الأثنين،9 سبتمبر/ أيلول، 2013
كلمة صدق ووفاء لبلادي
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
©جميع حقوق التأليف و النشر محفوظة للأميرة بسمة
كلمة صدق، كلمة وفاء، نابعة من القلب، ما هي كذب ولا رياء، كلمة تقول "أفهموني"، كلمة تغني عن ألف قصيدة، وأشعار عقيمة، كلمة وفاء لوطني، كلمة صدق نابعة من ألم ومعاناة.
كلمة فكرت فيها أربع مرات، لأنها نابعة من أربع آهات: آهة من عقل يفكر، وآهة من قلب حساس، وآهة من عين تدمع من كثرة الألم، وآهة من جسد يئن من كثرة التعب.
كلمة وفاء لمليكي، الذي يستحق لقب ملك الإنسانية، كلمة صدق واحساس لمن في طبعهم الوفاء.
كلمة وفاء لأبناء وبنات وطني، كلمة صدق لشعب صابر ووفى، كلمة وفاء لشباب الوطن الذين صبروا على ظلم مؤسساتهم، وصبروا على تجاهل المسؤولين، وحقوقهم الضائعة.
كلمة صدق ووقفة وفاء مع معلمات ومعلمين وطننا، خاصة بنات جنسي اللواتي نساهم الزمن، أو نسيتهم وزارة التعليم في إنفاق المن والسلوى، وقال لهن الوطن "نسينا عطائكن"، نسينا عذابكن نسينا أولادكن وأولادنا".
أصبح تويتر صوت كل مخنوق، وكلمة صادقة نابعة من ألم.
هشتاقات تنادي الجميع ، ولا صوت يرد ولا من يكون قلبه على الجميع.
كل خائف من العواصف والمواسم، "وما حدا خايف من رب شايف".
اليوم أكتب مقال لأول مرة بلغة شاعر، لأن أحاسيس اليوم غلبت على عقلي الجامح، أصوات صهيل، وفرسان الخيال تأتي من بعيد، كل يوم أنتظر على بوابة الفجر، مغرب يوم حزين، وولادة جيش من رحم قرن اتسم بالعنف والجشع والعبودية، جيش يسمى بالإنسانية، جيش ركابه الضمير، وسلاحه مصلحة الآخرين، جيش يتكلم الوفاء، وكلمته صادقة وقاطعة كالسيف المسلول.
أطير فوق السحاب ، أكتب، كلمة وفاء، لكل من عاهد وصدق، كلمة صدق لكل من أخلف.
أصبحت وأنا دمعتي على خدي تسيل، ومن شدة الألم، لم اعد أحس بأمطار تجري وأنهار تتكون على حاضر لا يسر عدو ولا صديق.
أتحسس خيالي ولا أجد سوى ذكرياتي، عن ماضٍ كان فيه رجال تهتز لها الجبال، رجال من حديد، وقلوبهم مجبولة على الرحمة ، واحترام الكبير ، والخوف على الصغير، وحماية القوارير، وضمير لا ينام إلا عندما يشبع الجميع.
كلمة وفاء أخط حروفها بمعدن الصدق، وأرسلها لكل من مات شهيدا.
موسم ربيع جاء، ولكن ما جاء لا بالشمس، ولا بالزهور، جاء بالدمع الحزين، جاء وجلس على الصدور، ليس كموسم ، بل كعاصفة ترابية ، خنقت من كان يمشي بالطريق.
قالوا ربيعا، قلت لهم صيف ساخن، وبعدها فكرت واخترعت له اسما جديدا، قلت هذا موسم موت الضمير، لا ينتمي إلى مواسم الرحمة الأربعة الإلهية.
موسم انتحرت فيه كلمة الصدق على صخور الوفاء الوطنية، لأن كلمة الوفاء الوطنية لم تقدر من أصحاب العقول الخالية من إحساس أن المواطن هو الغريق.
كلمة صدق أقولها، ولا اخاف فيها أحد، احيي كل من صبر على المعاناة، والفصول الأربعة، وأرض النسيان، ومناطق الهجرة والاستشهاد، بطريقة أو بأخرى.
كلمة وفاء لهذا الوطن، الذي أعطاني اسمه ، افتخر به بين كل الأمم ، فعند سماع اسمي يعرفون أصلي، وهذا لا يتأتى بسهولة، ولا بالصدفة، يأتي من تاريخ وضع عبد العزيز بصمته في تاريخ الأمم.
سميت شبه قارة باسم الجدود، وهذه لم تحصل أبدا، في التاريخ المعاصر، والآن البعض يتبرأ من هذا الاسم، ويطالب بالتغيير، بعدما أكل وشبع، وأصبح يملك أموالاً
لا تعد ولا تحصى، يستمتع فيها بقصوره في مدن الصقيع تارة، ومدن تجري من تحتها الأنهار تارة.
كلمة وفاء لكل من جاهد أن يوقف الحروب، وواجه العاصفة بهدوء وضمير، كلمة صدق لمن ثابر ومضى في طريق حلف أمام الله ثم المليك أن لا يغيره ، وقسم جليل،وخطير لم يخلفه.
كلمة صدق أقولها أن هذا النوع نادر في موسم الربيع الذي جاء بعد الصيف وليس قبله، فأصبحت في حيرة من تقلبات مناخه الخطيرة.
وطني متى أوفيك وفائك، ومتى أقدر أن أقول كلمة صدق كاملة لشعبك الأبي، بأنني معكم في السراء والضراء مهما كان الثمن، مع الطفل الصغير، ومع المواطن الفقير مع المعاق الوفي، ومع المواطن الفقير، مع معلمات أفنين شبابهن، مع شباب أصبحوا كهولا، مع مطالبين ذهبت حقوقهم، وانتهت على قارعة الطريق، من كثرة ما فكرت وأبيت النسيان، وأبصرت ورفضت العمى القلبي، والموت السريري، حدثت نفسي عن أربعة فصول، وأربع أركان للبنيان المرصوص، وأربعة زوايا للبيت المعمور، وأربع أقطاب الكرة الأرضية، وكلها لكي تتوازن الأمور الإلهية، ويعيش الإنسان في كوكب الوسطية.
قلت القانون الرابع هو الكلمة الصادقة الوفية، التي أكافئ بها وطني والمواطنين على ما أعطوني في حياتي لرد الجميل، رباعيتها مبنية على :
الحب = الأمان
المساواة =الضمير
الحريات =الاطمئنان
التعليم = النور الإلهي.
كلمتي يا وطني "مسار القانون الرابع" هي كلمة الوفاء والصدق الأبي، كلمة ستحقق إن ساعدنا بعضنا البعض على الخير، والتففنا حول حكومتنا لنحتضنها ونحميها من الشرور والغرور، ونساعد على تنظيفها من الفساد العقيم، كلمتي أريد أن ألقيها في يوم نتحاور فيه مع مليكنا، يومنا الوطني هو يوم الحوار الوطني الذي سيصبح له دلالة كولادة وطننا الغالي، لأنه سيكون يوم تقديم " القانون الرابع"، ووضعه على طاولة الحوار الوطني.
كلمة أقولها والله غني، أقدم لوطني عيد حضاري، عيد يناسب القرن الواحد والعشرين، عيد يناسب الوضع الحالي، عيد يبعدنا عن المواسم لأنه عيد دائم، لا يتقطع ولا يتغير، عيد سيعيشه المواطن والأجيال القادمة بعيدا عن تقلبات أمزجة السوق العالمي.
عيد ولادة طفل يبعث الأمل في وطن، أصبح يئن من الضجيج، طفل يعيد الاستقرار للعائلة، ويلم شمل القبائل، ويعيد الاحترام المتبادل بين الأخوان وكل من ساعد في بناء وطن أساسه أسس للعدل وليس للفرقة، وطن حديث بكل المعايير، وطن يجب أن نحافظ عليه بالالتحام وسد الثغرات والنعرات، عن قريب سأنتظر كلمة الوفاء والصدق من الجميع، ونبدأ صفحة "كل خير معقول"، "وكل فساد غير مقبول" في وطننا الحبيب، يجب إعادة تأهيل ، وقولبة الأتربة، لنولد من جديد، ونواجه الأعاصير، بكلمة توحيد ووحدة ووفاء وصدق، وعهد للصبر إلى أن يأتي الفرج بالإصرار وضم الشمل وترك الفرقة لإحلال دستور يعطي ولا يأخذ، دستور يحمي الجميع، ويضع النقاط فوق الحروف، ويحدد الأطر من الأساطير.
احتاج منكم كلمة صدق ووفاء أيها الوطن لكي نصل للمستحيل.
والكلمة الأخيرة تبقى دائما لمليكنا وكلمتي إنما ستبقى كلمة صدق ووفاء لوطننا.
*كاتبة سعودية
نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
No comments:
Post a Comment