Monday 20 September 2010

كل عام.. وهذا العام «لست وحدك»

كل عام وأنتم بخير، بالفعل والقول لست وحدك، فالله ثم مليكنا معك، أحيي ملك الإنسانية على لفتته الكريمة بصرف مليار و119 مليونًا في هذا الشهر المبارك لمساعدة الشعب السعودي، ولكن هل سيجد هذا المبلغ مصبًّا له في الحسابات البنكية للأسر السعودية، كما نوّه وزير الشؤون الاجتماعية، أم مصيرها سيكون مثل 927 مليونًا السابقة، وما قبلها وما بعدها، وإن بالفعل وجدت الأسر السعودية الفرق في الأموال المخصصة لهم فنحمد الله على هذه المعجزة الإدارية، وإن لم يجدوا فرقًا كبيرًا في حجم المخصصات فمعناه أن الوزارة لم تنفذ الأوامر الملكية الخاصة بالمساعدات الإنسانية، لذا أتمنى أن نلقي الضوء بالصوت والصورة على حالة تفعيل الأوامر لتلك الحالات المأسوية لنرى إن كان لها آثار فعلية وفورية، ونعلن بشفافية للوطن والمليك عن نتيجة لفتاته الإنسانية إن أصبحت واقعية، أم ستظل حبيسة سجون ودهاليز وزارتنا الاجتماعية؟ كل عام والشعب السعودي بخير، كل عام والمواطن ليس وحيدًا لمواجهة هذا العالم، وأتمنى أن يكون هذا العام خيرًا، وتكون قافلة التكافل أنظومة وطنية تبث عبر برنامج «لست وحدك» مرئيًّا على التلفزيون. «لست وحدك» لمن لا يعرفه هو برنامج تبثه القناة الثانية الإذاعية في جدة، ويعدّه المذيع المحنك سعود الجهني، الذي أثبت لنا أن الإعلامي له قدرة هائلة لمساعدة الحالات المأسوية لمجتمع لم يجد إلاّ المذياع لطلب المساعدة. «لست وحدك» برنامج أنار لكثير الطريق لمعالجة مشكلات ليست لها حلول حكومية، ولا إعانات اجتماعية، ولا حتى لفتات إنسانية، فقد استطاع هذا الرجل والإنسان أن يدخل الفرحة والسرور، والحلول لبعض الأسر والأفراد الذين استطاعوا بقدرة قادر أن يستنجدوا أولاً برب العباد، ثم بواسطة التليفون الجوال الذي لم ينقطع خلال التسجيل إلاّ بمعجزة؛ نظرًا للأداء الرائع لاتّصالاتنا السعودية بما يشتهرون به من تقنية عالية، وفواتير عالية، ومصداقية رائعة، فتفاعل معها هذا الرجل، والبعض من الجهات الحكومية والمؤسسات الميدانية والوطنية، خجلاً أو رياءً.. لا نعرف؟ مع هذه المشكلات، ولكن الخبر الأكيد أنه استطاع أن يساعد هذه الحالات التي لم تقدر أن تصل إليها الإعانات، ولا حتى التقنيات العصرية، لأنها بكل بساطة مناطق منسية، وفئات مهمّشة، وليس لها من صوت ولا فاعلية. وطن للجميع، هذا ما نريده، وطن التكافل هذا ما أراه لاستمرار الإنسانية والرحمة الإسلامية. وطن بلا حدود جغرافية، لكل الفئات والطبقات الاجتماعية، وطن «لست وحدك» ووطن التكافل، هو وطننا السعودية، أرض النبوة والقبائل العربية، أرض الوحدة حيث الملاحم التاريخية خطت على صفحاته أجمل الحكايات الأسطورية. كما أحيي المبادرة وردة الفعل الأولية لمقالي يوم الجمعة 17 رمضان، الذي كان عنوانه «تكافل حملة وطنية لفيضانات الفقر والعوز»، وهي مبادرة حرم أمير منطقة مكة المكرمة الأميرة العنود بنت عبدالله بن محمد التي أطلقت اسمًا لها مطابقًا لعنوان مقالي «المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي»، والذي أعلنت عنه عبر المذياع في قناة جدة البرنامج الثاني، وفي السهرة الرمضانية للإذاعيين الذي صادف ذكرى موقعة بدر بحضور وزير الإعلام د.عبدالعزيز خوجة، وهذا ما أسعدني، وبما أكد لي حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين برئاسة ملك الإنسانية على الاطلاع على كل ما يدور ويكتب بالإعلام ومبادراته الإنسانية، وتفاعله مع شعبه ووطنه، وهذا لا يدل إلاّ على مدى بُعد نظره وحنكته كمليك وإنسانيته كرجل. وكما قرأت في نفس الخبر في جريدة الندوة ليوم الاثنين أن وزارة الشؤون الاجتماعية ستشرف عليها بمساعدة الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد بن سعود الكبير رئيسة مجلس إدارة شركة ديرتي الغالية، وهذا ما يدل على أن التكافل الاجتماعي بين القطاعين الخاص والحكومي ممكن، وأيضًا ضروري، كما أشرت إليه في مقالي لإرساء معاني الوطنية والرحمة في وطننا، وكرسالة إلهية وتعاليم نبوية. وأتمنى في هذه السنة الجديدة أن ترتدي الشؤون الاجتماعية حلة جديدة، وأن تنزع عنها أهواءها المتقلبة، وأجواءها الموسمية، وأن لا تكون هذه الإعلانات مجرد متفجرات إعلامية لكسب جولات ميدانية، سرعان ما تعود لوتيرتها المأسوية من تسويف للأوامر الملكية. لابد أن يكون عيدنا عيدين، ونرفع شعار «لست وحدك» كعنوان لسنتنا المقبلة، ونمد يد العون والتكافل بالفعل والصوت والصورة، وأن نفعّل حملتنا الوطنية، وأن لا نجعلها معارك إعلامية، وبازارات خيرية، وحملات عشوائية، وسهرات رمضانية، لابد من تغيير نمط أجوائنا الاحتفالية، وتصرف الأموال على فقرائنا، وليس على حفلاتنا الدعائية. كل عام وأنتم بخير أيُّها الشعب السعودي، كل عام وأنتم لستم وحدكم في مواجهة الزمان، الله معكم ثم مليككم، كل عام وملك الإنسانية يصدر أوامره الملكية، ونتمنى أن نرى آثارها الواقعية في شتّى مناطقنا الجغرافية. كل عام وأنتم لستم وحدكم يا أصحاب القصص المأسوية، لأن الله ثم مليككم وإخوانه سيكونون معكم، متبصرين متفاعلين، كما نراهم في كل يوم، مع الأحداث والهموم الوطنية. همسة الأسبوع عين الله ترعاكم أيُّها المليك، عين الله تحفظكم أيُّها الشعب الرحيم.
كل عام والتكافل عنواننا، والفرحة هدفنا، والتراحم هويتنا .

1 comment:

  1. الله يفرج همك ويوفقك ويجعلك ذخر للأسلام والمسلمين والله يكثر من أمثالك.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .

    الله يوفقك الله يوفقك الله يوفقك

    ReplyDelete