الجمعة/11/شـــــــعبان 1436 الموافق /29/ مايــو (أيــار) 2015
ديموقراطية التكنولـوجيا
*بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
ركبتْ الطائرة,وأخذت مقعدي الدائم في الأمم المتحدة للطيران,فدائماً أطلب الجلوس في زاويةٍ تمكنني من قراءة الوجوه وحركة الأجساد,سواء كانتْ في الطائرة,أو القطار,أو الحافلة, وصادف أن تكون بجانبي إِمرأَة محتشمة منقبة محترمة,وأخرجت من جعبتها جهاز الأيفون وقامت بأرسال الرسائل الألكترونية, والتقاط ذبذبات" الواتس آب" وإرسال التغريدات.
الأستغراب ليس في الشكل ولكن في السن والمضمون,فقد أعطيتها من غير أن أراها سن الستون ,أو مافوق,ومن الجهة الأخرى رجلٌ أيضاً مافوق الستون على "ما أظن إنه زوجها" ,فقد بدأ أيضاً بأستعمال الهاتف الذكي منذ جلوسه في الطائرة,وبجانبه رجالٌ أخرون, إنشغلوا بهذه التقنيه العجيبه,التي أصبحت عالم من الروائع وقمة في أتاحة فرصة ممارسة الديمقراطية على كل الأصعدة الشخصية ,والأجتماعية, والأقتصادية ,والعملية العلمية.
من غير أن يشعر الأنسان أنه يمارس حقة الأمني الفردي الفكري بأبسط قواعد المعجم اللغوي العالمي الذي أصبح يعيش داخل هاتفة الذكي,وليس فوق الأرض الواسعة.
حريات الشعوب الأن تقاس بمدى حرية المرء على التعبير بواسطة التواصل الأجتماعي,وليس على أرض الواقع والمسطحات الأرضية.
ففي تركيا والصين والهند "مع أن الهند تعتبر أكبر ديمقراطية في العالم",تم قطع مواقع التواصل الأجتماعي عدة مرات بأمر حكومي,من أجل بعض التغريدات والمواقع التي كانت تكتب ما لايريده الحاكم أن يسمع .
تحليلي لكلمة ديموقراطية وجدت أن أبلغ مفرده تُترجْم على أرض الواقع في القرن الواحد والعشرون,هي القنوات الفضائية العالمية وليس الحريات الشخصية الأرضية.
فعندما ذهبت الى تركيا تحاورت على طاولة مركز الدراسات التركية الشرق أوسطية عن هذه النقطة المحورية,وبادرت بكلمة ان لدينا مؤشر الديمقراطية بمسماه العصري أعلى بكثير من البلاد التي حجبت موقع توتير والفيس بوك ,وفي المقابل بعض الدول التي وهي في أحلك الظروف والحروب لم تحجب أي قناة أتصال , وهذا مؤشر دقيق عن نوعية الأدارة في المملكة العربية السعودية,وان أختلفنا في مفهوم الحريات الشخصية العالمية.
فقد استوعب المجلس العام الأعلى في وطننا أهمية ديموقراطية التكنولوجيا,ومنحوها حقها في أعطاء شعبها ومواطنيها,حرية التعبير والأتصال بسلاسة وتَمْكن وثقة,وهذا مؤشر جديد عالمي يجب أن ننتبه له,في أمن الفرد والمصطلحات العالمية التي تستعمل ضدنا,في أروقة الأعلام العالمي والقرارات,وهو انه لم يتم قياس تأثير ديموقراطية التكنولوجيا في العالم مقارنة بكلمة الديموقراطية المتعارف عليها عالمياً.
لذا أقترح أن يعاد صياغة مؤشراتْ الحريات العالمية كقياس بمؤشر جديد وهو التكنولوجيا.
فالديمواقراطية الأسلامية هي التي تفرض نفسها اليوم على الساحة بكل شفافية وسهولة في القراءة مع توضيح كلمة الأمن الأعلامي ,وما أدراك ما الأمن الأعلامي:
لا للصحافة الصفراء, ولا للصحافة الحمراء ,لا لصحافة التأجيج والطائفية,نعم لصحافة الحرية التي تنتهي عند أبتداء حرية الآخر.
بسلاسة ووضوح الأمن الفكري الأعلامي هو متلازمة جديدة تسمى بظاهرة :
"حرية اعلام التنفس الأصطناعي" .
فالمهم اليوم القراءة ,والكتابة ,ونشر وثائق جديدة,ومركز لرصد مؤشر ما يسمى بديموقراطية الشعوب قياساً بمساحة الحريات في قنوات التواصل الأجتماعي لندخل عالم العولمة ,ونغيير النمط القديم والمؤشر الأستبدادي الذي كان يقاس على الأرض فقط وليس فوق الغيوم.
ديموقراطية التكنولوجيا عنوان المستقبل والحاضر فلنعطة مؤشر جديد وقاعدة رصدٍ لنأخذ مكاننا العالمي في الأمن الفكري والأعلامي.
أن الأمن الفكري والفضائي جزأٌ لايتجزأْ من الأمن القومي ,والأعلام هو أكبر مؤشر رصد لأسهم الفكر العالمي.
فَأحدى هذه المؤشرات أيضاً الأختراقات والتهكير لكثير من الأجهزة ,والمؤسسات الخاصة والعامة,وهذا أيضاً مؤشرٌ قوي بأن الأمن الفكري والمعلوماتي يجب أن يَرقىَ الى مستوى ومؤشر جديد ,يناسب القرن الجديد الذي يعيش في منطقة فضائية كونية,قياساً بالأمن الأرضي الذي اصبح متصلاً اتصالاً شديداً وكبيراً "بالأمنْ السيبراني" الذي يعتبر سلاحاً استراتجياً بيد الحكومات والأفراد .
ديموقراطية التكنولوجيا قد قفزت في القرن الواحد والعشرون قفزةً هائلة لتصبح عالماً لا يمكن تجاهلة ,لأنه أصبح صيغة وهوية للحروب ,والهجوم ,والنصر ,والسلام لذا يجب ان نعد العدة ونعيد صياغة كل وسائل الدفاع لنجعلها قاعدةً مبسطةً لليوم ومسْتقبل الأجيال.
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية