Sunday 11 November 2012

بلوك


 
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
كل عام وأنتم بخير، كل عام وأمة محمد تنشد أناشيد السلام والوئام والعدل، والمساواة، من غير دماء، ودمار، وشتات.

إن شاء الله عام لا يستطيع أحد أن يضغط على زر "البلوك"، و"الفيتو"، إلا لمن أساء الأدب في تغريداته، وأخلاقيات محمد رسول الأمة، فالكثير يتهمونني بمهاجمة الشيوخ، وأنا لا أريد إلا حوارهم، عن المهم ثم الأهم، وتوضيح الصورة، إن كنت قد أخطأت، فطالما أطرح السؤال أو أتكلم بما تعلمته من قراءاتي المستمرة لكل المذاهب وتفاسير القرآن لكثير من العلماء والشيوخ، كلما أصبح لدي أكثر من علامة استفهام وسؤال، لذا أطرح وأسأل وأحاور كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، خلال قراءة سيرة حياته وليس أحاديث موضوعة، أو سنة مجتمع عليها، نفذت إلينا من خلال قروة بعيدة من عن وعن وعن، وتركنا الأهم من كل الأحاديث وهو القرآن الذي بين أيدينا، وركضنا وراء الشيوخ على شتى انتماءاتهم، ومذاهبهم، من غير سؤال، ولا طرح ولا حوار، حتى أصبحوا بدلا من أصنام الجاهلية وقساوسة العصور الماضية، كلمتهم عبادة ومسلم بها، وحاشا أن تسأل وأن تحاول وتتطاول على أحاديثهم المبنية على تعاليمهم التي لا يوجد شائبة عليها إلا أنها تخدم أجندات من يتبعون، ولنا السمع والطاعة، وإلا جهنم والكفر وبئس المصير، أصبحنا الآن نسمع وننفذ، من غير فهم للقرآن إلا من خلال رؤيتهم وعلمهم وكأنهم ملوك وسلاطين ، وليس معلمين ومصلحين، ورسل للإسلام والسلام والخيط الذي لا يجب ألا ينقطع للإسلام، فقد أصبح الخيط رفيع ودقيق، وهزيل، ولم يعد يجدي "البلوك" من غير تعليق.

فكم أوامر قد تم " بلوكها" من قبل الوزراء، والأمراء، وكم من مشروع وضع عليه "بلوك" من غير رجوع للملك وولي العهد، وكم من " بلوك" يتم تحت ستار الليل، وكم من "بلوك" يجاهر به علانية، من غير استحياء ولا تُقية، "البلوك" لم يعد على مستوى "تويتر" فقط ، فقد أصبح على مستويات أكبر وأشمل وأخطر، أو أقول، كان موجودا منذ أزمنة ، ولكن لم نكن نستطيع أن نغرد خارج السرب كثيرا، لأننا كنا عرضة لأسلحة الصيد والقنص من بعيد، وقريب، والآن أصبح التغريد مهنة وحياة، أساطير ، وخيال، شعر ، وبرلمان، قاضي وجلاد، وخاطبة، وزواج، أبناء، وفضائح، وكذب، وخداع، أصبحت الخلطة واحدة ، ومعرفة الصح من الغلط، والصحيح والمفبرك من المستحيل، ومن هو وراء الاجتهاد والمشيخة والتضليل، لا يعرفها إلا رب قدير قوي بصير، يعطي الملك لمن يشاء ، كي يستطيع أن يبصر ويرى العدو من الصديق، والذي يغرد عنه، والمغرد إليه، فكم من شخصيات لديهم طواقم للتغريد، وطواقم للفيس بوك، وطواقم للتصريحات ، وطواقم للبلوكات، ونحن سائرون من غير تحليل، ولا فهم، ولا انتساب لنظرية، افهموها أيها العباد، أن معظم الذين يغردون على الساحة لديهم من يكتب عنهم، ولهم بفكر واجتهاد، كل حسب أجندته، التي يسير من ورائها الملايين، بل أقول :" أرقام لا يقبلها عقل ولا طبيب".

نجاهد على الساحة منذ سنين والكل يعرف من سطر بالقلم ومن بنى، ومن أخلف الوعد، ومن يحكم بما هو مصير الوطن والمواطن، والذي لا يعرف فليتابع جرائد الوسيلة والفضيلة، ومخططات الأراضي، ومجلات الرصد والسباق، ويعرف من يمولها من وراء الغطاء، ومن دفن بيده مبدعين، وقنوات إبداع، لكي يسيطر دائما على عقول المواطنين.

لا أقول هنا إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، الوحيد الذي لا يستطيع أي إنسان أو رئيس أن يضع "بلوك"، على دعواته على الظالم، ولا يقدر أن يضع "فلو" على من هو حلف بحمايته " لو اجتمع الإنس والجن أجمعين" .

سأنشر في الأسابيع القادمة بعض من مقالاتي خلال رحلتي في جريدة المدينة التي انتهت بأنني أنا التي وضعت "بلوك" على من كان يريد اسكاتي عن الاستمرار في قول الحقيقة، حتى يعرف قرائي كم بذلت من جهد للوقوف أمام جبروت وكبرياء  كثير من الوزارات والوزراء، وبادرت بحملات تم اجهاضها من أولها، وتم اجهاض كل محاولاتي لإنشاء وإرساء قواعد تساعد الوطن والمواطن، لكلا الجنسين على استحداث وظائف لمئات الألوف ، وليس حلولا سريعة الزوال من الخريطة الفعلية للواقع الموجود.

لذا سأكتب مفردات على تويتر وفيس بوك من الآن ، إلى أن أعيد نشر كل مقالاتي لكي يتبين الغي من الحق ، والحق من الباطل.

همسة الأسبوع

لن يستطيع أحد من بعد الآن أن يضع لي بلوك على حسابي، لأن حسابي هو عند الواحد القهار ملك الليل والنهار.

عتاب الأسبوع

·       عتبي على كل من أقصاني من خريطة بلادي، ووطني للمساعدة على الارتقاء بالوطن والمواطن، إلى درجات تليق بأمتنا وثرواتنا وتراثنا وديننا .

·       عتبي على كل من يحاربني، فقط لأجل مصالحه الشخصية، وأجندات أعدت لإسكات الأصوات التي تريد الخير للوطن والمواطن، ولا تريد أن تصل التغريدات لأسماع مليكنا حفظه الله وولي عهده.

·       عتبي على كل من يساوم بأمن الوطن والمواطن مقابل دراهم قليلة.

·       عتبي على كل من يضع "بلوك" على مصالح الوطن والمواطن ، ويقوم بوضع "فلو" على ما سيدمر ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، ويخرب ولا يصلح، ويفرق ولا يوحد، فصفاء النية افتقدت، وما بقي إلا القليل الذين يغردون خارج السرب، من وراء أغطية، وأقنعة، خائفون حتى من الوقوف أمام الطغيان بكل شفافية ووضوح.

·       عتبي على هؤلاء أكثر لأن "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" . وهنا أردت أن أقول سأنشر وبوضوح كل مقالاتي التي ستصبح تغريدات ونسمات تدخل من غير استئذان ، و"بلوك" ضمير أمة، لا ضمير الأميين، الذين لا يعرفون "السر وما يخفى".

 

كلمة وعبرة..

أرجو من الله أن يكون التعيين الجديد والاختيار من قبل مليكنا الحبيب في هذه الظروف التي نعيشها في بقعتنا الجغرافية والتي بلغني خبرها بعد كتابة هذا المقال أن يكون بصيص الأمل لبزوغ فجر جديد لأمتنا التي حظيت بشرف وجود الحرمين الشريين على أرضها.

*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah

No comments:

Post a Comment