Saturday 10 September 2011

ممثلون على مسرح التراجيدية الدولية

تتشابه أسماء وصفات الممثلين السياسيين وممثلي الدراما.. ما القاسم المشترك بينهما؟ الاثنان ممثلان في رأي أن الأول على مسارح الدنيا، والثاني مسرح التراجيدية السياسية. مشهد يتكرر كل يوم أدوار تضع وتشل فسيناريو يعجز عنه أكبر المؤلفين العالميين عن نسج وحبك تفاصيله، فاللعبة دولية والممثلين مقتدرين، ألم تكن السياسة دائما هي المسرح وبيدها النص، تحرك الكبير قبل الصغير، في قصة مؤبدة في سجن تاريخي من القمع والسلطة وصنع القرار.
صفحات التاريخ تشهد ، والأفلام تروي قصصا من التاريخ ، تؤكد أن هاتين الصناعتين هما واحد في المشهد العالمي، كم من مؤلف وعبقري، وفنان  غير التاريخ، الم نفهم أن السياسة هي أهم فن من الفنون"تدرس" في أرقى الجامعات ومن خلف جدران القصور . كيف تكيف الكاريزما المؤثرة في الشعوب ، كيف تخاطب الجماهير ، كيف تؤثر وتصنع القرار ، وتجعله وإن كان جائرا، من أفضل القرارات تقبلا ، جماهيرية تصنع خلف الأبواب المغلقة، جيوش إعلامية تجند لخدمة السياسيين ، وتصنع منهم نجوما وأبطالا. ونحن ننقاد ورائهم كالماشية مستسلمين للأقدار.
من بيده صنع القرار؟ هذه ديمقراطية ، وهذه اشتراكية، وهذه شيوعية ، وهذه منظمة كالقاعدة، ما هو الفرق؟ مسميات على مر العصور تدرس وتحفظ وهي في النهاية حرب للجلوس على مقعد السلطة ، مهما اختلفت المسميات.
لعبت الأدوار على مسرح السياسة العالمي، هذا هو الجواب ، المسميات شتى والدور واحد ، ضاع القرار .
جودة الممثلين هي من تحدد المسار، وليس الصدف والأمانة وتحمل المسئولية، فهذا ليس من المطلوب ولا المرغوب.
نخدع أنفسنا إن قلنا هذا محاور وهذا مخادع، فالنتيجة واحدة، وهي يوجد مؤلف ومخرج يحرك الممثلين على المسارح الدولية ، وبيده – وبيده فقط - خطف الأضواء من هذا وتبديل ذاك، وجعل الشخصية شريرة، أو بطولية، أو استسلامية، أو مهادنة، ولكن عنوان القصة واحد، وهي دائما بيد الكاتب وليس بيد القارئ ، ولكن بيد من يترجمها على الطبيعة ، ومن يمثلها على مسرح الحياة الواقعية.
تهديد القاعدة الأخير، لمصلحة مَنْ ؟ فهذا توقيت من تدبير مَنْ ؟ إيران؟ أمريكا؟ أم هما سلطة واحدة ، تلعب بنا على أوتار قيثارة نغمات المعارضة والعداوة، فهل هذا تمثيل؟ لم يعد يدهشني شيئ في زمن انقلبت فيه الموازين. فالكل يسحب العالم ليطير به على بساط الريح ، فهذا أهوائه ديمقراطية وذاك مذهبية، والأخير إرهابية، كل يتبع منهاجا مغايرا والمعنى واحد، والمسرح واحد، فالقاسم مشترك والأهداف واحدة ، مَنْ يعمل لمصلحة مَنْ ؟ مَنْ يدير العالم بجبروت وصمت رهيب؟ ماذا تجدي الكلمات ، والسطور في كتاب قد كتب وانتهى إخراجه منذ زمن بعيد.
  همسة الأسبوع
كلنا سنحاسب أمام الله ثم التاريخ والأجيال القادمة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
  *كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

2 comments:

  1. A great artist is always before his time or behind it.

    ReplyDelete
  2. Civilization is a movement not a condition

    ReplyDelete