Friday, 13 February 2015

“عهد الوفاء” الجمعة/24/ ربيع الآخر1436 الموافق /13/ فبراير(شباط) 2015

الجمعة/24/ ربيع الآخر1436 الموافق /13/ فبراير(شباط)  2015

عهد الوفاء

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
حطت الطائرة بي على أرض الرياض لأول مرة بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" ، وبالأحرى بعد أداء واجب العزاء والدعاء والترحم وصلة الرحم.
أقلعت الطائرة، وأنا أنظر إلى السماء وأرى السماء نجومها لم تتغير، فهي كما هي، أراقب الناس فأراهم لم يزيدوا ولم ينقصوا، أرى وأتحسس الأجواء، وهنا أحسست بالفارق الشاسع ما بين قبل وبعد.
الأجواء مطمئنة والناس على وجوههم ملامح الراحة النفسية والترقب، ولكن باطمئنان، وتنظيم لم يكن منذ أسبوعين.
مررت "بميزة"  كما عادتي في كل سفره، فأحسست أنني في شركة أخرى ،هل هو سرابٌ أم بداية عهد التنظيم والنظام و الترتيب والتعقيم.
هل هو إحساس إنسانةٍ تريد التغيير، وباتت حساسةٌ لدرجة أنها أصبحت تسمع دبيب النمل، وتنظر إلى الفضاء فترى الهواء، وتفرق ما بين الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بكل وضوح وشفافية و رادار عالي التقنية.
كل هذا وأنا لا زلت في الطائرة أراقب وأحلل وأبحث عن سبب الهدوء النسبي ومعالم الوجوه ونظرات العيون، ومراقبة شاشات الآيفون، وكل أجهزة ووسائل الاتصال الاجتماعي:
تقول بصوت واحد " آن أوان التهذيب والأخلاقيات، والإشارات الحمراء التي طالما طالبت بها من موقعي على تويتر".
منذ أشهر كنت أصارع الأمواج ما بين مؤيدٍ ومدافعٍ ومهاجمٍ، والآن الحمد الله عُممّتْ الأوامر بواسطة أمير الأمن بأن نسوي صفوفنا ونضع في عُقولناً خطوطاً بألوان السلامة والأمان، وهي الأخضر والأصفر والأحمر الفضائية، بحيث تكون منفذة في السماء والفضاء، كما نتمنى على أرض الواقع ، خطوط استوائية لتنظيم جغرافية الكرة الأرضية من غير عناء ولا انتهازية، أوامر واضحة جلية، فقد تم إغلاق حساب مشهور في توتير كعلامة فارقة لمن سيتجاوز الحدود، وغيرها من القنوات التي تريد أن تعيد الغوغائية و العشوائية للساحة الأعلامية ، ولكن بحزم وإصرار رجل الأمن الواعي تمت الأمور بانسيابية و بطريقة ودية أخوية من غير تشويش ولا ضجة إعلامية.
عهد الملك سلمان حفظه الله هو حسب ما أراه عهد الوفاء بكل ما رسمه ملوك المملكة من قبله ولم يُقدرْ الله أن يعمروا ويستمروا لرؤية مشاريعهم  مُكتملة، وذلك برؤية سلاسة الأنتقال من الآباء إلى الأبناء، وقوانين تنظم وتفعل كل ما رسمه الآخرون .
فجاء شيخ الفكر والثقافة ورشيد أمتناً الملك سلمان خادم الحرمين ليحدد معالم الحكم بوضوح, ويسير بنا إلى مستقبل بخطوات واثقةٍ، شامخةٍ، من غير خوف من المستقبل، وما يثيره الأعداء والأقرباء من شائعات أُحبطت في ساعةٍ وهي ليلة جمعة، عند صدور الأوامر الملكية بكل ثقة وترتيب ونظام، وهذه هي مدرسة عبد العزيز التي ربَّت قادةٌ وطلابٌ، ومنسقين ومستجدين، ولكن في الأخير جامعة جمعت من كل بستان وحديقة زهورٍ نادرةٍ، منها البرية ومنها المثمرة، ومنها الجميلة الأنيقة، ومنها ذات الرائحة التي لا تُنْسى مع مرور الزمان، تُعبُق كتب التاريخ بعطر لا يزول مهما تعاقب الزمان، بل تشتد الرائحة طيباً وعبقاً مع مرور السنين.
سيرة العظماء لن تمحى و البذور مستحيل أن تصبح قشوراً.
لذا قصور الرمال وملوكها، معدنها ليس بالطعوس، بل في باطن الأرض، وجذورها ممتدة في صحاريها مثل الرمال المتحركة، قاسيةٌ و رحيمةٌ.
عهدُ وفاءٍ، هذا ما نتطلع إليه، ونتمناه، ونراه في الأفق مثل الفجر تباشيره تأتي مع صوت الأذان.
فمع وجود الظلمة، نعرف أن الفجرَ قادمٌ بعدها من غير سؤال ولا تفكير، بل بيقين وإيمان وثقة، أن عهد الملك سلمان "خادم الحرمين الشريفين" سيكون عهد الحكماء والوفاء لملوك أبناء الأسود وصقور الجزيرة العربية، أبناء الموحد الذي جاء برسالة، ورحل ببصمة تاريخية لم يسبقه أحد لها في كل المنطقة الجغرافية.
فأوجد دولة قوية ذات ملامح عالمية، وأهم ما ترك رجالاً ونساءً  يحملون رسالته لتكتمل الملحمة وتكون قصة تاريخية معاصرة ، هي الآن محور كل الحضارات ومركزها وقلبها وجوهر الفكر الإسلامي مهما اختلفت الأجندات ، فالمملكة تضم بين ثناياها قبلة المسلمين وقبر رسولها، وهذا أثمنْ من الذهب الأسود وخيرات الجزيرة العربية.
حقبةٌ نتطلع لها بكل احترام وثقة, ونسأل الله تعالى أن يكون عهد الوفاء والإثراء، والرخاء، والعدل.
نبدأ العهد الجديد بقلب من حديد وثقة تعانق السحاب بقائدها، ومن اختارهم، فنسأل الله تعالى لهمْ السداد في الحكم والرؤية والحلم في نشر العدل و الأمن و الأمان .
 "فهذه ثقافة لا تبور"
*كاتبة سعودية
You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
https://www.facebook.com/princessbasmahfunpage?ref=hl
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية


No comments:

Post a Comment