تشرفتُ أنا وأختي صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز، وبناتي من أحفاد الملك سعود، وباقة من الأميرات، وسيدات المجتمع بدعوة من أختي صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، صاحبة الأيادي البيضاء كرئيسة لعدة جمعيات خيرية، ومؤسسة الرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، وبنت الوطن، لافتتاح «جامعة كاوست».فقد تجمّعنا في بيت صاحبة السمو، ثم ركبنا الحافلة لتقلّنا إلى موقع الحفل؛ لنكون من القلّة الذين حظوا أن يكونوا في موقع حدث تاريخي لن يتكرر ثانية، وأثناء الرحلة التي بلغت ما يقارب الساعة، دار في ذهني شريط تاريخي رجع بي إلى الوراء لبدايات التأسيس، فقد كان هذا الاحتفال كاحتفالين: باليوم الوطني، ويوم ولادة أكبر التجمعات العلمية في العالم. فقد بذل الملك المؤسس -رحمه الله- جهدًا كبيرًا لبداية نهضة تعليمية في المملكة، ثم أرساها الوالد الملك سعود -رحمه الله- بتأسيس جامعة الملك سعود في الرياض كأول جامعة في المملكة والخليج عام 1377هـ، ففي ذلك الوقت كانت الأمية هي السائدة، فقد كانت رحلة الألف ميل التي بدأت بميل، وليست بخطوة، وتُوّجت بالأمر الملكي التاريخي الداعي لتأسيس وزارة المعارف 1373هـ، فكانت نواة تغيير جذري وأساسي في بداية رحلة التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة تحت رعاية أول وزير للمعارف الملك فهد -رحمه الله- وهي الآن من أهم الجامعات في العالم، خاصة بعد أن فاجأت جامعة الملك سعود مركز سايبر مارتكس الإسباني لتصنيف الجامعات، بالقفزة التي حققتها الجامعة إلى مستويات غير متوقعة بين الجامعات العالمية، حيث وصلت إلى مواقع متقدمة بين أفضل 300 جامعة في العالم؛ لتتصدر بذلك جامعات الشرق الأوسط. ثم تعاقب الملوك، وكل أرسى حجر أساس في النهضة التعليمية والعلمية في وطننا الحبيب، فالكل له بصمة واضحة في هذا المجال ممّا نراه الآن من مدارس وجامعات ومؤسسات تعليمية. وعند وصولنا إلى الموقع، دُهش البصر بما حولي من بنيان، ومعمار، وجماليات تسر، ويفخر بها قلب كل مواطن، من الجمال المعماري، إلى التقسيم الإداري ممثلاً في أبنية ومسجد آية في الجمال المعماري الإسلامي، مكتملة هذه اللوحة الجمالية المعمارية بإطلالتها على شاطئ البحر الأحمر ومياهه اللازوردية، منسجمة مع رماله الذهبية، وزرقة السماء. منتهية بمنارة على البحر لتمثّل قلب اللوحة الفنية التي يصعب وصف جمالياتها. أمّا الحفل فجاء تنظيمه على مستوى الحدث، فالكل كان مشدوهًا ومعجبًا بروعة المحيط، وجودة التنظيم، ودقة التوقيت، الافتتاح كان رائعًا، وختامها مسك، عندما وضع خادم الحرمين الشريفين يده الكريمة على قاعدة ستحمل أثره وفضله على مر الأجيال، وكلمة تروي حلمه الذي صاحبه 25 عامًا ساعيًا لتحقيق هذا الحلم الذي سيخدم هذا الجيل وهذا الوطن في نقلة حضارية غير مسبوقة في منطقتنا إلى المستقبل الحديث، كما سيخدم أجيالاً قادمة لتواكب التقدم في هذا العالم، الذي يتقدم كل ثانية بآلاف الاكتشافات العلمية التي لازالت بعيدة عنّا، فلنشمّر عن سواعدنا، ونستغل هذا الصرح لنواكب الاكتشافات العلمية في العالم، ولكي لا ننتظر الآخر ليكتشف مصلاً للأوبئة العالمية التي تنتشر يوميًّا بصفات جينية مختلفة، ولنكن أمة اقرأ، ونرجع إلى حضارة أجدادنا الذين صدّروا للعالم كل العلوم. شكرًا لله ثم شكرًا يا سيدي خادم الحرمين الشريفين عن الوطن، وعن كل طالب علم. ثم شكرًا يا سلطان الخير، على كل ما قدمته لخدمة مسيرة التعليم في المملكة. ثم شكرًا يا نايف الأمن والأمان، على كل ما بذلته لحماية العلم ورجالاته.همسة الأسبوع:(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطان). سورة الرحمن (33).
*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com
اتمنى ان تضعي هذا الموقع في الصفحة الرئيسة
ReplyDeletehttp://www.kingsaud.net/
وشوكرن على جهودك