Monday, 6 August 2012

الحوار أم الدمار


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*

ما باتت صور ومقاطع من اليوتيوب لا تبارح مخيلتي التي أصبحت واقعا ملموسا وصوتا مسموعا وصورة واقعية لما يجري على أرض الوطن والواقع.
ورجعت بذاكرتي إلى الوراء، وحللت ما جرى في بلاد الواق الواق لما يسمى بالثورات، عدت إلى نقطة الصفر وحرف الألف، عدت إلى بداية الطريق، أم أقول بداية النهاية لأنهم لم يسمعوا ولم يحاوروا ، فأصبحوا مع مرور الأيام من أبطال حروب إلى مجرمين في السجون أو مقتولين في الجحور.
لماذا نرفض الحوار ما دام الطريق سالك  والبحر هادئ والأمن مستتب بفضل الله ثم بفضل ولاة الأمور صقور ورجال الأمن الذين يدافعون ليلا نهارا لضمان راحة المواطن، وضمان أمن تراب الوطن من الإرهاب والقتل والدمار.
حوار الأديان أطلقها مليكنا ، كما أطلق مجلس الحوار الوطني، كما أطلق كثير من المبادرات التي لو طبقت لكنا في سعادة وهناء.
أين الحوار أيها المسؤولين عن رقاب العباد، أين الوظائف التي وعدتم بها وأطلق الملك المبادرات لحلها، وأنتم ما بتم تعطلون الأوامر، وهذا ليس من مصلحة الوطن أو المواطن، وفي الأخير أتساءل : إلى أين سيأخذنا هذا الطريق؟ ما هي أجندة الذين يعملون في الدوائر ؟  والله لولا "الحياء" لكنت كتبت أكثر من أنهم يعملون لجهاز مخابرات خفي، كما في أفلام هوليود لتدمير البلاد بواسطة تعطيل الأوامر، وعدم المحاسبة  لمن يخطئ أو يسرق أو يدمر ما بناه عبدالعزيز وأبناؤه، وألوم رجال الدين الأفاضل في عدم تقديم الحقيقة بين يدي ملك الإنسانية وولي عهده الثمين، الذي أثبت قدرته على إدارة العاصمة لعقود، ونصحهم عما يدور خلف الكواليس ، فهذه أمانة تاريخية إلهية.
وفي شوارع القطيف والشرقية والجنوب، وهنا لا أنسى أبدا حتى في عقر الدار، في الرياض، حيث يوجد حارات لا يسكنها إلا من دمرت العواصف مسكنه ، وأصبح وكأنه في دول إفريقيا لا من معين ولا حسيب، أما جدة فهذه قصة أخرى، ومكة المكرمة، أصبحت لعبة بيد كل من يريد أن يصبح بليونيرا، فيوجد دائما مشاريع على مدار الساعة لترقيع هذه المنطقة أو تلك، وتسوية الأراضي، غير الكهرباء التي أصبحت أضحوكة ، ومهزلة وطنية عندما نعرف المبالغ التي صرفت عليها خلال عقود وكانت لدينا فقط بأن تصل الكهرباء إلى كل الخليج فأصبحنا لا نقدر على إشعال بيت من صفيح.
غير شيخ من شيوخنا الموقرين الذي يعرف بفتاويه الشهيرة وأمواله الكثيرة، التي لم يكسبها من عرق جبينه بل من أروقة الفتاوى والاستشارات الديوانية، وبقدرة قادر أصبح يطالب بالدستورية والعقاب لمن يريد أن يصلح الطريق ويأخذ مكانه العريق.
ما هذه الفوضى، التي ستؤدي بنا في نهاية الطريق إلى مستنقع مليء بالتماسيح التي ستهاجمنا من كل حدب وصوب ، ونحن غارقين في استشارات عقيمة، وكأننا في منأى عن الافتراس أوبعيدين عن الواقع الأليم، والخطط التي تحاك لنا من قريب ومن بعيد، ما هذه المهزلة الوطنية ، كل "ينادي" ، وكل يصرخ في شتى "القطاعات" و"الاتجاهات"  عبر كل الوسائل "المرئية" و"الفضائية" و"السمعية" ، كل ينادي على ليلاه، ولا يوجد أحد يقدر أن يلم شمل الأمة، ويجلس على طاولة حوار "الوطنية"، ويجرؤ ولو باختصار على وضع الحلول بالسرعة القصوى التي تتدهور فيها الأمور.
الكل "يشتم"، ولا "يحاور"، ولا يمد يد العون للآخر، وفي النهاية من المستفيد  يا ترى؟ المواطن العنيد ، أم المسؤول الجبار العتيد؟
عندما تهدم البلاد، وتسقط فوق رؤوس العباد، من المستفيد؟ لماذا لا نفكر بعقلانية ووجدانية أيها الوطن حكومة وشعبا، من غير تملق ولا نفاق، ونجلس على طاولة الحوار ، فللإنسانية حقوق ، والله بصير ، ونحن مسؤولون ، إما أن نطبق كلامه الذي أنزل على عبد من عباده، ولا نشغل بأنفسنا ، على من يضع الحجاب على الرؤوس، لأن فيما بعد لن نجد رؤوس أصلا، فعندما تجتاح الأعاصير المدن لا تفرق بين رؤوس بحجاب ورؤوس بلا حجاب ، لا تفرق بين من يسكن القصور ولا من يسكن الجحور، فالأعاصير جبارة تأكل الأخضر واليابس وتمحو حضارات كانت بالأمس أساطير وكنوز ثمينة، ولكن بغمضة عين وانتباهتها غير الله حالها من حال إلى حال.

همسة الأسبوع
حوار أم دمار .. لنا الخيار
عتاب الأسبوع
على كل من يرفض الحوار ويتبنى الدمار مهما اختلفت الآراء، وسلبت الحقوق، فلابد من التفكر بأن الدنيا زائلة وفانية ، حتى الحروب والثورات ، ستكتب على صفحات التاريخ كذكريات ، ولكن من يعيشها هو الذي سيعاني مهما اختلفت الأدوار والمعاني ... فلنفكر مليا قبل وصول المنية.
*كاتبة سعودية
http://basmasaoud.blogspot.com
twitter@TherealBASMAALS

3 comments:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ReplyDelete
  2. انت نموذج رائع يحتذى بة فى التفكير المستنير سمو الاميرة اتابع بين الحين والاخر كتابتكم. وفقكم اللة واطال عمركم

    ReplyDelete
  3. متى سوف يتحول كلامنا الى عمل حقيقي لحل المشاكل هي اصلا بسبنا واستحدثناها بأيدينا وبأنفسنا

    http://www.youtube.com/watch?v=ozCeiDGoNQk&feature=endscreen

    ReplyDelete