Monday, 28 December 2009

فوبيا

«فوبيا» هو مصطلح نفسي معناه الخوف والهلع الشديد من أي شيء يخافه المريض، وأقول هنا: إننا قد أصبح لدينا في جدة فوبيا جماعية من سحابة أو غيمة أو مطرة ، فعند الساعة الواحدة ظهرا من يوم الثلاثاء الماضي تلبدت السماء ببعض الغيوم ، وتلقيت اتصالا من ابنتي التي تدرس في جامعة دار الحكمة في جنوب جدة وهي في حالة يرثى لها تطلب مني إرسال السيارة حيث إن مسؤولة قد أثارت الهلع في الجامعة مشكورة بالنداء العاجل المبني على اتصالها بقوات الدفاع المدني للبنات بأن يتجمهرن في وسط الجامعة مع ندائها العاجل عبر الميكرفون بالاستغاثة لله سبحانه وتعالى والتهليل والتكبير بأن الله لا يغرقهن وينجيهن من هذه المطرة ، مما أثار الهلع والفوبيا لدى البنات والهيئة التعليمية ، ودبت الفوضى في أرجاء الجامعة ، وأصبح الجميع بما فيهم الأهالي خائفين جزعين مما سيأتي، أهكذا نريد أن نقود الأزمة؟ ألم تفكر المسؤولة بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، وأنه يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ، أم أصبح كبيرنا قبل صغيرنا لديه فوبيا الأقدار والحاصل لا محال بالمقابل فإن بناتي الأخريات في مدارس دار الفكر والمدرسة لا تبعد بضعة أمتار عن الجامعة قد تعاملت المديرة بكل بساطة وهدوء مع سحابة المطر التي لم يهطل المطر منها إلا الساعة العاشرة مساء ولم تصرف البنات إلا عند مهاتفة أمهاتهن وذلك على أثر الهلع الذي أصاب المسؤولة في دار الحكمة ، حيث إن معظم البنات لديهن أخوات في الجامعة.إننا في أول فصل الشتاء ومن الطبيعي أن الطقس سيكون ممطرا في هذه الأوقات ككل سنة، وهنا أتساءل ماذا سنفعل؟ وماذا ستفعل مسؤولة دار الحكمة ؟ هل ستغلق أبوابها كما فعلت بعد السيول لمدة أسبوع ، فبعد أن رجع الطلاب إلى مدارسهم قررت الجامعة أن تؤجل الدراسة أسبوعا احتسابا لأي مطرة ، فقد أصبح لدينا فوبيا المطر ، أهذا من قلة الإيمان أم أصبح الموت لدينا خوفا بما سننتظره ما بعد رحلتنا القصيرة في هذه الدنيا ، أم أصبحت حياتنا فوبيا بحد ذاتها، فأصبحنا نخاف الموت، والحياة، وأصبح لدى شبابنا فوبيا التعليم ، أصبح لدينا فوبيا الحقيقة ، فصرنا نختبئ تحت غطاء الدين لكي لا نواجه فوبيا الدنيا .مدارسنا وجامعاتنا أصبح بعضها لا يسير سيرا صحيحا ، وأصبح لدينا فوبيا مواجهة الحقيقة، وأصبح لدينا فوبيا المواجهة، فالكل يحاول أن يتنصل من مواجهة أن الدين هو الحياة ، والمنهج الذي نتبعه في حياتنا هو ما زرعه الغرب في عقولنا بأن كل ما هو دينيّ هو إرهابي وأصبح لدينا فوبيا الدين، فلا صلاة للشباب ولا إنابة للكبار، فها هي حياتنا نعيشها ويعيشها أبناؤنا تحت أنظارنا ، فوبيا الدين والإنسانية، فأصبح الجميع إلاّ من رحم ربي يبتعد عن الدين كأنه وحش سينقض على كل ما نحبه ونشتهيه، حتى العلم لم يسلم من فوبيا الدين ، فهناك مواد وكتب تخدش الحياء ، ومصطلحات وأفكار تناقض تعاليمنا الإسلامية والإنسانية والدينية التي تربت عليها أجيال الصلاح، وكانت بها نصرة الأمة، أما شبابنا وفوبيا العلم فحدث ولا حرج، فها نحن ننحدر من قمة الجبل رويدا رويداً أمام أعيننا ولا نبصر ، ونفسر الدين الذي اصطفاه الله عن سائر الأديان لنا، بما يخدم مصالحنا، ونجعله رداء نلبسه عند اللزوم ونخلعه تحت غطاء الليل.أصبح لدينا فوبيا الفقر، والعوز، ألم نفكر أن الله بيده مقادير الرزق، والفقر؟ أصبح لدينا فوبيا الألقاب ، فقد تجزع وتخاف إن لم تصبح وزيرا أو شيخا، أو نتصدر قائمة فوربس للأغنياء، وأصبح لدينا فوبيا الفوبيا لكل ما لا نحبه أو نرضاه أو يوافق أهواءنا، إن العمى ليس عمى العيون بل هو عمى القلوب.الفوبيا أصبحت في حياتنا واقعا ملموسا ، يتلمس كل جوانب حياتنا ، أفبعد كل هذا نتظاهر أمام العالم أننا ما زلنا أصحاب رسالة ، والدنيا كلها تنظر إلينا بأننا منافقون نقول ما لا نفعل، فسدت عقولنا وأفسدها بعض المسؤولين عن حمايتنا من بعد الله، فلم يعد لدينا ثقة لا في إعلام ولا في وعود، إلا من قل إدراكه وغفل قلبه ويريد أن يصدق ويتعلق بأمل كالسراب، إنسانية الإنسان هي صدق طلبه وعمله وسريرته، واتكاله على الله في سائر أعماله، فأين نحن من هذا ؟
همسة الأسبوع:إذا يئست من الدنيا، فلا تيأس من الخالق، وإن كنت وحيدا، فأجعل ربك مؤنسا لك، وتوكل على الله في كل أمورك، واجعل الإيمان رفيق دربك وصديق وحشتك، واستعن بالله أينما اتجهت، وخف الله كأنك تراه ، ولا تخش الناس بأن يضروك واحفظ ربك يحفظك.

Monday, 21 December 2009

الحقيقة

الحقيقة في بلدنا خيال، والخيال في وطننا حقيقة، وواقعنا سراب نغني له كما غنت أم كلثوم الأطلال، عبر الشبكة العنكبوتية تتسلل آراء وخواطر بدون قيود أو رقيب، لذا عند كل رسالة أتلقاها عبر بريدي الإلكتروني الخاص بالقرّاء، أتشرب أفكار القراء، وأستنبط منها أحوالهم وداءهم وعللهم، كما يفحص الطبيب مريضه بدقة وعناية؛ ليعرف موضع الداء ويصف الدواء، ومن أهم العلل التي وجدتها لدى قرائي أن كلاً يقرأ ويفهم على طريقته، وكلاً يجاوب على طريقته، فعند كل مقال أرى مَن يفهم كلماتي ورسالتي، وأقرأ أحيانًا كلمات تنم عن بغض وحسد وعداوة، فلم يروا إلاّ الاسم، ولم يفطنوا إلى المعنى، فإنني إنسانة مثل كل الناس، وأنثى ككل الإناث، وأرى قضية وطني مثل أي مواطنة، ولدي انتماء وطني لله ثم مليكي والوطن، كما أنني لا أمت بصلة للنظرة التقليدية المتصلبة، بأننا أغنياء متسلطون، محددو الإدراك والشعور والانتماء، فنحن مثل كل الأسر الحاكمة وغير الحاكمة في العالم، منا الغني، ومنا البسيط، والمتعلم والمثقف، والأميّ والجاهل، كما لدى كثير منا أدوار يلعبها في المجتمع بدون تسليط الأضواء علينا، كما عهدنا في إعلامنا عن هذا أو ذاك، وتسليط الأضواء على أصحاب التبرعات والجمعيات، وأصحاب البنوك، والأسر المعروفة، والناشطين اجتماعيًّا، فمنا مَن يعمل بهدوء تحت جنح الليل، بدون ضجة ولا ضوضاء، ومع ذلك لم نسلم من «الخير يخص والشر يعم»، فالكثير من الأمراء يعملون كأطباء واستشاريين وعلماء، وبالأعمال الحرة والصناعية، والأعمال الإنسانية والاجتماعية والفنية، ولكن من غير الظهور الإعلامي والاجتماعي المكثف، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم أن صدقة السر أفضل من صدقة العلن، وعمل الخير تحت جنح الليل أفضل من المجاهرة بعمل الخير، ووضع الإعلانات في الصحف واللقاءات التلفزيونية كما في دولنا والدول الأخرى، فإنني عبر هذه الزاوية أتوجه لكل رجل وامرأة في هذا الوطن أن ينظر إلى هذه الأسرة ككيان واحد في حلل مختلفة، ورجال ونساء مختلفة أدوارهم وأسماؤهم وسماتهم، فليس من الإنصاف أن نتهم الطبيب بعدم معرفة المرض وآثاره إن لم يُبتلَ به أو يُصاب به، وليس من الإنصاف لأنفسنا أن نكره الطبيب لمجرد تشخيصه مرضنا، وليس من الإنصاف أن نطلب من الطبيب أن يداوينا إذا لم نرد الشفاء، ولا من الإنصاف من المريض أن يشكك في نزاهة الطبيب إن لم يرد أن يأخذ الدواء. فمَن نظر في عيوب غيره فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك هو الأحمق بعينه، فكم من صور نشرت في الصحف عن المتطوعين في سيول جدة وغيرها من الأزمات في بلادنا، رأيت فيها أخواتي وإخواني، وأبناء وبنات عمي، وبنات وأبناء أخواتي وإخواني يعملون بصمت بدون طلب ذكر أسمائهم في الإعلام، وكم من الآخرين كانوا مشغولين في الملتقيات، والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية وأخبارهم في الصحف اليومية، فمَن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، فإن كان كل إنسان سينتظر الآخر دائمًا لإصلاح نفسه فقد فسدت الدنيا، وإن كان الآخر سينظر دائمًا بعين واحدة وجهة واحدة للمشكلة فلن نفوز.الحقيقة في بلادنا خديعة كبرى، واسم تجاري لإعلان صحافي، الحقيقة في مجتمعنا أقنعة نرتديها عندما نريد، ونبدلها عندما نريد، الحقيقة في حياتنا ما يعجبنا، الحقيقة في واقعنا قصة جميلة أسطورية نحاول أن نعيشها، والخيال في عيشتنا قصة ننسج خيوطها لتصبح كخيوط العنكبوت متشابكة، من الصعب عزلها عن الحقيقة، فباسم الحقيقة أطالب بحريتنا من العقول المتلبدة بغيوم أعمتها عن الحقيقة وأتساءل:أين ذهبت أوامر الملك من المساعدات؟
أين تطبيق أوامر الملك على «كائنًا مَن كان»؟كيف نصل إلى هذه الحالة المتردية، وأوامر مليكنا واضحة؟
كيف نحتاج إلى مساعدات الأفراد، ولم يقصر ولي الأمر بأوامره بصرف كل ما تحتاج الأسر والأفراد والمشاريع؟
أسئلة ولكن لا ننتظر الإجابة!
والنفس تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من معاديهاعيناك دلتا عيني على
أشياء لولا هما ما كنت أدريها
همسة الأسبوع:عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:المرء في زمن الاقبال كالشجرة وحولها الناس مادامت بها الثمرةحتى اذا ما عرت من حملها انصرفواعنها عقوقًا وقد كانوا بها بررة وحاولوا قطعها من بعدما شفقوا دهرًا عليها من الأرياح والغبرة قلّت مروءات أهل الأرض كلهمإ لاّ الأقل فليس العشر من عشرة لا تحمدن امرأ حتى تجرّبه فربما لم يوافق خبره خبره

Monday, 14 December 2009

عودة وطن

مبتسما، هكذا عهدناك يا سلطان الخير، متفائلا ، هكذا عودتنا إنسانا قبل أن تكون أميراً، وعبر زاويتي الصغيرة هذه التي لم اعتد أن أكون فيها مادحة بل مرآة للحقيقة كيفما كانت، أوجه تحياتي وسعادتي ، ولا أخفي فرحي الذي هو فرح وسعادة كل أسرة سعودية، وكل يتيم ، وكل أرملة، لعودتك بالسلامة، عندما غبت عنا انتظرناك رافعين أكف الضراعة إلى الله تعالى في كل صلاة أن يعيدك بالسلامة إلى أرض الوطن، فأنت وطن بحد ذاتك، فكما يحن الإنسان إلى وطنه في الغربة، كنا نحن إليك، فالمحتاجون والفقراء والمساكين وذوو القربى ، وكل من طرق بابك مرارا وتكرارا ، فلم ترده وكنت عونا لهم في السر والعلانية، اشتاقوا إليك أيضا في سرهم وعلانيتهم.سلطان الإنسان قلما يعرفك الناس، وقلما عرفك الإعلام ، وقلما عرفك المقربون فكيف بالبعيدين عنك، وهنا لا أكتب عن سيدي سمو ولي العهد أو النائب الأول أو وزير الدفاع ، أو عن أحد أولاد عبدالعزيز أو عن صاحب السمو الملكي وكلها ألقاب تشرفت بك، بل أكتب عن «سلطان» الإنسان الذي يقف وراء هذه الألقاب ، أبحث عن الرجل وراء هذه المسؤوليات ، فقد كتبوا كثيرا عنك وعن مناصبك ، وعن أدوارك وأفعالك، ونثروا الشعر بين أياديك البيضاء، وكُتبت المقالات مشيدة بإنجازاتك ، ولكن قلما لمح كاتب أو شاعر لملامح الإنسان داخلك، لم يتلمس أحد سمت شبل الجزيرة، ولا الحب الذي سكنك فلامس قلوبنا دون وسيط، ودون زيف أو رياء، مواقفك ليست فقط مواقف أمير نبيل يمن على هذا أو ذاك، ولكنه نبل الإنسانية في أروع معانيها مجسدة في لمساتك الحانية وشفقة قلبك المحب لفعل الخير ، لن أقدمك، وحاشا أن أصفك وصف المرائين ، ولا وصف المنافقين ، ولن أخلع عليك ما ليس فيك من صفات، ولكن قلبي تختلجه أحاسيس تعجز الكلمات عن وصفها ، ولا أستطيع أن أخطها بقلمي ، ولا ارسمها بريشة ابنتي ولا أعبر عنها بصوت ابني، ولكن بكفين أني أرفعهما في وقت القبول عند الضحى والليل إذا سجى،بأن يبقى سلطان الإنسان هو ما دام الدهر معينا، سلطان الحكمة والدفاع وولي العهد لملك الإنسانية . عسى الله أن يجمع أبناء الملك عبدالعزيز ولا يشتتهم ما دامت الإنسانية، على فعل الخيرات ، ووقفة إجلال وتقدير إلى الأخوة الصادقة من الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي رافق أخاه وشد أزره ، وكان مثالا وقدوة لنا في مفهوم الأخوة والقوة، والصبر والمؤازرة.عودتكم للوطن فرحة وطن، بل أنتم وطن عاد لنا، لكل من عرف وجهكم الإنساني بعيدا عن السلطة والحكم والميزان.وبالرغم من كل مآسينا وحزننا على أهلنا وجنودنا وأطفالنا ونسائنا ، كعادتك تعود لترسم البسمة على شفاهنا كشعاع شمس أو ضوء قمر.فأهلا بكم يا وطن، أهلا بكم في الوطن، أدامكم الله للمليك والوطن ذخراً وعزاً، أدام الله الأيادي الحنونة التي يلجأ لها كل بائس، ومريض ومحتاج، أهلا بك يا سلطان الخير «المبتسم» دائما، وبأخيك سلمان القوة والنشامة والشموخ.اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا منتصرا على كل من يريد أن يغير النعم، اللهم أنت وليت عبدالعزيز وأولاده علينا فاجعلهم ذخراً وعزاً لنا، وانتصر لنا من كل عدو أو باغٍ أو طاغٍ ومفسد، اللهم لا تغير علينا، ولا تخذلنا بعد أن قويتنا وانصر ولاة أمورنا على كل مفسد وفاسد ولا تجعل بأسنا بيننا .واللهم اجعل سلطان بن عبد العزيز لمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، دعوة موسى لرب العزة والجلال بأن يجعل أخاه وزيرا له وبأن يشدد به أزره.
همسة الأسبوع:
وعن الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب
« السلام على رسول الله وآل بيته وصحبه الكرام: «خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، خير الناس أكثرهم خدمة للناس».»إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن ، وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمر إلا بأصول، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب».

Monday, 7 December 2009

ثورة شعب

نداء عاجل إلى أبناء وبنات الوطن، نداء عاجل إلى شبابنا، نداء عاجل إلى مجتمعنا، قد كتب الناصحون، وجفت الأقلام، واستنفدت كل القدرات ، وصمتت العقول، ألم يناد المصلحون بالصحوة الدينية؟ ألم يحذروا من التنبيهات الإلهية؟ ألم يصرخوا؟ ألم يكتبوا؟ ألم ينصحوا؟ ولكن لا حياة لمن تنادي، قلمي يكتب للجميع، ولا يخاف إلا خالقه، عندما أوجه ندائي للمسؤولين، الكل يصفق ويشجع، وعندما أوجه قلمي للتنبيه ، وحالتنا الإيمانية المزرية ، فلا ألقى إلا القليل من الردود، هنا وهناك . انتفض أيها الشعب على تقاليد الجاهلية، ثوروا أيها الشباب ولتكن لكم غيرة على وطنكم، وليس على مقامكم الاجتماعي، وحسابكم البنكي، لن يُبنى الوطن إلا بسواعد شبابه، ولن يستقيم الوضع إلا بجهود أبنائه، ألم يحن الوقت أيها الوطن أن نستغني عن الأجنبي، ونأخذ مكانه، ولو كان حفر الشوارع ، أو إزالة الأذى عنها، أو وضع حجر على حجر في بيوت وطنكم . هذه هي النتيجة الحتمية لاستعلائنا على الوظائف الدونية وإعطائها للأجنبي، للهنود والفلبينيين والباكستانيين وغيرهم من الجنسيات الفقيرة وغير الفقيرة، انهيار بنياننا من أساسه، فقد بدأ الصندوق يفتح، وبدأ السوس والدود ينتشر من هذا الصندوق أمام الجميع وتحت أنظار العالم، صندوقنا مليء بالعفن الاجتماعي والفساد الإداري ، والانحلال الأخلاقي. ألم يكن السلف يحتطبون؟ وألم يكن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم راعي غنم ؟ ألم يكن داوود عليه السلام حدادا؟ ألم يكن زكريا عليه السلام نجارا؟ أفنسي مجتمعنا عهدا قريبا من جهود أجدادنا في بناء الوطن في كل المهن بدون استحياء وكبر؟ ألم نصل إلى الصين بفضل أبناء الوطن؟ والغيرة الدينية والتقوى والإيمان واليقين؟ ألم يكن محمد بن عبد الله صلاة الله وسلامه عليه أسوة لنا؟ كفانا إلقاء اللوم على الآخرين في مآسينا لأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا له من فساد إلا من «أنا ومن بعدي الطوفان». فها هو الطوفان ينتظرنا على أبوابنا، وقد تخطى أبواب غيرنا، ها هي الزلازل ها هي الأوبئة تحاصرنا من كل جانب. ألم يحن وقت ثورة شعب على التقاليد؟ ثورة شعب من غياهب ممرات العولمة والرأسمالية العمياء؟ ألم يحن وقت صحوة الآباء والأمهات ليربوا أولادهم وينقذوا أنفسهم ومجتمعهم من تربية بنيت على تراث وليس على دين؟ ألم يحن للأغنياء أن يزوجوا أولادهم وبناتهم من الفقراء لتساعد طبقة الطبقة الأخرى لتتوازن الأمور، وترجع إلى نصابها ويكون المرء بعون أخيه. ألم يحن لبناتنا وأمهاتهن ألا ينظرن إلى مهنة الرجل بل إلى أخلاقه؟ ألم يحن للآباء أن يختاروا لأبنائهم بنات شابات بغض النظر عن دخلهن أو قبيلتهن بل إلى دينهن؟ ألم يحن لشبابنا أن يشمروا عن سواعدهم ليأخذوا أعمال ووظائف وطننا مهما بلغت أجورها وتدنى مستواها وليثبتوا أنهم على قدر المسؤولية والاتزام والمثابرة للوصول ودخول معترك الحياة بكل معانيها وتحدياتها متسلحين بدينهم وسنة نبيهم؟ ألم يحن وقت الاستيقاظ والصحوة وللجميع من مسؤول وتابع ومتبوع؟ فها هي دول عظمى ومجاورة تنهار أمام أعيننا الواحدة تلو الأخرى من الفساد وسوء الإدارة ألن نتعظ ؟ فلتكن ثورتنا ثورة شعب على تقاليد بالية ، وعلى عولمة فاسدة، وعلى علم لا ينفع، وعلى بطن لا يشبع، وعلى منصب ، واسم بلا فعل، فلتكن ثورتنا صحوة لنا على كل من ينادي ويفتي بغير علم ، وعلى كل فاسد ومفسد، فلتكن ثورتنا على كل فساد أخلاقي استشرى في جسد أمتنا ، فأتتنا آيات ربنا ، وكنا عنها معرضين، فلنغير ما بأنفسنا ، وتقاليدنا وجهلنا واستعلائنا على تعاليم ديننا قبل أن نصبح مثل قوم عاد وثمود، فها هي الكوارث تحيط بنا من كل جانب من فساد وأمراض وفيضانات وسيول وزلازل وحروب ، ماذا ننتظر بعد هذا؟إنما الأمم الأخلاق ما بقيتفان همو ذهبت أخلاقهم ذهبواأوجه ندائي إلى وطني ، أوجه ندائي إلى شعب، أوجه ندائي إلى كل من يسمع أو لا يسمع، اصحوا قبل فوات الأوان!
همسة الأسبوع(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد:11
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
:» عليك بالصدق وإن قتلك».

Monday, 30 November 2009

وانهارت جدة في نقطة بحر

لم أتفاجأ عند نزول أول قطرات من المطر في يوم عرفة عن الأخبار التي توالت عليّ من قبل أصدقاء ومعارف في جنوب جدة من الوضع المأساوي الذي تفاجأ به كل من يقطن تلك المناطق وخاصة منطقة الجامعة ، فكما كتبت قبل أسبوعين في مقال وجهت به رسالة إلى صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية من خطورة الوضع في هذه المدينة التي تعد من أقدم المدن الساحلية في المنطقة وبوابة الحرمين ، فقد طالعتنا الصحف في اليوم التالي بصور وأخبار عن عدد الوفيات والأضرار التي كانت حصيلة «مطرة» وسقيا رحمة، والتي من المفترض أن لا تكون سقيا عذاب، لو كان وضع أمانتنا ومسؤولينا على قدر من الوعي والتخطيط ، وتصليح ما كان واضحاً للجميع أنه سيقع، فقد رقعت الأمانة ما تقدر أن ترقعه من الشوارع والجسور، وحاولت جاهدة أن تبدي الوجه المضيء للمسؤولين وولاة الأمور لتخفي كل المآسي التي كان لابد أن تظهر لأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، عدا عن دور الدفاع المدني الذي تأخر في الوصول إلى مواقع الكارثة إلى أكثر من خمس ساعات لعدم توفر التدريب والمعدات لمواجهة هذا الموقف. من هنا أسأل الجميع، ألم يحن لنا أن نستيقظ من أحلامنا الوردية ونطلب مساءلة المسؤولين عن هذه الكارثة ومحاسبتهم بكل شفافية لا أن نختبئ مثل العادة تحت عباءة «الله قدر»، «جاء يومهم» و «إيش نسوي». فنحن نستعمل إيماننا وديننا وإلهنا هنا كغطاء لأخطائنا وليس كإيمان في قلوبنا، بل مخدر لضمائرنا، هل يعقل أن نسكت عن هذه الصور البشعة من فيضانات وجثث متناثرة هنا وهناك، وسيارات بالجملة محطمة ومدمرة، وشوارع يسبح فيها الناس وكأننا في موقع تسونامي أو كاترينا، وما هي إلا «مطرة»، لا تقارن حتى بأخف الأيام مطراً في أي من البلاد المجاورة البائسة، ووفيات وإصابات بالمئات، وما خفي كان أعظم، هل ستمضي هذه الكارثة بدون محاسبة؟ وتكون كغيرها من الملفات التي تركن على الأرشيف لتقضي باقي أيامها كمنظر فوق مكتب المسؤول إلى أن يرثه الذي بعده؟ أم ستكون هذه الكارثة لحظة استيقاظ وصحوة وفعل ومفعول به وجملة فعلية؟ حبستني عبرتي عن أن أعبر عما يجيش في صدري وما يدور في عقلي إلا أنه لم يخني قلمي في التعبير عن خيبة أملي ولن توجد حلول جذرية ملائمة إلا بوقفة صريحة من الجميع مع الجميع لمواجهة أية تضليل أو تقصير من كائن من كان من المسؤولين عن المواطن مباشرة، الذين تهيأت لهم الموارد والمصادر بأن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية والأمانة والتنفيذ ، وليحاسب من يحاسب على مآسي البشر ومعاناتهم، وأرواح ذهبت، وأموال تبخرت مع آمال صغيرة وتطلعات كبيرة لنحو مستقبل يكفل للمواطن آدميته وإنسانيته.همسة الأسبوع{ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}
الآية (72) سورة الأحزاب.

Monday, 23 November 2009

والفجر وليال عشر


بسم الله الرحمن الرحيم، عليه أتوكل، وهو رب العرش العظيم. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله -عز وجل- فيه عبدًا أو أمةً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، يباهي بهم الملائكة، ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي. ألا وإني مستنقذ أناسًا ومستنقذ مني أناس فأقول يا رب أصحابي.. فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. هذا بعض ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الليالي المباركة، وهذا المنسك الذي اختصنا به الله تعالى نحن المسلمين على سائر الأديان، ومباهون به جميع المخلوقات، أن لنا توبة قبل الموت، وغفرانًا قبل اليوم العظيم، فما أعظم رحمتك يا رب بما أكرمت به عبادك المسلمين من بد سائر الأمم. فلننظر إلى واقعنا في هذا القرن، وفي هذه الأيام المباركة التي أمرنا فيها بالصوم، وذكر الله، والأعمال الصالحة زيادة على ما نعمله في سائر الأشهر ما عدا شهر رمضان الذي فيه ليلة مباركة خير من ألف شهر، فكيف إذًا بليالٍ عشرٍ في سورة الفجر، وسورة كاملة عن الحج ومناسكه، وانه أحد أهم الأركان في الإسلام، كيف نقضي أيامنا؟ كيف يقضي شبابنا أيامه؟ كيف تقضي العوائل ساعاتها؟ فقد نظرت إلى مَن حولي، وسألت أولادي، وبحثتُ في مكاتب السفر والمطارات، فماذا وجدت؟ وجدت مجتمعًا بغض النظر عن طبقاته، انشغلوا بتنظيم جداول السفر إلى أرجاء المعمورة، كل حسب مقدرته، فالغني يذهب إلى أوروبا وأمريكا، وصاحب الحالة المتوسطة يذهب إلى سوريا وتركيا ولبنان والمغرب العربي، وهكذا كل حسب مقدرته،أمّا الذين لم يسافروا فمشغولون بحفلات الزواج والحفلات وجلسات المقاهي والمطاعم التي تمتد جلستها حتى صلاة الفجر. أين الذكر، وقراءة القرآن، والصوم منا؟ أين الخشوع والتوبة والغفران، وصلة الرحم في هذه الأيام الفضيلة؟ أين الإحساس الرحيم بيننا؟ أين الحرام والحلال؟ أين حرمة هذا الشهر وهذه الأيام الفضيلة؟ أين الخوف من الله؟ أين الجنة والنار؟ أين نحن من سنة نبينا؟ فالكل لاهٍ، كل في دنياه، فلا خشوع ولا عبادة، ولا قيمة لهذه الليالي العشر إلاّ للحاج، أمّا في جميع بقاع العالم، فتقام حفلات الغناء، ويتسابقون على شراء بطاقاتها، عوضًا عن جلسات الذكر، ويحجزون في أفضل المطاعم والفنادق بدلاً عن الصوم والحرمان، فالكل بغض النظر عن الطبقة قد اختلفت معاني هذه الليالي العشر، واختلت الموازين، وقل الاعتبار والتدبر، فقد ضللنا الطريق إلاّ من رحم ربي، أين النور؟ وأين سيقودنا طريقنا؟ ألم يبيّن لنا نبينا صلى الله عليه وسلم على مَن ستقوم عليه الساعة؟ ألم يحذرنا من هذا الزمان؟ ألم يقل القابض على دينه كالقابض على جمر؟ ألم ينذرنا؟ ألم ينصحنا؟ أم أصبحنا ممّن قال الله تعالى عنهم: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) [الحج:53] اللهم اجعلنا وأمة محمد من الذين قال الله تعالى لهم: (يا أيُّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). [الحج:76]،

ومَن قال الله عنهم: (هم لأماناتهم وعهدهم راعون) [المؤمنون:8]

فاللهم اجعلنا منهم، وأدم علينا نعمة الإيمان، واهدِ ضالنا، واشف مريضنا، وارحم موتانا، واغنِ فقيرنا، واحمِ ولاة أمرنا، واجعلنا ممّن يقيم حدود الله بمعانيها التامة، ولا تضلنا بعد إذ هديتنا، واغفر لنا ولجميع المؤمنين في هذه الليالي المباركة، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
همسة الأسبوع: كل عام وأمة محمد بخير.

Monday, 16 November 2009

الثقة الملكية والملفات الساخنة


كما في كل التعيينات الملكية، نبحث دائمًا عن الرجل وراء الثقة الملكية؛ فها قد أصبح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزيرًا للشؤون القروية والبلدية. فلننظر إلى سيرته الذاتية: فسمو الوزير يحمل شهادة دكتوراة من الولايات المتحدة في الإدارة العامة، كما أنه أكاديمي وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وله عدة بحوث في الإدارات الحكومية، كما أن له خبرة في الوزارة المعنية منذ 14/2/1427هـ. ولننظر لواقع البلديات والأمانات في وطننا: واقع مؤلم، عشوائية، استقلالية تامة عن الوزارة، حيث كل أمين ينظر إلى نفسه على أنه هو المسؤول الأول والأخير.وما هو جلي للعين المجردة وواقع حقيقي “بدون نظارات” لواقع إداراتهم للمدن والقرى والهجر. فللمثال مدينة جدة التي أسكن فيها، واضطر إلى التجوال بسيارتي في شوارعها «حيث إنني لا أملك طائرة هليكوبتر»، فلا يوجد شبر في شوارع جدة إلاّ وهو ضمن مشروع السفلتة أو التكسير أو تصليح حفر بحفْر حفرة أكبر! «أو مشروع جسر، لا نحتاج إليه أصلاً»، إلاّ لعرقلة السير، وصرف الأموال في مشاريع لتغطية الحالة المأسوية المزرية التي وصلت إليها بوابة الحرمين الشريفين. ناهيك عن القصة الأبدية للبنية التحتية: من مجارٍ، مياه، وكهرباء، وتشابك في الخطوط، «يصعب أن أحصر في هذه السطور نوعية الخطوط من كثرتها». عدا الخطط العشوائية للمساكن والمتاجر والشركات، ناهيك عن الشروط المستعصية للمقاولين، وعدم وجود الكفاءات المختصة، والخدمات العالية الجودة مقارنة بالأموال الضخمة التي ترصد لهذه الأمانات. فأين تذهب هذه الأموال مع ما نراه من خراب؟ وبدون مبالغة في كل شارع وحارة. فالجرائد مليئة بالصور والمشاكل التي لم تعد تخفى على أحد. أليس أولى بنا أن نصلح أحياءنا وشوارعنا قبل البدء بأي مشروع لتطوير المناطق في جدة؟ وهي ترزح تحت وطأة مشاكل رئيسية في البنية التحتية؟ ممّا يضر بالمواطن بشكل أساسي ورئيسي حتى طالت صحتنا، فها هي بحيرة الأربعين لم تحل مشاكلها إلى الآن، مع أنه رصد لحل هذه المشكلة مئات الملايين عبر ولاية أمناء جدة على التوالي، ناهيك عن الروائح التي تزكم أنوفنا حال خروجنا من بيوتنا، لنختنق من الأبخرة السامة التي تصدرها، والتلوث الذي نعانيه في كل زاوية من جدة، هذه ما هي إلاّ نقطة في بحر من المشاكل التي تعانيها مدينة جدة، التي يصل إلى مطارها «المجهز الممتاز، الراقي بخدماته!» ملايين من الحجاج والمعتمرين سنويًّا، ونحن نراهم يفترشون الأراضي الطاهرة عند سفرهم من «حسن التنسيق والتدبير»!.نحن مشغولون بمن سيفوز بانتخابات البلدية، ويسطع نجمه في الإعلام والمجتمع، غاضين النظر عمّا سيقدمه لهذه البلدية من خدمات، تساعد في حل بعض “وأقول بعض” لأن مشاكلنا لا تُحصى ولا تُعد. ولا أقدر أن أحصر في هذه السطور القليلة ما يعانيه المواطن من الأمناء والبلديات في كافة مناطق المملكة.ماذا نريد من سمو الدكتور، الأمير، الوزير؟ لقب ثلاثي القوة، فلتكن قوتك يا سمو الوزير في الإصلاح ثلاثية الأبعاد، فإنك من الكفاءات الشابة القليلة في بلادنا التي تملك الصلاحيات لتجعل التغيير والإصلاح واقعًا ملموسًا.لذا نطلب من الله ثم منكم تفعيل دور الوزارة لتصبح وزارة للتنسيق بين الجهات المختلفة لخلق مناخ عام لندخل بها عالمًا مطورًا، مهيأ لاستقبال هذا القرن من مستوى راق بالمعيشة، ونوعية المواصلات، ونوعية الحياة في مدننا. ففي السنوات الأخيرة أصبح الجميع يبحث عن المدن التي تقدم خدمات واتصالات وتقنيات راقية والتسهيلات لرجال الأعمال، والمدن التي توفر الوقت والجهد بتقليص الروتين، والبلد التي تجعل حياة مواطنيها سهلة ومريحة ومنتجة في الوقت نفسه.ملفات ساخنة كثيرة تنتظرك أيُّها الدكتور، وأماني المواطنين تنتظر من الله ثم منك الحلول، والحزم ، والقرارات الصعبة، فالثقة الملكية في محلها، والشخص المناسب موجود في المكان المناسب، لذا آمالنا كثيرة، وثقتنا في الله ثم فيك كبيرة.همسة الأسبوع:عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم إلى الغد، والأمانة ألا تخالف سريرة علانية، واتقوا الله عز وجل، فإنما التقوى بالتوقيَ، ومن يتق الله يقه»

.كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن.

Monday, 9 November 2009

صرخة رجل مع وافر تحياته

وردتني على بريدي الإلكتروني رسالة من أحد المحامين في منطقة مكة المكرمة، فحواها ما يلي: «من متابعتي كتاباتكِ لمستُ مدى اهتمامكِ بالشأن العام، لذا ولكونكِ في المقام الأول سيدة تشعر معاناة المرأة، وللتأثير الإيجابي الذي يحدثه قلمكِ في تناوله لمواضيع تهم شريحة مهمة في مجتمعنا، استسمحكِ في إشراكك في هاجس يلحُّ عليَّ منذ فترة طويلة يتجسد في العمل وفي شكل جماعي على إيجاد وسيلة تكفل إنصاف وحفظ كرامة المرأة التي تضطرها ظروفها للجوء إلى المحاكم وأقسام الشرطة للحصول على حقوقها. ولكِ يا سيدتي أن تتصوّري حجم معاناة امرأة مطلّقة انحصر أملها في الحياة أن ترى أبناءها الذين حرمت من رؤيتهم بقرار ظالم من طليقها لمدة قاربت الأربعة أعوام، أو امرأة أخرى تعود مع أبنائها من الإجازة لتفاجئ بمنع زوجها لها من الدخول لمنزلها مبررًا لأفراد الدورية الذين استنجدت بهم فعلته هذه بكونه قد قام بتطليقها! ولا تجد إنصافًا لا من المحكمة، ولا حتى من جمعية حقوق الإنسان، ولتلافي المزيد من الإطالة سأكتفي بنهاية الحالتين مع الإشارة إلى ما تتعرض له السيدات من تحرشات ومضايقات من بعض ضعاف النفوس في المحاكم وأقسام الشرطة ومساومتهن لإنجاز معاملتهن دون وازع من دين أو ضمير، أسف للإطالة، ولكن آمل في تبنيكِ لهذا الموضوع، والأثر الإيجابي الذي سيحدثه طرحكِ له، وتقبلي وافر تحياتي» أخوك: خ.أ.ومنذ أن بدأت الكتابة عن جمعية حماية، وأنا أتلقى عشرات من الرسائل المحزنة، والمأساوية، وما هذا إلاّ نقطة في بحر. ما الذي أوصلنا كمجتمع مسلم على أرضه منبع النبوة والحرمين الشريفين لهذه الحالة المتردية؟ ما هي الحلول؟ توجد جوانب كثيرة لهذا الموضوع لابد أن نتطرّق إليها، ونضع أسس وقوانين رادعة، ونسخر أجهزة حكومية وشرعية لدعم مشاريع الإصلاح الذي بدأها خادم الحرمين الشريفين -كان الله بعونه- فعلى سبيل المثال فلماذا لا ينصهر جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليصبح جهازًا حكوميًّا تحت لواء وزارة الداخلية بقوانين وأهداف تخدم المستضعفين، وتحد من تسلّط الجبارين داخل إطار رسمي، وبجهاز مدرب في كليات الشريعة تحت مسمّى بكالوريوس في علم تطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن فعاليات الوزارات الاجتماعية والقضائية لتفعيل حل مشاكل المرأة، والأخذ بيدها، ونصرة المظلوم والمظلومة حسب الشريعة، خلافًا للذي متبع من تتبّع أخطاء النساء والرجال وحلها بطريقة عشوائية بدون أنظمة محددة قانونية شرعية، وليفعّل هذا الجهاز ليصبح منظومة داخل وزارة الداخلية لا كجهاز مستقل، هذا ما أراه كأحد الحلول الجذرية لما تعانيه المرأة بشكل عام من اضطهاد، وهضم حقوق، وعنف، ومسيرة حياة، فقد كان السلف يهيئون عساكرهم لضبط الأمن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ضمن جهاز واحد مرجعيته المحاكم ضمن ضوابط شرعية من نصرة مظلوم، أو رد حق، أو ضمان الحقوق التي أمر بها الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم للمسلمين عامة وللمرأة خصوصًا، لأنها ظلمت في وقت الجاهلية، واستُبيح حقها في الأديان الأخرى المحرفة، فجاء الإسلام لينصر المرأة ويضمن لها حقوقها التي أمر الله بها، فلننظر لواقع المرأة في البلاد المجاورة، فها هي الكويت تمنح مواطناتها حق السفر بدون محرم، وحق إصدار البطاقات لهنّ ولأولادهنّ، وحق سفرهن مع أولادهن، وحقوقها العائلية كافة، أليسوا مجتمعًا إسلاميًّا وقبليًّا أيضًا؟ ولكنهم واجهوا حقيقة مجتمعهم الأليم من تجبّر رجال هذا الزمن، وسطوتهم على نسائهم وأولادهم بإذلالهم حتى يعطونهم أمر سفر، أو بطاقة أحوال، أو حتى إذن لدخول المدارس أو المستشفيات، وغيرها من أمور الحياة اللازمة ليعشن مع فلذات أكبادهن بشرف وكرامة، فما أقول إلاّ لا حول ولا قوة إلاّ بالله، وحسبي الله ونعم الوكيل، فإنني أتضرع إلى الله عز وجل أن يقي هذه الأمة شر الفتن ويهدي ولاة أمورنا وعلمائنا لوضع أسس جديدة لمجتمع قد تطور بصورة مذهلة وتحوّل تحولاً جذريًّا لنواكب درء الفتن التي حلّت بديارنا، وأصبحت على أبوابنا، والله الهادي لسواء السبيل.
همسة الأسبوع عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-:
“مَن تفكّر أبصر، قارن أهل الخير تكون منهم، ظلم الضعيف أفحش الظلم. العدل يضع الأمور في نصابها، والجود يخرجها من جهتها، العدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفها وأفضلها”.

Monday, 2 November 2009

أين أنتم؟

أين أنتم أيها الوزراء ؟ أين أنتم من الأمانات التي ألقيت على عاتقكم من قبل ولي الأمر لتنفذوا قوانين وأوامر ملكية تقضي بأن تكفلوا لكل سعودي وسعودية مجالا للعمل في بلد يستولي عليه الأجانب بنسبة 80% من الوظائف . أين دور الوزارات المعنية من وزارة عمل وشؤون اجتماعية تضمن العيش المحترم للمواطن إلى حين إيجاده عملا؟ أين الوزارات المعنية من مشاكل السكن لتوفير مكان آمن يأوي إليه المواطن والمواطنة بعيدا عن استفزاز واستنزاف الآخرين مما لا يملكون أصلا؟ أين أنتم من عمل مواطناتنا كخدم في الدول المجاورة؟ أين أنتم من تسول الأيتام وأمهاتهم في الشوارع وكهولهم في بلد أنعم الله عليه بثروات لا تعد ولا تقدر. أين أنتم من مشاكل التعدي والإغراق بالديون من قبل أناس لم يعد لهم مفر إلا الموت؟ أين أنتم من مشاكل مجتمع أصبح لا يتكلم إلا بالعنف والقوة والسلطة التي لم يأمر الله بها ولا رسوله ولا ولي الأمر ؟ أين أنتم من العاطلين عن العمل التي لم يعد لديهم إلا تصفح الشبكات العنكبوتية وانضمامهم للفئات الإرهابية؟ أين أنتم أيها المسئولون الكرام من الأسواق السوداء التي تباع فيها الفيز والجوازات والإقامات لتفرز أناسا لا نعلم عنهم شيئا ، ولا نستطيع أن نقتفي لهم أثرا؟
أين أنتم من أوامر ولاة الأمر من تنفيذ وإعطاء كل ذي حق حقه؟ أين أنتم من المواطنين الذين يستعطفون الناس ليجدوا سريرا لهم في المستشفيات ؟ أين أنتم من الأوامر الملكية من معالجة كل محتاج وإعلانات الصحف التي تنشر يوميا عن أوامر الملك حفظه الله لضمان حقوق الجميع من مسكن وملبس ودواء؟
أين أنتم من الشباب والشابات الذين لا يجدون مكانا لتسليتهم إلا الشات والجنس والأمل أن يتزوجوا من فارس أو فتاة أحلامهم التي لا يوجد لها واقع بل أجهزة تبث من الكلام ما تقشعر له الأبدان ليواجهوا بعد اتمام القران أنه لا يوجد لهذا الفارس وهذه الفتاة واقع ولا حقيقة ثم الطلاق ، أين أنتم أيها الوالدان من تشرذم أولادكم وبناتكم في محيط عائلة تسهر في الليل وتنام في النهار ولا تعرف أصلا عن مسيرة حياة أولادهم وهمهم الأول والأخير المال ثم المال ثم المقام المحمود من المجتمع؟
لم يبق لدينا إلا أن نتضرع إلى الله تعالى أن يلهم علماءنا وشيوخنا ووزراءنا بما يحاك لنا من ضغائن لتخريب هذا البلد الأمين ولننتبه قبل فوات الأوان لحاضرنا لأنه لا يزال بيدنا لنبني مستقبلا مشرقا لأبنائنا وبناتنا يحاكي زمننا وزمنهم، ولنؤمن لهم أدنى حد من العيش الكريم ليبنوا مستقبلا كريما ومشرفا.
همسة الأسبوع
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن ضاع حمار في الشام لسألني الله عنه
وعن الحسين بن على رضي الله عنه: فسد الزمان ولم يعد إلا رجال خائبون
ذهب الرجال ذوو البصائر والقلوب
ولم يعد إلا رجال ذوو بطون

Monday, 26 October 2009

مناظرة وأمانة وحماية

أما المناظرة فهي يبدو لي أنها بين مقاليّ في الأسبوعين الماضيين عن جمعية حماية وبين المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي، فقد تفضل الأخ فهد الحسيني المحرر في جريدة المدينة في حديث مطول مع معاليه في اليوم التالي لمقالي – يوم الثلاثاء 1ذو القعدة - وعلى صفحة كاملة تحمل صورة الدكتور معبرا عن أن حماية قد غردت بعيدا عن اللجنة التي يرأسها وقد أعرب سعادته عن بعض الملاحظات عن دار حماية بما فيها لقاء الفتيات بممثلين ولاعبي كرة، ورفضها دخول 3 داعيات أرسلن لحث الفتيات على طاعة أسرهن ثم يقول ستصدر مسودة نظام جديدة تضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأسر.وأما الأمانة ، فإنني فور قراءتي لهذا اللقاء اتصلت على المشرفات على دار حماية وهن أكثر المطلعين على ما يجري بالحقيقة والأمانة في هذه الدار، سواء كانت نقطة سلبية أو إيجابية، فأولا لم ينقل لسعادة الدكتور خبر لقاء لاعبي الكرة والممثلين على وجهه الحقيقي بأمانة، فقد تم اللقاء ولكن مع الأطفال المعنفين ، وقد قاموا بتوزيع الهدايا على الأطفال المعنفين في فناء الدار في مبنى الجمعية لرفع معنوياتهم وليس للتحرش بهم، أما الجزء الثاني في العنوان وهو عدم السماح لثلاث داعيات بالدخول ، فهو أيضا خبر لم يبلغ به معاليه بأمانة ، لأنه موضوع يصعب تصديقه أصلا، إلا إذا كانوا قد أرسلوا بدون سابق إنذار وبعد ساعات العمل الرسمية لأنه وكما علمت أن رئيس اللجنة يهمش المسئولات عن الجمعية والدار ولا يتم إعلامهن بأي قرار أو زيارة مع العلم بأن الجمعية والإشراف عليها يكون من مكتب الإشراف النسائي لا الذكوري!أما مضمون اللقاء ككل على لسان سعادة الدكتور المسؤول مباشرة عن لجنة الحماية الاجتماعية، إنما يدل على عدم إلمامه بموضوع العنف الأسري وطرق علاجه. فإن من خصائص المعنف التظاهر بالخنوع والاستجابة لجميع ما يطلب منه عند اكتشافه، ثم عندما ينفرد بالضحية يبدأ بالانتقام . فكيف نطلب صدور قوانين بعدم التدخل في الشؤون الأسرية وهي المبدأ الأساسي لمحاربة العنف داخل الأسرة ، فما هذا إلا ليدل مرة أخرى عن عدم إلمام المسئولين عن هذا الملف بحيثيات الجريمة وعدم استيعابهم للمنظور الطبي والنفسي والديني لهذه الجريمة وعواقبها على المجتمع وما ستفرزه من مشاكل سيصبح من المستحيل السيطرة عليها كما في الغرب، فقد أفرزوا مجتمعا ملؤه المجرمون ، ومدمنو المخدرات والمتحرشون، والمغتصبون، وما إلى هنالك من إفرازات لهذه المعضلة الكبيرة، فالمعنف سيصبح عندما يكبر هو الآخر معنفا، لأنه لا يعرف إلا هذه اللغة. فنصبح في دائرة يصعب الولوج فيها فها هو صدام حسين الطاغية وهتلر أكبر دليل تاريخي على آثار العنف في الصغر من قبل أسرهم وتأثيرها عليهم في الكبر كأكبر مجرمي العصر الحديث ، فهل نحن مستعدون لإفراز مثل هذه العينات في مجتمعنا، ألا يكفينا الإرهاب الذي أصبح ينتشر في مجتمعنا لعدم معرفتنا بكيفية تربية أبنائنا، وعدم تدخل الآخر عندما يرون المآسي لأجل كلمة عيب، أو الستر؟ فالساكت عن الحق شيطان اخرس.أما الجانب الآخر من المشكلة هي أنه لا يخفى على أحد أن لجنة حماية لا تعمل بعد ساعات العمل الرسمية ويستطيع أي أحد تجربة الاتصال باللجنة فأين تذهب الفتاة، فأنا أعرف أن دار حماية لا تتخذ قرارا بإدخال فتاة الدار لإنقاذها إلا بعد أن لا يكون لها ملجأ آخر تلجأ إليه، ومن ثم تتأكد الدار من رواية الفتاة أو المرأة أو الطفل من مختصات ودكتورات لهن باع طويل في هذا المجال قبل اتخاذ القرار والتقرير ثم لا أعرف كيف لمسئول عن الحماية يعتبر أن تدريب الفتيات وتأهيلهن للاعتماد على أنفسهن يعد نقصا في كفاءة القائمين على الدار وهو جزء مهم، وأساسي من التأهيل النفسي والاجتماعي متفق عليه عالميا، فمن الظاهر أن هناك خلطا بين دار الحماية الاجتماعية ودار الأحداث والفتيات ويريد معاملتهن كسجينات يمنعون من الدراسة والعمل ، وما ذكره الدكتور الحناكي من أن اللجنة لا يؤثر عليها اقتصارها على عنصر الذكور فقط فهو يجافي الحقيقة ، فنحن بلد إسلامي وكل له خصوصيات ، أما عندما يتعلق بجهازه فهذا من المستثنيات.فقد اطلعت على النظام الأساس بالجمعية ووجدت أن من صميم عمل الجمعية تلقي البلاغات وإيواء الضحايا ، وإذا لم يكن من مهام عمل الجمعية ومهمتها الدفاع عن ضحايا العنف وتأهيلهم ، فهل يتكرم علينا سعادة الدكتور بإبلاغنا من سيفعل هذا؟ أم التستر على المجرمين وإرجاع الضحايا لمحيطهم هو من مهام اللجنة لكي تظهر للإعلام والمجتمع أننا مجتمع إسلامي متماسك لا يوجد فينا خلل ولا تقصير ولا تعتيم وما يصدره الدكتور هنا أن مناهضة العنف ضد المرأة هي دعوة للانحلال الأخلاقي .
همسة الأسبوع
مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار في كلمة، وقضاء الله هو الكلمة ، الكلمة نور ، وبعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ، ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة ، الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، الكلمة مسئولية، إن الرجل هو الكلمة، والكلمة أمانة .

Tuesday, 13 October 2009

حماية مجتمع

منذ أن وصلتني دعوة لحضور حفل الأمسية الرمضانية لجمعية “حماية”، التي كانت تحت رعاية صاحبة السمو الأميرة العنود حرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومعرفتي بأنه سيتم توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين جمعية “حماية” وبرنامج الأمان الأسري الوطني التي وقّعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله، وأنا في ترقّب لما ستحتويه هذه الأمسية من خطوة كبيرة للأمام، في أدق وأهم المواضيع في مجتمعنا، وهو موضوع كان يعتبر موضوعًا لا يُثار في العلن، ولا يجرؤ أحد أن يتطرّق إليه. وعند حضوري للحفل شاهدتُ نساءً من مختلف أطياف المجتمع، كدعم لهذه المؤسسة التي كانت بصيصًا من الأمل لمجتمع اعتاد إخفاء كل ما هو غير لائق، والسكوت على كل ما يمس سمعة العائلة، وفي نصف الحفل شاهدنا أوبريت أبطاله من المعنّفات جسديًّا ومعنويًّا يحكين قصصًا تقشعر منها الأبدان، ولا يرضاها الله سبحانه وتعالى، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أيّ من الأديان السماوية، ثم تلاها عرض لمشروع مركز «حنون» وهو مركز لإيواء ومعالجة الأطفال والنساء الذين يعانون بصمت في مجتمع لا يرحم.عندها شعرتُ أننا خطونا ألف ميل لتحقيق أمانة تبرّأت منها الجبال، وارتحت نفسيًّا عندما تيقّنتُ أن المشرفين عليها من الأطباء والمختصين، لذا أصابني إحباط عظيم عندما قرأتُ في الصحف هذا الأسبوع طلب هذه الجمعية من الإعفاء من الإشراف على دار الحماية، وأصابني غضب شديد عندما نقلت صحيفة (الاقتصادية) بقلم الزميل يحيى الحجيري خبرًا مفاده أن الشؤون الاجتماعية سحبت صلاحيات حماية الأسرة، وهو خبر مخالف لما نشرته جريدة (عكاظ) يوم الثلاثاء 17 شوال حول نفس الموضوع، كما تضمّن الخبر نقل 700 فتاة إلى مقر 25جمعية خيرية في جدة، وجاء في المقال أن سحب الصلاحيات تم لأن الجمعية مهتمة بالجوانب الدعائية، والشدة في بعض الحالات، وتدليل البعض الآخر، حتى أصبح لدى الفتيات الرغبة في العودة لأهلهنّ، ما سبب نزاعًا كبيرًا بين الوزارة وأهالي الأسر والجمعية، وبالمقابل أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في عدد الخميس 19 شوال في جريدة (عكاظ) عن وجود 38 مركزًا لحماية الطفل، واعتبر الوزير أن العنف الأسري لا يشكل ظاهرة في المملكة، مقارنة ببعض الدول الكبرى، كما أعلن أن السجل الوطني لم يرصد إلاَّ 94 حالة. ألا يوجد تناقضات بين كل خبر؟ فوزير الصحة يعطي رقمًا، والدكتور علي الحناكي مدير الشؤون الاجتماعية يعطي رقمًا آخر في جريدة (الاقتصادية)، وخبر بسحب الصلاحيات، وخبر أن الجمعية طلبت الإعفاء، ما هذا التناقض؟ ألا ينم هذا التخبّط في التصريحات على أن لا الشؤون الاجتماعية، ولا وزارة الصحة عندها إحصاءات ومعلومات عن هذه المشكلة إلاَّ كمعرفة سطحية عندما أُثير هذا الموضوع، فكيف سنعالج هذه المشاكل وهي تتعدّى كونها مشاكل بل جرائم نقرأها يوميًّا في الصحف، ألم يقرأ وزير الصحة والدكتور الحناكي عن القصص المؤلمة التي أدّت إلى مقتل أطفال بعمر الزهور؟ ألم يسمعوا بالأرقام المخيفة للطلاق نتيجة العنف الأسري وغيرها من جرائم الضرب حتى الموت لنساء وقد تشوّهت وجوههنّ وأجسادهنّ، ألم يسمعوا بالأعداد الهائلة للتحرش الجنسي من المحارم؟ أم همهم تغطية هذا الوباء والاختباء وراء عباءة العيب؟ فلم تسلم من هذه الجرائم، وأقول جرائم لأنها تعدي على كل ما علمنا إياه رسولنا الكريم، وبما أنزل الله في القرآن الكريم، حتى الطبقات الميسورة والمثقفة، فقد شاهدتُ وسمعتُ في المستشفيات بنفسي كمهتمة بحقوق الطفل والمرأة والإنسان ما لا يرضي لا الله ولا رسوله، ففي حديث نبوي “مَنْ وقع على محرم فاقتلوه»، وبآية من القرآن «وإذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قتلت»، وبعد كل هذا نستكثر على المعنفين دارًا تؤويهم، وتحتويهم، وتدليلاً ينسيهم، ونريدهم أن يرجعوا إلى نفس البؤرة التي أحدثت لهم الإيذاء، فأيّ أبٍ يستحق الأبوة إن كان هو الجاني؟ وأيّ أمٍ تستحق الأمومة إن كانت هي الجانية؟ أو أخٍ، أو عمٍ، أو خال فلا للعنف، ولا للاعتداء الجنسي، ولا للإيذاء المعنوي.أتمنّى من الله، ثم وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، وحقوق الإنسان أن يقفوا وراء جمعية حماية لا ضدها، ودعمها، وليس إحباط مساعيها. كما أرجو من علماء الدّين والشرع، والأجهزة الحكومية أن يصدروا ويطبقوا قوانين رادعة لكلِّ مَن تسوّل له نفسه بإيذاء طفل، أو امرأة، أو أيّ مستضعف في الأرض. وللحديث بقية..
همسة الأسبوع
“كان الله بعون العبد مادام العبد بعون أخيه”.

وزارة التعليم والعام الجديد

ماذا تحمل لنا وزارة التعليم بجهازها الضخم هذا العام من قرارات على مستوى الوطن يستبشر بها كل معلم ومعلمة وطالب وطالبة وولي أمر وإدارة ؟ فالتحديات كثيرة وصعبة والطريق محفوف بالمخاطر والمشاكل، فمن وباء أنفلونزا الخنازير إلى مبان متهالكة لا تصلح أصلا لإيواء جنس بشري، فكيف بفلذات أكبادنا؟فقد استرعى انتباهي، عندما كنت أتصفح بريدي الالكتروني رسالة فحواها صور من إحدى المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم وهنا أضع ألف علامة استفهام تحت التربية والتعليم، عندما نريد أن نربي ونعلم جيلاً بأكمله في بلد والحمد لله انعم الله عليه بثروات ونعم عظيمة فكيف ونحن نرى صور مدرسة متهالكة ونوافذها مكسرة ، أروقتها رملية، ومصلاها من اتساخه لا يصلح للصلاة، وحماماتها لا يمكن وصفها، صفوف كأنها تنتمي إلى إحدى القرى في مجاهل إفريقيا، غرف صغيرة يدرس فيها أكثر من 35 طالبا كلها أفخاخ كهربائية وآدمية ، كراسٍ وطاولات مكسرة، مغاسل مقززة ، والوضع لا يحتمل فيها.ها نحن على أبواب سنة جديدة، والأوبئة تحيط بنا من كل جانب فكيف ستواجه وزارة التربية هذه الأزمات ؟ حتى لو تم تأجيل الدراسة وحتى لو أعلنت الصحف بعناوين عريضة عن مسافات بين المقاعد تحسبا للانفلونزا فالسؤال أين هي هذه المساحات أصلا في هذه المباني المتهالكة ؟ كيف سنحمي ثروات الوطن من هيئات تعليمية من الخلل الذي يواجهه الهيكل التنظيمي والإدارة ؟ .هل سينصب اهتمام الوزارة على تحسين أو تغيير المنشآت التي لا تصلح لاستخدام آدمي لكي تؤدي واجباتها تجاه المواطنين الفقراء الذين لا يعرفون إلا ما يرون من تجهيزات بدائية بالكاد تفي بغرض التعليم فكيف سيواجهون الخطط الوقائية لمرض أنفلونزا الخنازير وهم بالكاد يعرفون كيف يواجهون الأخطار البدائية والإهمال؟أين دور المعلم والموجه والمدير من هذه الأزمات؟ أم هي جهة واحدة نحملها أعباء جسيمة، لابد من توزيعها على الهرم من أوله لآخره ، فالكل يجب أن يقوم بمواجهة هذه الأزمات.والكل يجب أن يلعب دوره لتتكامل الصورة وتوضع الحلول والمحاذير للجميع. الكل يحلم بسنة دراسية تحقق آمال الجميع.مناداتي لوزارة التعليم، تذليل العقبات للمعلمين، وتجهيز البيئة الصحية للطلاب في كل أنحاء المملكة فعليًا وعلى أرض الواقع وليس فقط أفلامًا وثائقية وتعليمات وتوجيهات شفهية، وهذا نداء موجه أيضا للمعلم ليقوم بدوره تجاه طلابه بتجهيزهم بثقافة الوعي والمسؤولية.وأوجه ندائي لوزارة الصحة فإن دورها جليل في منع انتشار هذا الوباء في حياتنا ومدارسنا بعد الله، بالتوعية، والخدمات العاجلة، وعدم اعتماد توجه ضبابي يتعامل مع هذا الوباء البسيط، والتوجه لإنشاء خدمات الـ 24 ساعة الطبية الطارئة للحالات المستعجلة لاحتواء هذا العارض الذي بات ينغص علينا أداءنا حتى في واجباتنا الدينية والاجتماعية.
همسة الأسبوع:
«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

بسمة بنت سعود كما عرفتها ...

سمو الأميرة بسمة بنت سعود آل عبد العزيز آل سعود

الملف الشخصي


سمو الأميرة بسمة هي كاتبه ، صحافيه ، ناشطة سياسية وناشطه في مجال حقوق الانسان وسيدة اعمال.  تمتلك تصورا ممنهجا وفريدا من نوعه تجاه السياسات العربية والأنجلو-عربية، وبخاصة تلك المواضيع  ذات العلاقة بقضايا العالم العربي والمجتمع الدولي والوعي الديني، و تحديدا في المملكة العربية السعودية.
تمتلك سمو الاميره بسمه مهارات ريادية فريدة في عالم المال والاعمال حيث تلعب دورا مهما  في تطوير اعمالها الخاصة ,ويتجلى ذلك من خلال ادارتها الخاصه والمميزة  لمشاريع تعنى بالصناعة الغذائية والتي تجمع بين مفاهيم الادارة والذوق العالي معا, وذلك من خلال افتتاح سلسلة مطاعم بمستوى عالي الجوده و بطريقة ابداعية ومهنية عالية، متاحة لكافة شرائح المجتمع  وليس النخبة فحسب، وهو ما يعكس ايديولوجيتها وما تؤمن به من ان لكل انسان بغض النظر عن طبقته الاجتماعة له الحق بالاستمتاع والاستفاده بالافضل .
صاحبة السمو  الأميرة بسمة ليست ناشطة فعالة  في المجالات السياسية والاجتماعية فحسب، بل لديها أيضا حماسة تجاه تطوير  كافة المجالات الانسانية والحياتية التي من الممكن ان تحسن الاداء العام لمجتمعاتنا العربيه سواء كانت في المجالات الاجتماعية ،الثقافيه وحتي الرياضية.  حيث تلعب  دورا رائدا وحيويا في العالم العربي وتحديدا في اطار مجتمعها الخاص، وهي مراقبة عن كثب لكل الانشطة الانسانية والصحفية والسياسية والاقتصادية في النسقين الدولي والمحلي.
انتقلت صاحبة السمو الأميرة بسمة مؤخراَ  للعيش في مدينه لندن , حيث اعلنت عن انشائها لشركة "انسيد" القابضة كمظلة تحتضن كل اعمالها المالية والانسانية معا,  ليكون تأسيس هذه الشركه في لندن نقطه للانتقال والتوسع الى كافة انحاء اوربا ومن ثم العالم ككل . ويأتي تأسيس هذه الشركة بعد مسيرة عملية و مهنية طويلة في مجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، وكذلك بعد الحصول على العديد من المناصب العالية كرئيسة للعديد المنظمات والمؤسسات العربية والدولية، حيث احتلت سمو الاميرة بسمة  أدوارا رائدة في حقول الأعمال والبيئة والتسويق خلال مسيرتها المهنية على مدار سنين طوال.
ككاتبة جرئية وصحفية ناقدة في الشؤون الدولية والعربية في مجالات السياسة والاقتصاد والادب والثقافة، وبخاصة في مكانتها  كأحد افراد العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية ، وكامرأة من دول  العالم الثالث; فان كل ذلك كان من الممكن ان يحول دون ان تصبح ما اصبحت عليه الان، من شخصية فريدة وجريئة  وصاحبة انجازات مهمة  تتمتع بسجل بارز وحافل، في الدعوة بصوت جرئ وفعال للدفاع عن قضايا العدل والحق وحقوق الانسان والحرية لشعوب العالم العربي.
تقدم صاحبة السمو الملكي  الأميرة بسمة نفسها ككاتبة عربية جريئة وصحفية في أبرز المؤسسات الاعلامية الدولية الرائدة وعبر مدونات وسائل الاعلام الاجتماعي الخاصة بها مثل فيس بوك, وتويتر ويوتيوب بالاضافة الى موقعها الرسمي الذي يلاقى اصداء واسعة في الاوساط العربية المتابعة لمجهودات سمو الاميره في كافة المجالات.
بالاضافة لهذه كله فأن سمو الاميرة بسمة تتمتع بكفائة عالية في مجالات تقديم الاستشارات وتقديم الابحاث والاوراق  النقدية والعلمية في المؤتمرات وورشات العمل الدولية وعلى مستوى عالي مثل الامم المتحدة والبنك الدولي ومنظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية، ذات العلاقة بالشؤون السياسية والاقتصادية والانسانية والاعلامية.

مهارات أساسية


·         الادارة العامة : تمتلك سمو الاميرة  شخصية محفزه وداعمة ومشجة وذلك عبر نشرها وايمانها بأساليب اتصال متنوعة، تتقن ادارة الاجتماعات على مستوى الشركات، ولقاءات العمل  المباشرة مع كافة المستويات المهنية، وعقد اجتماعات اتصالاتية مشتركة، وجلسات تدريب واجتماعات تنموية، وكذلك الاتصالات الالكترونية والانترنت.وايضا  تمتلك خبرة في التعامل مع المعلومات والتحليلات في مجال السياسيات،  والامتثال للمعايير، والشؤون التقنية، والتغيرات في الهيكل وادارة الشركات.
كما تمتلك القدرة وضع الاهداف بشكل فردي وضمن الفريق ومراقبة الاداء والتواصل والعمل ضمن روح الفريق . بالاضافة الى السعى المستمر والدقيق لتحقيق النجاح المستمر وذلك من خلال اقتناعها لضرورة وجود المحفزات المالية والجوائز، والتنمية المهنية، وتطوير درجة المسؤولين عن هذه الانجازات.

·         مهارات القيادة: تمتلك سمو الاميرة بسمه كفاءة قيادية عالية و في كافة الظروف ،و ذلك من خلال امتلاكها للعديد من القيم والايدلوجيات المهمه مثل ضرورة  الاتصال الفعال مع كافة شرائح المجتمع والنزاهة، والتعاون، والحماسة وايجاد الحلول المنطقية,  الاحترام والثقة من والى  الاخرين و للتعاون والتفاهم. تقود سمو الاميرة  وتروج بشكل فعال مبادئ التفكير الخلاق ضمن اطار متلائم ومتناسب ، وبخاصة في الاطر السياسية والاقتصادية ومراكز البحوث الاجتماعية.
·         الابتكار: تسعى الى  احداث وتشجيع النهج الابتكاري  للصناعات والاعمال خصوصة في منطقتنا العربية وذلك من خلال احضار منتجات جديدة من اصول عربية الى المملكة المتحدة . من اجل خلق  اطار تنافسي وتشجيع للصناعات العربية في دول الغرب حيث تؤمن سمو الاميرة بأن العالم العربي ملئ بالامكانات التي من الممكن ان تؤهله ليقود يونافس الصناعات العالمية وعلى اسس عالية الجوده ان توفرت له الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الملائمة  . كما انها تمتلك القدرةعلى تطبيق نهج صلب وحيوي  في جعل هذه الافكار موضع قبول، واعداد الخطط ، وكسب المصداقية عبر التنفيذ الفعال لهذه الافكار.

انجازات وتطلعات


·         رئيسة شركة "أنسيد" المتخصصة في قطاع المطاعم والترفيه والتسويق.

·         رئيسة مجلس ادارة شركة "انفيرو" للحلول البيئية.

·         رئيسة مجلس ادارة مركز صدى الحياة السعودي.

·         انشأت مركز بسمة الشامل للتدريب على أمن المرأة.

·         تسعى سموها الى انشاء "مركز مدرسة بسمة الدولية للأطفال" الذي يطبق المنهاج التعليمي الكندي.
علاوة على ذلك، فان صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة هي مراقب للأنشطة الانسانية وما يعنى بوضع السياسات في المملكة العربية السعودية وفي المسرح الدولي.
إن سموها حريصة على رعاية حركة الفن السعودي في المنطقة الغربية واظهار اهتمام اضافي في بعض الاحداث الرياضية النسوية في جدة، بالاضافة الى اهتمامها الخاص بالمؤسسات الخيرية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة .
تسعى سموها الى بناء حركة مساواة مدنية اجتماعية  لدعم وتطوير مستوى الوعي العام  والبنية التحتية الاجتماعية للمجتمع السعودي . كما  تسعى الى حث النساء على الانضمام الحركات والنشاطات المطالبة بالحقوق السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وذلك كي تؤكد تفوقها في القيادة واحتلال المواقع التنفيذية والفعالة في المجتمع السعودي وفي القطاع الحكومي،  محليا وعالميا.

  المؤهلات والتعليم


  • تلقت تعليمها خلال المرحلة الابتدائية وجزء من التعليم الأساسي في مدرسة الراهبات المسيحية في بيروت- لبنان
  • تخرجت من كلية "اكسفورد" حيث أنهت دراستها لمستويي O و A  وهي تعادل شهادة الثانوية والسنة الدراسية الاولى، وذلك عندما كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاما.
  • درست علم الاجتماع لمدة عام في كلية "ريتشموند" وانتقلت الى الجامعة الاميريكية في ليسان- سويسرا.
  • درست لمدة عاملين علم النفس في جامعة بيروت العربية، ثم انتقلت الى مسقط رأس والدتها في محافظة اللاذقية في سوريا. درست لمدة عام في كلية الطب وسنة اضافية اخرى الأدب الانجليزي في جامعة تشرين في سوريا.

العضوية في المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية


·         مجلس الأعمال السعودي الفليبيني

·         مجلس الأعمال السعودي الصيني

·         مجلس الأعمال السعودي السوري

·         مجلس الأعمال السعودي اللبناني

·         مجلس الأعمال السعودي التونسي

·         مجلس الأعمال السعودي السنغافوري 

·         مجلس الأعمال السعودي البريطاني

·         مجلس الأعمال السعودي السويسري

·         مجلس الأعمال السعودي الياباني

·         مجلس الأعمال السعودي الهندي

·         مجلس الأعمال السعودي المصري

·         مجلس الأعمال السعودي الكندي

معلومات اضافية

الجنسية: سعودية
الحالة الاجتماعية: مطلقة ولديها خمسة أبناء

اللغات


تتقن صاحبة السمو الملكي اللغتين الانجليزية والفرنسية، بالاضافة الى لغتها الام، العربية.

 



·        
·        




Monday, 28 September 2009

كف ملكٍ تفتحُ منارةَ علمٍ

تشرفتُ أنا وأختي صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز، وبناتي من أحفاد الملك سعود، وباقة من الأميرات، وسيدات المجتمع بدعوة من أختي صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، صاحبة الأيادي البيضاء كرئيسة لعدة جمعيات خيرية، ومؤسسة الرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، وبنت الوطن، لافتتاح «جامعة كاوست».فقد تجمّعنا في بيت صاحبة السمو، ثم ركبنا الحافلة لتقلّنا إلى موقع الحفل؛ لنكون من القلّة الذين حظوا أن يكونوا في موقع حدث تاريخي لن يتكرر ثانية، وأثناء الرحلة التي بلغت ما يقارب الساعة، دار في ذهني شريط تاريخي رجع بي إلى الوراء لبدايات التأسيس، فقد كان هذا الاحتفال كاحتفالين: باليوم الوطني، ويوم ولادة أكبر التجمعات العلمية في العالم. فقد بذل الملك المؤسس -رحمه الله- جهدًا كبيرًا لبداية نهضة تعليمية في المملكة، ثم أرساها الوالد الملك سعود -رحمه الله- بتأسيس جامعة الملك سعود في الرياض كأول جامعة في المملكة والخليج عام 1377هـ، ففي ذلك الوقت كانت الأمية هي السائدة، فقد كانت رحلة الألف ميل التي بدأت بميل، وليست بخطوة، وتُوّجت بالأمر الملكي التاريخي الداعي لتأسيس وزارة المعارف 1373هـ، فكانت نواة تغيير جذري وأساسي في بداية رحلة التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة تحت رعاية أول وزير للمعارف الملك فهد -رحمه الله- وهي الآن من أهم الجامعات في العالم، خاصة بعد أن فاجأت جامعة الملك سعود مركز سايبر مارتكس الإسباني لتصنيف الجامعات، بالقفزة التي حققتها الجامعة إلى مستويات غير متوقعة بين الجامعات العالمية، حيث وصلت إلى مواقع متقدمة بين أفضل 300 جامعة في العالم؛ لتتصدر بذلك جامعات الشرق الأوسط. ثم تعاقب الملوك، وكل أرسى حجر أساس في النهضة التعليمية والعلمية في وطننا الحبيب، فالكل له بصمة واضحة في هذا المجال ممّا نراه الآن من مدارس وجامعات ومؤسسات تعليمية. وعند وصولنا إلى الموقع، دُهش البصر بما حولي من بنيان، ومعمار، وجماليات تسر، ويفخر بها قلب كل مواطن، من الجمال المعماري، إلى التقسيم الإداري ممثلاً في أبنية ومسجد آية في الجمال المعماري الإسلامي، مكتملة هذه اللوحة الجمالية المعمارية بإطلالتها على شاطئ البحر الأحمر ومياهه اللازوردية، منسجمة مع رماله الذهبية، وزرقة السماء. منتهية بمنارة على البحر لتمثّل قلب اللوحة الفنية التي يصعب وصف جمالياتها. أمّا الحفل فجاء تنظيمه على مستوى الحدث، فالكل كان مشدوهًا ومعجبًا بروعة المحيط، وجودة التنظيم، ودقة التوقيت، الافتتاح كان رائعًا، وختامها مسك، عندما وضع خادم الحرمين الشريفين يده الكريمة على قاعدة ستحمل أثره وفضله على مر الأجيال، وكلمة تروي حلمه الذي صاحبه 25 عامًا ساعيًا لتحقيق هذا الحلم الذي سيخدم هذا الجيل وهذا الوطن في نقلة حضارية غير مسبوقة في منطقتنا إلى المستقبل الحديث، كما سيخدم أجيالاً قادمة لتواكب التقدم في هذا العالم، الذي يتقدم كل ثانية بآلاف الاكتشافات العلمية التي لازالت بعيدة عنّا، فلنشمّر عن سواعدنا، ونستغل هذا الصرح لنواكب الاكتشافات العلمية في العالم، ولكي لا ننتظر الآخر ليكتشف مصلاً للأوبئة العالمية التي تنتشر يوميًّا بصفات جينية مختلفة، ولنكن أمة اقرأ، ونرجع إلى حضارة أجدادنا الذين صدّروا للعالم كل العلوم. شكرًا لله ثم شكرًا يا سيدي خادم الحرمين الشريفين عن الوطن، وعن كل طالب علم. ثم شكرًا يا سلطان الخير، على كل ما قدمته لخدمة مسيرة التعليم في المملكة. ثم شكرًا يا نايف الأمن والأمان، على كل ما بذلته لحماية العلم ورجالاته.همسة الأسبوع:(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطان). سورة الرحمن (33).

*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

Monday, 21 September 2009

العيد والإجازة

تفضل خادم الحرمين الشريفين بمدّ إجازة عيد الفطر إلى آخر شهر شوال لطلاب وطالبات مدارس وطننا ، وذلك درءا للوباء الذي بات هاجسا للصغير قبل الكبير. فماذا أعدت وزارة التعليم من خطة لدرء أبنائنا من التشرد بالشوارع ونسيان الدراسة وسهر الليالي ونوم النهار؟ فلابد من خطة للوزارة لتساعد بها أولياء الأمور على إرجاع أبنائها إلى جو الدراسة والتحصيل ، فلا يمكن لأبنائنا أن يستمروا على هذا النهج بدون خطة مدروسة مثل تواصل المدارس مع الطلاب بواسطة الشبكة العنكبوتية وإعطائهم واجبات لتذكيرهم بالمناهج التي مضت والمناهج الجديدة التي سيدرسونها في هذا العام ، أو إعطائهم المناهج يدوياً للإطلاع عليها وتحضيرها إلى أن يرجعوا إلى مقاعد الدراسة ولكي لا يضيعوا أسبوعين بأكملهم وهم يسرحون ويمرحون. كما أريد أن أتطرق لموضوع الأمهات العاملات من معلمات وجهاز تربوي، أين سيضعن أبناءهن عند ذهابهن إلى دوامهن؟ من سيجلس إلى جانبهم يعتني بهم ، فلابد من خطة مدروسة لتجنب الخبط في دوام لا يسعف الأم والأب العامل.كما أن أبناءنا في الجامعات سيزاولون الدراسة في نفس الموعد ، ألم يكن تأجيل الدراسة خطة لعدم انتشار الوباء؟ كيف سيتحصن أبناؤنا الطلاب في الجامعات من هذا الوباء؟ فليكن قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حافزاً لوزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة لتنسيق عملية التأجيل بتخطيط واعٍ مدروس ومنسق ويخدم تطلعات مليكنا حفظه الله للوصول إلى الهدف المبتغى. كما أنني أدعو وزاراتنا لدراسة كيفية تغطية هذا التأجيل حتى لا تكون عملية الدراسة مضغوطة ، حتى يتسنّى للطلاب فهْم المنهج لا من أجل الانتهاء من المقرر بأية وسيلة، فتكون على المعلم والطالب نقمة وليست بنعمة، لأن التعليم أسمى الرسالات فلابد أن يكون تحت دراسة وافية لمواجهة الأحداث وعدم التخبط في إرساء أمر ملكي، إنما أصدر لخدمة العباد والبلاد.همسة الأسبوعكل عام وانتم بخير. أعاده الله علينا وعلى أمة محمد بالصحة والعافية والأمن والأمان.

Monday, 14 September 2009

مقادير ومحاذير

قرأتُ في جريدة “عكاظ” مقالاً بعنوان «رمضان وغلاء الأسعار»، واسترعى انتباهي رقمًا لم أقدر أن أهضمه، أو أرى به حقيقة، أو أفهم منه واقعًا.
فقد قال الكاتب عيسى الحليان في مقاله عن ارتفاع بالمواد الغذائية، ما يعجز عقلي عن فهمه، أو تقبّله، فهل ممكن أن يكون هذا الرقم صحيحًا؟
أمن المعقول أن تكون زيادة الأسعار في شهر رمضان للمواد الغذائية هو 50%؟
أقرأتم معي هذه النسبة أم هو تخيل؟
أمن المعقول أن يكون التجّار قد زادوا الأسعار بهذا الشكل، بدون معرفة لجنة المراقبة ووزارة التجارة؟
أم مرّت مرور الكرام؟
طالعتُ الصحف بعد ذلك لأرى أيّ نفي من أية جهة لتوضيح الصورة بأنها غلطة من الكاتب، أو المبلغ، أو الإحصائية، ولكنني لم أرَ شيئًا من هذا!! جلستُ أفكّر كيف يصرف الفقير في هذا الشهر؟ كيف يأكل أطفاله وعائلته؟ وعلى ماذا يفطرون؟ الفقر لم يكن أبدًا عيبًا، ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرة وماء، أو لبن، ولكنه صلّى الله عليه وسلم كان قدوة للآخرين، فقد كان الآخرون يتسابقون على تقليده والتأسي به، أمّا الآن فلا تكاد تمر بأي شارع إلاّ تجد مئات من المطاعم والمقاهي، والجرائد مليئة بأسعار وصور الوجبات السريعة، واختلاف الموائد والمطاعم ممّا لذّ وطاب يسيل لها لعاب، ويندى له جبين الفقير والمحتاج، فقد صرنا نتلذذ بحاجة النفس إلى النفس، ونزيد من الأسعار لنتباهى بعطائنا للفقراء.هل فقد التجّار معنى الإنسانية؟ وفقدت الرقابة صفة الرقيب؟ وأصبح ينبغي لها رقابة؟ وأصبحت وزارة التجارة تجارة بحد ذاتها؟
همسة الأسبوع
«مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم»

Monday, 7 September 2009

محمد بن نايف والإرهاب في رمضان

إن الله خلق الزمان إثنى عشر شهرا منها أربعة حرم ورمضان كأفضل شهور السنة رحمةً وأماناً وعتقاً من النار،
وبه تصفد الشياطين إلا شياطين الإنس ، فهم في أشغالهم يفكهون.
فلا زال الإنسان أشطن الشياطين، وأمرد المتمردين على خالقه بشتى الصور وسائر الأعمال، فها نحن نرى حتى الأمير الشاب، المسئول عن أمن البلد بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معانٍ، يتعرض لمحاولة اغتيال في هذا الشهر المبارك، فإن كانت القاعدة قد أعلنت مسئوليتها عن هذه المحاولة ، فهي حفرة أخرى تحفر في تاريخ القاعدة من كفر ونشوز عن أسس ديننا الحنيف والمنهج النبوي الذي يرى في الاغتيالات فتن وملاحم وخيانة، فكيف نرى نحن منظمة القاعدة؟ هل لا زال منا من يحترم خططها وأهدافها؟ هل لا زال منا من يراها على حق؟ وشهادة ؟ وبطولة؟ إلى متى سينساق بعض شبابنا وكهولنا إلى مستنقع الجانب الديني من هذه المنظمة الإرهابية ولعبها على الوتر العاطفي من قلوب المتدينين والمنحرفين. ألم يحن الوقت لكي نغلق أبواب جهنم ونكشف المستور؟ لماذا نحاسب أولياء أمورنا على أخطاء الإرهابيين وخططهم وانحرافهم؟ لماذا لا نقف وقفة شعب واحد تحت راية واحدة لمواجهة زعزعة أمننا واستقرارنا التي يحسدنا عليه الكثير من الأمم والمجتمعات.ألم يحن الوقت لأن نكشف الأغطية عن هذه المنظمة التي تعمل تحت غطاء الدين والجهاد؟ ولنعمل معاً على استقرار وطننا كشعب واحد وقيادة واحدة قبل أن يفوت الأوان. ولنقف وقفة رجل واحد أمام الإرهاب بغض النظر عن المستهدف، من أمير أو جندي، أو حكومة، فلن يقدر العدو أن يخترق صفوفنا إن وقفنا وراء قيادتنا، وحكومتنا، فنحن في الأول والأخير شعب مسالم لم نعتاد العنف والإيذاء النفسي ، لذا وجب علينا كمواطنين أن نبحث عن الحقيقة بأنفسنا ، وليس ما تبثه قنوات الإعلام من شبكة عنكبوتيه أو تلفزيونية من إشاعات وتحريض، ولننظر في حياتنا واستقرارنا وما ننعم به من رخاء وأمان في بلادنا، مقارنة بما تعانيه البلاد الأخرى من عدم أمان مثل أفغانستان حيث معقل طالبان والقاعدة، فلنحمد الله على ما أتاه الله لنا من نعم ، ولنتذكر أنهم سيسعون دائما أن نخضع لانحرافاتهم وفهمهم للدين بعين حاسدة وناقمة ليست من الدين بشيء.لذا أدعو كل مواطن ومواطنة من الذين ضلوا الطريق إلى تسليم أنفسهم ما دام الباب مفتوحاً للتوبة بغض النظر عما حدث لأن قيادتنا قوية بالإيمان ولن يهزها محاولة فاشلة أبطلها الله عز وجل لحماية وطننا وقياداتنا الغالية ولم يتغير نهج الداخلية لمساعدة التائبين من الذين ضلوا الطريق>فلنقف معاً ونقول لا للإرهاب ولا للاغتيالات ولنتكاتف ولنتناصح للوصول إلى حاضر آمن ومستقبل زاهر.
همسة الأسبوع
عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.