أما في ديوان المظالم التي بأروقته لا يزال الظالم يمارس ظلمه إلى حين، والشهرة هي المطلب في هذا الوقت الذي تتجه إليه أنظار العالم، إلى الثورات الإقليمية، وتعلو الأصوات المحلية بالإفتاء بان ما حل بمصر الشقيقة ما هو إلا غضب إلهي لما قاموا به ضد الظالم والمعتدي، فهل انقلبت الآية وأصبحنا نفتي على حسب الأهواء السلطاوية، ونسينا وغفلنا عن صاحب الآية، }إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{ ، وأن الله يغير ما بين عين وانتباهتها من حال إلى حال.
فلماذا العجب في بلاد أصبح الظلم هو الحاكم والفقر هو الدائم والذل هو المسيطر ، فما أهلكت القرى إلا عندما استبد بها الظلم والتنافس على المقاعد، ولم تعد ترى إلا الثروات والمكاسب ، لماذا الجميع يريد أن يتخلى عن مبدأ الثورة المصرية على الفقر والاستبداد، فالجميع ومن فوقهم القوى العظمى تريد حصة من الكعكة ضمن شروطها المعلنة، والتي ليست بخافية على أحد، وهي ضمان استقرار إسرائيل، وتفردها بالقوة النووية والذرية، وما هو آت من المسميات الجديدة في عالم الأسلحة الفتاكة الذكية، وضمان وجودها الأبدي في خارطة يحيط بها أعدائها التي ربتهم وأنشأتهم على كراهيتها بواسطة سياساتها الإقليمية، فلا مانع لدى القوى العظمى من يحكم في المنطقة ما دامت الأمور تسير بالاتجاه الصحيح حتى لو كانت المسميات هي إسلامية ، فلا مانع مادامت تخدم المصالح الكبرى وهي السيطرة الدائمة على الثروات مهما كانت النتائج من سلب الحريات وتدمير المنشآت وقتل النساء والأطفال وشد الانتباه من حالات الفساد وإعطاء مكاسب سطحية لهذه الإنسانة والمرأة هي الضحية، التي باتت وأصبحت هي السلعة المحلية لكسب وخسران قضية دولية، لماذا كل الأنظار مركزة الآن على قيادة المرأة، وليست على الأمور الجذرية التي كنا نتطلع إليها كمكاسب شرعية وحريات أساسية وعدالة اجتماعية لحالاتنا المأسوية، وأنظمتنا المعطلة وحتى في حماية المرأة من التحرشات الجنسية من قبل من هم مسؤولين في المقام الأول عن العدل والمساواة والحلول الاجتماعية وأصبحت تساوم على شرفها من أجل الحصول على أدنى حقوقها الشرعية في معظم الأجهزة الحكومية، وانشغلنا واشغلونا في القيادة وكأنها هي قمة التحضر والريادة والعدالة الإنسانية، أفلم نفهم للآن أن السياسات الإقليمية هي من تحرك التوجهات والحملات المحلية وتدعمها بواسطة شبكات عنكبوتية، وقصص يصدقها كل ذي لب ضعيف ومن هم في بداية شقهم للطريق في رحلة طويلة الأمد في منهج السياسات العالمية ولا يعرفون أنهم مستغلون من غير أن يعلمون في أجندات مضادة للتقدم والحضارة، فالأجدر بنا كنساء المطالبة وشن حملات ضد التعسف وإصدار قوانين تحمي المرأة في حياتها اليومية، وحقوقها الشرعية، وحتى في قيادتها لسيارتها، فكل شيء لابد أن يوجد له تنظيم وتدابير وقوانين ودستور يحترم ويطبق على ارض الواقع لا في وسائل الإعلام أو في دواوين المظالم التي لا تنفك أن تدور وتدور كعقارب ساعة الدهور، لنرى أحلامنا تتكسر على شواطئ السلطة والمال، والسياسات الخافية على الرأي العام، فلننظر وبهدوء ونطالب بالأساسيات للحماية من ولاة الأمور الذين يستخدمون حق الفيتو في خروج المرأة من بيتها وحتى المطالبة برد اعتبارها عند ضربها وحبسها في غياهب السجون لمجرد مطالبتها بالحماية من أب أو أخ فيه جبروت مدعوم من نظام يحكمه نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي في نظرهم الخروج عن الطاعة لرجل نسي قدرة الخالق عليه واتته قدرته على من هم مسؤول أمام الله عنهم هو الحرام بعينه.
فلا ننظر للأمور من ناحية النساء المحظوظات بالتعليم العالي والسفر والخروج في العلن وتربية لا نعرف فيها الجوع ولا الخوف من المجهول ، بل تنظر للأغلبية العظمى من النساء، الذين لا يعرفن حتى حروف الهجاء، ولا الرعاية الصحية، ولا حتى أدنى حقوقهم الإنسانية.
يجب على مجتمعنا أن يستيقظ من ثباته العميق ليرى الحقيقة بوضوح ورؤية واقعية لحالة المرأة في كل المناطق الجغرافية للمملكة العربية السعودية، ولا تنحصر رؤيتها على المناطق الغنية والمرأة الذكية التي لا تمثل إلا عشرة بالمئة من التعداد الذي يعاني من الاستعباد والقهر والجوع والجهل، ناهيك عن الرجل الذي لم يستطع للآن المطالبة بحقوقه الإنسانية في شتى المجالات الحياتية، وحقوقه الإنسانية التي يعاني منها أكبر فئة من تعدادنا السكاني ، فلم نعد نرى إلا خروج البعض ممن ينادى بالديمقراطية المحلية، وهو لا يعرف أن الإسلام ضمن له حقوقا، إن طالب بها ورجع إلى الأصول الفقهية لأغنته عن آلاف الكتب والمراجع ذات الاتجاهات السياسية الإسلامية التي أدت للآن باعتلاء أحزاب الإسلاميين لعروش ما بعد الثورات، ليبرهنوا لمن هم في المنطقة أن الثورات لن تنجح إلا بشدنا إلى الوراء بواسطة أحزاب أسست أصلا لهذه الظروف الاستثنائية، وهي الثورات العربية، لنبرهن للمواطن العربي بأن الثورات لن تأتي إلا بالفوضى السياسية والأهلية، وترجع البلاد إلى ما قبل الجاهلية. فهذه خطط سياسية للسيطرة على كل من حتى يفكر بتغيير ولو صغير كبداية لعهود نور جديدة لهذه المنطقة التي لعبت بها وتلعب بها الدول الكبرى وترسم لها الخطط الموجهة التي تحمي نتائج كانت منتظرة من مفهوم الثورات، فما كانت الثورات القديمة نتائجها وخيمة، بل كانت منظمة وجدية، ولا تلعب بأوراق براقة وإعلامية، بل كانت ثورات تريد حقوق الشعوب للعيش بحرية تحت راية كلمة اسمها الإنسانية ، والتعددية والعدالة الإلهية.
همسة الأسبوع
اللعبة دولية، والهجمة قوية، والدفاع ضعيف أمام ما هو ليس بنظيف، ولا ظاهر للعيان بأنه تلميع مؤقت لما هو آت من عواصف رعدية ذات أصوات عالية للطاقة المتحارب عليها من كل القوات العالمية.
*كاتبة سعودية
twitter@TherealBASMAALS
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
ReplyDeleteونسال الله التوفيق والسداد لك يارب ..... وتقبل مروري .
نح لانرغب إلابحقوق المرأة التي شرعها الله لها.
ReplyDeleteايتها الأميرة كتبتي عن قضايانا فأسهبتي وان الحل لهذه القضايا
في الرجوع اللأسلام والقثه الأسلامي لأنه الأساس في كفل الحقوق وماغيره باطل
لا فض فوك يا صاحبة السمو
والله يحفض امتنا الأسلامية وبرد كيد الكائدين لأمتنا الأسلامية والله هوالقادر لاإله إلا هو آمنت به وأنا من المسلمين
الله محى المملكة وناسها
ReplyDelete