كلمتي لهذا الاسبوع :
اقول للجميع وبالعامية ( صح النوم ) ايها الشعب والوطن السعودي. اليوم توجد اجندات ومؤامرات لزعزعة الامن بالمملكة والامة العربية عامة وقاطبة.
ارجو من الجميع ان يستفيق من النوم , لانه لا دوام الا للذي سيستفيق ويعي ما يجري من حوله.
من مقالاتي القديمة نشرت بتاريخ السبت، 17 ديسمبر، 2011
الآمال، الإعلام، والأحلام
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
" 650 مليار لبناء الإنسان"، هكذا عنونت عكاظ، الميزانية القادمة مع تقديم باقة من أربعة ورود ربيعية لمشاكلنا التقليدية في مجلسنا الوزاري الذي استقبل أربعة وزراء جدد بأسماء خُيل لي أنني أعرفها منذ زمن بعيد، ولم يكن في الاعتبار بأي حال دخول عناصر جديدة ، وضخ دماء نقية لمجلسنا الوزاري الذي بات يئن الأسماء الرنانة عبر عقود من الزمن تابعا للأقرباء والمعروفين بالإخلاص المطلق "لحد عدم التغيير ولا التعبير" حتى لا يؤثر على العلاقات الحساسة ما بين القائد والرئيس، والمرئوس والتابع لأن بكل بساطة لا أحد يجرؤ أن يقول الحقيقة، ولا على قطع الرقبة، لأنها ستكون نهايته الحزينة والطرد من القبيلة والعشيرة التي آوته، ثم غذته، ثم أطعمته تمرا وعسلا وماء عذبا من الآبار المحلية، وهيأت له المقعد الوثير الذي ينتظر كل وزير حتى يغرق في البلايين، ولا يعد يشعر بالمساكين الذين يدورون السبع دورات الشمسية والدورة القمرية اليومية حتى يحصلوا ولو على ارتفاع بسيط في الأجور المتدنية التي بات المواطن لا يجرؤ أن يطالب بها، ولا حتى على بدل سكن ولا دواء ولا شفاء من الأمراض المستعصية التي أصبحت مستوطنة ، ولا أن يحارب فساد الذين لديهم الكفاف الذي أصبح هو العملة المتداولة في مجتمعنا الذي لم يعد يراه من فوق المفكرين والمثقفين الذين
-وبقدرة قادر- أصبحوا مع القادة والوزراء متفقين بالآراء، وأصبحوا حماة للوطن بقدرة واحد أحد، وأصبحوا يتكلمون لغة القادة والوزراء، لربما وعدوا بمناصب أصبحت هدية لكل من يناصر القضية، وقدمت لهم الأطباق الشهية فهي أصبحت الوسيلة الوحيدة واللغة المفهومة الجلية لشراء العقول وبيع المناصب والمركز الأول يصبح للمطيع ، فيغير ألوان مجلسه ونبرة صوته ولغة أحرف قلمه ليدخل ضمن ما نسميه اللعبة الديمقراطية لتصبح البيروقراطية شروطه، فمن النادر الآن أن تجد ما كنا نسميه بالذي لا يشترى ولا يباع، فإنه أصبح عملة نادرة لا توجد في أسواقنا المحلية، ولا في مجالسنا المسائية، ولا في قراراتنا الفجائية، وإعلاناتنا البلدية، التي باتت سلعة تعطى وتؤخذ حسب الأهواء العالمية، وسوق الأسهم المحلية فشغلونا بالمسميات، ونسينا الأصل في التركيبة الوزارية أنه يجب أن يكون الوزير لديه القدرة لتقرير مصير ملايين النفوس، وقادر أن يتعامل مع البلايين، من غير أن يصبح هو الآخر من الفاسدين، وأن يعالج مشاكل البناء والتأسيس، لأنه للأسف لابد من إعادة البناء، في كل وزاراتنا المحلية، كما أشار مليكنا، التركيز على بناء الإنسان، وهذا ما كتبت عنه منذ أزمنة بعيدة، وفي كل مقالاتي العديدة التي سلطت فيها الأضواء على الإنسان، وليس المكان فقط، فبالمقارنة مع الكميات الموجودة من المباني والأجهزة الجديدة، لا نرى القدرة على التعامل معها من قبل الفئات والقدرات البشرية لأنها للأسف تفتقر للقدرات المحلية، ولا تملك الشجاعة الأدبية بالاعتراف أنه لا يوجد لدينا الثقافة العالمية للتعامل مع كل التقنيات الحديثة، فمعظم المبتعثين لا يعودون بشهادات علمية قادرة على تشغيل وتحديث أنظمتنا البدائية ، بل يبتعثون لدراسة كل المهارات السطحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعند احتياجنا إلى من يدربنا على استخدام التقنية والأسلحة نلجأ إلى الأيادي الغربية، وكأننا بكل بلايننا عبر كل الأزمنة السابقة والحالية لم نقدر حتى على تشغيل أسلحتنا في معسكرات جيشنا الباسل، أو برامج ساهر التي أصبحت شغلنا الشاغل، وهكذا يطل علينا عام آخر مصنوع من بلايين المنشتات الإعلامية والزهور ذات الرائحة النقية لتملأ عقولنا بأحلام وردية لسنة أخرى من البيروقراطية والعقول النائمة المنسية. في عالم أصبح لغته العنف وألوانه حمراء داكنة، وأجندته واضحة للعيان، وهو التغيير لمصلحة الإنسان، وليس لذوي المناصب الرنانة، التي احتلت باسم الوطنية لعقود وأزمنة لم تعد واقعية مناصب عالية، لأن اللغة الآن اختلفت والأجندات وضعت والقدرة الإلهية فصلت، ولم يعد ينقصنا الآن إلا الاتكال وراحة البال للأجيال المقبلة، التي تراقب وتنتظر منا الكثير حتى يصبح أمة قادرة على تشغيل العقول، ورفض كل ما هو غريب وليس مقبولا من أرقام فلكية لا تمت للواقع بصلة إلا في التفاصيل الرياضية ، للقناة الأولى والثانية والجرائد المحلية، أما المراقب العارف بالأمور التفصيلية ، فمتأكد من أنه لن يكون هناك أي تغيير جذري وواقعي لمشاكلنا الرئيسية من إسكان ورواتب متدنية لكل الفئات والوظائف الحكومية واللاحكومية، فاللغة هي ذاتها والنبرة واحدة، وللأسف الأمور تسير للأسوأ، ولا يصل الصوت إلى الأعلى، وتبقى الأمور كما تريدها الصقور المحلية، والنسور الغربية، من متابعة بث الأفلام الهوليودية لغسل عقولنا التي أصبحت بيضاء اللون من كثرة غسيلها وبرمجتها على قنوات الام بي سي التي لم تترك لغة إلا واستعملتها لتقضي على ما تبقى لنا من همسات أخلاقية.
همسة الأسبوع
لم تعد القنوات الإعلامية مجرد وسيلة ترفيهية بل أجندات تنفيذية للحروب المستقبلية والجلوس على الكراسي التنفيذية.
*كاتبة سعودية
سمو الأميرة
ReplyDeleteلقد وضعت النقاط على الحروف فيما يخص الابتعاث واكتساب الخبرة وغيرها.
هنا أود أن اعلق بشيء على هذا الموضوع لو سمحت.
كوني مهندس وعملت في جامعات عربية وأجنبية والحمد لله عملت أيضا في اختصاصي الهندسي في العالم العربي وفي دول الغرب، باعتقادي أن سبب تعثر الطلبة من المملكة للحصول على شهادة أو خبيرة أوجزه كلاتي:
1- ضعف الدراسة الأولية لهم (في المملكة)
2- عدم مقدرتهم اكتساب اللغة الإنكليزية وغيرها كونهم لم يجري تدرسها لهم بصورة كافية أو إعطاء الأهمية لها عند دراستهم في المملكة كونها "غير مهمة"
3- أرسال المبتعثين (ليس الكل) ليس على أساس التفوق والكفاءة بقدر التأثيرات مثل القرابة والعشيرة وغيره.
4- لا توجد وان وجدت فهي خطط كسيحة للتخطيط في الدراسات والتعليم العالي وخاصة الابتعاث وشروطه واختيار التخصصات التي يبتعث الطلبة المناسبون لها.
5- ابتعاث طلبة من الدراسة الإعدادية وخاصة ما حصل من سوء استخدام مكرمة صاحب الحرميين حفظه الله ورعاه ، يضع الطالب في ظرف حرج أولها هو طبيعة التغير الكبير للطالب وهو بهذا العمر الصغير الانتقال من مجتمع مغلق إلى الانفتاح التام مما يعرضهم إلى أمور لا تحمد عقباها وكأنكم تحركون شخص ما فجأة من الظلام الدامس إلى مكان ساطع تحت الشمس فيصاب بالعمى.
6- عدم استفاء أو معاقبة المبتعث عندما يفشل في الحصول على الشهادة المبعث لها ويعود للملكة وكأنه كان في رحلة استجمام مجانية وبدون ادنى شعور بالمسؤولية أو أي اعتبار.
أما ما يخص الأيادي الغربية وجلبها للملكة للتدريب فأنكم اعرف بشعاب مكة حسب المثل ولكني أقول وانقل لكي الاتي بقصة حقيقية حصلت لي مع احد أولئك الذين عملوا في المملكة لسنين وهو غربي. أتاني في أول الشهور من انتقالي للعيش في الغرب شخص وطرق الباب وقدم نفسه انه من أحد شركات التأمين، وأجلسته في البيت وأخذنا الحديث وقدمنا له القهوة التركية أو العربية، واذا به يعب وقال " أه ذكرتموني بها منذ 20 سنه مضت" وهنا تدخلت وقلت هل زرت الشرق فرد تعم وعملت في المملكة! وسألته ماذا كان عملك؟ فأجاب التكييف!!
فرددت عليه وما دخلك بالتبريد والتأمين الأن وما هي الحقيقة " فضحك ضحكة استخفاف وعرفت انه لا دخل له بهذا وذهب وعمل هناك وقبض ما قبض كونه من الأيادي الغربية، التي تلعب ببلايينكما عبر كل الأزمنة السابقة والحالية.
لي كلام كثير ولكني أحببت أن اذكر ما يتسع له المكان.
سلامي