Friday, 31 October 2014

عاصفة كونية "من مقالات سمو الأميرة نشرت بتاريخ" الأثنين،30 سبتمبر/ أيلول، 2013


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
عاصفة كونية رياحها شمالية تهب، تحمل معها ذرات ثورية، ومعادن قاتلة، ذات نكهة نووية كيمائية، أرض تتحول وتنصهر، تحت ضغط انهيارات اقتصادية ، وشعوب تثور من أجل رغيف خبز، ومساكن، وسقف يقيهم أدنى حد تدهور التسمم البيئي، كأقل الحلول، وظائف اندثرت بسبب التقنية الحديثة، فبدلا من أن تكون رحمة أصبحت لعنة لسائر الشعوب في أي منطقة، حيث أصبح الجهاز وبرنامج يحل محل 1000 وظيفة، ولم تنشأ سوقاً جديدة لملء الفراغ، لصناعات جديدة للمخلوقات البشرية.
فوضى جماعية، تدور يوميا حول الأقطاب الرباعية الأربعة العالمية.
قتل ودمار بالآلاف ،والعشرات ، لم تعد الأرواح تعد كما الأموال في حسابات مجهولة وأرصدة لم تخطر على البال، اتهامات ذات اليمين وذات الشمال تنهمر من كل حدب وصوب، من غير منطق ولا تفكير، بل أصابع توجه لكسر الهمة والصعود، لكي تتقهقر الشعوب، وتفقد الثقة في الموجود، من شخصيات تحاول الظهور بأفكار ثورية وليست بأفعال دموية، لكي تنتشل العالم من حالة السقوط إلى هاوية الظلمات بدلا من الصعود إلى جبل النور.
بلايين تصدر يوميا إلى الخارج ثمرة عرق الشعوب وثروات أراضِ استحلتها القوات المحلية لأجندتها الخاصة لتروي ظمأها الذي لا يشبعه دماء أهدرت وستهدر باسم الحرية والديمقراطية وأن تكون هي الجهة الوحيدة ذات السلطة الأبدية.
شعوب أدمنت الانكسار حتى لو رأيناها على شاشة التلفاز تصرخ وتنادي بالحرية، ولا تعرف أنها سقطت في هاوية أجندات  أجنبية ومحلية لكي لا تستقر المنطقة لتصبح جاهزة لنهب كل ما تبقى من الثروات المحلية، ولتظهر في مناطق أخرى في صورة فجائية، فتصبح المناطق التي على وشك الانهيار الاقتصادي بقدرة قادر ذات قدرة هائلة للصعود فجأة إلى الازدهار والتنمية وبذلك يتحقق حلم الاستيطان الكامل وليس الجزئي، وتكملة للاستعمار العالمي لكل الدول التي جزئت عند الحرب العالمية الثانية لتصبح تحت ضغط أصبع القوات العالمية من غير غزو  وجيوش جرارة وأنفس تموت أمام جشع القادة.
بلغة بسيطة، الشعوب بأكملها من المحيط إلى المحيط أصبحوا في غياهب رحلة التيهان الأبدية،لأن قوة  عالمية اتحدت لكي تسلب الإنسان في داخل أوطانها وخارجها احترامه لنفسه،وقدرته على الصعود أو حتى الاستقرار في قوت يومه، بذلك فقد الإنسان العادي قدرته وثقته بنفسه، وأصبح ينادي من أرجاء الكون، بعدة لغات، والمطالب الجماعية:
سكن، صحة، أمن، تعليم، وظائف، أصبحت لغة عالمية بنكهات محلية.
لنتكلم عن توزيع الثروات، و"القانون الرابع" واستقلال القضاء، والجيش المعتمد.
توزيع الثروات لن يصبح واقعا إلا عند وجود الأمل، وأبسط الحلول قابل للتنفيذ الفوري، من غير تعقيدات حكومية وفلسفات أكاديمية، ودراسات عقيمة، ومؤتمرات دولية.
آلية بسيطة تعود بنا إلى الجوهر في بسط العدل، وأن يكون سائدا ، مفعلا، يجري على الجميع من غير وساطة وتفريق، التي أدمنها العالم الثالث من خلال بث سموم العالم الأول منذ قرنين أو أكثر في جسد الأمة، عندها  فقط  سيكون للإنسان قيمة، وتستعاد الشيمة الوطنية، واحترام الذات، والثقة بأن الله الواحد الأحد القهار، لا يقهره من في الأرض وقوات الظلمات.
نور وإشعاع كوني، يسلط ضوء إلهي على أرض قد جفت من كثرة الحروب والدمار،ومصاصي الدماء من العروق والشرايين، واختلال توازن الطبيعة، وأهمها الماء. فأكثر الأمراض العالمية، والمحلية سببها مياه  نشربها ولا نعرف مصدرها وتكوينها، ونغسل بها نبتاتنا ونطبخ بها ولائمنا، ونمضغ اللقمة، ونشرب السموم، ونستلقي على سرير الأمراض والهموم.
مياه الأرض سممت من أجل ازدهار صناعات الأدوية، ومصانع التكرير وشركات المياه المعدنية، وازدهار الفلاتر، باسم التقنية الحديثة، لتخليص الإنسان  من السموم، ولا نعرف أن السموم والدواء قادم من ذات الجهة وذات الاتجاه، مصدر واحد للعلة والمرض والدواء والشفاء: صناعة دولية لسقوط الإنسانية في واد سحيق يملك مفتاحه أصحاب السلطة والتجارة العالمية ، تهديم، وبناء، لضخ الأموال في جيوب أصحاب المال، مطالبة بحقوق صغيرة،لصرف النظر عن الحقوق الأساسية للشعوب، بلبلة وعداوة الجيران هي النكهة المفضلة لدى الأعداء، لكي لا تستقر الأمور، وتبقى في عدم استقرار ، وجشع، وحب الظهور،ونسينا ما أوصى به نبينا بالاهتمام بسابع جار، وشيوخنا يأمرون بالمعروف لكنهم يعرفون كيف يضللون الشعوب عن المنكر.
رموز دينية أصبحت هي التي تقود الشعوب للمذابح الجماعية وقتل الأخ لأخيه باسم الأحزاب والوطنية. فقدوا الهوية وأزيلت منهم الصبغة الدينية، ولكنهم لا يزالوا في الساحة يأمرون بالمذابح والتكفير الجماعي ، وكل ينادي بشعيرة  ما قبل النبي.
ما بالكم أيها لشعوب لا تستشعروا هذه العاصفة، التي ستكون كونية ساحقة، مدمرة للشعوب المحلية، تمتص ما بقي من ثروات محلية، بأشكالها، وألوانها، فالثروات لا تقاس فقط بالطاقة المادية، بل بالطاقات الإنسانية، دمروا عقولنا ونهبوا أطفالنا، وضاعت الأجيال، ما بين رقص ومجون، وحفلات سكر سرية جماعية، بدلوا عقولنا بعقول أدمنت الانكسار ، وأجيال قادمة أدمنت جمع الأموال والتشبه بالرموز الغربية، لمحو ما تبقى من هويتنا العربية، وبالتالي  تنصهر الشعوب وتصبح عالمية، من غير حدود مرئية، لتعم الفوضى الجماعية، لنرقص على قرع طبول غياب العقل والروح، والعيش في عالم مادي لا يعترف إلا بالمال والسلطة كعملة عالمية.
سيتم نشر مسار "القانون الرابع" في الأسابيع المقبلة لكي تتضح الرؤية للشعوب، وتستيقظ الحكومات من نومها، واعتقادها أنها ستستمر في الصعود والقوة على حساب الشعوب. قانون يعطي ولا يأخذ، طفل جديد يبعث الأمل في نفوس فقت الأمل منذ زمن بعيد.
ليس لأنه قانوني، ولكن لأنه يعبر عن آمال الشعوب، وحقوقها، ورسم حدود باقية مهما تبدلت الحكومات والمسميات، لكي ترسم خريطة الطريق للأجيال القادمة ، وتبدأ مسيرتها من الآن لسد الخلل والثغرات ، للتدخل في شؤون الشعوب الداخلية.
قانون شامل وكامل، وجماله ببساطته، لكي يكون مفهوماً من الجميع، ولا يختبئ ورائه لا وزير ولا أمير، ولا حاكم متسلط، ولا إنسان بسيط، سلس متساوي الأضلاع، يصلح الخلل، لذا هو في مصلحة الحاكم والمحكوم، بل يلغي صفة الحكم إلا لله.
إصراري ليس نابع من تحقيق انجاز عالمي للقرن الواحد والعشرين بقدر ما هو لانتصار الشعوب، وبذلك العاصفة الكونية، ستكون لإزالة الغبار عن العقول، وطمس الجبارين الذين يصعدون على أكتاف الشعوب، وصوت جهوري ينادي بما أمر الله أن يكون.
عــــبرة:
درت العالم، والسبع بحور، ولم أجد فيها إلا السقوط، والمؤامرات على الشعوب، فنهضة الشعوب هي بداية تكوين العاصفة الكونية التي ستغير العالم، لنا وللأجيال القادمة.
وهذه لن تتحقق بالفوضى العارمة، ولكن بزرع بذور السنبلة، والحفاظ على ترويتها إلى أن تصبح مثمرة.
آن الأوان بأن نختار بين الماء والنار، وبين الخضوع الأزلي، أو النهضة للأخذ بالثأر، واسترجاع  ما قد ذهب وولى، من احترام للذات، واتباع الشهوات، والانتصار للحق، باسم القوي الذي يرى، ولكنه توارى في ضمائر من سيكونون أول من يحاسب على ما صنعت أيديهم وما دمرت شهواتهم.
العاصفة قادمة لا محالة فاستعدوا أيها السادة..
{ ولا تكونوا كالذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم}
*كاتبة سعودية


You tube:  http://goo.gl/e8tpD 

PrincessBasmah @

خاص بموقع سمو الأميرة بسمة


نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر وإلا يعرض نفسه شخصيا واعتباريا للملاحقة القانونية


No comments:

Post a Comment