Thursday, 21 July 2011

ربيع الهيئة والعدل


طالعت صحف هذا الأسبوع، كما وردتني عدة رسائل عن موضوع الفساد الذي لا يزال مستمرا في بعض جهات هيئة الأمر بالمعروف، والجهل المسيطر على بعض أفرادها، الذين أصبحوا الآن بلا رادع ولا مسيطر، فقد اتخذوا من القوانين الجديدة التي كان هدفها هو إعداد الهيئة ووزارة العدل بأن تكون الجهة المسئولة تماما عن الحالة الاجتماعية والعدلية في مجتمع كان يخطوا إلى الأمام بدقة مدروسة من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا دائما انه رجل المستقبل والحاضر والماضي الذي هدفه هو جعلنا من أكثر الشعوب الإسلامية تطورا وقوة ومصداقية، وأن ننبذ العنف والتشدد والإرهاب ونفتح الحوار، وإزالة أجهزة لم تعد تؤدي دورها الفعال والذي كان من الممكن أن يتطور مع الحالة الدولية ليصبح مثالا تحتذي به المجتمعات الإسلامية والعالمية ولكن بالمقابل نرى أن هذه الهيئة عوضا عن تحملها الثقة الملكية وإنجازها تطورا ليواكب التطورات الاجتماعية التي أمرنا بها الرسول النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام أرسل ليكون ديانة لكل الأجيال والعصور حتى فناء الدنيا ومن عليها، ولكن ما نراه في الآونة الأخيرة هو خروجا تام عن المنهجية المتوسطة المعتدلة التي كان من المفروض على الهيئة بعد كل ما أوصى به مليكنا من وسطية في الأمور وارتقاء كل أجهزتنا بما يضمن للمواطن حقوقه الإنسانية والاجتماعية، ولكن ما نراه الآن كثرة تعدي بعض منسوبي هذه الهيئة على كل الأوامر وليس لها من رادع بعد القوانين التي أعطيت لها والأموال التي صرفت لها لتقوية جهازها المناعي الذي يأبى أن يتطور ويصبح الملجأ من بعد الله والمساكين والمظلومين وحل المشاكل الاجتماعية بكل روية ومصداقية ووسطية فأصبحوا هائجين مسيطرين على كل ما يتعلق بالأخلاقيات الاجتماعية، وكأننا كلنا تربينا على الفجور والحرام، ولم يفكروا للحظة واحدة أننا كمجتمع سعودي كلنا تربينا على الحلال وليس على الكفر والحرام.
فأصبحنا ألعوبة بيدهم يجروننا ذات اليمين وذات الشمال بما أنه ليس لهم رادع إلا رب الأنام الذي سيحاسبهم حسابا عسيرا وسيحاسب من أعطى لهم هذه السلطة المخيفة التي محت معنى حقوق الإنسان ليصبح بدلا عنها قوة تحكم باسم الدين، وهذا ما حصل في العصور الوسطى في بلاد الغرب عندما تولت السلطة الجهة الدينية المسيحية، ورأينا بأم أعيننا مصيرها الحتمي من انهيار حتى لأبسط قواعد إيمانهم كأهل كتاب، وأصبحوا مشتتين ينفرون حتى من مسمى الدين، هل هذا ما نريده لديننا، هل سنرضى ونخضع لهم ؟ أم يجب أن يعلو صوت المواطن للحد من استخدام هذه الهيئة لسلطتها بسجن واستغلال الاسم لإتباع منهج غير أخلاقي لمنسوبيها لشتى المشاكل الاجتماعية.
ومن ناحية أخرى نرى السلطة العدلية اتخذت منحنى آخر خطير، واستئثارها بالسلطة من غير الرجوع إلى الدين، واستحداث قوانين لا ترضي الله ولا من اتبعه، وأدارت وجهها وأذنيها لمن يطالب بفك أسر العلماء والمفكرين الذين سجنوا من غير جرم إلا القول الصريح بما يجري في البلاد من فساد، وما أرادوا إلا المساعدة لإصلاح الأوضاع القائمة في هذه الوزارة التي باتت معقل لكل جبار وحامية لكل طاغ، أما المواطن المسكين فيجري لاهثا وراء حكما ينصفه ولا من مجيب، بل من يجرؤ الآن ويرفع صوته فالويل والثبور وعظائم الأمور ، أهذا ما يرضي الله والرسول، فالأصوات ستعلو ، مهما طال الزمان، فدعوة المظلوم ستبلغ عنان السماء، والصرخة القادمة من رب العزة والجلال ستقصف كل مسكين ومواطن مغلوب على أمره ليعلو صوت الحق فوق صوت الظلام.
فلا القلم أصبح له فائدة في مجتمع كمم الأفواه، وفرض السيطرة الكاملة  على الحروف والقلم، ولكن واجبنا كأمة أن نجتمع على كلمة واحدة توحد الصف لتسمع الطلبات وتفك أسر سجناء الرأي، والعلماء الأفاضل الذين لا هم لهم إلا مصلحة الوطن والمواطن.

همسة الأسبوع
الحقيقة هي:  أن الإنسان في هذا الزمن لا يريد  أن يرى الحقيقة بل يريد  أن يرى كل ما يغنيه عن المواجهة والجهاد حتى لا يواجه عقوبة السلطة والسلطان.

*كاتبة سعودية

No comments:

Post a Comment