Monday, 27 October 2014

“ثقـــافـة أم شــبـه حضــارة؟” الإثنين / 19/ ذو الحجة 1435 الموافق /13/ آكتوبر (تشرين الأول) 2014


‏13 أكتوبر، 2014‏، الساعة ‏08:45 صباحاً‏


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
داعش، الحوثيون، أنصار الإسلام ، جند الله ، الأخوان المسلمون ، كلهم غطاء لوجه واحد ، وهو تسيـيس الإسلام، ونشره على الساحة باسم رسمي، يوضع على اللائحة البيضاء تارة وعلى اللائحة السوداء تارة أخرى، يوم على الكرسي العام، ويوم تحت الألغام، والقصف الجوي لكل ملتحٍ.
اتحاد عام وهذا ليس بالخاص أو العام، بل خصخصة محلية لما يدار على الساحة الدولية.
جدار تعتيم وضبابية لغتها الإسكان والمكرمة الملكية وأضيف لها اليوم “حافز” والشؤون الاجتماعية، وجميعها تدار بعفوية ، وليس بحتمية القصد والترصد، ولا أجندة إهلاك وهلاك بل الجهل بقواعد ونظام الأجداد.
الامبراطورية الإسلامية وما قبلها لم تبنى في يوم أو ليلة، بل بجهد رجال ونساء ضحوا بالغالي والثمين حتى يضعوا نظام وقوانين.
فعم النظام والفنون والسلام في كل مكان، من مكة إلى بلاد الشام وصولا إلى جدار الصين.
هل هذا كان بإصرار و تصميم، أم كان بجهالة وفوضى وقرارات ارتجالية؟
العاقل والباحث يقول أنها كانت بتنظيم ، وقانون إلهي في بداية الرسالة الإلهية وهو الإسلام وكتابه القانوني الذي لم يترك أي مسألة رياضية أو اجتماعية إلا أعطانا حلها و ربطها ونتيجتها الحتمية.
فلماذا التخبط الآن؟
أهو بفعل كائن من كان أم هو إهمال عام لما هو يجب أن يكون قانون منظم بتنظيم ورابط يناسب الثقافة العامة وليس”خليها على الله” ؟
ونعم بالله ، ولكن الله في السماء وجنات الخلود ، لذا أرسل الرسل برسالات وكتب لكي يخاطبوا بني آدم وينظموا أمور العبادة والعمل بدايتها بسورة النحل وإعجازها بسورة النمل.
فلماذا الإعجاز القرآني عجزنا عن تطبيقه ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم و اقرأ وتعلم ؟
أهو عجز أم تعجيز ؟
أم ثقافة شبه حضارة وتثقيف ؟
هل سنضيع كما ضاعت أمم قبلنا في دائرة الأسئلة ، و الجدل العقيم ؟
قانون ينظم ما ضاع في متاهات وسرادق اللأنظمة، و ما هو مستحيل الآن ممكن غدا ، إذا بدأنا بالاعتراف بالغلط، ودراسة منظمة للعقبات، ووضع حلول تفعيلية وليست تعجيزية لمناطق الخلل والتسريب.
من يحفز الحلول هو من سيربح اليوم وينتصر غدا في عالم لم تعد ثقافة إلاشبه حضارة، زالت منها أخلاقيات العمل والتنظيم حتى في بلاد ما وراء المحيطات، فأصبحنا في عالم عولمة أخبار واختبارات ومخابرات ، وشبه حضارة أصبحت تتنفس آخر أنفاسها، فهل من منقذ لها أم لن نسمع نداء حضارات كانت وستندثر بظرف سنوات وليس قرون تحت أنقاض الجيوش والمجرات.
عالم يتخبط في أيام عيد فمن سيضحي ومن سيكون الضحية.
أيام عيد وحجيج و كلمة تهز الأرض والسماء وهي ثلاث تكبيرات ، و اليوم العالم يقول الى ما لا نهاية الله أكبر على كل من حارب ضد الخير و أراق الدماء بأسم الله أكبر، عز الوطن عند وحدته وثقافة التوحيد هو طوق النجاة في سفينة النجاة.
فالعالم كله يتحالف، ونحن نختلف، وغيرنا يستعمل حوافز وأهداف ويساند ثقافة طوق النجاة، لذا كتابة حضارة سفينة النجاة هي التي ستعبر المحيطات إلى أن تصل بر الأمان ، كلمة العيد تعبر عما في صدري وقلوب الحجاج والمعايدين، أن يحفظنا الله ويحفظ عالم نعيش فيه بجهاز اصطناعي لربما نجد أعضاء جديدة توزع في جسد أصبح سقيما ترتع فيه الأمراض، الأعضاء موجودة و الزراعة مطلوبة و لكن لابد من جراح دقيق ليزرع الأعضاء في موقعها الصحيح.
مع كل الجراح و كل الآلام أقول لكم : كل عام والعالم ونحن بخير لأننا جزيرة العرب التي أشاد بها الشعراء منذ بداية حضارة اسمها بني آدم.
كما أوجه تبريكاتي بالأعياد لكل من حج هذه السنة و لكل من أشرف على أمن الحجيج و الحجاج لأنها علامة نجاح , كما أهنئ خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده و ولي ولي عهده و وطن بأكمله بعيد الأضحى و التضحية المبارك .
و كل عام و أنتم بخير
*كاتبة سعودية

You tube:  http://goo.gl/e8tpD 
PrincessBasmah @

خاص بموقع سمو الأميرة بسمة http://basmahbintsaud.com/arabic/
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية

No comments:

Post a Comment