Sunday 15 April 2012

الحقيقة أم الفضيحة


قرأت كما قرأ ملايين القراء حول العالم كل ما كتب عني بعدما نشر مقال لي كتبته منذ ثلاثة أشهر، بعد عدة مقابلات مع تلفزيون البي بي سي الذي حاولت من خلالها بث وجهة نظر معينة، لم تكن خافية على أحد، فمنذ خمس سنوات وخلال مسيرتي الصحفية في جريدة المدينة السعودية والحياة اللندنية والأهرام المصرية، ومن خلال كل مقابلاتي بالمجلات المحلية والعالمية، أردد ما جاء في مقالي باللغة الإنجليزية على موقع البي بي سي، ولم أكتب إلا الحقيقة عبر مسيرتي الصحفية منذ بداية كتاباتي، بل أن ما أكتبه الآن هو أقل بكثير من ناحية وضع الملامة، ومطالبة الجميع  بالتفعيل والنظر فيما يامر به مليكنا الكريم ، وولي عهده الذي بات يكافح بماله وصحته لأمن الوطن والمصير.
ولكن المضحك والمبكي في ذات الوقت ان كلما تفوهت بكلمة لصالح مجتمعنا الذي تنشر فضائحه، ومشاكل التطبيق التي يعانيها في كل المواقع الإلكترونية واليوتيوب، والفيسبوك، والإعلام المرئي والمقرؤ، فأفاجأ بأنه تم تحريف المعنى والمضمون لصالح مهمة وسياسة ما، ولكن ما يزعجني هو أن أول من يرمي سيفه علي ويشرحني إلى أجزاء متباعدة الانتماء هو بعض من شعبنا، ووطني الحبيب، فعندما اقرأ الهجوم والتكفير والاستهزاء، والتعليقات ذات الطابع الردئ، أتحسر وأقول في داخلي: " أهذا ما علمنا إياه رسول الأمة، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، والذي طلب منا توحيد الصف، ونبذ الفرقة ، وعدم الشتم، وبذاءة اللفظ والحديث"؟
لماذا كلما كتبت الحقيقة فوجئت بفضيحة؟ هل قول الحقيقة الآن أصبح من أسوأ المهمات، واكثرها جلبا للمسبات؟ هل أصبح شعبنا بأسه بينه، مثلما جاء في الحديث الشريف، فالكل أصبح يبحث عن الإثارة ، بينما أنا ابحث عن الإنارة، وتوضيح الطريق، وإحلال السلام، وإفشاء حسن التحكيم عما يدار خلف الكواليس  ضدنا حتى من أقرب الأصدقاء الدوليين.
من هو الجلاد ومن هي الضحية؟ ، أم أصبحنا الاثنين معا من غير أن نرى ونعقل أن هذه خطط مبنية لتفرقة الصف والأمة للتضليل.
هل أصبح كل من يتكلم كلمة حق أو رأي وإن كان "أمير"، أصبح معارضا، أو مجاهدا للتغيير؟،  ألا يمكن أن نمسك العصا من الوسط ونقرأ الخطوط وما بين السطور، والجمل والمعاني بقلب وطني جريء ومضمون خالٍ من الإثارة والتضليل.
هل أصبحت الفضائح هي لغة شعبنا ولكنة مواطنينا ، وطريق صحافتنا، ومنتدياتنا، التي تحولت إلى منابر متطرفة في تقرير المصير، فإما أن تكون مدعومة من جهة أو مسؤول ، أو مجردة من التفكير السليم.
هل يعقل أن يكون لدي كل يوم رسالة مختلفة الاتجاه للتصدير، فيوم معارضة او ثائرة، أو تطالب بتغيير النظام، ألم تفهم رسالتي بأنني أطالب بالإنسانية والتساوي ، وتقرير المصير، والتغيير الإيجابي من داخل الأسرة السلطوية الموجودة والتي يجب أن ندعمها بكل ما أوتينا من قوة كما علمنا قرآننا ورسولنا لاحبيب.
ألم أكن واضحة كفاية للجميع، أم ثقافتنا هي ثقافة التنديد، وسوء التقدير؟ لماذا إن نجح أحد في الأمم الأخرى نرى الشعب والوطن كله يحتفي بهذا الإنجاز وذاك الإنسان، إلا في عوالمنا، فنحن اتبعنا وصرنا كل يتمنى للآخر نهاية سريعة، وسكوت أبدي ، وإخفاء معلومات، والتغاضي عن المنكر وتحويله إلى معروف، والمعروف نحوره ليصبح منكرا، فاختلطت علينا الأمور.
نحن نرى على الساحة أمما وأنظمة تختفي، ونرى إراقة دماء باسم الدين والقبيلة، ولم نتعلم الدرس بأن من يتكلم لصالح وطنه يجب ان يدعم ويتوحد مع مجتمعه وسلطانه ، لأننا كلنا في النهاية سنتشارك المصير.
إن الفوضى في ساحتنا الجغرافية العربية من ثورات لن تخدم المصالح ، إلا من له مصلحة التدمير ببيع أسلحة لأسماء مختلفة وألوان مذاهب وأديان أصبحت جديدة في لغتنا العربية ولم يكن لها وجود منذ عهود ، ولا حتى في بداية الإسلام، ولا أوسطه، ولكن من الظاهر أنها نهايته وعلى أيد مَنْ؟ من يريد محو هويتنا السعودية والإسلامية، وتحوير وتضليل الطريق؟ إن كنا لا نعرف، فمن واجبنا الوقوف مع الآخر وسد الثغور والوقوف  بجانب من يريد الإصلاح من غير تدخل ولا إراقة دماء، ولكن من داخل هذا البيت الصغير بقيادة قلب مليكنا الكبير، وولي عهده الذي يتهم بالقساوة والتطرف وغيرها من الأمور التي لن اكتبها حتى لا يتم تأويلها لتصبح أداة نحر بدلا أن تكون أداة تطوير وتعريف.
لا أسألكم معروفا ولا مالا ولا سلطانا ولكن أطالب وأرجو من شعب المملكة على اختلاف طبقاته وتعليمه، أن يفهم بأن رسالتي ما هي إلا إنسانية ولست إلا كاتبة تكتب بضمير وتسعى جاهدة لإبراز الظالم من المظلوم، ورفع راية الحق والشفافية في التعاطي مع الأمور، والتاريخ قبلي وبعدي سيكتب يوما ما الحقيقية من غير قشور.
همسة الأسبوع
ما بالي أخصص كثيرا من وقتي لأدافع عن قضيتي الوطنية أمام شعب وطني الذي يساعده القوات الخارجية في تصديقه كل ما يقال عن وطنيتي ، وفي المقابل تنهال علي الطلبات من الخارج لأساعد محاربة الفقر والبطالة بفاعلية ومساعدة فورية ، سؤال يحيرني ويجعلني ثابتة الخطوة قوية الفاعلية حتى تنجلي عن الأمة الغمة ويصدح صوت الحق من خلال من نشاهده من تخبط على شواطئ كانت بالأمس بر وأمان والآن أصبحت في خبر كان.
*كاتبة سعودية

twitter@TherealBASMAALS

No comments:

Post a Comment