Monday 10 August 2009

رمضان

قد ولّت الشهور، وتعاقبت الأيام، وها نحن على أبواب شهر الرحمة والاستغفار، والتوبة والإنابة. فلنستطلع معًا مجريات السنة المنصرمة: حروب، أوبئة مستعصية، حالات اجتماعية محزنة، انهيار اقتصادي عالمي، مجتمع محلي متذبذب برؤية غير واضحة لمستقبل مجهول الهوية.فمن مجاهر بالرذيلة، إلى قنوات دينية مجهولة المسار. فإلى أين؟ وكيف؟ سيمضي هذا العام، بعد انقضاء شهر الرحمة؟ فلا يوجد منا فرد في هذا المجتمع، سواء كان متحررًا، أو متعصبًا، أو وسطيًّا، إلاّ وتساءل: كيف سنقضي هذا الشهر؟ فبعض منا ينتظر هذا الشهر ليشاهد آخر ما تفتقت به قريحة المخرجين العرب من مسلسلات وبرامج لا تليق بنا كأمة محمدية في مسيرتنا الدنيوية، فكيف بأطهر وأرحم الشهور؟ ومنا مَن ينتظر هذا الشهر ليستغفر وينيب، ويتطهر من ذنوبه عن الشهور التي مضت، وكأن شهرًا واحدًا في السنة، يكفي لعبادة دهر، ومسيرة حياة، وما أن ينقضي هذا الشهر إلاَّ وترجع الأمور إلى سابق عهدها من فجور وانحلال وذنوب.ومنّا مَن يقضي هذا الشهر في سكون تام، وحالة تمعن، وعبادة، وخطط لمواجهة هذا العالم الذي يتفنن بتكوين حالات من المشاكل والفضائح، وأمور يصعب عليَّ أن اختصرها في أسطر قليلة في زاويتي هذه.لماذا لا نستغل قدوم هذا الشهر في بداية جديدة لأمتنا الضعيفة؟ ضعفنا في إيماننا، فأضعف الله قوتنا، وفرق شملنا. لماذا لا نراجع أنفسنا، ونحول مسيرتنا كأمة، وأفراد، ومجتمع، إلى ما كنا عليه في بداية الإسلام من قوة، وتكاتف، لماذا لا نساعد أنفسنا وولاة أمورنا على تصحيح ما أفسده الشاذون منا؟ فالعقوق، والشذوذ، لا يقاس أبدًا بعقوق الوالدين فقط. والشذوذ الجنسي، بل يقاس بعقوقنا لكل ما حولنا من نعم، وشذوذنا عن الأخلاق المحمدية، التي أرساها أفضل الرسل، وأرسلها الخالق بواسطة رسله، لخلاص البشرية، والعالم بالخلود الأبدي في جنات لا يعلم جمالها إلاَّ خالقها.فلينظر كل منا إلى داخله، ويحاسب نفسه، ويصحح مساره، قبل نفاد المهلة، والاستعداد للرحلة، الرحلة الأخيرة. اللهم اجعل هذا الشهر، شهر يمن، وعبادة، واستغفار، وتصحيح مسار، واهدِ قلوبًا تعودت على الاستعلاء على خالقها، والشذوذ على كاتب مسيرتها.
همسة الأسبوع
بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.

No comments:

Post a Comment