Tuesday 26 May 2015

التنـــميــة والمعـــــــــارضـــة…ادمان أم إستراتجية

2015 الإثنين/7/شـــــــعبان 1436 الموافق /25/ مايــو (أيــار)  2015

التنـــميــة والمعـــــــــارضـــة
ادمان أم إستراتجية
*بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
التنمية كلمة فضفاضة ويمكن تطويعها في مجالاتٍ عدة, وخياطتها بمقاسات, وارتدائها كمعطف واقي من التقلبات الجيوسياسية, فكلما بدأ إحد الوزراء كتابة مسيرة وزارتهِ يبدأها بكلمة التنمية حتى لو لم يكن في قطاع يحتاج الى هذه الكلمة أو هذا المصطلح التي مازلنا نرى توأمها كلمة التطوير, والأستراتجيات, التي نسمع بها ولكن الى الأن لم تتضح الصورة, ولا ألوانها, ولا هويتها, ولامسيرتها, ولاقياسها.
وهذه هي دائماً المعضلة في المنطقة, الرؤيا ليست واضحة ولا النتجية, أما الأهداف فهي موجودة ولكن لا تحمل في داخلها إستراتجيات قابلة للتفعيل على أرض الواقع للمدى البعيد.
فالمشاكل التي تراكمت عبر السنين, حلها الجذري يكمن في ضرورة وجود مسار جلي وواضح بقوانين مفعلة مدنيه تحاكي المرحلة. ومن وجهة نظري لا أرى في الأفق حتى الأن آي تغيير نستطيع أن نقول بأنه جذري، وما نراه مجرد تغير في المسميات, مع ثقتي التامة بأ "الرشيد", ورؤيته, والمراسيم الملكية التي أعاد من خلالها قولبة الشكل العام, وتحمل في عمقها تغير جذري، ومع هذا أرى ضبابية في الكيف وليس الكم.
ومن الجهة المقابلة أرى كثير من الأراء الخارجية والداخلية لازالت على تحمل نفس النهج السابق في طريقة المعالجة, مع كل التغييرات الجديدة الواضحة للعيان, والتي نستبشر فيها وبها كل خير كبداية جديدة لمستقبل وضع له "الرشيد" أستراتجيات واضحة المعالم كبداية لرحلة المليون أم المئة يوم.
فلا زلنا والكثير يشكك في القرارات, وينظر الى الساحة برؤية لا تتغير، فمهما كانت التطورات نجد البعض أدمن رحلة المعارضة.
ونجد بأن المعارضة أصبحت لديهم حالة أدمان, (معارضة لأجل المعارضة) وليست حالة اتقان ورؤية لما يدور على الساحة من متغيرات جذرية لكثير من الشؤون المحلية والعالمية وعلامة فارقة للأجيال المقبلة من سياسات, وأقتصاد, ومشاريع لازالت على الورق ولكن لم نعطها وقت كي نرى فعلها على أرض الواقع, فكل شي على وجه الخليقة يجب أن يأخذ وقته كي تتضح معالمه, من وليدٍ, الى طفلٍ, ثم مراهق, ومرحلة البلوغ, والرشد, وهذه سنة الله في خلقه، مع أننا نعرف بأن الأنسان خلق عجولاً, وان مسه الضر هلوعاً, ولازلنا لم نعي الدرس, بأن الأمور, والحلول لا يمكن تغييرها بسرعة تغريدة (في 140 حرفاً), مع أن بعض الأوامر الملكية أصبحت بسرعة الضوء تساير النبض المحلي وبالأتجاه الصحيح.
لذا أرى بأن الأعلام يجب أن يتحرك مع جميع المتغيرات السريعة التي يمر بها الوطن بسرعة الضوء، ليستطيع مواكبة الصوت والصورة، ولا يكون في ذيل المؤسسات الحكومية بسرعة التطبيق، ومواطن اليوم ليس مواطن الأمس، بل أصبح ينتظر التفعيل لأي قرار بشكل سريع ليرى انعكاسه من خلال الرؤية الإعلامية التي يجب أن تكون واضحة في مسارها وقوانينها.
كما أن الأمور الأقتصادية, والأمنية, والسياسية, لابد أن تأخذ مجراها في مراحل التكوين.
لتكون قادره على التفعيل والتفاعل على المدى البعيد, وعلى أرض الواقع.
ما نراه اليوم على الساحة هي حالتان, ولايوجد وسطية لكثير من الأمور الأجتماعية والتفاعليه, بحيث الجميع يفكر على طريقة "كن فيكون"
مرحلة يجب أن ندرك معانيها التاريخيه, والأستراتجية, لذا يجب أن نكون محللين وباحثين ليس فقط ناقلين لما يدور في الدهاليز وما وراء الأسوار من معاهدات وخطط لأحباط مرحلة التقدم التي تشهدها اليوم ساحتنا (المحلية والدولية), بحيث تنضج التجربة وتصبح واقعاً نعيشه وتعيشه الأجيال المقبلة بأمن وأمان وراحةٍ واستقرار معيشي اقتصادي.
وهكذا اجدني لست مع التنمية الورقية وضد تواجد المعارضة في الساحة.
الأن وقت المطالعة والمذاكرة, والتخطيط قبل المبادرة, بكلمات أصبحت مادة أدمان للغة المحلية, أستراتجية لأعاقة التنمية الحقيقية, والبعد الجغرافي الأستراتيجي لوضع بصمة تاريخية تفعيليه لمستقبل هذا الوطن وبلاد الجوار وعلاقاتنا الخارجية, والتي نرى بأنها لم تعد كما كانت في القرن الماضي.
والمطلوب في هذه المرحلة هو مواكبة الحدث وقرأته جيداً, وذلك لتجنب الصراعات المحلية, والعالمية المستقبلية, لنتفرغ للبناء والتطوير والأبتكار.
كما أري بأن وقت الصراعات والحروب والثورات يجب أن ينتهي فالمنطقة بجاجه لأن تلتقط أنفاسها لتصبح فعلاً وفاعلاً وليس مفعولاً به.
نحتاج وقفة مع النفس, وتجاوز الأنا في النفوس, ونتوقف عن أدراج كلمة المعارضة والأعتراض والتبجح بكلمة التنمية , ونجلس معاً على الطاولة, نتحاور عن مستقبل الأجيال والأوطان , ونثق بقياداتنا الجديدة, ونحسن الظن في النوايا , وندعم الرشيد والمحمدين , في وضع وارساء كل القوراب والسفن, والأساطيل في مرفأ الأمان.
وهذا ليس من خلال أستخدام اسلحة الأدمان والتنمية ولا التفاخر بالمفردات العالمية فيما يخص رسم الاستراتيجية ورص الكلمات التي  أستخدمت لأزهاق روح التطوير.
إن المنطقة بأكملها تحتاج الى أعادة دراسة, والعلاقات الدولية يجب أن يعاد النظر بها, أما شرائح الوطن وأبنائه فمن وجة نظري بدأت بالتلاحم مع وجود بعض اصوات النشاز, التي لازالت تحلم ولم ولن تقبل بالواقع فلديها حالة ادمان صعب الخروج منها لن يكون الا بقدرة قادر.
مرحلة بكل المعايير دقيقة فاصله, نعيشها بكل تفاصليها, فالأولويات وضعت, والمراسيم كتبت وعلينا الأن أيجاد السبل والأدوات لتمكين هذه الأستراتجيات بأن تصبح واقعاً, مخاضاً ثم سلاماً, والطفل الأن ينام براحة في حضن الأم , فكما الأم تحلم بمستقبله, نجد بأن الأب يضع الأستراتجية لخارطة الطريق التي ستمكن هذا الطفل من الوصول الى مرحلة النضوج.
يجب أن يتعاون جميع أفراد العائلة الوطنية في تربية ومحابة هذا الوليد الى أن يصل الى الأستقرار ويصبح صانع قرار.
 *كاتبة سعودية
You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية





No comments:

Post a Comment