Friday, 5 September 2014

“شعارات .. نثر وأشعار”من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ الجمعة، 1 أبريل، 2011

“شعارات .. نثر وأشعار”من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ الجمعة، 1 أبريل، 2011


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع الأميرة بسمة
عندما كنت طفلة صغيرة لا تزال تحلم بمستقبل مشرق جميل، كنت دائمة السؤال: هل العالم كله كما أراه؟ أم عيون الطفولة تجعل من الواقع الأليم أسطورة ونثرا وأشعارا، وعندما كبرت ورأيت العالم على حقيقته، رأيت شعارات لا تمت بصلة للنثر والشعر المنظوم أو الشعر النبطي ولا حتى الكلام المعسول، وعندما أصبحت أماً رأيت في أولادي الأمل المنشود، الذي طالما راودني في يقظتي وأحلامي عن المجتمع المثالي، الذي يحكمه العدل والمساواة والرحمة والأخلاقيات المحمدية، والعناوين الحقيقية لواقع يدار بأمانة وولاء، وصدق ووفاء، وعندما أصبحت وحيدة صدمت بواقع لا يمت للإنسانية بصلة ولا للرحمة والعدل والمساواة، رأيت عالما مليئا بالوحوش التي اتخذت من شريعة الغاب قانونا، ومن وراء الأسوار الشاهقة ومن تحت المحيطات والبحور مجتمعات لا يرى فيها شعاع شمس ولا حقوق، على من تلقى اللائمة ؟
هل العالم أصبح كالدابة في آخر الزمان تلتهم في طريقها الإنسان؟
هل أصبح العالم لا يريد أن يسمع ولا يرى إلا ما يريده الآخرون؟
أصبحت تكتب وتدار بعصا سحرية، ونتائج حتمية بواسطة أجهزة الإعلام التي أصبحت تنتج ثورات شعبية وزلازل اقتصادية، وهزات اجتماعية لن يقدر عليها أحد، لأن الأبواب مفتوحة على مصراعيها، وأصبحت الفضائيات والشبكات العنكبوتية مصيدة للعقول البشرية، فاستعملوها لغسل العقول، وتأجيج ما في الصدور، ولكن إن لم تكن لها تربة صالحة تنمو فيها البذور، لما كانت بهذه القوة التي تعادل أشد الأعاصير القاتلة ، وأعتى الموجات العالية ، فانتشرت الحروب والثورات في عالم يئن تحت خطوط الفقر والإعانات ، والقهر والمذلات ، فالتربة خصبة لهذه الموجات فأصبحت رياحا عاتية هزت البحار والأمصار وغيرت أشكالا ورسمت نثرا وأشعارا كانت بالأمس كلمات ، فأصبحت واقعا وشعارات حقيقية لتنقذ العالم من التأثيرات الهمجية من أناس أضاعوا الطريق، فأصبحوا في جبال شاهقة تحيطهم أسوار كاذبة ، و كما هو الواقع هذه الأسوار تقع وتتهاوى لأن الله لا يقبل بالظلم، ولا يقبل ظلم العبد لأخيه، فهو يمهل ولا يهمل، وهذا ما نسوه، وغيبه الله عن عيونهم وضمائرهم التي أصبحت ميتة، ولا تحس بمعاناة الآخرين لأنهم ببساطة لا يعانون، ويجمعون الثروات ، ويحبون المال حبا جما، ويجمعون المال جمعا، ولم يعد الخوف من الله يمثل لهم أي عائق، لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وسيلاقون مثل الآخرين، الذين نراهم يقعون من أعلى قمة إلى هاوية مظلمة لا يوجد بها صدى.
كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..
فلنضع يدنا مع مليكنا وولاة أمورنا لنعبر إلى شواطئ الأمان في بلادنا، ولننصح الجميع كما أمرنا الله ثم مليكنا، ولنكن يدا واحدة لمواجهة الطغيان، فالروح بيد الخالق وليس بيد العبد، كما الرزق بيد الله وليس بيد المسؤول، فإن تمسكنا بحبل الله جميعا فلن نخسر حربنا على الفساد، ولنعد لأول ميل ونبدأ من جديد، ونعطي ونتناصح ونتقاسم الأدوار، لأن بيننا إنسانا نادر الوجود هو مليكنا ملك الإنسانية وأسد الجزيرة العربية، فلنوصل أصواتنا إليه رافعين أيادينا لله الواحد القهار أن يعطيه الصحة والعافية ، لذا يجب أن نتكانف و نتناصح و نسمع الرأي السديد للوصول الى الحلول التي كانت بالأمس مستعصية ، وشعارات ونثرا وأشعارا وهمية، يجب علينا أن نساعد كمجتمع مدني  على نهضة هذه الأمة النادرة لوجود أطهر البقاع الأرضية على أراضيها وهي الحرمين الشريفين، حمانا الله بوجودهما لقهر كل أنواع الإرهاب، ونصبح إخوانا في عهد هذا الإنسان الذي بإذن الواحد الأحد سيكون في المستقبل القريب عهد الجيل الجديد والمستقبل المشرق الواضح المعالم، ليسطر التاريخ أن – دائما- بالإمكان مواجهة كل الأعاصير ، ولنتكل على الواحد القادر، وهو الله المعبود في كل العصور.
همسة الأسبوع
نهضة شاملة وكاملة وعامرة، هذا ما يهمنا في شعاراتنا ونثرنا وأشعارنا يا وطني العزيز.
*كاتبة سعودية


You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
PrincessBasmah @

خاص بموقع سمو الأميرة بسمة http://basmahbintsaud.com/arabic/
©يسمح الموقع بإعادة النشر شرط ذكر المصدر  وإلا تعرض للملاحقة القانونية

No comments:

Post a Comment