Monday 14 September 2009

مقادير ومحاذير

قرأتُ في جريدة “عكاظ” مقالاً بعنوان «رمضان وغلاء الأسعار»، واسترعى انتباهي رقمًا لم أقدر أن أهضمه، أو أرى به حقيقة، أو أفهم منه واقعًا.
فقد قال الكاتب عيسى الحليان في مقاله عن ارتفاع بالمواد الغذائية، ما يعجز عقلي عن فهمه، أو تقبّله، فهل ممكن أن يكون هذا الرقم صحيحًا؟
أمن المعقول أن تكون زيادة الأسعار في شهر رمضان للمواد الغذائية هو 50%؟
أقرأتم معي هذه النسبة أم هو تخيل؟
أمن المعقول أن يكون التجّار قد زادوا الأسعار بهذا الشكل، بدون معرفة لجنة المراقبة ووزارة التجارة؟
أم مرّت مرور الكرام؟
طالعتُ الصحف بعد ذلك لأرى أيّ نفي من أية جهة لتوضيح الصورة بأنها غلطة من الكاتب، أو المبلغ، أو الإحصائية، ولكنني لم أرَ شيئًا من هذا!! جلستُ أفكّر كيف يصرف الفقير في هذا الشهر؟ كيف يأكل أطفاله وعائلته؟ وعلى ماذا يفطرون؟ الفقر لم يكن أبدًا عيبًا، ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرة وماء، أو لبن، ولكنه صلّى الله عليه وسلم كان قدوة للآخرين، فقد كان الآخرون يتسابقون على تقليده والتأسي به، أمّا الآن فلا تكاد تمر بأي شارع إلاّ تجد مئات من المطاعم والمقاهي، والجرائد مليئة بأسعار وصور الوجبات السريعة، واختلاف الموائد والمطاعم ممّا لذّ وطاب يسيل لها لعاب، ويندى له جبين الفقير والمحتاج، فقد صرنا نتلذذ بحاجة النفس إلى النفس، ونزيد من الأسعار لنتباهى بعطائنا للفقراء.هل فقد التجّار معنى الإنسانية؟ وفقدت الرقابة صفة الرقيب؟ وأصبح ينبغي لها رقابة؟ وأصبحت وزارة التجارة تجارة بحد ذاتها؟
همسة الأسبوع
«مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم»

No comments:

Post a Comment