Thursday 10 November 2011

كل عام حولينا وليس علينا

أطالع كل صباح بشغف صحف اليوم ، وأفتح عيني على نشرات الأخبار العالمية لأعلم ما حصل بعد غفوتي القصيرة أثناء ليلي الطويل، لأنني أعلم جيدا ، أن التغيير الذي أصبح يسير بسرعة الضوء أم أقول بسرعة الصوت المميتة، وتزول أنظمة قديمة قدم الأهرام العريقة، وتخلق أصواتا جديدة مبحوحة النبرة، ولكنها تعبر عن القومية الوطنية ولن أقول العربية، لأن ما يحصل الآن في العالم من تحول جذري لكل معاني الأنظمة الإنسانية التي عرفناها وعشناها عبر أعمارنا التي ليست بقصيرة وعايشنا أنظومة عربية ثم عائلية لرقصات استعمارية ثم قومية ثم دساتير غير شرعية منها المألوفة والمعروفة عالميا ومنها مكون من مراسيم تحاك حسب البدلات العسكرية أو المدنية التي عنونت بالديمقراطية الديموغرافية.
أحداث تجري بسرعة الرياح القطبية، ولا نكاد نأخذ نفسا حتى نلهث وراء القصة في البلد التي تحاك ضدها سيناريوهات جديدة، ووجوه شابة تأخذ المكاسب الدولية ثم تختفي حين حصول البلد على النتيجة الحتمية التي تسمى بالربيع العربي وتدور الدائرة ونبدأ نبحث عن نظام جديد بأقنعة مثالية للدورات الإستراتيجية التي تأخذها هذه الثورات عبر القنوات الشرعية والغير شرعية.
نصدق مَنْ؟ وندين مَنْ؟ ونحتذي حذو مَنْ؟ هذه هي المسألة الرئيسية في هذه القصص التي نراها كل يوم عبر كل القنوات التلفزيونية حتى أصبحت تكرارا مريرا لما نعايشه في حياتنا اليومية ونصبح ونمسي على طبول الحروب الأهلية التي امتدت جذورها إلى البلدان الغربية.
فنقول لأنفسنا اللهم حولينا ولا علينا، لذا يجب أن نكون يقظين مستنفرين لما يدور في الساحة الوطنية والعالمية ونعيد حساباتنا الرياضية لما نقوله عبر لقاءاتنا التلفزيونية وما يقال عبر القنوات الرسمية ، وبما سيؤخذ علينا وتكتب في تاريخ هذه الدولة في هذه الحقبة الدقيقة التي نعيشها وفي مواسمنا ومواقفنا الدينية.
فليس من مصلحة أحد أن يقول وهو يشغل أحد المناصب الرئيسية بأنه سيحول ويغير وجه مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فلا يليق ولا يحق لأحد تغيير هوية مكة والمدينة الإسلامية إلى مدن تقنية فهي مدن نريد أن نشعر فيها بالوحدانية والسكينة الوجدانية، أم أصبح الحج رحلة استجمامية ربيعية، أهي رحلة إيمانية أم رحلة سياحية استكشافية من غير مشقة وروحانيات قرآنية ، أ سيطلع علينا وزير الصحة ليبشرنا بأنه ملم بالطب الجماهيري ، أم سيبشرنا أنه ملم بالطب الذي يحتاج منه بالاهتمام الجدير بالمواطن السعودي الذي يعيش في هذه البلاد على مدى دوران الشمس والقمر حول الأرض ، أهذا الذي أمر به رب العباد، أم وضع الإحرام والتكلم بالتقنية وخلو الحج من الأمراض المستعصية والمعدية هي من أولوياتنا الوطنية ، أم خلو البلاد من الفقر والاستعباد وتغيير الهوية يجب أن تكون هي أولية وجدانية وحتمية لبلادنا الغنية، هل انقلبت الموازين والمبادئ والتدبر في قراءة القرآن والسنة النبوية، أولم يأمرنا القرآن ونبينا ووصانا بالأقربين وسابع جار، والذمة والمسؤولية، أم أصبحنا أضحوكة ولعبة ليشغلونا بالمرأة وحجابها وستارها لسد وتحجيم أجندات وضعت للعب على أوتار التشدد والانعطاف لمسيرة لم تكن أبدا من أولويات سيد البرية، بل كانت الأخلاقيات والتقوى في العباد هي الأهداف الرئيسية للرسالة المحمدية، ألن نستيقظ لنرى ما ضيعناه عبر سنين مرت علينا ، فاقدين الهوية ، نجري وراء نسمات ولفحات بدء مواسم شتاء قارسة شديدة البرودة والصقيع، وأفول نجم وسطوع شمس الرسالة الإلهية لتستبدل بالتقنيات والأحاديث الكاذبة، لشخصيات غسلت عقول شعوبها لتمرير أجندات دولية عبر لهجتها الدينية، فأخذت من الدين سياسة، وأصبح الدين قناة إرهاب دولية، وأصبح الإسلام منبوذا في البلاد الغير إسلامية، بعد أن كان دين الرحمة والمحبة والعلم والوسطية في عالم طغت عليه الرأسمالية والأولية الاقتصادية فضيعت دينها ودنياها عبر انتهاجها مسارات بعيدة كل البعد عن الروحانية، ففقدوا العقل والجسد، وأصبحوا عبيدا للدولار واليورو، والآن اليوان الصيني الذي أصبح كمارد يأكل اليابس والأخضر حتى وصل إلى البلاد الصناعية ، فسيطر عبر اجتهادهم بالعلم والتقنية، ولكنهم خسروا بشريتهم وإنسانيهم وأرواحهم مقابل الين واليوان والدولار الذين أصبحوا هم الإله المعبود والنظام المنشود.
اللهم حولينا ولا علينا هي دعوتي اليومية لبلادنا الثرية بدينها وأهلها ، لذا أتمنى أن نفتخر بالهوية وأن لا نحاول استبدالها بالمدنية والعلمانية التي تنادي بمحو كل ما هو أصيل ذو هوية وجذور تاريخية حتى يصبح الجميع داخل اللعبة الدولية.
همسة الأسبوع
التغيير للأفضل هو المعيار الأصلح
الجودة في التطبيق هي المطلوب من الجميع
والاهتمام بالقريب من المفروض أن يكون أولويات وأهداف الوزراء والمسئولين
ولنترك العناوين والأناشيد التي مللنا من سماعها
ووعود بعيدة كل البعد عن الواقع الأليم، لن تكون الرياح حولينا وليست علينا إلا عبر استرجاع هويتنا الإسلامية التي جذورها ترجع إلى الأزمنة الإبراهيمية حيث بدأت السلسلة النبوية لآل إبراهيم وآل محمد للعالمية.
 *كاتبة سعودية

4 comments:

  1. اسال الله يتقبل دعوتك اليومية ويكفينا شرالازية ولوساعدتيني في وزيرالداخلية يعطيني الجنسية السعودية ادعوها معك صبحاوعشية....... groupomer@yahoo.com

    ReplyDelete
  2. نعم ...
    استرجاع هويتنا الاسلامية ...

    ReplyDelete
  3. الأميرة بسمة.
    كل عام وانت بخير أولا.
    يعجبنى فيك فكرك العميق وأسلوبك الجميل وجرأتك المحببة.
    شكرا لك

    ReplyDelete
  4. اعجبني تعليق الاخ عبداللة ال فردان في الفيس بوك ودام عزك ياوطن..ودام عز ال سعود..ودام عزكل مواطن.ودام عزاحباب الشعب السعودي...ودام عزالاميرة بسمة بنت سعود......

    ReplyDelete