الإثنين/ 2/ صفر 1436 الموافق /24/ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014
ألف .. لام .. ميم
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
ألم ، أ ل م ، هذه أحرف أبجدية ، تبدأ بها بعض السور المقدسة القرآنية.
ألم وجراح عميقة تنزف في جسد الأمة العربية ، إعاقة ليست بدنية بل ذهنية وعاصفة ثلجية تغطي تراب الأمة العربية.
فلم نعد نرى إلا بياض يسود ، وتلاشت علامات الحدود الإرهابية.
فأصبح اللون سائداً ، ولم نعد نرى الزرع والجبال والأودية .
منعطف حاد في تاريخ العالم وبالتحديد في مصير الأمم التي تعيش بكل أطيافها الدينية ,وتتنازع على بقع جغرافية لا نستطيع أن نراها إلا من خلال مجهر ذات أبعاد و أقمار صناعية.
بينما يوجد ملايين البقع الجغرافية لا يسكنها الإنسان , وثروات مدفونة تحت أنقاض العقول التائهة في صحراء قاحلة.
شؤون المجتمع الدولية أصبحت تعاني من إعاقة جسدية في تحليلها لمفاهيم الإنسانية المعاصرة، بينما الإعاقة المعروفة إسلامياً هي المرض والنوم والعاهة المستديمة.
كيف نقرأ آية ( أ ل م ) وكيف نترجمها على واقع أليم ، "ألم" أصبحت تفوق قدرة الكلام ولغة الضاد وتبحث عن مكونات لغة جديدة لأن ببساطة وبديهة أصبحت الإعاقة أكبر من تحمل الجسد العالمي.
فالقدرة على الشفاء أصبحت متلازمة (سيندروم )العالمية التي حيرت العلماء في كيفية فك طلاسم التعددية والهوية.
ضمان الحقوق أصبح هو جوهر الاستمرارية في عالم التعديات بكل أشكالها وأطيافها الإنسيابية، الجميع من غير استثناء يبحث عن الفرصة الذهبية , حتى لو كانت على حساب أدبيات الضمير العالمية ، الأديان أصبحت فقط عنوانا لمن يريد القفز على الأبجديات , وتسلسل الأحداث والمناصب المنطقية الممنهجة، ظاهرة كادت أن تصبح قاعدة لعدم احترام علماء الأمم , التي تخرجنا من مدارسها ومناهجها فخرجنا بالتساوي أجيالاَ ضائعة ما بين الحل والحرام وآلام و ( أ ل م ) ذلك الكتاب لاريب فيه للمتقين.
سيول تقضي على العباد بمجرد سقوط قطرات مائية.
ذوي الاحتياجات يتكاثرون من غير حلول جذرية لخدمة هذه الفئة التي عانت عبر العصور من النظرة الدونية.
أطفال وشيوخ ينحنون تحت ظلال العبودية بقوانين لا تفُعل ولا تغني ولا تسمن من جوع، نساء أراهم يتسكعون في متاهات شوارع التواصل الاجتماعي , يستجدون العطف والحماية في أبسط حقوقهن الطبيعية، فأصبحوا سلعة سهلة الاقتناء ممن يملك الدرهم ويزن بالأوقية.
أمراض وأشلاء واجساد تتراكم على أبواب مصحات ومستشفيات, تهالكت واصبحت بؤرة للجراثيم العالمية.
قبلة المسلمين تتلاطم فيها الأجساد من غير ترتيب ولا انسيابية مع ابنية لا تتناسب مع الصفة المحلية.
عشوائيات تتراكم ، وألم نحذر منه منذ سنين، المساكن تهدم على رؤوس المسنين والنساء، والأطفال المشردين بين غياهب الآباء والأمهات الضائعين , ففي معظم المناطق، كما عهدتها من سنين ، لا يوجد حتى موقع توقيف نسائي لمن لديهم قضايا مدنية لم يحكم فيها بعد، وهم الضحايا و لكن الى أين ستقودنا الحكاية؟
ألف.. بداية اللغة العربية ، ولام .. هي من يلام على هذه الفوضى في الشؤون الاجتماعية؟
اما الميم .. فماذا هو البديل والحل القاطع للاستثمار في الإنسان وليس التخلص منه بواسطة تصديره إلى مناطق التيهان.
مناهج في معظم الدول العربية لا يوجد لها عنوان ولا هوية، إلا الصبغة الغربية ولا تحاكي واقع محلي لأمتنا العربية و التاريخية ,ولا تواكب التطور الصناعي والمعلوماتي في عالم عولمة أخضعت القاصي والداني بوصاية محورية : أما أن !
أم ستكون النتيجة حتمية و وخيمة، لمن لا يملك العقل للفصل ما بين ما هو واقعي وما هو خيالي , كتابُ يختبؤن وراء قصائد شعرية ونثرية وأفكاراً أرهابية ، (إما أن نكون أو لا نكون) تحت الإقامة الجبرية.
إن أراد الإنسان البقاء على قيد الحياة الاصطناعية , يجب أن يتنفس بأمر ويزفر بأمر ، وبهذا أصبحت الدورة الدموية خاضعة لمن يملك العصا السحرية.
انجازات وطنية يشكر كل القائمين عليها ، و لابد من إيجاد تسلسل قانوني وفكري ومنطقي لكي تكون النتائج مرئية وذات مفعولية.
اقتراحات وصناعات وثروات تهدر باسم التخصيص والاحتكار و المصدر الوحيد هو البترول الذي كان قاعدة اقتصادية لبروز عالمي لسلطة إقليمية وعالمية ، من غير النظر في الصناعات الأساسية لأمن الشعوب الأقتصادية.
الأمن هو مفتاح نجاح الشعوب، فلابد من الاطمئنان وإرساء الحقوق الإنسانية في مهد الرسالات الكونية .
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر وإلا يعرض نفسه شخصيا واعتباريا للملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment