Friday, 9 January 2015

“ساووا صفوفكم وسدوا الخلل” من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ "الخميس، 22 مارس، 2012

http://goo.gl/WufSND

"من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ "الخميس، 22 مارس، 2012"

"ساووا صفوفكم وسدوا الخلل"

*بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود

©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
"لا يوجد فرق بين وزير أو أمير أو أقصى الشعب، هذه من ذمتي في ذمتكم، سأحاسبكم عليها والله سيحاسبكم عليها" التوقيع أسد الجزيرة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب اللقب الثلاثي الذي أعتز ويعتز به الشعب السعودي، صاحب مبادرات السلام وحوار الأديان والقضاء على الفساد، والمساواة في هذه البلاد، واستثمار الإنسان بدلا عن الاستثمار فقط في البنيان.
هنا أتوقف وأقول أين الحل وأين الخلل ؟
إذا كان صاحب القرار والمصير والخيار ينادي، وولي عهده بهذه العبارات التي لا تنم إلا على حرص وحب للشعب والوطن، أين الثغرات التي توجد على الساحة بشكل استثنائي، وبصورة واضحة أن الأوامر والتوصيات لا تنفذ، بل تؤخذ كمنشتات إعلامية من غير فعالية ولا أدنى خوف من مصير العقاب عند كشف المستور، ووضوح التلاعب، والفساد الإداري والمالي في كل الجهات الأربعة الموجودة على الساحة ، فاستنادا إلى أقوال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد: "أن طريق هيئته لن يكون معبدا"، ما لم تكن هناك رغبة حقيقية وجادة من وزارات ومؤسسات الدولة في إنجاح الهدف الذي أنشئت من أجله.
وهنا أقول للرئيس المفوض، ما هي صلاحياتك حتى تكون لهجتك ضعيفة، وأداؤك أضعف، بالرغم من الزيارات الكثيرة من الهيئة للوزارات والمؤسسات الحكومية، فالكيف والمضمون ضعيف، والحساسية التي تبديها بعض الجهات الحكومية نتيجة عمل هيئة مكافحة الفساد تتقاطع بشكل واضح مع هدف إنشاء هيئة مكافحة الفساد والتي بدأت تبرز نشاطها إعلاميا بشكل مكثف، وهذا هو ما تعودنا عليه: "الإعلانات المبوبة"، والمشاهد المكررة، لكل هيئة، لكي تثبت جدارتها ووجودها على الساحة، ولا تعترف أنها فقط إضافة لملف الفساد، وعدم الإقرار بان هذه الهيئات زادت من المخصصات والرواتب والموظفين وأصبحت عبئا جديدا على الميزانية، فإنها فرصة ممتازة للعاطلين عن العمل، لشغل مواقع، ولكنها ليست بالحل الذي نرجوه للوطن، فكما نحن نستنكر ونحذر من هجمة التهويد والاستيطان والعدوان الإسرائيلي، التي تتعرض لها حاليا ومنذ زمن مدينة القدس من أجل طرد سكانها العرب والقضاء على عروبتها ومعالمها الإسلامية، يجب أن نستنكر أيضا محاولات شرطة بلدية عسفان وجدة لإزالة مساكن وهدم مساكن مواطنين لا يملكون بديلا لمساكنهم للآن، "فقد اعترض 90 مواطنا شكلوا دروعا بشرية عمل لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات على طريق عسفان شمال جدة، فقد منع المواطنون عمل المعدات وأوقفوا سياراتهم الخاصة أمام آليات الإزالة"، فهذا المشهد وخبر فلسطين يماثل مشهد عسفان، ولكن بفارق الزمان والمكان والإنسان.
وأما مكة المكرمة وتحويلها إلى مكة المرفهة فهذه قصة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالخبر، وهدم آثارها الإسلامية، التراثية، وتحويل هويتها المحمدية إلى أشكال هندسية عشوائية، لا تمت لحضارتنا الإسلامية بشيء ، إلا ربما بالأسماء،  والتي تصر البلدية على أن تكون عربية ، ما عدا : الشيراتون والهيلتون وستاربكس وماركس أند سبنسر وما إلى ذلك من شركات ، كلنا نعرف هويتها وانتماء أصحابها ، "من غير تعليق ولا مفهومية"
هنا أسأل أين الهيئة الرقابية؟
ساووا صفوفكم  وسدوا الخلل أيها الوطن، لنضع أيدينا بأيدي بعض مثلما أمرنا مليكنا، ولنرفع العتب، وننظر بعيون الصقور ، للمحاولات العديدة من كل بقاع الأرض البعيدة، لبعثرة شمل هذه الأمة الطيبة الأصيلة، وهذا الوطن الذي هو وطن للجميع، بأن تتفرق صفوفنا  عبر إجراءات عشوائية ، وخطط غير حضارية، ولا واقعية، لمستقبل أمتنا  وشعبنا وأرضنا الطاهرة، فالوطن كله واحد، لا فرق بين الشرقية والغربية ، والجنوبية والحجازية، ولا النجدية ولا الحساوية ولا القصيمية، فكلنا وطن واحد، فإن فقدنا القدرة على فهم هذه المعادلة، فقد بدأ العد التنازلي للوحدة الوطنية الجغرافية، فالكل يريد لهذا الوطن التفكك، لذا يجب أن نسوي الصفوف، ونسد الخلل، بالتوحد مع بعضنا البعض، لا بالتفرقة بين سني ووهابي وشيعي، وما أدراك ما هناك من طوائف على أرض المملكة لمواجهة الطوفان العالمي والثورات الإقليمية، قبل فوات الأوان، وهنا أنتهز الفرصة لأوجه ندائي وطلبي المتواضع لمفتي المملكة بان يفكر بتمعن في تصريحاته التي باتت تشغل وتؤلب الإعلام العالمي ضدنا، عندما قال: " يجب أن يكون الدين واحد في الخليج العربي ، وان تهدم الكنائس"،  كيف ومليكنا صاحب فكرة حوار الأديان ، ألا يعرف شيخنا أنه ممكن أن تزال الجوامع وتهدم الصوامع بسبب تصريحاته من أمريكا وأوربا وحتى فلسطين بنفس الحجة، أنه يجب ألا يوجد غير اليهودية والمسيحية على أراضيهم الوطنية، كيف لنا أن نوحد الصفوف ، والكل يغني على ليلاه، ولا يوجد لنا صوت واحد واضح ولا خط واحد واضح، ولا سمعا وطاعة لولي الأمر، إلا أمام التلفزيون والإعلام، ولكن في باطن الأمور كل يشد الحبل لمرماه، ولا يفكرون في انقطاع الحبل وخسران الفريقان .
السمع والطاعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده لا يمكن أن يتحقق إلا باكتمال الصورة، ووضع الحقائق على أرض الواقع ومواجهة كل الأصوات التي تنادي كل بلغة لا تنتمي للأخرى بشيء، وليست مفهومة ولا مسموعة، ولن تؤدي بنا غلا لعدم الاستقرار وضياع الهوية.
الطريق الوحيد لهيئة الرقابة، وغيرها من الهيئات التي توجد على الساحة منها الدينية ومنها المدنية ومنها الحكومية، هي توحيد الصف والهوية واللغة السعودية والإسلامية ذات الهوية المحمدية لا الذي نراه على الساحة من تشتت وتناحر، فربنا واحد ومصيرنا واحد، فلا يجب أن ننسى أبدا هذه الجزئية.
همسة الأسبوع
لا أعرف ما جرى لنا.. ولا اعرف ما هي الخطط الاستيطانية العالمية
ولست بعرافة من الجاهلية، ولكن من الواضح الجلي لعيني أن الرياح أصبحت عكسية والأمطار الموسمية أصبحت عواصف مستمرة قاتلة تنذر بهطول ثلوج ، فلا مواسم الربيع ولا الصيف ولا الخريف تلوح في الأفق، إن استمرينا في صقيعنا الذهني الذي حجر النفوس ، وشتت الأمة، فأصبحنا ضد بعضنا ، في وقت نحتاج فيه لتوحيد الصف وسد الخلل.
*كاتبة سعودية
You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
https://www.facebook.com/princessbasmahfunpage?ref=hl
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



No comments:

Post a Comment