Thursday, 9 February 2012

السياسات العارية (1-2)


لنناقش بواقعية وصراحة ما يجري على الساحة المحلية التي أصبحت دولية، حملة نسائية للقيادة الفعلية للمراكب الفضائية، لماذا فضائية؟ لأنها ليست واقعية، إنما هجمة غربية، لتشغل عقولنا عما يجري في الساحة الدولية، فأصبحنا الآن محط أنظار العالم،وتحت ضوء المجهر الذي سلط الأضواء والكشافات الدولية على القيادة النسائية،أهي ألعوبة لتلهينا عما يجري في الدول المجاورة، والهزات الأرضية والثورات العربية، فالقتل وسلب النخوة العربية جارية على قدم وساق وسباق بين أروقة السياسات الغربية،فإن كسبنا القضية وقادت المرأة مركبتها الفضائية، من سيحميها من الهجمات الشرسة المدنية، الشرطة المحلية، أم المحكمة العدلية، أم الوزارات المعنية، فإذا لا يوجد لها حق حتى الشكوى على من اغتصبها من المسؤولين عنها، فكيف لها أن تقود وتشتكي وعلى من ستقع اللائمة، على الاختطافات والمجازر التي ستقع في الشوارع والشرطة ليست قادرة حتى على توقيف أحد أبناء المسؤولين في الوظائف العادية فكيف لها أن تحمي المرأة في قيادتها للمركبة الأرضية، أم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستتجه وتخلق لها دور جديد في مجتمعنا العريق بأن توجه قذائفها المحلية لأن تكون شرطة لتحمي النساء من التحرشات وتخلق قوانين جديدة، لتقول لنا وفي العلن هذه هي نتيجة التحرر بسرعة مذهلة من الجلوس في المقعد الجانبي إلى المقاعد الريادية وراء عجلة القيادة التي ستحدث ثورة من نوع آخر، وهي التحرش والتهجم على هذه المرأة التي أصبحت بيد كل من يريد أن تحتل المرأة موقع الإذلال والخضوع، ألم نعي أن هذه هي مهزلة ومعركة لتوجيه الأنظار على صغائر الأمور، بدلا من تغيير شامل للقوانين التي تحمي المرأة من أصغر المشاكل التي تحرمها حقها حتى من الخروج من البيت إلى الأسواق أو حتى عبور الباب من غير إذن محرمها أو ولي أمرها، فكلما أرادت أن تقود يجب عليها أن تحمل ورقة قبول من ولي أمرها، وإن تعدينا هذا الشرط، فعلينا أن نتعدى أولا شروط توليها حقوق نفسها الأولية الإنسانية، وإلا أصبحنا ألعوبة في يد كل رجل وولي أمر، وسنتنازل عن الكثير مقابل القليل الذي لا يضمن لها حق الإنسانية والاحترام والحرية، فتذوب هذه القضية ضمن الألعوبة السياسية، ويغض النظر عن الأهم والمهم،وضياع القضية الرئيسية وهي الحقوق الإنسانية في البنية التحتية، ونفوز بقضية،وتضيع القصص المأسوية التي ترتكب باسم الدين والعدالة المحلية، في حق المرأة السعودية، فقبل القيادة، يجب الحماية، وقبل الحماية يجب تطبيق واستصدار قوانين لحماية وإعطاء الحقوق للمرأة السعودية في شتى المجالات الحياتية، منها المدنية، ومنها الزوجية، ومنها القضائية، واللائحة لا تنتهي، إلا باستصدار دستور جديد يحمي الإنسان ، ليس فقط في الشارع ولكن الأهم داخل أسوار الجدران العالية، التي تخبئ ورائها مشاكل ومصائب هي أكبر من أن يستوعبها الإعلام الغربي والمحلي.

فالساحة الآن والتوقيت هو الآن المناسب لشد انتباه المجتمع الدولي والمحلي لهذه القضية،  فنحن في النهاية قطعة شطرنج في اللعبة العالمية، تدار حسب المناخات العالمية حتى تسكت المؤسسات التي تسمى بالإنسانية، بإعطاء المرأة حق القيادة والتفرج على لعبة كرة قدم محلية، حتى نصبح من الذين ينتمون إلى النهضة والتحرر ونسينا قضايانا الأساسية من حلول لكل المشاكل التي توجد على الساحة المحلية، من فساد في أروقة كل الأنفاق الحكومية، ونشغل الرأي العام ونوصف بالإنسانية لأننا أعطينا ورقة للمرأة بقيادة مجرد سيارة، حتى من غير حق أن تقودها من غير أمر ولي أمرها، فعلى ماذا حصلنا ، شهادة دولية لحقوق المرأة المتمثلة بقيادتها، ولم نعنى بالتفاصيل الأهم وهي حريتها الشخصية وحقوقها الإنسانية.

عقبة العقبات ما هي وما أدراك ما هي ، تضليل عن القضايا الرئيسية ، والقابعين في السجون المحلية، منها المنزلية ومنها الحدودية ومنها الإجبارية.

وهل سيكون اسم الجنادرية القادم تكريم أول قائدة سعودية، أم سيكون اسمها تكريم الإنسان والإنسانية والأمن والأمان هو مبتغى كل إنسان يريد الحرية، حتى ننزل الشوارع خلف المقود أو على أقدامنا،عندما توجد قوانين تحمي الضعيف قبل القوي،والضعيفة قبل القوية، وهذا لن يحصل إلا بتعديل للدستور والقوانين العدلية.

فالتنافس الآن على قدم وساق، لشد الانتباه لما هو ليس في الأجندة المحلية، والعقبة الآن هي كيف نتخطى كل هذه المطبات، وحقول الألغام، التي ستصرف نظرنا وأنظار العالم عن انتهاكاتنا عن تقديم حلول جذرية وإنسانية لحالة الفوضى التي تعم البلاد في إدارة الأزمات التي تشغل الأوطان العربية من مشرقها لمغربها، والعالم يبحث عن أعذار وحلول لصرف النظر عن مصادر البترول، التي باتت مطمع كل الجهات القطبية، فالكل يتصارع بغض النظر عما يدور في بواطن الأمور، حتى يستطيع أن يفوز بالصفقة التجارية أو المشاريع الجبارة، والقرارات المختارة، فأصبحنا ألعوبة هذا الزمان،ولكن خوفي من أن نصبح أضحوكة لكل من له أجندة معينة، فالعقبات والتحديات ستصبح أكبر إلى أن يفلت من أيدينا زمام الأمور، ونفترق للأبد، وهذا هو المطلب، والمثل يقول "فرق تسد"،وهذا ما نراه الآن في عالمنا المحيط بنا، فأصبح الكل يحارب للبقاء، مهما كانت النتائج ومهما ارتفعت فاتورة التنازل ، فالمهم في الآخر البقاء وليس الإصلاح والاجتماع بل الحروب والتقاسم.

همسة الأسبوع

نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ولا نشبع إلا عند التخمة والخنوع، فالعقبة هنا ليست في المقاسمة، العقبة هنا هو حب الامتلاك الكلي ، حتى لو استغنينا عن كل مبادئنا التي كانت من شيمنا.
الى قرائي الأعزاء
ترقبوا الجزء الثاني من المقال يوم السبت باذن الله
وشكراً لكم

*كاتبة سعودية


twitter@TherealBASMAALS



No comments:

Post a Comment