجزهن لأبناء عمومتهن وزواج القاصرات لكبار السن و أوردت الأميرة بسمة في كلمة ماخلتها

إلى وزير العدل أمثلة لما يحدث في المجتمع ويرتبط بقضايا المرأة في المجاكم ومن بين ذلك : تحريض البنات على عقوق الوالدين فالكثير منهن يفضلن قبول الظلم على تقديم الشكاوي في المحاكم مشيرة إلى قضية الفتاة ( سمر بدوي) وسجنها في بريمان بجدة لأكثر من ستة شهور دون توجيه أي تهمة بأمر من قاضي المحكمة في جدة وبحجة عدم طاغتها لوالدها و سجنها للحضور وكشفت الاميرة بسمة في الامسية أنها كانت تتابع قضيتها قبل أن ينشر عتها ولفترة شهرين بالتنسيق مع مدير السجن حتى تم إطلاق سراحها مؤخراً وأشارت إلى حادثة تعرض الطبيبة السعودية في المدينة المنورة للضرب والتعذيب من زوجها وعمرها تجاوز (45عاماَ) دون أن تعرف طريقها إلى الجهات القضائية لرفع دعوى على تعنيف زوجها لها ؟ كما أشارت الأميرة بسمة في كلمة مداخلتها المقدمة إلى وزير العدل بالجامعة الإسلامية إلى سجن النساء و الفتيات السعوديات في قضايا مدنية عادية وقضايا لم بتم الحكم فيها ! بجانب المجرمات والمنحرفات من غير السعوديات في ظل غياب هيئة حقوق الإنسان عن القيام بدورها في هذا الجانب ! وربطت الأميرة بسمة في كلمتها بين خطوة وزارة الداخلية الإيجابية في لجنة المناصحة للمتهمين والعائدين من خارج المملكة في قضايا الإرهاب وبين المساجين من فئة الأحداث والشباب و وضعهم مع المجرمين وتالمنحرفين و مهربي المخدرات في السجون وما يشكله ذلك من مخاطر عليهم وعلى مستقبلهم مطالبة وزارة العدل بأن تكون هناك لجان مناصحة للشباب في السجون

خاصة من صدرت منهم أعمال إجرامية لاول مرة يدلا من إصدار أحكام تجاههم تؤدي إلى ضياع مستقبلهم بعد خروجهم من السجون ؟! وطالبت الأميرة بسمة وزير العدل في ختام كلمتها بتخصيص أقسام خاصة للنساء في المحاكم تساعدهن في تقديم الدعاوي وأخذ المشورة وفهم أبعاد القضية لإيصال قضاياهن إلى القضاة دون عقبات إجرائية .. ودعت الأميرة بسمة إلى الأخذ بما جاء في خطبة الوداع وفول رسول الله عليه الصلاة والسلام ( إستوصوا بالنساء خيراً ..) ..
وزير العدل : ماذكرته الصحف عن القاضي المتهم بالفساد في محكمة المدينة
من (القيل والقال) !!
وأكدت الأميرة بسمة في معرض حديثها عن ما حدث من تداعيات في لقاء وزير العدل بالجامعة الإسلامية على تقديرها وإحترامها الشخصي لوزير العدل و أن تداعيات ما حدث في لقاء الجامعة والإنتقادات تخص مسئوليته كوزير للعدل وليش في شخصه القدير ..

وتحدثت الأميرة بسمة في كلمتها في أمسية (صدى الحياة السعودية) عن إهتمامها بتحقيق مفهوم التكافل الشامل في المجتمع ذلك أن التكافل ( كما تقول الأميرة بسمة) ليس فقط في مساعدة الفقراء كما يفهمه كثيرين ولكن هناك جوانب عديدة في بوابة التكافل حتى من خلال الكلمة الطيبة و التقد البناء الهادف و يتطلب علينا المساهمة في تحقيق االتكافل في المجتمع في جميع صوره وأشارت إلى أن الأمسية السابقة الذي عقدت في شهر رمضان الماضي كانت إيجابية وأكدت إلى حاجتنا للتكافل والتواصل والحوار من خلال المجالس الإحتماعية الفاعلة وكشفت الأميرة بسمة أن الفكرة التي جاءت ولادتها في الأمسية الماضية في إنشاء ( مجلس التكافل) بجدة بدأت في خطوات تفعيلها بعد أن توسعت الفكرة و تسعى إلى تحقيقها بمشاركة مجموعة من الاعضاء المؤسسيين والعضوات المؤسسات لمجلس التكافل وكانت الأميرة بسمة قد عقدت في شهر شوال الماضي إجتماعاً مع المهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة بحضور الدكتور سامي المهنا الرئيس التنفيذي لمركز (صدى الحياة السعودية) الدولي لمنافشة الاهداف الاولية لـ (مجلس صداقة التكافل) وإعداد التصور العام لأعمال المجلس لتقديمه للأعضاء المؤسسيين و العضوات المؤسسات ..

وقالت الأميرة بسمة إن مشاركتنا في العمل التكافلي ينطلق من إحساسنا بالآخر في جميع الجوانب والإبتعاد عن التناقضات ؟ حيث إنتقدت الأميرة بسمة قيام بعض الجمعيات والجهات الخيرية بصرف مبالغ كبيرة على إقامة إحتفالات ومناسبات في قاعات باذخة و فنادق خممس نجوم في الوقت الذي لدينا فيه فقراء ومحتاجين يمكن صرف تلك المبالغ في مساعدتهم .. وفي هذا الصدد أشارت الأميرة إلى أن الجامعة الإسلامية حجزت لها جناحا في أحد فنادق الخمس نجوم أمام المسجد النبوي بسعر يقارب (5.000 ريال) في الليلة الواحدة وهي لم تطلب من الجامعة ذلك ؟! وكان الأولى أن يتم صرف مبالغ الضيافة لإقامة ضيوف الجامعة في لقاء الوزير على الفقراء والمحتاجين خاصة و أنها ذهبت من جدة إلى المدينة لحضور اللقاء وعادت في نفس الليلة ..



المحامي سعود الحجيلي أثناء مداخلته بجدة : وزير العدل وصف وزارته وكأنها المدينة الفاضلة المنزهة والبعيدة عن النقد والإنتقاد وكان من بين الحضور في الأمسية المحامي الأستاذ سعود الحجيلي الذي جاء من المدينة المنورة خصيصاً لحضور الأمسية بجدة بدعوة من الأميرة بسمة حبث شارك في لقاء المدينة المنورة بمداخلة لفتت إنتباه الحضور حيث إنتقد وزير العدل في غرضه ووصفه لوزارته وكأنها المدينة الفاضبة البعيدة عن النقد والإنتقاد !! وأشار إلى سوء التعامل من بعض القضاة للمحاميين الذي يصل أحياناً إلى طردهم من الجلسة وتهدبدهم بالتوقيف وعدم إلتزام بعض القضاة بمواعيد الجلسات و إهمالهم لتقنيين القضايا وأحكامها


الإعلامية منال الشريف تلقي مداخلتها ومتابعة من الأميرة بسمة بكتابة ملاحظاتها
وأكدت الإعلامية منال الشريف في مداخلتها على ماجاء في كلمة الأميرة بسمة بشأن قضايا المرأة في المحاكم وإحتياجها لأنظمة تحميها مؤكدة إزدياد عدد الحالات التي تصلها للجريدة و إطلاعها عليها من الواقع في تعرض العديد من الزوجات للضرب والإهانة والعنف والإضطهاد من أزواجهم وعدم مقدرتهن في تقديم شكوى لحالتهن في ظل جهلهن للقنوات الخاصة بذلك عن طريق المحاكم ..
وطالبت أ. منال الشريف بالتشهير بالأزواج الذين يعنفون زوجاتهم بالعنف والتعذيب والحالات التي تصل إلى الإعتداء والإصابة بعاهات جسدية ونفسبة عميقة .. وذلك بعد مقاضاتهم والحكم عليهم قضائياً وصدور العقوبات وإعلانها في وسائل الإعلام ليكونوا عبرة للآخرين ..

وفي مداخلته أشاد الكاتب الصحفي الدكتور محمد الغامدي بمبادرات الأميرة بسمة في التعبير عن قضايا ومشاكل المجتمع والوطن من خلال مقالاتها الأسبوعية في جريدة (المدينة) وطالب إستمرار هذا النوع من الأمسيات وااللقاءات الإجتماعية الهادفة إلى تعممق الحوار الوطني بين أطياف المجتمع ..
وأكدت الأميرة بسمة في تعليقها على فقدان قنوات تقديم الشكوى والدعاوي المقننة للقضايا المدنية للنساء في المحاكم وهلى غياب دور هيئة حقوق الإنسان و جمعية حقوق الإنسان وكذلك جهل بعض النساء في كيفية المطالبة بحقوقهن والدفاع عنها عند تعرضهن لمواقف عديدة مشيرة أن هناك أيضاً تحرش جنسي بين إمرأة وإمرأة في المجتمع ؟! ويتطلب عدم السكوت على أي سلبيات نعيشها والعمل على الحد منها ..

وأدى الحديث عن الإعلام والإعلاميين إلى مداخلة المحرر الصحفي في صحيفة (سبق) الإلكترونية وكشف عن تجربته بالعمل في صحيفة (الوطن) لفترة أربع سنوات وفصله من العمل دون أسباب ميبررة وما يتعرض له حالياُ من مضابقات من بعض الجهات عند نشر بعض الأخبار والمواضيع من خلال الاحداث والوقائع و لايناسبهم النشر عنها ؟!

وعلقت الأميرة بسمة على مداخلات معاناة الإعلاميات والإعلاميين بأن ذلك يؤكد إلى حاجتنا للتكافل في المجتمع فهناك أيضاً التكافل الإعلامي بين الإعلاميين والإعلاميات في نقل هموم ومشاكل الوسط الإعلامي والتضامن لتحسين الوضع القائم .. وأشارت بأن عدم قيام بعض الحهات بدورها مثل هيئة وجمعية حقوق الإنسان وغياب التشريعات و الأنظمة التنفيذية والمتابعة والمراقبة عنها أدى إلى الحال الذي وصلنا إليه .. وطالبت الإعلاميين والإعلاميات بالمطالبة بحقوقهم من خلال تضامنهم والتواصل فيما بينهم لإيصال معلناتهم ..
وإنتقد بعض الحضور عياب دور هيئة الصحفيين في التفاعل مع قضاياهم ومعاناتهم ..
وأكدت الاميرة بسمة على ضرورة تفعيل دور الهيئات و الجمعيات المتخصصة التي تقومبدور النقابات المهنية في تجسيد التكافل بين أفراد المجتمع .

وإنتقد الإعلامي الصحفي والمذيع في الإذاعة السعودية على السبيعي الصحافة المحلية وتحولها إلى صحافة مناطق دون الإهتمام بقضايا وهموم المواطن في كافة أنحاء المملكة وأكد على جاجة صحغتنا المحلية للتطوير و المهنية الإحترافية من خلال المصداقية في الطرح والتناول بعيداُ عن المساحيق مؤكداً أن الصحافة هي أحد الوسائل العامة في محاربة الفساد والإصلاح في المجتمعات ..

و عير الإعلامي المذيع سعود الجهني معد ومقدم برنامج (لست وحدك..) الذي ينقل معاناة ومشاكل المواطنيين في الإذاعة السعودية عن سعادته بحضور الأمسية و مشاركة البرنامج في نقلها و أبدى إستعداده لطرح المشاكل التي بتعرض لها الإعلاميين والإعلاميات من خلال البرنامج ..

وفجر الإعلامي جمال بنون عباراته في مداخلته عندما إتهم الإعلام بالفساد و المشاركة فيه عندما تغيب الحقائق بعيداً عن مصداقية الواقع و إستغرب في مداخلته غياب تطوير وسائل الإعلام المحلي وعدم منح التصاريح للقنوات التلفزيونية المحلية وتعثر مشروع قناة ( ألف ألف)؟!
الناشطة في شئون المعاقين السيدة كوثر إسماعيل رئيسة مجموعة (الحياة أمل للإعاقة) وشاركت في الأمسية االناشطة الإجتماعية في شئون المعاقين السيدة كوثر إسماعيل رئيسة مجموعة (الحياة أمل لللإعاقة) حيث أكدت على معاناة المعاقين في مدينة جدة في تفاعل المجتمع معهم وأنهى تسعة من خلال مجموعتها إلى مشاركة فئات ذوي الإحتباجات الخاصة والمعاقين في المناسبات والمنتيات والمعارض و الاحداث وإشراكهم في نشاطات المجتمع .. و أشارت إلى مشاركتها مؤخراًفي الحدث الذي نظمته جمعية زهرة لسرطان الثدي لإقامة أكبر (شريط وردي) نسائي في العالم للتوعية بسرطان الثدي و إنتقدت عدم إلتفات المنظمات إلى فئة المعاقات والسماح لهن بالمشاركة وعدم الإستفادة من التجمع النسائي الكبير في الحدث في نقديم وسائل ونشرات توعوية وعقد محاضرات عامة ضمنفعاليات الحدث .. وكشفت عن معاناتها مع إبنها ( أنمار) من ذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقات المتعددة وفي التاسعة من عمره ومعاناتها حالياً في البحث عن مدرسة لتعليمه بعد إخراجه من ( دار الرعاية) التابعة للوزارة بدون مبررات وبحجة تجاوزه سن الرعاية ! مشيرة أن هناك حالات عديدة من ذوي الإعاقات المتعددة بجدة بحاجة للرعاية والإهتمام مع معناتات أمهاتم في عدم وجود مدارس تقبلهم أو حتى مراكز وجمعيات المعاقين التي تهتم بالمعاثين حركياً ..

وفي مداخلة المهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة (من أجل إنسان جدة) أرجع ذاكرة الحضور إلى كارثة سيول جدة وقال بأن البعض ردد مع وقوع الكارثة ( رب ضارة نافعة) ويفترض أن ينظر المجتمع إلى تحويل معطيات وسلبيات كارثة جدة إلى مكتسبات إيجابية وإقترح على الأميرة بسمة والحضور أن يخضض منتدى (مركز صدى الحياة السعودية) أمسيته القادمة للحديث عن كارثة سيول جدة وكيفية الإستفادة من معطياتها و أبعادها في خطوات التنمية و الإصلاح ..

وأشار بأن ماحدث في لقاء وزير العدل مع الأميرة بسمة يمكن القول أمامه أيضاً ( رب ضارة نافعة) ؟؟
و توقف أمام محاور رئيسية في لقاء وزير العدل في الجامعة الإسلامية أحدثت الجدل لدى الراي العام
عندما وصف الوزير بان ما ذكر في الصحف عن القاضي المتهم بالفساد الذي إدعى بأنه مسحور ويعالج بالرقية الشرعية بان ذلك أقاويل وقد وضع وزير العدل الراي العام في تشتت بين ما ذكرته الصحف في متابعتها لقضية الفساد في محكمة المدينة و بين وصفه لما نشر بأنه من باب ( القيل و القال) !! وطالب الصحف التي أكدت على مصادرها في النشر بالرد على ماذكره الوزير إحتراماً للراي العام وعدم فقدانه للمصداقية و أمانة الكلمة في الصحف ؟!
وتوقف أمام ماذكرته الأميرة بسمة في مقالها الأخير حول تصريح رئيس ديوان المظالم بأن محاسبة القضاة وكتاب العدل يعتبر خط أحمر؟! في الوقت الذي وجه فيه ولي الأمر خادم الحرمين ملك الإصلاح والعدل الذي وجه بمحاسبة كتاب العدل المتهمين في قضية التلاعب والتزوير بصكوك أرض جامعة الملك عبدالله في ثول التي ونشرت عنها الصحف .. فكيف تكون محاسبة القضاة وكتاب العدل خط أحمر إذا كان قدوتنا في ذلك ولي الأمر خادم الحرمين ؟

و طالب وزارة العدل الكشف عن ماوصلت إليه جلسات القضية بعد تحويلها إلى الرياض لمحاكمة المتهمين..خاصة وأن نظام المحاكمات بالمملكة وكما جاء في لوائحه التنفيذية الأخيرة يقوم على (العلنية)

و ليس (السرية) في محاكمة المتهمين في محاكم المملكة ؟!
و أشار إلى أن ماحدث في لقاء وزير العدل إذا ما أخذناه من جانب (رب ضارة نافعة) نجد أنه كشف واقع الصحافة المحلية لدينا ؟! فما حدث في إتقطاع أجهزة الصوت أثناء مداخلة الأميرة بسمة لم تتناوله الصحف المحلية في تغطيتها للحدث في اليوم التالي ؟! ونشر موقع ( من أجل إنسان جدة) ماحدث ليلة اللقاء ومن بعده جريدة (الشرق الأوسط) في اليوم الثاني (الخميس) من اللقاء وموقع (سبق) و بعد ذلك نشرت الصحف المحلية ما حدث في اليوم الثالث والرابع من اللقاء ؟! المحامي المستشار القانوني صالح الغامدي ولحظة تأمل مع مداخلات الأمسية الإعلامي المذيع سعود الجهني والإعلامي الصحفي المذيع على السبيعي .

Monday 4 October 2010

الأميرة بسمة تطلق (مجلس صداقة التكافل) لدعم العمل التكافلي للحالات الطارئة والمسئولية الإجتماعية و إنشاء الجمعيات التعاونية

من أجل إنسان جدة ـ خاص

عقدت الأميرة بسمة بنت سعود رئيسة مجلس إدارة مركز صدى الحياة السعودية الدولي يوم أمس إجتماعاُ مع المهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة بحضور الدكنور سامي المهنا الرئيس التنقيذي لمركز صدى الحياة السعودية لإطلاق تكوين (مجلس صداقة التكافل) بمشاركة أعضاء مؤسسيين وعضوات مؤسسات .

يتم ترشيحهم ودعوتهم للإنضمام إلى المجلس من رجال وسيدات المجتمع والأعمال .. .. ونوقشت في الإجتماع أهداف (مجلس صداقة التكافل) في تنمبة أواصر الصداقة بين أفراد المجتمع في العمل التكافلي التعاوني برؤية شاملة تتضمن الوصول إلى المحتاجين اليعيدين عن مساعدات الضمان الإجتماعي والجمعيات الخيرية ..و تجسيد العمل التكافلي الوطني في مساعدة الحالات الطارئة والعاجلة من الموقوفين في السجون بسبب عجزهم عن دفع مبالغ مالية صغيرة في إيجارات المساكن وغيرها ..وتنمية ودعم مبادرات القطاع الخاص في المسئولية الإجتماعية ..و تنمية العمل التكافلي في المجتمع للعاطلين من خلال المبادرات في حلق فرص العمل للشباب من الجنسين .. وأعلنت الأميرة بسمة عن مبادرتها في دعم مجموعة مؤسساتها في خلق فرص العمل وتخصيص برامج تأهيلية للتدريب والتوظيف .. مشيرة إلى الإتفاقية التي وقعتها مؤخراً مع مجموعة (فالكون) الدولية لإتشاء أول مركز للتدريب النسائي بالمملكة لعمل المرأة في مجال خدمات الأمن في الجهات الحكومية والبنوك والشركات الكبرى ..

من جانبه أكد المهندس جمال برهان عضو مؤسس أن المعطيات الحالية أكدت وجود قصور كبير يتحمله أفراد المجتمع المدني في العمل التكافلي الشامل بمفهومه الذي لايقتصر على مساعدة الفقراء والمحتاجين فقط بل يتخطاه إلى معايشة هموم و فضايا المجتمع في البطالة وتوفير فرص العمل ومشاريع الإسكات التكافلي التعاوني وغير ذلك ....

ويشارك (مجلس صداقة التكافل) في ملتقى الجمعيات التعاونية الذي يقام الأسبوع القادم بجدة برعاية كريمة من خادم الحرمين ..

ولقيت فكرة تكوين (مجلس صداقة التكافل ) الترحيب من عدد من رجال وسيدات الأعمال في حديثهم مع المهندس جمال برهان في إجتفال الغرفة التجارية باليوم الوطني واللقاء السنوي مساء السبت الماضي وأعرب الشيخ صالح كامل رئيس غرفة جدة عن دعم الغرفة وتشجيعه

لمبادرات المجتمع الوطني في العمل التكافي والتطوعي الخيري مؤكداً على أهمية مشاركة المرأة بدور فاعل في المسئولية االإجتماعية من خلال الجمعيات والمبادرات الأخرى كما أكد الأستاذ فهد الغامدي الأمين العام للمجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة مكة سابقا حاجة المجتمع المدني للمبادرات في مجال العمل التكافلي الخيري بمفهوم أشمل وأعمق من الدور الذي تقوم به الجمعيات الخيرية حالياً مرحباً بمبادرة تكوين (مجلس صداقة التكافل) بمدينة جدة

وكانت فكرة إنشاء (مجلس أصدقاء التكافل) قد طرحت في شهر رمضان الماضي من (مجلس أصدقاء جدة) في لقاء الاميرة بسمة في منزلها بجدة بعدد من الإعلاميين و الإعلاميات للتعرف بفكرة تنظيم حملة وطنية للتكافل لدعم الجهود المبذولة من الدولة في ملف الفقر من خلال المجتمع المدني ..

الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة غرفة جدة والمهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة وحديث عن المسئولية الإجتماعية وأهمية مشاركة المرأة في الجمعيات والمبادرات في العمل التطوعي والتكافلي الخيري مؤكداَ على أن المرأة هي نصف المجتمع ..

Sunday 3 October 2010

وزير الشئون الإجتماعية يرحب بمبادر الأميرة بسمة و أصدقاء جدة في تأسيس (مجلس صداقة التكافل) وغياب جمعيات الإسكان يعود إلى المجتمع

من أجل إنسان جدة ـ خاص

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين إقتتح الدكتور يوسف العثيمين وزير الشئون الإجتماعية ليلة البارحة في قاعة فندق (بارك حياة) بجدة أعمال ملتقى الجمعيات التعاونية الثاني تحت شعار (نحو مفهوم معاصر .. ) بحضور عدد من المسئولين ورؤساء الجمعيات التعاونية بالمملكة والمهتمين والمختصن بالعمل التعاوني من داخل وخارج المملكة ..وألقيت في الحفل كلمة رئيس اللجنة المنظمة ورئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية المهندس ماجد درويش كلمات للوزير وكلمة كيل الوازرة للتنمية وكلمة راعي الملتقى ( الخطوط السعودية) و كلمة وزير الشئون الإجتماعية أكد فيها على دعم وتشجيع الدولة للعمل التعاوني والجمعيات التعاونية ..وفي حديث جانبي في حفل العشاء مع المهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة وجمعية (عيون جدة) عن الحاجة إلى تفعبل إنشاء جمعيات الإسكان التعاوني بالمملكة حيث لا توجد بالمملكة حالياُ سوى جمعية إسكان تعاوني واحدة فقط !! تم إنشاؤها مؤخراً بمنطقة القصيم مما يعني الحاجة إلى النظر في إجراء تعديلات على نظام تأسيس جمعيات الإسكان التعاوني ودعمها من الدولة والوزارة .. أرجع وزير الشئون الإجتماعية غياب جمعيات الإسكان التعاونية بالمملكة إلى فصور مبادرات المجتمع المدني في هذا الشأن مسيرا إلى التعديلات الأخيرة التي طرأت على نظام الجمعيات التعاونية و لوائحها التنظيمية والتنفيذبة الصادرة في 1429هـ ..


ورحب الدكتور يوسف العثيمين وزير الشئون الإجتماعية بمبادرة الأميرة بسمة و مجلس أصدقاء جدة في العمل على تأسيس ( مجلس صداقة التكافل) لتنمية أواصر الصداقة في العمل التكافلي بين أفراد المجتمع و تجسيد العمل التكافلي الوطني الشامل في دعم إنشاء الجمعيات التعاونية والمساهمة في تنمية المجتمع والوطن .. على أن يكون هناك لقاء قادم قريبا مع الأميرة بسمة رئيسة اللجنة التأسيسية لـ (مجلس صداقة التكافل) وأعضاء وعضوات اللحنة مؤكداً ترحيب الوزارة بمبادرات المجتمع المدني في تنمية العمل التكافلي والتعاوني والتطوعي الخيري

ويقام على هامش الملتقى معرض تشارك فيه سيدات وفتيات من الاسر المنتجة والجمعيات التعاونية من داخل وخارج جدة والدعوة عامة من اليوم الأحد وحتى الثلاثاء ..



السيدة (أم عبدالله) و ليلى الشيخ تشاركان في معرض الملتقى مع الجمعية التعانونية بالمدينة المنورة وعرض منتجات الأسر المنتجة في طيبة الطيبة

التي لفتت الأنظار في حفل الإفتتاح بتميزها خاصة في تصاميم الإكسسوارات و العباءات والجلابيات النسائية والمأكولات ( المدنية)

كما يشمل المعرض إبداعات مميزة لأعمال الأسر المنتجة بجدة من السيدات والفتيات في تثصاميم الأزياء و خلطات العطور الشرقية والمأكولات والدعوة عامة للسيدات والعائلات لزيارة المعرض في فندق (بارك حياة)


أروى تعرض إبداعلت الأسر المنتجة في تصاميم الإكسسوارات النسائية

Saturday 2 October 2010

إنشاء أول مركز لتدريب النساء على الحراسات البنكية


محمد الهلالي من جدة
أكدت لـ''الاقتصادية'' الأميرة بسمة بنت سعود رئيسة مجلس إدارة مركز صدى الحياة السعودية الدولي إطلاق مجلس صداقة التكافل لتقديم المساعدات الطارئة والعاجلة للموقوفين في السجون العاجزين عن دفع إيجارات المساكن، وخلق المبادرات لتنمية العمل التكافلي التعاوني الشامل في المجتمع ودعم وتشجيع تأسيس الجمعيات التعاونية التي حلت مشكلات الإسكان في كثير من دول العالم.
وعقدت الأميرة بسمة أمس الأول اجتماعا لمناقشة إطلاق تكوين (مجلس صداقة التكافل) بمشاركة أعضاء مؤسسيين وعضوات مؤسسات للانضمام إلى المجلس من المهتمين بالعمل التكافلي من رجال وسيدات المجتمع والأعمال.
ونوقش في الاجتماع أهداف (مجلس صداقة التكافل) في تنمية أواصر الصداقة بين أفراد المجتمع في العمل التكافلي برؤية شاملة تتضمن الوصول إلى المحتاجين والفقراء البعيدين عن مساعدات الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وتجسيد العمل التكافلي الوطني في مساعدة الحالات الطارئة والعاجلة من الموقوفين في السجون بسبب عجزهم عن دفع مبالغ مالية صغيرة في إيجارات المساكن وغيرها وتنمية العمل التكافلي في المجتمع للعاطلين من خلال المبادرات في خلق فرص العمل للشباب من الجنسين.
وأعلنت الأميرة بسمة مبادرتها في دعم مجموعة مؤسساتها في خلق فرص العمل وتخصيص برامج تأهيلية للتدريب والتوظيف.
وأشارت إلى الاتفاقية التي وقعتها مؤخراً مع مجموعة (فالكون) الدولية لإنشاء أول مركز للتدريب النسائي في المملكة لعمل المرأة في مجال خدمات الأمن في الجهات الحكومية والبنوك والشركات الكبرى، موضحة أن تقديرات نسبة العاطلات عن العمل في المملكة تصل إلى (70 في المائة).
من جانبه، أكد المهندس جمال برهان عضو مؤسس (مجلس صداقة التكافل) أن المعطيات الحالية أكدت وجود قصور كبير يتحمله أفراد المجتمع المدني في العمل التكافلي الشامل بمفهومه الذي لا يقتصر على مساعدة الفقراء والمحتاجين فقط، بل يتخطاه إلى معايشة هموم وقضايا المجتمع والوطن. وبين أن (مجلس أصدقاء التكافل) يسعى إلى خلق المبادرات لتنمية العمل التكافلي التعاوني الشامل في المجتمع، ومن بين ذلك دعم وتشجيع تأسيس الجمعيات التعاونية، حيث هناك قصور واضح في هذا الجانب ولا يتجاوز عدد الجمعيات التعاونية في المملكة (161 جمعية) معظمها للمزارعين.
في الوقت الذي استطاعت فيه دول عديدة في العالم حل مشكلات الإسكان من خلال جمعيات الإسكان التعاوني نجد غياب دورها في المملكة، حيث يعود القصور أيضاً في التشريعات والأنظمة في وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يتطلب لجمعيات الإسكان أنظمة خاصة للعمل على تشجيع إنشائها بين المواطنين وبدلاً من مساواتها مع الجمعيات الأخرى التعاونية للمزارعين وصيد الأسماك.
ويشارك (مجلس صداقة التكافل) في ملتقى الجمعيات التعاونية الذي يبدأ أعماله اليوم في جدة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين.

Friday 1 October 2010

The Preincess Diaries


الرفاهيـــة والاعتــــدال رسائــــل رجُليــن



شدني بقوة حدثان مهمان في هذا الأسبوع الذي أعتبره أسبوع خير ذو دلالة عظيمة تبشر بعهد جديد من سياسة مستمدة من حكومة رشيدة، ورجلين ذوي رؤية مستقبلية وبصيرة واقعية، فالأول كلمات خادم الحرمين الشريفين بأنه ليس راضيا وقانعا عما أنجز من سياساته وقراراته وتفعيلها عند اجتماعه بوزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد السعودي، مبشرا بأيام أكثر إشراقا وخيرا للشعب السعودي من رخاء واستقرار وتكافل الحكومة مع الشعب، وهنا أقرأ ما بين السطور أن القادم أفضل. ولكن مع قراءة للتقارير المؤشرة على نماء الاقتصاد السعودي بنسبة 3.5% ، متجاوزا الأزمة المالية العالمية، بفضل سياسة خادم الحرمين الشريفين وحكومته التي درأت باقتصادنا عن المؤشرات السلبية التي أطاحت بأكبر الدول اقتصادا، أتساءل عن أرقام ارتفاع المعيشة، والغلاء ونسبة التضخم، والقلق الرسمي الذي أبدته السلطات من وصول معدل التضخم إلى 6.1% وصعود المؤشر الأكبر في التضخم باتجاه أسعار السلع الغذائية، فالمقارنة عجيبة والأرقام مخيفة. فكيف يُقدَّم لخادم الحرمين الشريفين تقرير في النمو، وفي المقابل لم يقدم له تقارير التضخم ومغزاها ونتائجها على المواطن. لأن أسعار السلع تتزايد ولا يوجد كابح ولا مسيطر على التجار، والمواد الأولية تباع بأسعار خيالية، وأسعار الإيجارات والبناء تدار بنية غير واقعية ولا سوية، فما الفائدة من أرقام خيالية ونمو على الأوراق الحسابية، والمقابل أسعار بعيدة أن تكون مثالية، فكل نمو ورخاء يكتب على الورق وينشر في الصحف يقابله تضخم في أسعار المعيشة، التي هي أساس ومقومات حياة المواطن غير السوية، فالتضارب في الأرقام يعتبر تلاعبا في الأقوال ولا تنم عن تفعيل الأوامر ولا إظهار للواقع، فالملك حفظه الله لم ولن يبخل على المواطن بكل ما يكفل للمواطن عيشة هنيئة رضية، ولكن التضارب في التقارير لا تتوازن مع النيات الطيبة لمليكنا، وأوامره الحتمية والتي من المفروض أن تكون فورية وقوية وذات فاعلية، فالتضارب هنا يجعلني أتساءل عن الجهة التي ستنجز الرفاهية، والسكن لكل مواطن وهو لا يقدر على أصغر الأمور الحياتية ومسائل مصيرية لاستمرار حياته بكل انسيابية. فالطريق طويل والأمد قصير، ونحن محتاجون كما أقول دائما لتفعيل هذه الأوامر الملكية حتى لا تصبح فقط مانشتات صحفية ارضاءً لجهات معينة، فالثقة موجودة بملك الإنسانية، وحكومته التشريعية، والخلل لا يزال موجودا في الجهات التنفيذية التي تتشابك مثل الخيوط العنكبوتية لمنع وصول وتنفيذ هذه السياسات المثالية من ملك الإنسانية. والتضخم يفوق حجم النمو، وهنا تكمن المشكلة الأساسية، فلابد من تناسق بين الاثنين، حتى نصبح بالفعل والقول مجتمع رخاء وكفاف ليحس به المواطن في شتى الأصعدة وكل الطبقات من اكتفاء ذاتي وحلم أبدي بوجود استقرار فعلي لكل إنسان على هذه الأرض الطيبة وحكومتها المعطاءة.
والحدث الثاني الذي لا يقل أهمية وذو دلالة اجتماعية ثقيلة المحتوى وعظيمة الفحوى، وشديدة اللهجة، على لسان الرجل الذي اتسم بالأخلاق الرفيعة والرؤية السوية والعقلية المحنكة التي بها استطعنا أن ننتصر على القوات الخفية التي تحاول من غير استكانة أن تنال من استقرار هذا البلد الأمين، بطريقة منحرفة من دس للأفكار الثورية لتغيير المفاهيم الأساسية والتعاليم الإسلامية التي بنيت على الاعتدال والأخلاق المحمدية، فاستطاع هذا الأمير أن يقود البلاد بفضل الله ثم حكمة خادم الحرمين الشريفين إلى انتصار جلي وواضح على الجماعات الإرهابية، ومحاولات الاغتيال، لينعم المواطن والمقيم بحياة شعارها الأمن وفعلها الأمان، وهدفها الاستقرار والنمو، وهذا ما تفتقده كثير من الدول التي يوجد لديها قوات أكبر وأجهزة أضخم ولكن لم تصل إلى نفس الهدف ولا ارتقت إلى ذات المستوى، ولا حصلت على النتيجة التي نعيش بها في هذا البلد الأمين بفضل الله ثم ذكاء وحنكة وبصيرة هذا الرجل العظيم. فالرسالة واضحة، والقصد جلي من تصريحات النائب الثاني، وهو الاتجاه الصريح والكلمات التي لا تقبل التسويف ولا التأويل من الحث على الاعتدال في الدين، وإحياء سيرة أجدادنا وأتباع منهج نبينا وتمسكنا بالقيم والأخلاق النبوية، لندرأ عن أنفسنا الهجمات الخارجية، والأفكار المستوردة المتطرفة، التي لا تمت للإسلام في شيء سوى مسمياتها الدينية والتي تختبئ من ورائها رسائل تطرف بلا منهجية، لتعود بنا إلى أزمنة الجاهلية، والمجتمعات الوثنية التي كانت مسمياتها شتى من طالبانية وحوثية وغيرها من الهويات التي تتخذ من الإسلام رسالة وهوية وهي بعيدة كل البعد عن أخلاق ومنهج وسيرة نبينا عليه الصلاة والسلام، ورسالة الأمير القوية والاستثنائية هي تصريحه بأن المرأة هي من أسس المجتمع الإسلامي ولها قيمتها التي أعطاها إياها رب البرية من نشر ثقافة الاعتدال وتربية النشء على الوسطية، لتصبح ذات فاعلية وقوة تنفيذية في مجتمع اعتاد على تهميش المرأة ووضعها في خانة غير سوية، في أنها ناقصة عقل ودين، فبكلمته هذه أرسى لمن لديهم شكوك أن الرؤية والسياسة المحلية بعيدة كل البعد عما نسمعه في إعلامنا وبعض الهيئات الدينية غير الوسطية عن المرأة ووأدها وهي حية، فأزاح الستار عن رؤيته العقلانية واتجاهه لدعم المرأة على كل المستويات والإمكانيات لتصبح أكثر تواجدا واحتراما في مجتمع اعتاد على تهميشها بناءً على عادات وتراث وليس على تفكر وتدبر وامتثال للتعاليم الإسلامية. رجلان عظيمان أعطيا رسالتين مكملتين لمن يريد القراءة بين السطور ولمن لا يستطيع القراءة بين النقط والأفعال المضارعة والسياسة المقبلة من شفافية، وتفعيل ومصداقية لحكومة ملك الإنسانية، ورائد المشاريع الإصلاحية المحلية والعالمية، وإزاء هذا لا أملك نفسي من أن أقول حفظكم الله لنا ولوطننا الحبيب، ووقاكم أصحاب شرار النفوس، وأعانكم على تبليغ الرسالة وأداء الأمانة لنعيش حاضرا ومستقبلا ينبئ عن خير كثير ووطن قوي ، إن نفذت الأوامر وامتثلت المصادر وتوحدت القنوات، وترجمت اللغات لتصبح لغة وطنية ومنهجا تسير عليه الأجيال، وملحمة من التكامل والتكافل الهرمي ليطبق على أرض الواقع ولا يبقى حبيس السطور في دفاتر بعض المسؤولين الذين ائتمنوا وحلفوا على التنفيذ لا التسويف أمام الله ثم أمام أصحاب القرار الذين اختصهم الله للعبور بنا إلى مستقبل مضيء بشموع المعرفة وحاضر يَخطُّونه برسائل الوسطية والعدل لإجلاء الأجواء الضبابية من الأبخرة الكيميائية التي أصبحت كسرطان تستشري في جسد الأمة، فالتحديات كثيرة والأمانة هي التحدي الأكبر لمواجهة الطوفان الأعظم .


همسة الأسبوع
يد الله مع الجماعة، هكذا تعلمنا، وهكذا نريد أن نربي أجيالنا بأن الوسطية رسالتنا والحوار عنواننا والمصداقية منهاجنا.