من لا يعرف هذه الحديقة ، فهي تابعة لـ" فانتزي لاند"، فمنذ سنة نشرت صحيفة الرياض بكل فخر واعتزاز وما يوجد فيها من مخلوقات عجيبة وتسالي كما العادة تشغل الألباب والعقول عن كل ما هو معقول، وأفردت لها تقريرا ذو ألوان قزحية كما العادة، لمن يقرأ ما بين السطور، وما تفاجئنا به الآن، أن تقريرا من فرنسا عبر شاشة فرانس 24 تصف هذه الحديقة بالعار على دين الإسلام لما فيها من انتهاك لحقوق الحيوان، فالحيوانات فيها هزيلة، مريضة، ولا يوجد لها من يرعاها، وهنا أقول لجميع من قرأ الخبر، ماذا عن حقوق الإنسان أيها الوطن في دين الإسلام؟ وماذا عن وزير خارجيتنا الذي افتتح بالنمسا مقرا لحوار الأديان ، ولم يفتحه في بلدنا، ويتحاور مع من يوجد في الداخل وفي الجوار أولا ، ليكون حوارا هادئا بين المذاهب والشعوب قبل أن نعبر البحار والمحيطات، ونبني مقرات بالملايين في بلاد الغرب، ويكون مانشت آخر من المنشتات الإعلامية، وفي عقر دارنا، والدول المجاورة ولا نقدر حتى فتح أفواهنا، ناهيك عن الحوار الذي نحن بأشد الحاجة له في هذه الأوقات العصيبة، فالأجدر بنا أن نبدأ ببيتنا وبجيراننا، ثم نتجول في العالم ونحاور الأديان التي بلادنا وجيراننا أولى منها بالحوار، ولكن قبلها يجب أن نحاور مواطنينا على شتى أطيافهم ومذاهبهم وانتمائاتهم قبل الذهاب إلى الخارج كما العادة، حتى نظهر بلباس لم يعد ينطلي على أحد إلا العقول التي تُشتري بالمال ، وهذه أصبحت على الساحة بالأطنان والكليوات ، وأنت تطلب فقط ، ويقفز مائة صوت فقط لأنك تملك المال والسلطة.
تقرير آخر عن استهلاك النفط المحلي ووعودنا العالمية بإمدادات بأرقام فلكية وأسعار متدنية خيالية حتى نكسب المعركة المحورية في سباقنا مع الزمان، واستهلاكنا المحلي يزداد مع الزمان، ونحن نمشي في خطط موضوعة لنا لننزل في حفرة لن نستطيع من بعدها إلا البدء من جديد في الاستدانة من البنوك الفيدرالية لتغطية العجز الذي سنتورط فيه إذا دخلت المنطقة الحرب، وهنا سنبدأ من جديد بالتقشف، عوضا عن الرخاء طويل الأمد، والاستقرار الذي سيعيد لهذه البلد وبقوة دبلوماسية وسياسية، بدلا عن قوة هجومية في الداخل والخارج، وهذا الذي يحيرني، من يضع الاستراتيجيات الدبلوماسية لبلدنا، لأنني وبخبرتي البسيطة المحدودة، أرى أننا وضع لنا كمين ، ونحن سائرون تابعون، لا نرى، ولا نسمع، ولا نتكلم، إلا بما يملى علينا، فأصبحنا كما كنا ، ولا نزال، وسنظل ، لعبة شطرنج في أيادي الغرب لفرض أجنداته لتقسيم المناطق، من غير أن نستشعر الخطر القادم، وكل هذا ولم نستيقظ لنعرف أن الكمين قد وقعنا فيه، وأن الخطة قيد التنفيذ، وهنا أقول وبصوت عال وشديد : "استيقظوا من ثباتكم أيها السادة"، فالأمور والمجريات والمعطيات، أكبر بكثير من هذا المأزق ، إننا أصبحنا أصواتا وأبواقا لكل من يريد أن ينفذ أجندات في المنطقة.
فقد فقدنا المصداقية ، والإنسانية، وحتى الحيوان أصبحنا حياله ننعت بالسلبية وعدم احترام حقوقه الإسلامية ، فأين أيها السادة سينتهي بنا الطريق وشبابنا ونسائنا وكهولنا يطلبون الرغيف، والأجر الضعيف، وخريجينا في الطريق، يطلبون الوظائف، ولا من سامع ولا من مجيب.
مضحك مبكي حالنا أيها الشعب العريق، فأيننا عن الإنسان وحوار الأديان، ولا ننسى الحيوان الذي أوصى به رسول الأمة.
حوار الأديان يجب أن يبدأ بالحوار الوطني والمذهبي ، أيها الشعب العريق، فانتمائنا للوطن، وترابه، ومليكه، هو الجوهر الذي سيقينا كل العواصف والهجمات، أما إذا انشغلنا في إرضاء الآخرين، والسياقة، والهجوم على ما لا يخصنا من بعيد أو قريب، فليس هو الحل، إنما هو بداية نهاية الطريق.
همسة الأسبوع
مقالي هذا الأسبوع قصير وموجز ، لأنني بالفعل أصبح لدي قناعة وشعور بالسأم من وضعنا الذي أصبح ألعوبة ومضحكة للأمم ، ووخز بالقلوب ونهش في جسد الأمة.
عتاب الأسبوع
عتبي على من يحاول أن يبني خارج أسوار وطننا ولا يأبه بالأصوات المتعالية ومطالب الشعوب
عتبي على كل من يستغل منصبه لتدمير ما بناه آل سعود
عتبي على كل من يريد تدمير الشباب بالمخدرات وسلب العقول
عتبي على كل من له أجندات، وعقارات بالمليارات، إن صار ما صار في وطننا فله مئات البلايين وعشرات القصور للجوء ، وتناسى أنهم يمكرون والله يمكر، والله خير الماكرين.
*كاتبة سعودية
www.basmasaoud.blogspot.com
twitter@TherealBASMAALS
No comments:
Post a Comment