Friday, 24 September 2010

الأميرة بسمة بنت سعود : المؤسسات الحكومية تحتفل باليوم الوطني بـ “طريقة نمطية” تحتاج تعديلاً



حوار - ابتهاج منياوي
أعربت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز عن عدم رضاها عن الدور الذي تقوم به المؤسسات الحكومية حاليا للاحتفال باليوم الوطني . وقالت في حوار لـ “المدينة” أن على تلك المؤسسات أن تلعب دورها على الساحة بشكل أكبر وأشمل وبطريقة غير نمطية للفت انظار هذه الاجيال وأن تبث فيها التشويق بدلا من الملل . وأشارت إلى أن مفهوم اليوم الوطني للجيل الحالي أصبح ضبابيا فلم نعد نرى الأبناء يهتمون بهذا اليوم إلا سطحيا في الشوارع أو المدارس ثم ينسونه في اليوم التالي .
وأضافت أن خادم الحرمين الشريفين عبر بجلاء واضح عن رؤيته للوطن بكل شفافية من خلال إنجازاته التي لا تعد ولا تحصى واخرها مؤسسته للأعمال الخيرية والانسانية التي تترجم رسالته بأن هذا الوطن وشعبه وقادته يحملون رؤية رحيمة وسلام للعالم وأننا لسنا كما صورنا الإعلام المسئ في شتى بقاع العالم . وطالبت سموها وزارة التربية والتعليم بإعادة صياغة الطريقة التي كتبت بها التاريخ في مناهجنا الدراسية وجعله كقصة تاريخية وليس مواد يراد بها الحفظ لان عندما نسأل اولادنا عما درسوا نجد جهلا تاما بالتفاصيل وتلك “كارثة وطنية” . ورفضت الأميرة بسمة تأييد مقترحات بمنح تخفيضات خاصة للمواطنين في ذكرى اليوم الوطني مؤكدة أن تلك الفكرة تعطي لليوم الوطني نظرة تجارية ومادية وأن هذه الأفكار السطحية تضعف من قيمة اليوم الوطني الذي هو” منظور روحي وواجب وطني “ .

وفيما يلي نص الحوار :
** ماذا يعني لكم اليوم الوطني ؟ وهل يحظى هذا اليوم بذكريات خاصة لسموكم عشتموها ؟
* كل الفخر والاعتزاز والولاء لذكرى هذا اليوم العظيم في حياتي كمواطنة سعودية، وابنة للملك سعود ، رغم أن ذكرياتي مع الوالد رحمه الله لم تكن واضحة ، حيث أن الوالد رحمه الله توفي وأنا في الخامسة من عمري تقريبا ، لذا لا أذكر أنني شاركت بهذا الشعور الوطني الذي نفتخر به جميعا، لكني أذكر القصص التي كانت تروى لي من أخي الأمير خالد بن سعود وذاكرته الخصبة فهو صندوق من الذكريات، ويروي لنا كيف كان الوالد يحتفل مع شعبه ويلبس البزة العسكرية كرمز لهذا اليوم واتحاده مع شعبه ، فقد كان الوالد رحمه الله لا يبعد كثيرا عن الملك عبدالعزيز الذي كان ملحمة تاريخية بحد ذاته، لم ولن يجئ من بعده بهذه الأنظومة الرائعة التي رأيناها من التوحيد بأقل قدر ممكن من الدماء ، بل وحد بالمحبة والاتحاد والأخوة. لذا كان الوالد يحمل نفس الرؤية ونفس الرسالة ويهتم بهذا اليوم اهتماما جليلا ويعتز به حيث كانت ذاكرته ما زالت قريبة من ذكرى يوم التوحيد الذي شارك فيه شخصيا ، وشارك في توحيد عدد من المدن في مختلف أنحاء المملكة، هذه هي المشاعر التي بثها فيّ أخي الأمير خالد بن سعود حينما نتحدث عن اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة، فأتشرب منه هذه القصص الرائعة وحبي للوطن بشكل أكثر مما أقدر أن أصفه ، وحرصت أن يكون أولادي معي عندما نتكلم عن هذه الملاحم التي عاشها الوالد رحمه الله.

** كيف ترون أهمية وكيفية ترسيخ مفهوم اليوم الوطني لأبنائكم وللأجيال القادمة ؟*
مفهوم اليوم الوطني لهذا الجيل والأجيال القادمة للأسف “ضبابي” ، فلم نعد نرى أبناءنا يهتمون كثيرا بهذا اليوم إلا سطحيا في الشوارع أو المدارس أو على التلفزة، ثم ينسونه اليوم التالي ويتابعون حياتهم بطريقة اعتيادية، في حين أن هذا اليوم ليس "يوما" ولكنه شعور عام من المفروض أن يراود الإنسان على مدار الأيام ، لأنه يعبر عن مدى انتمائه واعتزازه وولائه المطلق لهذا البلد المعطاء وعلى رأسه الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي في نظري قد وحد من بعد أمره بإنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية ومع هذه المبادرة إلا تفسير وتدبير للآية القرآنية "إنما أرسلناك رحمة للعالمين" فقد ترجم هذه الرؤية الملك عبدالله بكل شفافية وأرسى قواعد مدرسة جديدة ورسالة جديدة للجميع لأن هذا الوطن وشعبه وعلى رأسه قادته يحملون رؤية رحيمة وسلام للعالم وليس كما صورنا الإعلام المسيء في شتى بقاع الأرض .
وقد تكلمت عن هذه الرؤية في المؤتمر الصحافي الذي عقدته الأسبوع الماضي في أرض مصر الشقيقة عن رؤية خادم الحرمين الشريفين ، ولم أكن أعرف بهذه المؤسسة، ولكن أنا دائما قارئة لفكر الملك عبد الله واستشف من تصريحاته وقراراته رؤيته المستقبلية ، وممكن أن تقولي أني أملك الحاسة السادسة أو أملك جزءا بسيطا من رؤية وفكر خادم الحرمين الشريفين ، فما أنا إلا بذرة صغيرة من البذور التي زرعها هذا الرجل العظيم في وطننا ، وما كانت تصريحاته إلا نتيجة السياسات التي اتبعها في السنوات الأخيرة صورة الملك عبد العزيز.

* ما أبرز ما يتبادر إلى ذهنك في الذكرى السنوية لليوم الوطني ؟**
دائما يتبادر إلى ذهني في هذه الذكرى الغالية على قلبي هو صورة الملك عبدالعزيز رافعا راية التأييد والنصر وتتويجه ملكا لأفضل بقاع على وجه الأرض ونصرته من الله لتكوين دولة قوية بإيمانها وعروبتها وجذورها لتصبح من أقوى الدول العالمية اقتصاديا وسياسيا ، ودائما يمر على ناظري سلسلة من الأحداث التي أقرأها دائما وأعيد قراءتها كل سنة في هذه الأوقات الوطنية العزيزة على قلبي ، لأجدد الشعور الذي ينتابني من انتماء وولاء وامتنان لهذا الوطن الذي أعطى الكثير ولم يطلب الكثير.

** كما قلت سابقا ، الاحتفالات هي من الأشياء التي أحبذها ولكنها لا تفي بالغرض، فالاحتفالات ما هي إلا جزء صغير مما يجب أن نفعله في هذا اليوم، الاحتفالات مفروض أن تكون نتيجة شعور واحتفال يومي على مدار السنة بأنظومة لا تتجزأ من ولائنا وعطائنا لهذا البلد ، فهذه البلاد الطاهرة وهذه الحكومة الرشيدة محتاجة لسواعد أبنائها لترجمة معاني الوطنية ، وما هي الوطنية إلا الإخلاص والصدق وأداء الأمانة التي أعطاها خادم الحرمين الشريفين إلى كل مسؤول وعلى كل مواطن للدفاع عن أرض وطنه بكل الوسائل ، ليست فقط الدفاعية والعسكرية ولكن بالدفاع بالقول والفعل عن كل مصالحنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان.

* ما هو الحلم الذي تتطلعين لتحقيقه في الوطن في كل ذكرى سنوية لليوم الوطني ؟**
أتطلع دائما في هذا اليوم أن تكون كل مناطق المملكة وكل مواطن في المملكة وكل مقيم يد واحدة ، بتفكير موحد وهو الولاء التام لله ثم للمليك والوطن لأنهم جزء لا يتجزأ أبدا، الطاعة المطلقة لهذه الحكومة الرشيدة التي ما باتت تعمل ليلا ونهارا لراحة واستقرار الأمن في بلدنا الحبيب ، ثم أتطلع في كل سنة أن أرى المرأة تتقدم وتأخذ وضعها الطبيعي في حكومة خادم الحرمين الشريفين بأن يكون هناك مشاركة نسائية أكبر ، لأن المرأة هي النصف الآخر من الأنظومة وقد أعطى الملك عبدالله حفظه الله كثيرا للمرأة في السنوات الخمس الماضية ، ومن وجهة نظري أن المرأة تترجم الوطنية بشكل أكبر وبنظرة أشمل لأن ولاءها لبيتها وأولادها كما نعرف هو مطلق، وأنا أعتبر الوطن هو البيت والأولاد هم الشعب ، لذا أرى أن المرأة جديرة بأن تعطي بلا حدود لهذا الوطن ، حيث أن من طبيعتها أن تتفانى بشكل مطلق لأهدافها ، وهذا شيء أعطاها إياه الله سبحانه وتعالى، فلنستثمر هذه الوطنية من المرأة لتأخذ شكلا أوسع ودورا أكبر مؤثرا في كل المجالات وعلى الأخص المجال التنفيذي ، حيث أؤمن أن المرأة لديها رؤية أوسع وأشمل ، وأنها تقدر أن تتعامل مع المحدثات العالمية بشكل دبلوماسي أكبر لأنها جبلت على الدبلوماسية في التعامل مع محيطها لذا أتطلع وأتمنى وأنا متأكدة أن الملك عبدالله سيعطيها هذه الآمال ، وستحقق المرأة قفزة أخرى من الهضبة إلى قمة الجبل.

* كيف تنظرين لمشاركة المرأة في اليوم الوطني ؟**
قد عبرت عما أرى للمرأة من دور يمكن أن يتحقق في المستقبل على يد الله ثم على يد مليكنا ملك الرؤية المستقبلية ، ملك الإنسانية ، وفي هذا المضمار أتمنى أن تكون المرأة بدورها الفعال على كل المجالات وفي كل المجالات لترجمة ما قلته في إظهار قدرتها على أن تكون داعمة أساسية لهذه الأجيال لتوضيح رؤية ومعنى الوطنية في الولاء والعطاء والانتماء لهذا الوطن لأننا من المفروض أن نتذكر دائما أنها هي من تنشئ الأجيال وتربي على كل القيم التي سنراها في المستقبل ، والمجتمع الذي ستكون نظرته نتيجة تربية المرأة ، فلذا يجب علينا كنساء أن نتثقف ونتشرب معنى الوطنية ، وأن نسقيها لأولادنا على سفرتنا اليومية كغذاء لهذه العقلية الشابة التي يجب أن تعرف أن بقاءنا وصمودنا ورقينا يعتمد في الأساس والأول والأخير على وطنيتنا ، ومعرفة قدرنا وحجمنا واحترامنا لأنفسنا وتقديرنا واعتزازنا لهذا الوطن ، حتى نضيف للعالم صورة من التلاحم والمعرفة والثقافة ، وبذلك نكسب احترامنا لأنفسنا ، ونفرض على العالم احترام هذا الشعب ، وفي المقام الأول احترام هذه الحكومة وعلى رأسها الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين.



* برأي سموكم هل تؤيدون فكرة تقديم تخفيضات خاصة للمواطنين والمقيمين بمناسبة اليوم الوطني بهدف تعزيز الاحتفال باليوم الوطني؟
** لا أؤيد هذه الفكرة تماما لأنها تعطي لليوم الوطني نظرة تجارية ومادية، وإني أرى اليوم الوطني هو منظور روحي وواجب وطني وليس مكسبا تجاريا ، فهذه الأفكار السطحية تضعف من قيمة اليوم، ولكن من المتوقع من المواطنين والمقيمين أن يبذلوا في هذا اليوم واجبا شخصيا تعبيريا ليشاركوا في هذا اليوم فكريا عن هذا اليوم الذي نفتخر فيه ونثقف المقيم وحتى المواطن الذي يجهل كثيرون منهم هذه الملحمة الوطنية بتفاصيلها ، فأشجع الإعلام المقروء والمرئي وأن تقوم مسارح لبث كل المواد المتعلقة بتاريخ هذه البلد المعطاء ، وأرفض تماما الفكرة الاستهلاكية المادية لاستغلال هذا اليوم.

* هل أنت راضية عن الدور الذي تقوم به حاليا المؤسسات الحكومية للاحتفال باليوم الوطني ؟**
أبدا .. لست راضية لأن الدور هو محدود في إطار معين وأظن في نظري كمواطنة أن المؤسسات الحكومية يجب أن تلعب دورها على الساحة بشكل أكبر وأشمل وبطريقة غير نمطية للفت أنظار هذه الأجيال ، ولبث ذاكرة الأجيال السابقة لإعطاء هذه المناسبة جوا ورؤية للمواطنين والشعب السعودي والمقيمين أكبر وأوضح وتبث فينا التشويق ولا تبث فينا الملل ، حيث أننا تشربنا في المناهج الدراسية كل هذه الملاحم والتاريخ ، فكل يجب ان تكون مواضيعه مواتية حتى نبحث ونهتم ونحاكي الجو العام في السعودية وفي نفس الوقت نرسل رسالة عالمية ليرى العالم ويسمع هذه الملحمة التاريخية التي يجهل الكثير عنها محليا وعالميا تفاصيلها ، فأتمنى أن هذه المؤسسات أن تعيد النظر في طريقة تفعيل دورها في هذا اليوم حتى نصبح جميعا متشوقين لهذا اليوم حتى نرى كل سنة جانبا آخر وزاوية أخرى لهذا اليوم كما نراه في الجنادرية من احتفالات وأوبريت وأسواق وتعريف بالعادات وما إلى ذلك، ولكن بمنظور وطني وهذا ما أصبو إليه وما أتمناه.

* ما هو الدور المطلوب والمأمول من وزارة التربية والتعليم لترسيخ مفهوم اليوم الوطني لدى الطلاب والطالبات بمدارس المملكة ؟**
المطلوب إعادة صياغة الطريقة التي كتب بها التاريخ في مناهجنا الدراسية وجعله كقصة تاريخية وليس مواد يراد بها الحفظ ، لأننا نرى في أولادنا عندما نسألهم عما درسوا جهلا تاما بأي تفاصيل أو تذكر للأحداث التاريخية، فهذه كارثة وطنية ألا يتذكرون إلا ما حفظوه ثم أودعوه في المناطق المنسية من نهاية السنة، فهذا لا ينم إلا عن طريقة خاطئة في السرد وطريقة التعليم لهذه المادة الوطنية ، وتعريف الطالب منذ الصغر بتاريخه ليصبح فيما بعد الرجل / المرأة الذي يقرأ أنه جزء من ملحمة تاريخية ويعتز بها عالميا ، ويحمل في نفسه رسالة عالمية واحتراما ذاتيا بأنه ينتمي إلى أفضل أنظومة معاصرة من انتصار وتكوين وطني. وطن الجميع المملكة العربية السعودية.

* برأي سموكم هل تلاحظون فرق بين مفهوم الاحتفاء والاحتفال باليوم الوطني على الصعيد الرسمي والمؤسسات الحكمية والأهلية؟وما هو الدور المطلوب والمأمول من المؤسسات الأهلية؟
** المطلوب أن الجميع من مؤسسات أهلية وحكومية واجتماعية أن تتوحد كما توحد هذا البلد، وأن تكون نظرة واحدة ورؤية واحدة لتفعيل منظور المواطن والمقيم لهذا اليوم ، لنرى النتيجة على صعيد أشمل ومفهوم أكبر للوطنية والعطاء المستمر وليس فقط الاحتفال بهذا اليوم من غير ترسيخ معاني الولاء والصدق والأمانة التي يجب أن نمارسه بشكل يومي في مؤسساتنا ومدارسنا ومجتمعنا ، لأنه في نظري الوطنية ما هي إلا العطاء غير المحدود والصدق بدون تزييف والأمانة غير المتجزئة والوفاء بدون شروط في كل نواحي الحياة ، فالوطنية هي أنظومة متكاملة للجميع ممارسة يومية لا تتجزأ ولا يحتفى بها ، ولكن شعور وأداء وعمل يومي للارتقاء بهذا الوطن بدون حدود لنترجم بالفعل والقول النظرة الشمولية والمستقبلية والآمال لمليكنا ملك الإنسانية الأكثر شعبية أسد وشبل صقر الجزيرة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..وولي عهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله .

1 comment:

  1. أرشح لكم المستشار د . أحمد دياب رئيس المستشارون المتحدون ومستشارون بلا حدود فهو الامين عليكم
    مستشاره / ماجده ماجد
    نائب رئيس المستشارون المتحدون
    magdamaged2011@yahoo.com

    ReplyDelete