من مقالات سمو الأميرة"الجمعة 28-11-2014"
ثقافة السلام الأمنية
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
القبض على شبكة كانت قادرة أن تكون خيوط عنكبوت تتشعب في سائر البلاد لولا الله ثم يقظة وثقافة ودراية جهار الأمن الداخلي وعلى رأسه وزيره الذي انشأ ثقافة جديدة، تبدأ بالسلام ثم القبض على من يريد أن يحاربه.
لمن لا يعرف فإن الأمن الداخلي هو أهم أسباب استقرار الأجهزة الحكومية الأخرى على اختلاف تنوعها واهميتها، فوزارة الداخلية تؤمن عمل باقي الوزارات بأمن و استقرار فلا يوجد أي جهاز حكومي أو مدني يستطيع أن يعمل من غير استتباب الأمن الداخلي والحدودي.
فلذا كنت حريصة على بداية أطروحتي بعمود الأمن، فهو المسيطر على الحالة العامة في كل قطاعات البلاد والأوطان.
الأمن ثقافة الأجيال الحاضرة والمستقبلية كما كانت الماضية، فعبر التاريخ المعاصر والماضي يأتي الأمن كسبب أولي لرفاهية الشعوب و الحضارات و استمراريتها.
فمن يملك مفتاح الحكمة والقدرة على السيطرة التامة هو من يستطيع قيادة أمة بأكملها، ومستقبل مستقر واقتصاد قوي.
التحديات تواجه الأمة من كافة حدودها الاقليمية والعالمية، و شتى القطاعات الاقتصادية والقضائية والطاقة الشمسية والنووية، قدرة الشعوب على الحصول على كل مكونات التصدير والإنتاج والتعليم مرهونة بحالة الأمن الداخلي للأوطان.
فمع وجود الكثير من علامات الاستفهام حول معنى الأمن المحلي والعالمي، فهناك اتفاق عام وشامل على أن بعض الإجراءات التي تتخذ بحق بعض الأفراد والمجموعات لربما تكون للعامة غير واضحة المعالم من وجودها كواقع لمن يتخطى الحدود والخطوط الحمراء، متى تبدأ هذه الخطوط بأن تكون صفراء للناظرين، والحدود النظرية للعارفين.
لذا يجب أن تكون ثقافة الأمن هي مواد تعليمية تثقيفية لها درجاتها ونجاح طلابها، ويجب ألا تقتصر على أفراد المنتسبين لوزارة الداخلية بل عامة، تبدأ من الحضانة والمقررات التعليمية، بحيث تكون ثقافة جماعية لها درجاتها العلمية، فما كان في الأمس لا يناسب طلاب الجيل الحالي ولا المستقبلي، الأمن الآن هو حديث الساعة وشروط السلامة في كل قطاعات الدولة الرسمية والمدنية، وما كان بالأمس مسلم به الآن أصبح واقعا ضبابيا لكثير من الشباب والشعوب المحلية والعالمية.
التسابق على الطاقة النووية في الميدان العالمي والإقليمي والقفز فوق حاجز التطرف الديني والمذهبي في جميع مناطق الجغرافية العالمية رسمت لنا لوحة سيريالية وفضاء واسع من الحرية الشخصية والفردية والقرارات السيادية لكثير من الدول التي باتت لا تخشى العقوبات الدولية.
واقع لا يستطيع أحد انكاره أو التحايل على أسبابه ونتائجه.
الواقع الداخلي للمملكة هو وضع يفوق بأمنه واستقراره كثير من الدول المجاورة والصديقة وغير المعروف عنوانها، وبهذا نكون قد نجحنا في إنتاج الوصفة السحرية للحمة الوطنية والاتحاد، لأن الوضع الداخلي هو الذي يقرر وضع كل الأجهزة الحكومية واستقرارها لتعمل في شتى المجالات على تحسين ما يوجد من نقلة نوعية الآن في التحول إلى إنتاج ولو كان باستحياء، ولكن ما لا يمكن إنكاره على جميع الأصعدة أن جهازنا الأمني الداخلي ووزيره استطاع أن يؤمن حياة الاستقرار وثقافة السلام والوحدة الوطنية ضد أخطر ثقافة إرهاب عالمية.
نجاح الأمن ورجل الأمن ولحمتهم الوطنية هو نجاح وطن بأكمله، في نشر ثقافة وتجربة عالمية اسمها: "باسم السلام والاستقرار نحارب كل أنواع الإرهاب"، وهذه تجربة لم ينجح فيها حتى من هم وراء البحار ولا الجوار، وهذا بحد ذاته إنجاز دولي، ومفخرة وطنية بأن العين الساهرة من بعد الله في وطننا أمنت لكل الوطن وأجهزته بالعمل داخليا وخارجيا بثقة دولية على إنتاج ثقل عالمي يبدأ بالأمان الداخلي.
أطروحتي "مسار القانون الرابع"، لم تأتِ من فراغ، فقد كتبتها وأنا أعرف أين يبدأ تسلسل أعمدتها لكي تكون بمثابة عملية رباعية لا يمكن أن تخطئ لا في ضربتها ولا قسمتها، لأن ديننا وقرآننا بدأ بكلمة السلام المفروضة على كل من يدين بالإسلام وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية لكل منسوبي الداخلية بكل أجهزتها وأفرعها السيادية وعلى رأسهم وزيرها الأمير محمد بن نايف الذي أثبت مع اختلاف الآراء والجدل الوطني على أن جهازه هو بمثابة صمام أمن لكافة الأجهزة الحكومية والمدنية وضمان استمرارية العمل على ضخ ثقافة السلام لينام الجميع وينتج الوطن، عين الله ساهرة ثم رجال الأمن الداخلي، والتذكير بان كل أجيالنا يجب أن تتثقف بشفافية عن معنى الأمن وحدوده وخطوطه لكي يستطيع استيعاب خطورة هذه المرحلة للاستمرارية.
فالوطن هو أمانة، والأمانة هي أمن من في داخلها، وأمانة في أعناق من حملها منذ القدم إلى ما أنتجته مدرسة استطاعت مع كل التحديات أن تحافظ على وحدة الوطن واستقراره، فلنكن مع الإقرار بعدم استيعاب الكثير لهذه المرحلة وشروطها شرطيا يفقه ثقافة الألوان الثلاثة المعروفة عالميا.
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر وإلا يعرض نفسه شخصيا واعتباريا للملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment