لماذا وصلنا إلى حد التحدي لنيل الحرية؟ لماذا لا نقلب أتربة الزمان الذي انطوى وغلفه الضباب وأصبح ينتمي إلى عصور لم نقراها بعد في التاريخ حتى ما قبل الإسلام؟
لماذا التصريحات التي لا تنتمي إلى حقيقة ويريدونا أن نهضمها من غير سؤال، لقد تغير الزمان، وإن لم ننتبه ستتغير أمور هي أكبر من أي إنسان، أصبحنا في زمن التحدي لنيل الحريات، لماذا هذه القصص التي نسمعها عن هذا أو ذاك الذي يأمر بسجن أو إفشال قضية لمجرد أن الآخر تجرأ على قول الحقيقة، ألم تصدر أوامر ملكية واضحة وجلية وحازمة أن كل من يتجرأ "وينال من قميص عثمان " سيكون تحت طائلة القانون والعقوبات، أم أن هذه القوانين لا تنفذ كالعادة على أصحاب النفوذ والألقاب، أم هي حرب مفتوحة على فئة محدودة، أم هي معركة بين سلطتين لم يفكروا أن القوانين الجديدة ستطبق على الجاني والمجني عليه، قصص تداولها الصحف العالمية، ونحن نعيش في عالم الضبابية والارتجالية، واللامسؤولية، عندما نتجاهل كل العلامات الحمراء الأرجوانية، ونتعامل مع مجريات الأمور بالاتجاه المعاكس بلا رؤية واقعية، ونطفو فوق مياه المحيطات بلا طوق إنقاذ وفوق سحاب الواحات الصحراوية، ونأخذ قرارات لا تنم إلا عن تغييب كامل للواقع، وعدم وضوح الرؤية ليلة قمرية ، ولن تستطيع حتى النجوم القطبية أن تزيل الأغطية والنظارات المظللة بألوان قاتمة شتوية لتدلنا على الاتجاهات المطلوبة المرضية، حرارة الصيف والشمس الساخنة، ستزيد من حدة ردودنا الفعلية، على ما أسميه "تحدي الحرية"، ما هو تعريفي للحرية، الحرية لا تعني السقوط في الهاوية، كما يسميها البعض في كثير من الهيئات منها التنفيذية والقضائية والدينية، لأنها لا تخدم مصلحتهم، بل تطلق العنان لرؤية أخطائهم والتي جرت مجتمعاتنا إلى أقصى الهاوية بلا روية، بل الحرية هي الاستطاعة على قول الحق من غير خوف ولا مقصلة، الحرية هي قبول الرأي الآخر، والتحاور للاستفادة، الحرية عدم اغتصاب الحقوق وجعلها أقنعة نضعها عند تسليط الأضواء، الحرية هي أن أقول لا للحرام أشكاله، عن رشاوى وواسطة، وألقاب ونفوذ، وأنال حقوقي الإنسانية وأنال العقوبة بالتساوي، حتى لو كنت على رأس دواوين السلطات بكل أنواعها وأشكالها الحلزونية، أم نسينا ما حصل للصحابي الشريف وثالث الخلفاء الراشدين "عثمان بن عفان" رضي الله عنه، عندما استشرى الظلم والفساد، ألم يكن عبرة إلهية أن الله يفرق بالعقوبة والثواب حتى على الخلفاء.
الحرية أن يظهر الحلال كما أمر الله به في كتابه وسنة وسيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من غير مذهبية ولا تشدد، ولا تكفير، بل نتركها للخالق الحكيم، الحرية هي إعطاء المجتمع ما أمر الله به لتحريرنا من العبودية والطاعة إلا لله، وليس لأحد غيره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، الحرية هي الحياة من غير أجندات سياسية، ولا معطيات مالية، ولا استبداد نخبوي لفئة، وحرمان السواد الأعظم من أبسط الحقوق الإنسانية، الحرية في قاموسي هي العدالة الإلهية، الأبدية، هي الميزان، وهي ما جاء به خير الأنام، الحرية هي ثقافة مجتمع يأخذ بحق القرآن كدستور وأسلوب حياة، وينفذ كل ما بعث به الرحمن بواسطة جبريل عليه السلام، ولم يحرف ويترجم ما تشتهيه نفوس الحكام، الحرية هي فضاء واسع لا تحتويه حدود جغرافية، ولكنها توجد في كل إنسان، لأنها إرادة الرحمن، فقد كتب الله للإنسان أن يولد حرا ويموت حرا، ولكنهم قيدونا منذ الولادة بسلاسل الحلال والحرام، ولم يفهموا أن الحلال بين والحرام بين، وأن المنكر بين ، والخير بين، ولا نحتاج إلى جيوش من الفقهاء ليفسروا لنا ديننا ويتخذوه وسيلة للسيطرة، كما اتخذتها ديانات أخرى في قرون ماضية، وما كانت نتيجتها إلا الانهيار، والانقلاب على كل ما هو ينفذ بالقوة، فالإيمان كما قال الرسول الكريم مشيرا إلى قلبه " الإيمان ها هنا .. "ثلاث مرات.
الصراع على الحريات أصبح هو التحدي الأعظم والإصرار على نيلها، هو كل هذه الزلازل السلطوية الجغرافية، الكتابة عن الحلول هي مسؤولية كل من لديه بصيرة وضمير حي وفؤاد، وتقليب التربة هي مسؤولية كل من يسمع ويفكر بالحفاظ على أمن البلاد ويستجيب لطلبات العباد، فالطلبات بسيطة، والخيرات كثيرة، والآمال كبيرة، بوجود عقول حكيمة، تنتشلنا من هاوية التحدي لنيل الحريات إلى قمة جبل الحريات المعطاة من غير تحيز، ولا تسلط، بل بالانفتاح، وقبول كل ما يقود أجيالنا إلى الأمام لغربلة ما تبقى من أخلاق، لأننا أصبحنا في عالم أجياله من ورق أبيض لم يخط عليه شيء مما يجب أن نعلمه لهذه الأجيال من مكارم الأخلاق والتمسك بحبل الله وليس التفرق، كل يميل إلى عصبة معينة من غير أن يرى ما سيحصل على الأمد الطويل من زلزلة لكل ما بناه حكام وأبناء الوطن.
التحديات القادمة كبيرة، والحريات المعطاة الآن قليلة، لماذا لا نقلب الميزان فتصبح الحريات كثيرة، والتحديات قليلة، لنستقر في وطن أجاد الإصغاء والتدبر من غير تناحر وتنازع، وفوضى ستكون عواقبها وخيمة، لابد من حلول، لننزع فتيلة قد اشتعلت من غير سبق إصرار وترصد، فنحن على أبواب صيف ساخن لابد أن نحتاط له من جميع الجوانب، واللجوء للحلول الفورية، الجليدية لكسر حدة حرارة ولهيب الأيام القادمة القريبة، والتي تنذر بعواقب شديدة ووخيمة إن لم نلتحم ونتخلى عن العناد، ونعطي العباد ما أمر به رب العزة والجلال.
ليس الآن وقت تحدي السلطات لبعضها، بل وقت تلاحم وتكوين صوت واحد للوطن، عنوانه الحرية والإنسانية، والصحوة الإسلامية، ووضع اليد باليد لبناء مستقبل مشرق جديد، بعيد عن التفرد والتشدد والاحتكار، لنكون بنيانا وسورا عاليا للتصدي لكل ما يدور في منطقتنا الجغرافية، وهذا لن يكون إلا بالالتحام الكامل ما بين قاعدة الهرم وأعلاه لنشر ثقافة جديدة، بعيدة ومغايرة تماما لصورتنا النمطية القديمة قدم الأزل من منشتات إعلامية من غير تنفيذ ولا مفعولية، وتضارب من مختلف الجهات، في قرارات وأنظمة وقوانين، منها ما لا يوجد أصلا، ومنها ما لم يفعل أبدا.
فلنتكاتف أيها الوطن ، وهنا أنادي جميع الجهات من أعلى السلطات إلى راعي الغنم، من الصحراء القاحلة، إلى جبال تهامة ، من تربتنا الغنية في المنطقة الشرقية، إلى حجازنا مهبط الوحي وقبلة المسلمين ولنخلق فجرا جديدا لأعظم مثال للأمة الإسلامية، ومنطقتنا الجغرافية بل مسؤوليتنا عالمية، لنبرهن للعالم أن حكمتنا لا زالت باقية للأمة التي جعلها الله خير وأحسن أمة أخرجت للناس، فالتحديات لنيل الحريات هي من أخطر المراحل التي تمر بها امتنا أيها الأفاضل، فإما التوازن والعطاء والمساواة، وإما انتظار هبوب عواصف نارية ستأتي على الأخضر واليابس من غير تفرقة ولا عنصرية، أما المنطقة الغربية والمليارات الموسمية التي تصرف لها، ستنتهي مثل أمثالها في المواسم الصيفية وستدخل جيوب ذوي المشاريع المعمارية والشركات المسيطرة المعروفة للجميع، بالمناصفة مع الهيئات التنفيذية، فلكم الله يا قاطني سهول جدة وجبال مكة الأبية وقرى وهجر كل هذه المنطقة المأسوية، التي لو جمعت الأموال التي صرفت لها في السنتين الماضيتين لعمرت قارة إفريقيا وما جاورها من قارات استوائية.
همسة الأسبوع
الحريات لا تعطى ولا تؤخذ .. لأنها هبة من الله لبني آدم منذ بدء الخلق وفجر الإنسانية.
أما التحديات فهي حقل من الألغام تأخذ ولا تنجب إلا بالحروب والثورات المدمرة للحضارات . " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. الكهف ( 104 ) ( 103)
إذا كانت الثورات العربية هدم للحضارة
ReplyDeleteفهي تستحق الهدم.
كحضارة بن علي تستحق الهدم
كحضارة حسني مبارك تستحق الهدم
كحضارة علي عبدالله صالح تستحق الهدم
كحضارة معمر القذافي تستحق الهدم
كحضارة بشار الأسد تستحق الهدم
تريدين أن تعرفي السبب
من قتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعا
سبحان يبرز من مقالك حربك الغير معلنة (و التي تستخدمين الايحاءات و اياك أعني واسمعي يا جارة) على فقهاء الشريعة الاسلامية و تتوقعين أن كل منا يستطيع أن يفسر القرآن والسنة بما يشتهيه و يوافق هواه فتقولين الحلال بين و الحرام بين ونسيتي أو تناسيتي عمدا أن بين الحلال والحرام مشتبهات لا يفقها كثير من الناس فيا بسمة - عليها السلام - لا يجرمنك شنئان قوم (خصومك الإسلاميين) على ألا تعدلي إعدلي هو أقرب للتقوى.. و السلام
ReplyDelete