بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
شهر تجتمع فيه كثير من الأحداث العالمية، والقمرية، بداية سنة، وشهر حرم فيه الله ما حلله في الأشهر الأخرى، و وضع لكي تكون السنة الهجرية بدايتها سلام وتعليم لغة الحرام ، وثقافة عدم القتل ولا القطع ولا النسيان.
ما هي نتائج هذا الشهر في القرن الواحد والعشرون الميلادي ، ما هي الثقافة التي انتجتها ألف وأربعمائة وستة وثلاثون سنة من أشهر محرم القمرية ؟
تراكمات ضوئية ، إلى أن أصبحت المسألة رياضية وتحول كامل للقمر فأصبح كالعرجون في بداية القرن الواحد والعشرون.
محرم ، تحريم ، محرمة، وحرمة ، أربعة كلمات بحثية ولكنها في الأخير تعني عدم المساس والتحذير.
الرسول صلى الله عليه وسلم حث في خطاب الوداع تحريم كثير من الأمور على المسلمين، كدم أخاك المسلم، وعرضه، وماله، وبيته، حرم ووصى بعدم وأد البنات، وحث على حرمة المساس والحرص الشديد على محارم العباد.
حرم على المسلمين ما حرمه الله في قرآنه الكريم ، ووصى على النساء أكثر مما وصى على حقوق الرجال، كما الله أنزل في القرآن سورة كاملة للنساء واعطاها ما لم تعطه كل الأديان والحضارات في المجتمعات من الميراث والقوانين الأرضية، خاصة الجغرافية في اطهر بقاع الأرض الوسطية.
شهر فيه من العبادات ، ومن العبر، ومن الملاحم ، ما يعجز عنه قلمي أن يسطره و الحبر أن يخطه.
بداية أم نهاية هو ما نراه على الساحة المحلية من تخبط في مسيرة تاريخية ستكون طريقا لجغرافية خارطة مستقبلية للحضارات المحلية والقبلية.
ما نخطه اليوم من تحليل في شهر تحريم هو بالتأكيد مشهد تاريخي، مثل ما رأته عيني عند زيارتي للمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية مشرق ومغرب في بقعة وزاوية واحدة جغرافية، تجربة أذهلتني وظاهرةً نادراً ما يعرفها أو يعلن عنها ، فهي بحد ذاتها من معجزات الله الكونية.
شهر محرم لمن لا يعرف قراءة ما بين الحروف هو شهر تذكير وتذكر، شهر يجب أن يعاد تعريفه لأجيال المستقبل لكي تصبح أكثر من اسم ، بل فعل وتخطيط ، فهو كرمضان له ثقافة ، ومعانٍ استراتيجية، تنظيمية لما هو يجب أن يكون لغة محلية لضبط النفس عن كثير من العادات التي أصبحت دفينة في مستنقعات اللغة المحلية.
ذكر، لعل وعسى تنفع في إعادة كتابة مسيرة و مسار، ينفع الأرض والعباد ، من التقلبات الجيولوجية الجغرافية، ما هو الآن موجود، من السهل غدا أن يكون مفقوداَ.
إعادة تنظيم وتعليم ، وزرع برعم جديد، لينمو في تربة صالحة لم تتشرب بعد السموم الصناعية.
ثقافة التحريم، هي ثقافة ومنهج القرآن الكريم، ما لك وما عليك، هي ثقافة القوانين الأرضية و السماوية ، أن أعدنا صياغتها وترميمها استخلصنا النص الإلهي القرآني المحمدي، لنصنع أدوات تبني مستقبلا واضحا للأجيال، ما نخطه الآن سيقرأه الأبناء، وما يحرم الآن سيكون عبرة في هذا الزمان والمكان لكل صانع قرار في بيته وأرضه.
دراسة جدية لما سنتركه لأولادنا، فالعمر يمضي ولم نتعلم الدرس التاريخي : دوام الحال من المحال.
*كاتبة سعودية
You tube: http://goo.gl/e8tpD
PrincessBasmah @
No comments:
Post a Comment