Wednesday 9 June 2010

عهد إعلان الحرب على الفساد


عهد سطره مليك ودشنه بحرب معلنة، وأسلحة فتاكة وأهداف مدمرة لكل من تسول له نفسه بإفساد ما زرعه عبدالله خادم أشرف بقعتين وأقدس مكانين على وجه البسيطة.
فمنذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خامس ملوك المملكة العربية السعودية في 26-6-1426هـ، أعلن بداية حقبة جديدة، وحمل حفظه الله ملفا ضخما ومسؤولية عظيمة تجاه أهم قضايانا المحلية وهي الفساد الإداري، والاقتصادي والاجتماعي، وبمعنى أشمل فساد القلوب والضمائر.

فبحكمة ورثها مليكنا عن صقر الجزيرة العربية، وبصبر وتخطيط استمدهما من جذوره العربية، بدأ بروية استقلاب الأتربة الكيميائية، ليحولها إلى رمال صافية، ويصلح نشاز النوتة الموسيقية ليجعلها انسيابية، وحولها إلى سيمفونية وطنية، وابتدأ حربا داخلية على الفساد ومن يتمثله "كائن من كان"، لندخل حقبة جديدة عنوانها محاربة الفساد وإرساء لبنة وطن بهوية جديدة وحقوق جلية، وأهداف واضحة للعيان وهي وطن عنوانه ذهبي وإطاره فضي، وملمسه حديدي، فكما ألان الله لداود عليه السلام الحديد، فقد سخر عبدالله مليكنا لإلانة قلوب حديدية.
فكم من المشاكل أصبحت للعيان واضحة، لأنه وعد أن يحد من فساد المؤسسات والعباد ليرقى بمملكتنا الحبيبة إلى مستويات عالمية مبدؤها الحقيقة، والتساوي بتحمل المسؤولية، ولكن خطته ينسجها بروية بخيوط الصبر والحذر عوضا عن الاستعجال في القرارات للتأكد من الفعل والفاعل والمفعول به، والآمر والمأمور.

لذا استكانت نفوس كثيرة شاخصة أبصارها، محتسبة أفعالها ولكن حذرة من مستقبل مجهول النتيجة، فقد أضاعهم مليكنا بلعبة عربية اسمها الحنكة، والصبر لنيل المقاصد، فلا أمسكهم ولا حررهم ولكن جعل في أعناقهم أساور خفية، لحين استيضاح الطريق والتأكد قبل صدور الوعد والوعيد، والمحاسبة في يوم ستنجلي فيه الغمامة والضباب، وتظهر أسماء للعلن.
لن أردد ما ردده الكثير، ولن أحصي أفعال مليكنا كما أحصاها غيري، ولكن سأنتظر إعلان أعمال مليكنا لتردد وتقول، لن أترك الفساد منتشرا، ولن أترك للواسطة مأوى، بل سأجعل من عهدي حربا دائمة من غير استراحة ولا هدنة، وأكون من خير عبيد الله، وأكون واليا ومسؤولا عن رعيته اختار سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكلمات إلهه ليحكم بها، وبها فقط سأنتصر على الطغيان والظلم والعدوان.

حرب على الفساد وحروب على الطاغين والطغيان، هكذا رسمتها شخصية مليكنا من غير إعلان، فبنظرته الخفية، وكلماته القليلة استطاع أسد الجزيرة كما سميته أن يزأر بوجه من أخلّوا بالميزان. فنجدد عهد الولاء والإخلاص عنوانه الحرب على الفساد.

No comments:

Post a Comment