Monday, 10 December 2012

بلا عنوان!!


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

لماذا الفقر؟ هل هو حالة "إجهاض" أم "موت سريري"؟ حالة "فقر ضمير" أم "مادة"؟، أصبحنا عناوين بلا هوية، وهويات بلا عناوين في كل مكان وبقعة جغرافية، عناوين وإعلانات وحملات عالمية لإنقاذ البشرية والعالم من حالة الغرق اليومية، من غير أن نكون جزء في إنقاذ البشرية من حالة فقر عالمية، فكرية وعقلية، نفسية وجسدية.

 "لماذا الفقر؟" حملة أطلقتها إحدى القنوات المعروفة والكبيرة في عالمنا العربي بمشاركة قنوات تلفزيونية كبيرة وعالمية، ولا يعلمون أننا نعلم" أنهم جزء وسبب من هذا "الفقر العالمي" ، فقر المعلومات بالحقيقة، وفقر الحالات الاقتصادية الحقيقية، وفقر المضمون والمصداقية، وكذب الإعلام لجهة أجندات قومية وعالمية، يوجهون السؤال ويبحثون عن الأسباب، ويجذبون الأضواء، ليسلطوها على غيرهم، وهم لا يعرفون أو يعرفون أنهم جزء كبير من اللعبة الدولية، وإننا كشعوب أصبحنا نعرف الخطط التي ترمي إلى تسيس الأخبار، والحملات لتسيرنا مثل القطعان وراء ما يسموه بالإعلام العالمي، وهم يتجاذبون أمام العالم ومتفقون من ورائها لكسب معارك وليس معركة.

أبدأ هذا الأسبوع عن مشاركتي في يوم المرأة برعاية "هيرالدتريبيون" العالمية وبحضور جمع كبير وغفير وإعلان وشخصيات نسائية كنت اعتقد أنها ستنير الطريق خاصة أن الندوة بأكملها كانت موجهة ضد الإسلام والشريعة والقصد منها إظهار شخصيات عامة ومشهورة في العالم الإسلامي، ونساء لديها قضايا محلية وليست إسلامية وسياسية وقولبتها لتضعها كلها في خانة الهجوم على الإسلام بواسطة النساء اللاتي لم يفهمن القضية إلا بعضهن، بعد فوات الأوان وحضورنا بين الإعلام  والنساء الحقوقيات العالميات، ولكن القصد كان معروفا لدي أول ما دخلت القاعة واستمعت للمحامية الإيرانية شيرين عبادي، وهي تعطي أمثلة لا أقول عنها إلا أنها لا تمت للإسلام بشيء، لذا حضرت وتكلمت وسألت ممثلة حقوق الإنسان عن غيابها عن مقالاتي واجتهاداتي الإنسانية لتركز على من حضر للدفاع عن سواقة السيارة.

انتقل بعدها لرسالة جائتني من إحدى الأخوات في الإمارات، وبالتحديد من دبي، تسألني عن حالي وترحالي، وسألتها عن حالة دبي الاقتصادية والحقوقية، فاجأبتني ما نزل علي كالصاعقة، أن الاتفاقية الخليجية هي كانت لجميع الأعضاء، بخصوص إرسال رسائل نصية sms  وولاية المرأة في التعقيب عن كل أمور المرأة حتى السواقة، يجب أن ولي الأمر يوافق عليها، وهذه الاتفاقية في كل دول الخليج، فلماذا يا ترى حقوقياتنا لا يقولون ذلك، وأرى أنهم يريدون التركيز على المملكة كما رأيت عندما خرجت وسألتني إحدى الصحفيات عن الفئة العمالية، كيف تعامل في المملكة، وقلت لها بالحرف الواحد:" كما تعامل في المنطقة"، ولماذا هذا التركيز على اسم المملكة، حيث أنها كلها إجراءات موقعة ومنفذة خليجيا، وهذا لا ينفي المعاناة المحلية ولكنها إقليمية، وليست خاصة ببلدنا.

وأقفز قفزة موجعة لمفتي مملكتنا الذي بات يفتي بالسياسة الخارجية ويحلل للغير ما لا يحلله في بلدنا من إبداء الرأي وتدويل السلطة والانتخابات الحرة، وصوت الشعب، والكل ممكن يدخل ويعرف هذه المعلومة من الصحف العالمية، وليست بخافية على أحد لأن هذه المعلومات من الصحف العالمية وليست بخافية على أحد لأنها أصبحت أضحوكة ، فهذا للجميع، الذي يعرف ما يدور من قوانين في مملكتنا الحبيبة، فلماذا هذه التصريحات النارية ونحن لا نحتاجها الآن، في هذه الأوقات الزلزالية التي نخاف أن تزلزل الأرض من تحت قدمي مفتي العهد والوعد.

أنتقل إلى محاكم جدة والشبوك الذين اتعبوني في هذه الأيام الحرم من كثر ما جائني على هذا الموضوع الذي إن قلت استكفيت، وإن سكت عديت وشتمت واستحييت،

فلابد أن أقولها جهرا، لوزير الأراضي والبلدية: أن يفك الشبك عن رقاب وحقوق الإنسانية باستعادة أراضيها، أوليس يأخذون كل ما تبقى للمواطن، إن كان يريد البقاء، من غير أن يشبك على حساباته، عندما يحين وقت الحساب من الله عز وجل أو ربما قبلها.

مسائل كثيرة ومشاكل عقيمة تتركني في حالة فقر عقلية وتفاعلية ، ولا أقول إلا أن الأمة تمر بحالة فقر جماعية، بل العالم يمر بحالة فقر بالرؤية الضبابية لما يجب عليه أن يفعل ، بدل إصدار القوانين، تفعيلها ليرى المواطنون آثارها على أرض الواقع، فالواقع لم يعد يحتمل التأويل والمراوغة والأساليب الملتوية، بل أصبح قادرا بواسطة التقنيات الحديثة مهما بلغت الوزارة المعنية من إيقافها فلن يقدروا لأنها تحدت قدراتهم الأمنية والعقلية.

وهنا لابد ان أذكر اتفاقية مرت مرور الكرام ، ولكنها تحكي قصص الغرام بين المواطن والحاكم بعد الاتفاقية الأمنية الخارجية، فبالصدفة وجدت وثائق الاتفاقية بحذافيرها أمامي ، وأنا أقرأها بكل تمعن ومعانٍ، واكتشفت أن كل الأمور الأمنية أصبحت خليجية، ومنها رسائل sms  لولي الأمر، ووجوب وجود ولي أمر المرأة لحصولها في كل دول المنطقة  على رخصة للسياقة وللسفر، وحتى لاستصدار أي من الأوراق الثبوتية، وهذه من بلدنا مرورا بدبي والإمارات وقطر والكويت والبحرين ، فكلهم اتفقوا هذه المرة على نقاط خطيرة، وتهم كل امرأة، وإنسان، والحق بمصادرة الإنسان وفكره حتى لو كان في غير بلده، وتسليمه للسلطات المحلية مهما حاول أن يجتهد بين دول الخليج الديمقراطية، فأصحوا أيها المواطنون لأنكم مراقبين في كل مكان وكل زمان، حتى عقولكم أصبح لها رقيب غير الإله الرحمن الرحيم، فلذا ارجو من هو المسؤول ان ينظر للأمر بكل جدية، وواقعية، لن نقدر من الآن أن نحبس الإنسان لا في مكان ولا زمان، والحدود ستنهار على رؤوس من جعلها حصار للإنسانية.

وفي نهاية هذا المقال الذي يختصر المقام والمقال تعليق على ما أعلن على التلفاز وفي الصحف: أن المملكة تحتل المركز السابع في الشفافية على مستوى العالم، وهنا أوضح وأطلب أن يرجع القارئ للتقرير على موقع منظمة الشفافية الدولية، ويقرأه على موقعها، سيكتشف أن التصريح قد عكس وقلب للتضليل، فالواقع من التقرير أن المملكة تراجعت تسع درجات للوراء وأصبحت هي وبلدنا الشقيق الكويت في أسفل القائمة وهذا فقط للتنوير والتنويه..

فأحذروا أيها السادة الوزراء لأنه يوجد من ورائكم من يتعقب التقارير العالمية بكل شفافية ومصداقية.

همسة الأسبوع

العناوين اختلفت ولم يبقى إلا عنوان الفقر، هو الذي يتصدر الثورات وانتهاز الفرص للهجوم على ما يتبقى من أمن في هذا العصر من محاولات لزعزعة المنطقة بأكملها.

عتبي..

على كل المحطات وذوي المليارات يضعوا اللوم والشعارات ويطلبوا العون من الفقراء لمساعدتهم على قهر الفقر الذي هم أول سبب في حدوثه وليستحوا ويصرفوا أموالهم قبل ما ترثهم أجيالهم بالقوة والسلطة، وليس بالإصلاح والنية التي كتب عليها لا للفقر، ولماذا الفقر، وليصرفوا هذه الأموال للتنمية البشرية بدل الشعارات الوهمية التي اكتفينا منها بل أصبحت مادة سامة في جسم الدول العربية.  
*كاتبة سعودية






الأميرة بسمة


twitter @PrincessBasmah


 

1 comment:

  1. (فقر الضمير)
    رائعة ايتها الأميرة وتحذيرك في محله فهل ياترى هناك من مجيب او صحوة ضمير

    ReplyDelete