Saturday 5 May 2012

الحياة عقيدة وجهاد


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

هذه العبارة واضحة وصريحة، ولا تحتاج إلى تفسير ولا تأويل، بل يجب أن نأخذها كرسالة منهجية، وسياسة عقائدية، وأخلاقيات محمدية.
فلماذا تستعملها جريدة ما تصدر من لندن للتعبير عن توجهاتها التي هي أبعد من العنوان، وهنا لا أريد أن أبدو أنني مستهدفة الجريدة بحد ذاتها، ولكن باتت هذه الصحيفة تطالعنا بأخبار غريبة عجيبة كل يوم، لا علاقة لها بالحقيقة ، ولا أعرف ما يراد من ورائها، حتما ليست الحقيقة، فمثلا يوم السبت الماضي، قرأت بأن لندن تعيش 3 ساعات رعب، وأنا في لندن لم اسمع بهذا الخبر، ولم أعش الرعب، ولا الذين أعرفهم، فقد سألت كل من اعرف، خصوصا الذين يعملون في القنوات التلفزيونية الكبيرة، ولم يعرفوا شيئا عن الموضوع!
أما أخبارها عن سوريا فهي مسيسة ومبلورة حتى أصبحت وكأنها تقلد قناة الجزيرة في دورها في الثورة المصرية.
ونقلت بعدها موضوع عن زواج القاصرات ونقلت صورة رئيس حقوق الإنسان والهيئة وجميع المسئولين في هذا المجال من قضاة وشيوخ، كما العادة بالتنديد والثبور وعظائم الأمور، ومدحت هذا وقالت عن ذاك حفظه الله، وبجلت بعض الشخصيات، وشرحت بعض الأطروحات، وكان هذه المسألة تجارة عرض وطلب، وليست مسألة جوهرية وإنسانية، ولها عواقب نفسية وعائلية، وتجارة عالمية بعضنا يعرف من يقف ورائها، والبعض الآخر يقف حائرا أمام هذه الظاهرة التي كان المفروض أن تكون قد انتهت بعد ظهور نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، وتنزيل القرآن، وقراءة البيان، والسنة النبوية الحقيقية، التي أظهرت أن الرسول قد بنى على عائشة في سن الثامنة عشر وليس الثالثة عشر أو تسع أو ست سنوات كما يدار في بعض المنتديات والمذاهب، وعند من يريد المتاجرة بالإسلام والرسول لأغراض شخصية وسياسية وانتهازية، ليس لها واقع بل وضعت لتشويش العقول، ومنهم أنا، التي  كنت وبكل سذاجة مصدقة ما يقال لي وأسمعه وأقرأه في كتب الفقه والحديث، ولكن وبعد البحث الحثيث، اكتشفت أن الحقيقة مغايرة تماما لما يراد باطل به باطل، بأن الرسول الطاهر الشريف لم يبنِ على أم المؤمنين عائشة إلا عندما كانت في سن ما بعد السادسة عشرة، وبأبسط المفاهيم الإنسانية هل يعقل أن رسول الأمة والرحمة المهداة يتزوج من طفلة صغيرة ويبني عليها وهي أصغر، وفي سن أصغر بناته، وهو المثال الذي يحتذى به بين جميع الرسل، والذي جاء بأسمح الأديان وأعطى للمرأة ما لم تعطى في سائر وجميع الأديان الأخرى.
  من الصحيح أن الحياة في كل الأزمنة عقيدة وجهاد، ولكنها حرب دائمة على الجهل والاستعباد، لأن الجهاد هو كف النفس عما تشتهي ، وليس دائما شهوتها الخمر والنساء، بل تحليل ما هو محرم عقليا وإنسانيا، فكما قال رسولنا الكريم : إن الحلال بين والحرام بين، فليس لنا أن نركض ونستسلم، ونعطي ثقتنا لمجرد أن يحمل شخصا أو آخر مسمى دينيا أو نخبويا، ونصدق من غير تحليل ولا فهم للمسائل التي باتت لا يصدقها العقل، فتارة إرضاع الكبير، وتارة فقدان العذرية لمجرد سياقة المرأة للسيارة، وتارة الاختلاط، عزل النساء والرجال في الحرم، وبعد كل هذا .. هل يوجد بعضا منا يصدق أن الرسائل الموجهة من بعض شيوخنا، والبكاء على من تجرأ على قول الحقيقة من غير تدليس ولا تلبيس، ولا أجندة سياسية ولا مالية، والرسائل الأخرى التي تؤكد وتبصم على هذه الأفكار التي لا نرى من ورائها إلا الدمار.
عقيدتنا في حال خطرة، ما دام المسيطر عليها لا يفهم بالأصل والفروع، فقد ضاعوا وضيعونا، ولجأوا لأبسط الحلول وأسرعها  فلول، وهي اختراع نصوص جديدة، لمرحلة لم يحسبوا حسابها جيدا، لأنهم يعيشون في أفلاك المال والسلطة، وليس في فلك التقنية والرؤية ذات المدى البعيد، والعلم بان بكبسة زر نقدر أن نستنبط قواعد وأسس ديننا الحنيف، إن بلت جهدا بسيطا بان تسلك الخط الذي لا ينتمي إلا قرون ذهبت، وذهب معها الاستئثار بالمعلومات، فأصبحنا في عالم كله يناقش ويحاور المسألة بعقول ثابتة متحضرة، تتجاوب مع المعطيات، ونحن لا زلنا في جهاد، نحاول أن نضيع أنفسنا والمنطقة بأكملها بأننا نجاهد من أجل العقيدة، وفي الحقيقة أننا ألعوبة في يد من يملك الحقيقة فالحل هنا يكمن في تغيير قسري، وإجهاض فوري، لكل المحاولات وما أحرزوه من تقدم في بلبلة عقولنا في أتفه الأمور واستعملوا للأسف من هم قادرون على السيطرة على العقول بواسطة اللحية والثوب القصير ، والمنهج العقيم، متخلين تماما عن الوسطية في الحلول، والبساطة في سماحة آخر الرسائل السماوية، فأصبحنا في جدل عقيم، ويدار بها الإعلام والصحف لوضع أجندات سياسية تخدم مصالح أفراد وجماعات أشهر من العلم في ساحة الجهاد والعقيدة.

همسة الأسبوع
سافرت وقطعت المحيط لأرى هل يسمعون أو يرون ويعيشون ما نعيشه في عالم يتخبط بالدماء، ومتعطش للإثارة...
استخبارات تكتب كل يوم آلاف الصفحات وتصرف الميزانيات لبعثرة الأمة، والعوالم ، وتغيير الحدود الجغرافية  والعقائد والمذهبية، وجدتهم في عالم سعيد وغنى ليس بالمال ولكن بالبساطة والعفوية ويقبل الآخرين، فوجدت أن معظمهم يعيش في صفاء وانسيابية، حتى الفقير، والمتسول، والمريض، فبحثت عن السر ، وكان أمامي بكل شفافية ، وهو الحركة  الميدانية والمشاركة الفعلية الجماعية  في تذليل العقبات لمشاكلهم الإنسانية.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS


1 comment:

  1. غير معرف5 May 2012 at 13:34

    قيل عن الغرب:

    "ذهبت إلى الغرب وجدت الإسلام ولم أرى المسلمين، وذهبت إلى الشرق وجدت المسلمين ولم أرى الإسلام"

    وتفتقت العقول الفارغة وتكلمت ولكنه لغو في لغو.
    منهم من بدا محاججا ان المرأة عندهم ليس لها حقوق وان المرأة عندنا يتكفل بها زوجها، وذكروا ان الجريمة عندهم والارقام وكأننا ليست في مجتمعاتنا من جرائم ربما تفوق ما لهم، وذكروا انهم منحلون وشاربون للخمر وان الربا ضارب في حياتهم وووووو؟

    ولكننا نأكل من انتاجهم، ونأكل من ايديهم، ونلبس ما يصنعون، ونركب ما ينتجون، ونقتني الهواتف ونتواصل في حياتنا، ونذهب لبلادهم ونجالسهم ونقول من إنهم كافرون أو هم من المغضوب عليهم، وعندما نتبضع لا نحتاج للعملة في الأسعار او الشك في صدقهم عند البيع، وعند الحاجة وانت في الطريق وغريب تطلب المساعدة يقف لك ليس واحد وانما يقفون للمساعدة والسؤال، اما الأيتام عندهم فأنهم يتبنون أغلبهم ومن عوائل مستعدة للصرف عليم وتعليمهم وخير مثال ستيف جوب رحمه الله مخترع وصاحب شركة أبل للحاسبات.
    سؤالي كم يتيم يتم تبنيه في بلاد المسلمين في اليوم؟
    ورسلونا الكريم صلى الله علية وسلم أوصانا بها بقوله :

    (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما )
    ( أنـــــا وكافــــــل اليتيــــــم فــــــي الجنـــــة، ,اشــــــار بالسبابــــــــــــة والوسـطـــى وفــــرج بينهمـــا)

    ReplyDelete