ما هي الأسباب الرهيبة التي تضع بلادنا دائما في مواجهة للحقيقة، فأعين العالم بأسره تنظر إلينا بترقب عند اتخاذنا أية خطوة نتجه بها إما إلى الأمام أو للوراء، أم بالاتجاه المعاكس لما يجب أن نراه على أرض الواقع والحقيقة، كتبنا ما فيه الكفاية عن المواطنة الحقيقية ومن له مصلحة في سير الأمور في طريق مظلم لن يؤدي بنا إلا للسقوط في هاوية لا نعرف لها مصيرا، فمن قلبه على الوطن واستقراره لابد من أنه يعرف أن الحقيقة هي أقرب الطرق للمصالحة، وأن الشفافية هي أسهل وسيلة للتصدي للأعاصير الجغرافية، ما فائدة حجب مواقع وأقلام لا تريد إلا مصلحة الوطن واستقراره، بل تؤخذ عليهم على أنهم يريدون قلب المفاهيم والأطر والمواثيق التي بنيت عليها توحيد المملكة العربية السعودية ، من تكافل وتكافؤ وعدل وإنصاف، وإثراء للحريات والأمن والأمان، والعدل للجميع، وإطلاق شرارة منظور الإسلام الصحيح في عالم كان يئن من ضربات موجعة للفهم الخاطئ للإسلام، إلى متى سنسير في نفق فقد فيه الضوء، ولا ننظر إلى آخر النفق بلهفة لبلوغ مصدر الضوء الذي سينير الطريق لمن لا يرى الآن المصير.
ماذا سنستفيد من حجب المواقع وقنوات العالم تصلنا في داخل بيوتنا وحجرات نومنا، وما هي الأسباب لرجال مثقفين أن لا يتدخلوا بالنصيحة لتهدئة الأمور ووضعها في نصابها، حتى لا نستفحل وتخرج عن أطرها، ما بالنا نرى العالم بعيد وهو اقرب إلينا من حبل الوريد، من هم المسئولين عن إفهام من يصنعون القرارات ويهندسون القوانين عن أن الإسلام لم يكن أبدا مصدرا لإجهاض الحريات بل مصدرا لإبراز الحقائق ومعالجة الأسباب لوضع الحلول ضمن أطر الاجتهادات للعصور وإعطاء الحريات الإنصاف عند حلول موسم العواصف.
نرى العالم من حولنا يتساقط كورق الشجر في خريف شديد البرودة ينذر بصقيع لم يسبق له مثيل في القرون الماضية، لأن الله أمره إن أراد شيئا فيقول له كن فيكون، وأن تعددت الأسباب فالمصير واحد.
أصبحنا نستغيث ونصرخ في قالب مثقوب ليس له صدى في شتى المناصب والعقول.
أين علماؤنا الذين قادوا العالم لعقود من رؤية ما يحصل في العالم من كره وغضب تجاه الإسلام الذي صورناه وخططناه بأقلامنا ، يظهر كعدو مهدد لباقي الشعوب ، فأصبحنا لا نرى إلا التفجيرات وتهديدات وممارسات كلها باسم الإسلام، حتى التفجيرات التي تتم بواسطة غربيين فاقدي العقل والضمير ، تكون من أجل محو اسم الإسلام وموجهة ضد كل ما هو يرسم بقالب هذا الدين الحنيف، ونحن ساكتين منفردين معزولين في عالم وقوقعة من حديد.
أين صوتنا الجهوري البعيد عن التطرف والتشدد الذي ينم عن الوحدة والتنور والذي وصفنا به عبر العصور.
فلا صوت لمن تنادي، إلا صوت الحجب عند التنادي، العالم يئن جوعا من حولنا، واقتصاد دول عظيمة تنهار تحت ناظرينا، والله منعم علينا، نعم لا يجب إلا الشكر عليها، والتنبه أن النعم لا تدوم، حتى لأصحاب العدل من أتاهم الله الرؤية والبصيرة، فكيف لمجتمع يسير باتجاه لا ينم إلا عن ضعف وعدم إدراك وظلام حالك لا يرى من المشاكل والمعاصي إلا وجه المرأة وحجب الرأي الآخر للحقيقة، فعميت الأبصار وسكتت الضمائر، وصمت الأذان عن كل ما هو آت.
الوطن وقادة الوطن هم من تستقر بهم أوضاع المجتمعات ، والخلط الدائم بين الدين والقيادة لم يثمر أبدا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، لأن الدين استغل وأصبح أداة ابتزاز لمن يريد إبراز الحقيقة والشفافية والدفاع عن حقوق الإنسانية، لمصالح شخصية كما عهدناها في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي لا يخفى على احد تاريخه وتاريخ عائلته التي استغلت الدين لمصالح سلطاوية، وبهذا ورث العالم الإسلامي من الأحاديث الموضوعة التي لا تحصى للاستبداد والسيطرة على العباد لتمحو كثير مما جاء به رسول الله النبي الأمي الذي أسدل الستار على التخلف والجاهلية وأرسى العدل والشفافية في الطرح والمسؤولية وأجاز الحوار وأثرى الإنسانية بثقافة لن يوجد لها مثيل في تاريخ البشرية.
همسة الأسبوع
ما قلمي إلا قلب محب لوطن له فضائل وشمائل على كل الإنسانية، ومحب لقادته ومليكه ملك الإنسانية، فإني قنديل من ضمن القناديل المخلصة لاستقرار وطن ليس له مثيل حتى في القرون الماضية ، فالمسؤولية كبيرة والرقيب أعظم، إله لا يقبل إلا قول الحق وإن عز على كل من له يد في حجب الحقائق والتهام المناصب.
*كاتبة سعودية
بالتوفيق بسمة
ReplyDelete