Monday 15 July 2013

رمضان .. فرحة وطن أم نكسة أمة؟

رمضان .. فرحة وطن أم نكسة أمة؟
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
تتجول وتنتقل وتتسارع ومضات أفكاري الجنونية بسرعة البرق بين قنوات التلفزة المحلية والعالمية، تحليل وتنسيق بين ما يدور على سواحل مصر وتهديد للأمة المصرية بواسطة – ويا للمهزلة-  سفن وأساطيل وضعت من أجل سلامة الشعوب واستقرار الأمور، تهدد استقلالية شعب وتراب أرض وطن وأمة بأكملها، من غير تزييف ولا استحياء، بأنها تتدخل في قلب استقلالية منطقة بأكملها، وتتحد أمام  الجمهور في نصف فصل كان من المفترض أن يكون ربيع عالمي وليس فقط محلي لما قد انجلى من أمور خافية على الشعوب وأصبحت الآن ظاهرة للعيان في أعين الأمم، حتى الأطفال أصبحوا يتفننون ويتنافسون في إلقاء محاضرة سياسية عن تلك المشكلة أو الحرب العالمية.
نتسمر يوميا أمام شاشة التلفزة، أو نكون كلنا آذان صاغية ننتظر شائعة بأن الحلول قادمة، وأن المعنين بالأمر سيضعون نقطة انتهاء للانتهاكات اليومية للوزراء بإهدار أموال الوطن خارج أسوارها ، وفي حسابات بنوكهم العالمية بلا استحياء أو شفافية.
" سكن، صحة، تعليم، بنية تحتية، مشاريع وطنية، حقوق إنسانية، أمن وطن، وحدودها الجغرافية، مساواة في توزيع الثروات على مناطق المملكة وشعوبها المحلية، إعطاء قروض سكن وتوفيرها بأشكال فورية في شتى أنحاء المملكة بلا تفريق أو تجزئة مذهبية، وضع حلول فورية لدراسات علمية واقعية عن سوق العمل، احتياجات بلادنا الوطنية من تخصصات ستجد لها أعمال فورية في كافة المجالات الصناعية والحكومية والأهلية، والحربية، والدفاعية، والأمنية".
 بناء جامعات حكومية مهيئة لتخريجهم بدلا من إرسالهم مشتتين في بلاد قد استهلكت كل ما بقي لدينا من مصادر نفطية باسم توريد العلوم والصناعات، وتهجين عبر شبابنا وشاباتنا، لكي نصبح عملة موحدة، تتداول في كل أروقة سوق ساساتنا .
أين نحن من الاستثمار في بناء الإنسان " من....إلى": بنية تحتية، إسكان، تأمين اجتماعي، مستشفيات، وتعليم، وأمن داخلي لأمن المواطن من السلطات الأمنية، مكتمل الزوايا، مفعل واقعي وليس منشتات يتغنى بها مجلس الوزراء أسبوعيا وينشده  وزير الإعلام على إيقاع لهجته الشاعرية ، وتطيب لها نفس وزير المال والأرزاق ، وتكتب في أنظمة وقوانين بأرقام وهمية، تحاكي العقل البريء الذي تعود عليه شبابنا لأنهم تربوا عليها وأصبحوا يحفظون ولا يحللون، ويقرأون ويخافون، لأن ما في كتبهم ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن يمنع الماعون ويعطي الفقير والمعتاز من غير تمنن وطوابير صباحية أمام القصور الأميرية، ووصف بهذا سخي، وهذا بخيل، وهذا يصبح وزيرا وذاك يصبح تاجرا عريقا، والجميع يتقاسمون البلاد والعباد من غير حدود ولا قوانين فعلية بلا مساحات ومشاريع بلا حساب ولا تحقيق، من هذا الوزير أو ذاك الأمير، والشعب يتضور جوعا، ويتداينون بالألوف لكي يسدون نهم وجشع السوق المحلية التي باتت تأكل اليابس قبل الأخضر، لأنها مسيسة من الخارج لكي يثور العباد على حكوماتهم التي تنام قبل الغروب وتهجع قبل الشروق لكي لا يراها من هم يريدون الحلول.
   رمضان شهر العبادة أصبح شهر "الشحاته"، ورمضان الرحمة والتوحيد أصبح شهر الحروب الغذائية، لتنظيف جيوب المواطن، من كل ما يمكنه أن يعيش به سنة ، ولا يستطيع أن يتحمل حتى التزامات أسرته التي أصبح كل عضو من أعضائها يتفنن في طلباته بأشكال وأنواع مما يسوقه التجار منها ذكوري ومنها أنثوي ومنها تجميلي ومنها تكميلي، وهذه بحد ذاتها ترهق ميزانة المواطن الذي بات يبتز من كل الجهات خاصة السوق المحلية من ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية لمن يعيش تحت خط الفقر لأسر لا يتوفر لها ما يتوفر في أنحاء افريقيا الغربية.
إلى متى سأقول على شاشة التلفزة، أنني أشعر بالإحباط بأني معقدة ويائسة ومعاقة، لا أتمكن من تغيير ولو جزء صغير من المعادلة. فقواعد دستور القانون  الرابع الذي يساوي بين الخلائق ويمنع السرقات العلنية، ويرجع للمواطن حلته البهية الأبية، وأموال سربت إلى الخارج وهو أولى بها من الجهات الأجنبية التي ما زالت تبتزنا بعد عشرين سنة من إنهاء حرب العراق، والآن أوجدوا حرب سوريا، ومن بعدها إيران، وصواريح بالستية ، ومن بعدها نووية ، إلى متى سنجلس في مقعد المتفرج على هذه المسرحية الهزلية التي أسموها بالربيع العربي وما هي إلا طريقة جديدة للاستيطان الخارجي لشعوبنا وهدر أموالنا على أسلحة لو صرفت في الداخل لأشبعت كل مواطن، ونشرت السلام الذي هو الإسلام والمحور في كل القضايا التجارية التناحرية الحالية.
مآسي أمة ، وأقول أمم ستنتهي بفرحة وطن، لأن الوطن هو مكة والمدينة والحديث الوطن هو الحجاز أولا، الوطن هي الديار المقدسة التي تتجه إليها أنظار 3 مليار مسلم يوميا، فإن فرح واستقر الوطن والمواطن في هذه البلاد الشريفة استقر الوضع عالميا ، وانهزمت القوى التي تريد الفرقة للإسلام  والمسلمين، وطني هو الرياض ونجد والقصيم ونجران والدمام ، وطني هو وطن المحبة والثراء،  وطني "كان" ملجأ لكل إنسان من الظلم والعدوان، وطني هو وطن كل مواطن يجب أن يحصل على حصته من أرض وطنه، وواجب كل مسؤول أن يعطي ما ليس له أن يعطيه بل واجبه أن يعطيه بلا طلب أو استئذان.
 القانون الرابع هو فرحة وطن، وانتهاء نكسات أمة قد اعتادت وأجبرت على الخنوع لأجندات  فرقت ما بين الولد وأبيه وأخيه، لذا أنادي يا وطن بالالتحام وحضن دستور تحت راية المليك، ستجعل فرحة الوطن هي فرحة أمة انتصرت على أجندات أعدت لمحو ما تبقى من عهودنا وأخلاقيات إسلامية.
ندائي:
لن تغيب شمس العبودية إلا بإشراق شمس الحرية ، والحرية لا تقاس بالزمان والمكان بل بمساحة التفكير وتقرير المصير.
*كاتبة سعودية





1 comment:

  1. سلمت يداك مقال روعة واصلي تالقك
    ورمضان كريم

    ReplyDelete