Thursday, 26 February 2015

التخطيط والأمن الفكري الأستراتجي

الجمعة /8/ جمادى الأولى1436 الموافق /27/ فبراير(شباط)  2015
التخطيط والأمن الفكري الأستراتجي
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
كل الحضارات التي سبقتنا في النجاح لم تكن إلا نتيجة تخطيط استراتجي بعيد المدى لا يتغير مع تغير وتعاقب المسؤولين , بل خطط مدروسة ليست لصالح الجيوب والأشخاص ولا الحقبة ومديريها.
فالتخطيط هو ماجعل سيد المرسلين عليه أفضل السلام ينجح برسالته من بعد توفيق رب العالمين .
فكل سور القرآن الكريم حكم وعبر عن استراتيجية إلهية في التنظيم مهما تعاقبت الأجيال والقرون , ومن آياته النحل , والنمل , والشورى ,والأحزاب,وتقريباً لكل سورة وآية هي رسالة وعبرة عما يجب أن تكون أحوالنا ونظامنا الذي لن يختل لأنه أرسل وكتب من الرب الذي وضع كل الأسس والأنظمة لليوم وللغد ،  وتكون علينا شهيد بأن الله لم يترك شيئاً الآ ذكره في علوم التخطيط والتنظيم بآلية إعجاز لايراها إلا من كان ذا بصيرة وعلم لم يفقهه كل من أعمى الله بصيرته.
فالإعجاز في القرآن لا يوجد به ثغرة ولا تأويل بل نظام لو اتبعته أمة محمد لما كنا في غياهب الجب .
نقول:لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , ولا في بطن الحوت تسنتجد الرب المعبود , وقد ظلمنا أنفسننا بأيدينا وليس ظلماً من العزيز الحكيم , فالكافر يقول في يوم الحساب كما أخبر بذلك عز وجل  ( يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) فأين نحن من هذا العلم والتفكير.
بحمد الله ونعمته سلاسة انتقال الحكم في عهد الرشيد سلمان بن عبد العزيز-خادم الحرمين الشريفين- تنم عن تخطيط ورؤية وتراكم في الخبرات , وقراءة جديه في علوم القرآن , وعبر التاريخ.
و الطاقم الذي اختاره لاينم الا على حكمة وفكر مربي الأجيال , لما أمر به الله في كتابه المقدس وفقه الراشدين , وتعاليم وسنن الرسول الكريم.
الآلية لا تخلق بيوم وليلة , إنما هي تراكمات عقود من الأزمان والملك سلمان الذي يشتق اسمه من السلام وحكمة السلام في العدل والبيان ,ومن اختارهم فقد اختارهم عن علمٍ و يقين ودراسةٍ وتخطيط للحاضر والأجيال القادمة , من حكام أثبتوا جدارتهم محلياً وعالمياً , بالتصدي الى كل محاولات التفرقة والتشتيت, التي حاول الكثيرون أن نكون ضحيتها ، ونصرنا الله  عليهم برجال يعرفون معنى الأمن والأمان , منذ بداية الدولة السعودية الثالثة التي كانت أهدافها استتباب الأمن في الجزيرة العربية التي كانت تعاني من ضعف في الأمن والتفرقة القبلية , وبذلك كانت الرسالة وسبب الاتحاد والوحدة هي رسوخ الأمن في هذه البقاع الطاهرة لتكون بداية قوة عظمى في مرحلة القرن العشرين ,وما بعدها وهذا تخطيط المؤسس منذ البدايات .
ولتكريم هذه الحقبة أعطى الله هذه البقعة الجغرافية نعمة النفط , الذي كان أداة لنهضة هذه البلاد كعلامة تأييد من الله العلي العظيم لهذا الملك العزيز , الذي وحد البلاد باختلاف بقعها ,وعلم ودرب أبناءه على نفس منهج رؤيته ومدرسته والتي هي منذ البدايات مصلحة هذه الأرض الطيبة وساكنيها , فرتب ونظم الأبعاد وبنيت عليها معاهدات واستراتيجيات ,لتكون خطة طريق لبناء معقل للحقوق والعدل والانصاف وأمناً وأماناً لسكان هذه البلاد , وأمناً لكل معتمرٍ وحاجٍ ,من كل فج عميق من شتى أنحاء العالم ,الذين كانوا لا يبلغون المناسك إلا تحت سيف قاطعي الطرق ,وانعدام الأمن في هذه البقعة الجغرافية التي اختارها الله لتكون قبلة المسلمين وبارك الله فيها ومن حولها.
أي تخطيط أعظم وذا رؤية بعيدة , وبعد استراتيجي لهذا الملك الذي كان حجر الأساس لتوحيد ما كان معجزة القرن في وقت كانت الحروب العالمية , ووضع الأسس لكي تكون الحقبة الثالثة هي الأساس في لم شمل كل القبائل في الجزيرة العربية.
وسار على نهجه ابناؤه ,والأن نرى الأحفاد يحملون ذات الرسالة بكل جديه وعزم وإصرار للانتقال الى الحقبة الرابعة نحو إكمال الرسالة , لملك وحّد ، وملك أسس - رحمهم الله أجمعين - .
في أول يوم أعلنت به وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز –رحمه الله و أسكنه فسيح جناته – كان الجميع مترقبين متشككين على شتى منازلهم , ومناصبهم , ورهانات دولية ومحلية أحبطت بواسطة حكمة مربي الأجيال وحكمته ، وطالب مدرسة عبد العزيز ,وتم انتقال السلطة بسلاسة وحكمة ,وبعدها أعلن النائب الثاني وبذلك تم حسم الأمر وقضى ماكان فيه يختلفون, وكنت أول من غرد و بارك للملك , و ولي عهدة , وولي ولي عهده , وبايعتهم قبل أن يستفيق الأخرون من ثباتهم وأعلنتها لحظة صدور الأوامر , ثقةٍ مني بمن اختارهم ملك عرف بالفكر , والحلم , والعلم , وذلك من عزم الأمور ، فأنشئت تغريدة تنم عن صدقٍ و حبٍ وولاء مضمونها :كبيرنا يقول تمْ ونحن نقول له سمْ.
آلية التخطيط للمدى البعيد واستقرار البلاد لا يأتي جزافاً ,بل من دراسةٍ عميقةٍ عن الجديد ليحملوا الأمانه ,ومن لديه الطاقة الشبابية لرؤية الخطط الاستراتيجية ,لتصل الى مرحلة التفعيل والتنفيذ بعد انتظار سنين.
فعندما كتبت مسار القانون الرابع منذ سنتين كتبته عن واقع وأمنيات ومطالب بأن تكون أركانه هي أسس للتنظيم والتخطيط , وبحمد الله أراها الآن واقعاً ملموساً , أراه وربما لا يراه الآخرون ,لأنني حللت ودرست النواقص ووضعت الحلول , وبحمد الله أرى خيوط الشمس القمرية , تعطي دلائل واستبشاراً بما هو قادم من خطط استراتيجية , ليس كغيرها من العقود الماضيه من ارتجالية  مع حسن الظن بما أراده المرحوم خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز , فلندعُ  له اليوم بعد مرور شهر من وفاته بالرحمة وما جزاء الإحسان الا الإحسان .
التطلعات كبيرة ونرجو أن نكون مِمن يستفاد من خبراتهم , وتحاليلهم , وبحوثهم , عبر السنين مع زملاء شاركوا بجهودهم ورؤية شفافة , فحب الوطن تغلب على كل المصالح الشخصية لبناء وطن , بوطنية كل له دوره وحقوقه الأدبية والعلمية .
الآن وقت تجميع المعلومات واعطاء لكل ذي حق حقه في عهدٍ نتوسم فيه رؤية تفعيل كل العبر التي مرت عبر السنين ,واستعمالها لعهدٍ جديد , يشجع به العاملون على نشر الخير والعلوم واعطاء الحقوق لأهلها ووضع الشخص المناسب بالمكان المناسب , وتقدير لكل من جاهد ولم يفقد الأمل في أن القادم سيكون فجراً جديداً , للوسطية التي هي دين الإسلام ورسالته الأبدية .
نبايع المليك على السمع والطاعة وولي عهده , وولي ولي عهده ,لان ثقتنا فيهم تفوق كل التحديات القادمة لمنطقتنا الجغرافية , من تحديات إقليمية وعالمية , ونحن لهم مدد وإن شاء الله سيكونون لنا سند وهذا لاشك فيه ,لأن عرف عنهم الحلم والعدل, وبعد النظر الى مستقبل يتشارك به جميع,من ثبت ووثق بأنهم سيكونون نقطة تحول جذرية للاستقرار الأمني ,والاقتصادي للوطن ومكانته العالمية.
وفقهم الله ووفقنا لخدمة الوطن والدين والمليك , ومن اختارهم عن جدارةٍ وعلمٍ بما هو آت من تحديات في معالجة الأمور التشريعية, والتنفيذية , في بلاد الحرمين , ونحن لهم مساندون بالدعوىَ في باطن الليل وفي النهار وشمسه التي تعطي لكل ذي حق حقه , ولكل مجتهدٍ نصيب في عمله وسيعمل لنهضة البلاد ودعمهم لكل الأسباب المتوفرة من كتابات وتخطيط ودعم لوجيستي في السير لمستقبل واضح المعالم بخطى واثقة للأمام ولو كره الكارهون.
كلمة للتاريخ:
اخو نوره جدنا ومعلمنا وموحد الجزيرة العربية ,لُقب بهذا اللقب لأن جذوره وعلمه استمده من القرآن الكريم والسنة , واستشار أخته , فكانت له خير وزير وموضع سره والقوي الأمين التي اختارها من بين الرجال تمشياً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولن نجد خيراً من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد قدوةً فقد آمنت به قبل الآخرين وكانت له داعمةً قبل أن يؤمن به من اتبعوه .
وبهذه الكلمات أختصر تاريخاً وعبرةً لمن يريد معرفة أصول الرسالة و التمكين.
*كاتبة سعودية
You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
https://www.facebook.com/princessbasmahfunpage?ref=hl
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية

No comments:

Post a Comment