هل ضاعت بين أروقة السياسات العالمية أولوياتنا، هل استنفذنا كل الوسائل الوقائية، هل تبنينا أيتام وأرامل ، والمواطن ليس لديه حتى قوت يومه، هل أنفقنا فائضنا على مظاهرنا الخارجية، واحتفالاتنا المحلية والدولية، وتدخلنا في شؤون غيرنا والتي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، إلا السطوع في سماء مليئة بالنجوم والحمم، هل اختلطت علينا كل الأمور، ودخلنا في حالة الذهول، هل تبدلت الأمور، هل استيقظت الضمائر والسرائر ونظرنا حولنا وأصبحنا ألعوبة بيد كل من يريد الدخول في المنطقة باسم الديمقراطية، أصبحت الهمم تتجه كلها نحو القمم، وتركنا شعوبنا تئن تحت أعباء لم يعد يتحملها لا صغير ولا كبير، اشتبكت الأمور حتى أصبحنا لا نعرف من يملك القرار، اعتقلت جماعات لمجرد ممارسة عقائدهم بينما يغض النظر عما يجري في السفارات الأجنبية.
هل أصبح أمن وأمان المواطن في سلة المهملات ، وأيقظنا مارد المذهبيات ، هل ما يدور في الساحة المحلية من سرقات للبيوت، وضرب الشيوخ وإهانة المرأة من المسلمات، وانتهاك حقوق الإنسان من العادات اليومية؟، هل أصبحت الشكاوى التي يقدمها المواطن خطر عليه، وأمان على من يجب عليه العقاب، والخوف من دخول السجن هو السكوت بحجة عدم تخريب الأمن والأمان؟، هل أصبحت الشرطة هي الجهة التي يجب أن نتجنبها ونخاف منها بدلا من واجبها وهو الحفاظ على الأمن والأمان، وفرض عضلاتها على المساكين والأيتام والنساء والأطفال وباختصار من ليس له صوت ولا اسم ولا انتماء لأحد من الذين لهم وساطة ولا رصيد يدفع عنه جبروت وثمن الفساد، اتفقنا للجلوس على المقاعد والسلطة بيد من يتداول الأسهم والمحافظ، سوق محلي لا يوجد له قوانين ثابتة وقد أثبت ضعفه في انهيارات متعددة ولا مانع ولا حافظ إلا رب مطلع عما في السرائر ، ومع هذا فتحنا سوقنا للسوق الأجنبي بكل جرأة وثقة وعنوانين براقة، نتحدث مع الصين وهم لا يعترفون بالإله الواحد ولا حتى يوجد إله إلا المصانع وصوبنا أسلحتنا نحو شعبنا عندما حاولوا المطالبة بأبسط قواعد الحياة المحترمة، ولبسناهم ثوب الطائفية وقلنا عنهم إنهم مدفوعون مأجورون خارجيا ، ونسينا أن الحاجة والفقر ليس له هوية ولا شكل ولا عناوين مذهبية، ندين سوريا ونشجع الثورة والتظاهرات السلمية، ولدينا فتاوى وقوانين تمنعنا حتى التفوه بما هو صواب، وفي مصلحة الوطن والمواطن، أصبحنا واجهة ورداء ودرع لمن يريد شن الحروب في المناطق حتى تزدهر حروب المناطق والبلاد الجغرافية، التي تحيط بمنطقتنا العربية، وأصبحنا في العناوين العالمية، نفتح فرعا للنساء في الملاعب الكروية، ونشجع الفنون التي كانت بالأمس من المحرمات الدينية، فتحنا وبكل فخر واعتزاز معارض التراث الإسلامي ، ونحن من هدمنا بيت رسولنا النبي الأمي، بحجة زيارة وعبادة والتمسح بهذه الأماكن الطاهرة ، ولا مانع من ظهورنا على شاشة الإم بي سي المنزهة عن كل عيب وقلنا لماذا لا نستخدم هذه القنوات لإرسال الإشارات الإسلامية، ومن بعدها الأفلام الخلاعية، لنعطي رسالة مغناطيسية لتشجعينا على الازدواجية التي أصبحت من سماتنا العصرية .
وفوق كل هذا نقرأ في الصحف وفي الوزارات العدلية أن شيخ معروف للجميع بسماته العصرية ونظارته الفرنسية التي تتواكب وتتلون مع كل الإشارات السياسية بأن كتبه ومؤلفاته ليست أصلية بل مأخوذة عن إنسانة وامرأة هزمت وهددت وحاولوا شرائها بأموال من أين جاءت ، الله اعلم، ولا أوجه الاتهام لأحد، لأنني وببساطة لم أعد أعرف من وراء هذه الظاهرة الجلية، التي أصبحت موضة لكل عالم مدفوع الأجر وله شهرية وسنوية، مشايخ يتكلمون عن الدين وعن تعاليمه في أشهر واطهر بقعة على وجه الأرض، والمفاسد توجد بينهم ولا يتفوهون ولو بنصيحة لمن حولهم من مشايخ وقضاة، وهذا لا أعرف له عنوان، ولكن ولربما يوجد في حديث أو في آية في القرآن، لم تمر علي ولا على رؤوس من هم في أعلى قمة الهرم الديني ، من تفسير لهذه الظاهرة الغريبة التي لا تبشر بخير، لأن الله يقول في قرآنه الكريم" وتأمرون الناس بالمعروف وتنسون أنفسكم"، المواطن يشتكي من الفساد والمفاسد والخطبة تطلب منهم الصبر والدعاء والاحتساب، ولكن الله يحب عبده القوي لا الضعيف الذي أصبح من سمات مجتمعنا النظيف الذي تارة يستتر وراء مطالب النساء وحجابهم، وتارة وراء التحالف مع الهيئات التي تمارس الغواية من وراء الأبواب وعلى شاشات المحمول وتويتر واليوتيوب والفيس بوك، وأصبح المفتي حفظه الله يتكلم عن التقنية الآن وهي موجودة بيننا منذ زمان، ويستعملونها أصحاب الدين والبيان ليبثوا فيها سمومهم التي باتت واضحة للعيان ، فبدلا من التبشير بالجنان، صرنا من سكان النار وما حواليها، لأننا ليس علينا أن نسأل ونعبر عن رأينا إلا إذا أصبحنا من الساكنين في الدرك الأسفل من النار، ولتسقط الإنسانية والرحمة والإنسان باسم الدين الذي أصبح سلاح يسلط على الرقاب من غير سؤال ولا انتظار جواب ، فالحكم على الضعيف واقع ، ولو دارت الدوائر وهو برئ، والويل ثم الويل والثبور على من يتجرأ على القول أن من هو في السلطة يستحق العقاب بل فقط النصيحة والقبول لأنه أعرف ببواطن الأمور.
أرصدتنا وأموالنا وفائضنا يتبخر كلما لاح بالأفق الضوء الأحمر أو قرعت طبول الحروب، فنهرع لمصادقة هذا وذاك بالأموال والصفقات، ونترك المواطن الأحق بهذه الأموال يغرق في الديون والرمال المتحركة التي باتت وأصبحت في كل البيوت، فهنا مناظر تقشعر لها الأبدان وهنا عوائل لا يستطيعون حتى شراء الدواء والغطاء للاتقاء من البرد والزمهرير، والآخرين يجوبون الأرض بطيارات خاصة ويفتحون المعارض المبهرة التي تحكي عن تراث مضى ولا تظهر الصورة المظلمة من قرانا التي مواطنوها يئنون من الجوع وغلاء المعيشة والباقي ما بين السطور.
همسة الأسبوع
مخافة الله في العلن قبل السر هو المطلوب ممن هم مسئولون عن حياة الإنسان في هذا الوطن العزيز على قلوبنا ، فالفساد انتشر وأصبح كالداء ينهش في جسد أمة لا تزال في بر الأمان ونتمنى أن تظل هكذا في موسم العواصف والزلازل والحروب بقيادة صقر الجزيرة العربية مليكنا الحبيب الذي أتمنى أن يعالج بشفافية هموم وطن تحيط به الأخطار من كل الجهات الجغرافية، لأن كل مواطن في هذا البلد العزيز لا يستحق إلا كل احترام وتقدير ومعاملته بضمير.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS
عندما تدق نواقيس الخطر لاسمح الله لبلادالحرمين سنقف شعبا وحكومة ضد هذا الخطر نعم سنقف شعبا وحكومة
ReplyDeleteرغم ضيقة العيش والكفاف والبطالة وواد النساء وسلب حقوقهم
الخ....
ايهتاالأميرة صرحتي بالمفيد لافض فوك