Sunday, 12 August 2012

يا صبر أيوب


بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود*
لا تعليق، هذا هو آخر تعليق، أم آخر الطريق؟ أحداث الساعات تتوالى، والأخبار تهطل علينا، ونحن نقول مرددون: لاتعليق، ففي خبر على وكالة الميدل إيست أون لاين ليوم السبت  أن الرياض آخر من يعلم بخبر أن لندن تحقق في رشوة شركة بريطانية لمسؤولين سعوديين عن الشركة الأوربية للدفاع الجوي والقضاء في السعودية بتهمة الحصول على عقد للاتصالات بقيمة ملياري جنيه استرليني بطرق غير شرعية،  EDS، وأنها فتحت تحقيقا رسميا بشركة GBT الفرع المحلي للمجموعة في السعودية .

ونحن لا نعرف أن هذه الشركة تقدم الاتصالات المؤمنة عبر الأقمار الاصطناعية ، وأن المكتب البريطاني يشتبه بأن الشركة الأوربية للدفاع الجوي قدمت رشاوي لمسؤولين سعوديين للحصول على هذا العقد.

ومن الجانب الصحي ووزارة الصحة التي دهورت صحة العباد ، كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بين وزارة الصحة ومسؤول سابق فيها أرساء صفقة تأمين كراسي الغسيل الكلوي ، وهي من  صنع الصين ، كما قطار مكة السريع!

شركات خارجية تتلاعب بأسعار فنادق مكة لتصل بها نحو عشرين ألف ريال للغرفة الواحدة، ونحن صامدون، والشعب صامد، ينتظر فرج أيوب.

وتاجر من تجار الأمة يصيح من وراء منبر الإصلاح للأمة ويسأل: أين تذهب أموال الزكاة؟ ولماذا لا تستثمر في الإسكان؟ وأقول له " صح النوم" أيها التاجر العريق،

" توك صاحي" على مأساة الأمة، فهم يعانون من التشرد منذ عقود، وأنت كنت تلتهي بإبرام العقود، ولاهٍ عن أحوال المساكين إلا ما ندر من إعلانات مبوبة، كما كل أغنياء الأمة، فهم يصبون ويصبون الملايين للجمعيات الخيرية، ولا نرى الخير على وجوه الأطفال ولا المسنين، ولا على العاطلين في الأمة، فخير لنا السكوت لأنه من ذهب، لأن الكلام أصبح من تنك، فالكل الآن أصبح وطني، وقد كان بالأمس يجمع البلايين من تربة هذا الوطن وسواعد شبابها وبركة مسؤوليها، فكفى أن نقول : "يا صبر أيوب".

أما في الخارج، فحدث ولا حرج، سوريا الجريحة، وفلسطين المحتلة، غير الصومال التي أصبح قتل الأطفال والكبار بواسطة الجوع هي من العملة المحلية.

غير العراق الذي يضرب به المثل بالإرهاب والتقسيم والدمار، أما اليمن فحدث ولا حرج، إختلط الحابل بالنابل، وأصبحت أرض أخصب مما كانت كمرتع لتفريخ الإرهاب وتصديره للعالم بشتى الصور للأحزاب والحكومات والديانات.

أما مصر، أم الدنيا، فأصبحت آخر الدنيا، فالمطلع على أمورها لابد أن يقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، فالذين يطلقون على أنفسهم إسلاميين، أصبحوا في قمة اللإسلامية، في التعامل، وبث التفرقة، والعنصرية في تفكيك شمل الأمة، بل وتصديرها إلى الخارج، وبث سمومها إلى ما بعد حدودها ، وفي الأخير الشعب يصيح ويستنجد بالله أن يخلصه من هذا المأزق الذي أخذ مجرىً أخر لإنسياب النيل وصب سمومه في السودان الشقيقة، التي أصبحت من جديد عرضة للتشتت والإنقسام التدريجي الكلي عما كان متصورا، أو موضوعاً على أجندة ما يسمى بالإسلاميين.

أفغانستان وباكستان تئنان من الآلام التي تقتل وتشرد الآلاف باسم الدين والجهل والفقر والخطط الخارجية لتصدير صورة نقية وجلية للإسلام في الدول الغربية.

أما مالي فقد نشأت بؤرة جديدة تتغذى على الغلو والتطرف باسم الإسلام والإسلاميين.

أما لبنان وحزب الله، فجهتين لعملة واحدة، وهو التدمير الذاتي لما بقي من لبنان وسويسرا الشرق من جمال واستقرار ومركز للثقافة، فأصبحت لبنان من المصدرين الأوائل للعنف الطائفي.

والخليج أصبح كمركب تتلاطم به الأمواج من كل جهة، تارة ذات اليمين وتارة ذات الشمال حسب الرياح الغربية التي هي بسباق مع الانتخابات المحلية والانهيارات الاقتصادية.

أما عمان الأردن فأصبحت ملاذا للهروب من دوي الانفجارات المحلية.

وتركيا تلعب دور شرطي المرور الذي يحمل صفارة العبور .

هل أكمل أم أقول : "يا صبر أيوب"!!



همسة الأسبوع

ما يدور ليس له غير كلمة واحدة: " الخريطة الجديدة للعالم العربي"

عتب الأسبوع

المريخ أصبح ملجأ حافز للتدوين، أما يكفينا من جبارين على الأرض حتى ترون اسمائهم على المريخ، فأسمائهم مكتوبة في ألواح محفوظة عند الإله، وكتبة يكتبون ما يجري ويدار خلف الكواليس.

أدعو الله في هذه الأيام الأخيرة من رمضان أن لا تكون الأخيرة في الرحمة والغفران، لمن يعرف الحقيقة واستغنى بالدرهم والدينار عن رسالة السلام والإنسانية التي من أجلها خلقت الإنسانية.



*كاتبة سعودية

b.saoud@hotmail.com


www.basmahbintsaud.com

twitter@TherealBASMAALS


2 comments:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سيدتي الفاضلة صاحبة السمو
    لافض فوك كتبتي فاوجزتي وولله انها في الصميم
    فهل من متعض
    سلامي

    ReplyDelete
  2. سددكم الله واسأل الله ان يعين قادتنا وفقهم الله بأمثالك ..
    سعد عايض قطب

    ReplyDelete