Thursday, 28 July 2011

جفت الأقلام وحجبت الحقيقة


ما هي الأسباب الرهيبة التي تضع بلادنا دائما في مواجهة للحقيقة، فأعين العالم بأسره تنظر إلينا بترقب عند اتخاذنا أية خطوة نتجه بها إما إلى الأمام أو للوراء، أم بالاتجاه المعاكس لما يجب أن نراه على أرض الواقع والحقيقة، كتبنا ما فيه الكفاية عن المواطنة الحقيقية ومن له مصلحة في سير الأمور في طريق مظلم لن يؤدي بنا إلا للسقوط في هاوية لا نعرف لها مصيرا، فمن قلبه على الوطن واستقراره لابد من أنه يعرف أن الحقيقة هي أقرب الطرق للمصالحة، وأن الشفافية هي أسهل وسيلة للتصدي للأعاصير الجغرافية، ما فائدة حجب مواقع وأقلام لا تريد إلا مصلحة الوطن واستقراره، بل تؤخذ عليهم على أنهم يريدون قلب المفاهيم والأطر والمواثيق التي بنيت عليها توحيد المملكة العربية السعودية ، من تكافل وتكافؤ وعدل وإنصاف، وإثراء للحريات والأمن والأمان، والعدل للجميع، وإطلاق شرارة منظور الإسلام الصحيح  في عالم كان يئن من ضربات موجعة للفهم الخاطئ للإسلام، إلى متى سنسير في نفق فقد فيه الضوء، ولا ننظر إلى آخر النفق بلهفة لبلوغ مصدر الضوء الذي سينير الطريق لمن لا يرى الآن المصير.
ماذا سنستفيد من حجب المواقع وقنوات العالم تصلنا في داخل بيوتنا وحجرات نومنا، وما هي الأسباب لرجال مثقفين أن لا يتدخلوا بالنصيحة لتهدئة الأمور ووضعها في نصابها، حتى لا نستفحل وتخرج عن أطرها، ما بالنا نرى العالم بعيد وهو اقرب إلينا من حبل الوريد، من هم المسئولين عن إفهام من يصنعون القرارات ويهندسون القوانين  عن أن الإسلام لم يكن أبدا مصدرا لإجهاض الحريات بل مصدرا لإبراز الحقائق ومعالجة الأسباب لوضع الحلول ضمن أطر الاجتهادات للعصور وإعطاء الحريات الإنصاف عند حلول موسم العواصف.
نرى العالم من حولنا يتساقط كورق الشجر في خريف شديد البرودة ينذر بصقيع لم يسبق له مثيل في القرون الماضية، لأن الله أمره إن أراد شيئا فيقول له كن فيكون، وأن تعددت الأسباب فالمصير واحد.
أصبحنا نستغيث ونصرخ في قالب مثقوب ليس له صدى في شتى المناصب والعقول.
أين علماؤنا الذين قادوا العالم لعقود من رؤية ما يحصل في العالم من كره  وغضب تجاه الإسلام الذي صورناه وخططناه بأقلامنا ، يظهر كعدو مهدد لباقي الشعوب ، فأصبحنا لا نرى إلا التفجيرات وتهديدات وممارسات كلها باسم الإسلام، حتى التفجيرات التي تتم بواسطة غربيين فاقدي العقل والضمير ، تكون من أجل محو اسم الإسلام وموجهة ضد كل ما هو يرسم بقالب هذا الدين الحنيف، ونحن ساكتين منفردين معزولين في عالم وقوقعة من حديد.
أين صوتنا الجهوري البعيد عن التطرف والتشدد الذي ينم عن الوحدة والتنور والذي وصفنا به عبر العصور.
فلا صوت لمن تنادي، إلا صوت الحجب عند التنادي، العالم يئن جوعا من حولنا، واقتصاد دول عظيمة تنهار تحت ناظرينا، والله منعم علينا، نعم لا يجب إلا الشكر عليها، والتنبه أن النعم لا تدوم، حتى لأصحاب العدل من أتاهم الله الرؤية والبصيرة، فكيف لمجتمع يسير باتجاه لا ينم  إلا عن ضعف وعدم إدراك وظلام حالك لا يرى من المشاكل والمعاصي إلا وجه المرأة وحجب الرأي الآخر للحقيقة، فعميت الأبصار وسكتت الضمائر، وصمت الأذان عن كل ما هو آت.
الوطن وقادة الوطن هم من تستقر بهم أوضاع المجتمعات ، والخلط الدائم بين الدين والقيادة لم يثمر أبدا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، لأن الدين استغل وأصبح أداة ابتزاز لمن يريد إبراز الحقيقة والشفافية والدفاع عن حقوق الإنسانية، لمصالح شخصية كما عهدناها في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي لا يخفى على احد تاريخه وتاريخ عائلته التي استغلت الدين لمصالح سلطاوية، وبهذا ورث العالم الإسلامي من الأحاديث الموضوعة التي لا تحصى للاستبداد والسيطرة على العباد لتمحو كثير مما جاء به رسول الله النبي الأمي الذي أسدل الستار على التخلف والجاهلية وأرسى العدل والشفافية في الطرح والمسؤولية وأجاز الحوار وأثرى الإنسانية بثقافة لن يوجد لها مثيل في تاريخ البشرية.

همسة الأسبوع
ما قلمي إلا قلب محب لوطن له فضائل وشمائل على كل الإنسانية، ومحب لقادته ومليكه ملك الإنسانية، فإني قنديل من ضمن القناديل المخلصة لاستقرار وطن ليس له مثيل حتى في القرون الماضية ، فالمسؤولية كبيرة والرقيب أعظم، إله لا يقبل إلا قول الحق وإن عز على كل من له يد في حجب الحقائق والتهام المناصب.

   *كاتبة سعودية

Wednesday, 27 July 2011

مواعيد لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الى الأخوة و الأخوات
يرجى متابعة لقاء
صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود
على قناة
World news TV
اليوم الأربعاء 27-7-2011
3:30 GMT   : الساعة
بتوقيت غرينتش
و كما يعاد بث اللقاء بالتواقيت التالية (توقيت غرينتش):
08:30 GMT
15:00 GMT
20:00 GMT
و متابعة اللقاء الثاني لصاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود
 الأنكليزي BBC NEWS عل قناة
يوم الأربعاء 27-7-2011
بيتوقيت غرينتش   04:30 GMT : الساعة
و كما يعاد بث اللقاء بالتواقيت التالية (توقيت غرينتش):
12:30 GMT

Thursday, 21 July 2011

ربيع الهيئة والعدل


طالعت صحف هذا الأسبوع، كما وردتني عدة رسائل عن موضوع الفساد الذي لا يزال مستمرا في بعض جهات هيئة الأمر بالمعروف، والجهل المسيطر على بعض أفرادها، الذين أصبحوا الآن بلا رادع ولا مسيطر، فقد اتخذوا من القوانين الجديدة التي كان هدفها هو إعداد الهيئة ووزارة العدل بأن تكون الجهة المسئولة تماما عن الحالة الاجتماعية والعدلية في مجتمع كان يخطوا إلى الأمام بدقة مدروسة من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا دائما انه رجل المستقبل والحاضر والماضي الذي هدفه هو جعلنا من أكثر الشعوب الإسلامية تطورا وقوة ومصداقية، وأن ننبذ العنف والتشدد والإرهاب ونفتح الحوار، وإزالة أجهزة لم تعد تؤدي دورها الفعال والذي كان من الممكن أن يتطور مع الحالة الدولية ليصبح مثالا تحتذي به المجتمعات الإسلامية والعالمية ولكن بالمقابل نرى أن هذه الهيئة عوضا عن تحملها الثقة الملكية وإنجازها تطورا ليواكب التطورات الاجتماعية التي أمرنا بها الرسول النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام أرسل ليكون ديانة لكل الأجيال والعصور حتى فناء الدنيا ومن عليها، ولكن ما نراه في الآونة الأخيرة هو خروجا تام عن المنهجية المتوسطة المعتدلة التي كان من المفروض على الهيئة بعد كل ما أوصى به مليكنا من وسطية في الأمور وارتقاء كل أجهزتنا بما يضمن للمواطن حقوقه الإنسانية والاجتماعية، ولكن ما نراه الآن كثرة تعدي بعض منسوبي هذه الهيئة على كل الأوامر وليس لها من رادع بعد القوانين التي أعطيت لها والأموال التي صرفت لها لتقوية جهازها المناعي الذي يأبى أن يتطور ويصبح الملجأ من بعد الله والمساكين والمظلومين وحل المشاكل الاجتماعية بكل روية ومصداقية ووسطية فأصبحوا هائجين مسيطرين على كل ما يتعلق بالأخلاقيات الاجتماعية، وكأننا كلنا تربينا على الفجور والحرام، ولم يفكروا للحظة واحدة أننا كمجتمع سعودي كلنا تربينا على الحلال وليس على الكفر والحرام.
فأصبحنا ألعوبة بيدهم يجروننا ذات اليمين وذات الشمال بما أنه ليس لهم رادع إلا رب الأنام الذي سيحاسبهم حسابا عسيرا وسيحاسب من أعطى لهم هذه السلطة المخيفة التي محت معنى حقوق الإنسان ليصبح بدلا عنها قوة تحكم باسم الدين، وهذا ما حصل في العصور الوسطى في بلاد الغرب عندما تولت السلطة الجهة الدينية المسيحية، ورأينا بأم أعيننا مصيرها الحتمي من انهيار حتى لأبسط قواعد إيمانهم كأهل كتاب، وأصبحوا مشتتين ينفرون حتى من مسمى الدين، هل هذا ما نريده لديننا، هل سنرضى ونخضع لهم ؟ أم يجب أن يعلو صوت المواطن للحد من استخدام هذه الهيئة لسلطتها بسجن واستغلال الاسم لإتباع منهج غير أخلاقي لمنسوبيها لشتى المشاكل الاجتماعية.
ومن ناحية أخرى نرى السلطة العدلية اتخذت منحنى آخر خطير، واستئثارها بالسلطة من غير الرجوع إلى الدين، واستحداث قوانين لا ترضي الله ولا من اتبعه، وأدارت وجهها وأذنيها لمن يطالب بفك أسر العلماء والمفكرين الذين سجنوا من غير جرم إلا القول الصريح بما يجري في البلاد من فساد، وما أرادوا إلا المساعدة لإصلاح الأوضاع القائمة في هذه الوزارة التي باتت معقل لكل جبار وحامية لكل طاغ، أما المواطن المسكين فيجري لاهثا وراء حكما ينصفه ولا من مجيب، بل من يجرؤ الآن ويرفع صوته فالويل والثبور وعظائم الأمور ، أهذا ما يرضي الله والرسول، فالأصوات ستعلو ، مهما طال الزمان، فدعوة المظلوم ستبلغ عنان السماء، والصرخة القادمة من رب العزة والجلال ستقصف كل مسكين ومواطن مغلوب على أمره ليعلو صوت الحق فوق صوت الظلام.
فلا القلم أصبح له فائدة في مجتمع كمم الأفواه، وفرض السيطرة الكاملة  على الحروف والقلم، ولكن واجبنا كأمة أن نجتمع على كلمة واحدة توحد الصف لتسمع الطلبات وتفك أسر سجناء الرأي، والعلماء الأفاضل الذين لا هم لهم إلا مصلحة الوطن والمواطن.

همسة الأسبوع
الحقيقة هي:  أن الإنسان في هذا الزمن لا يريد  أن يرى الحقيقة بل يريد  أن يرى كل ما يغنيه عن المواجهة والجهاد حتى لا يواجه عقوبة السلطة والسلطان.

*كاتبة سعودية

لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود علي قناة (ANB)الفضائية السعودية ..في عيون الأميرة بسمة بنت سعود


Wednesday, 20 July 2011

انتظروا لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود علي قناة (ANB)الفضائية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الاخوة والاخوات
يرجى متابعة لقاء صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت سعود بنت عبدالعزيز ال سعود
علي قناة ( ANB ) يوم الاربعاء الموافق 20 – 7 – 2011
تردد قناة anb
الاخبارية للبث عبر النايل سات 10872 عمودي 27500 ¾
وفق المواعيد التالية علما بان التوقيت اربع وعشرين ساعة
الأربعاء 20-7-2011
توقيت لندن 7:30
توقيت مكة المكرمة 9:30
الخميس21-7-2011
توقيت لندن             11:00
 توقيت مكة المكرمة    1:00
الجمعة 22-7-2011
توقيت لند ن          4:00  
توقيت مكة المكرمة   6:00
السبت23-7-2011
توقيت لندن               24:00  
توقيت مكة المكرمة       2:00
و أرسال جميع التعليقات على الأيميل التالي b.saoud@hotmail.com
و شكرا

Thursday, 14 July 2011

الحكم العضوض


عندما يطل علينا رئيس دولة من على شاشة التلفزيون بصورة مذهلة، وحالة مرضية عقيمة، وخطاب سياسي مثير للشفقة، لا نملك من القول إلا "لا حول ولا قوة إلا بالله" ولكن أن تسمح له بحرية التعبير في وطننا ونحن كمواطنين يطلب منا أو أقول نجبر على السكوت عن قوانين الخنوع والاستعباد، فهنا أقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وأتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من بعدي حكم عضوض"، عندما يعلن قائد الثورة والحرية قاذف الرعب بين أمته وشعبه بنقل الحرب إلى أوربا، فقط لإثبات قيام قاعدة جديدة، وذلك من قبل زعيم مسلم آخر وفي العلن لنقول للعالم ها نحن العرب، ها نحن المسلمون، نحارب العالم ونقتل شعوبنا من أجل الجلوس على كرسي الحكم، والتمتع بثروات النفط الخام، الذي أصبح سببا في كل الحروب وكل المسابقات للاستمرار في الجلوس في السلطة حتى لو كان على حساب الأمة، دماء تهدر، وإنسانية تسحق تحت صخور الاستبدادية لأجل الحصول على دراهم معدودة، لنريهم ثراء وعنفوان وقوة، لم يكتفوا بمص دماء شعوب مواطنين الدول العربية في أخذهم المال العام بلا حق، ولا توزيع الثروات، بل مصرين أن يسحقوا الآدمية والاحترام من عروقنا، والتهديد لأبنائنا ، بأن نسكت على الغلط، ونخالف الأحكام الإلهية بطلب الحقوق الإنسانية وفق تعاليمنا الإسلامية، ونقول لا للفساد، ونعترض على الإفساد، وتحريف الرسالة التي بعث بها صاحب النور الذي أضاء نوره البلاد وأنار الطريق حتى وصل إلى الشام، وبرز بأخلاق لم تعرف من قبل، وأشاد بالعدل والمساواة، وفك سلاسل العبودية، وأزال الطبقية، وحث على الإيمان داخل القلوب، ونبذ المنافقين، وسطع نجمه وأضاء بصرة، وأشتد بريقه حتى أصبح الشمس المضيئة في تاريخ الإنسانية من أخلاقه التي جعلها إرثا لنا حتى نستعملها في حياتنا لاستقرار مجتمعاتنا وصلاح أمتنا.
ولكن للأسف ما نراه الآن هجوم شديد على كل من تسول له نفسه الحديث، ويصفونه بشتى المسميات، ويحرفون كلامه عن مواضعه، ويضعونه في خانات، ويتهمونه بالانتماءات السياسية والمذهبية، لأنهم ببساطة أضاعوا الطريق، ونسوا رب رحيم، غلفت قلوبهم المعنى الحقيقي للحقوق الإنسانية، وقالوا عنها أنها مسميات غربية لانحراف مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولم يعرفوا أنها في الأصل محمدية، فإنه صلى الله عليه وسلم هو منبع الحقوق الإنسانية، التي جاء بها وأرسل من أجلها للعالمين .
"حكم عضوض"، يعض على الجلوس على الكراسي، على حساب ضياع أمة بأكملها، وعلى حساب إنسانيتنا، فلم يعودوا يبالون لأنهم يعرفون نقطة ضعف الشعوب العربية، وهو الإذعان والعبودية، للدراهم والسلطة والألقاب، فأصبحوا يبذلون المليارات لاستقرار أمكنتهم التي احتلوها منذ عهود، ولا يزالوا متمسكين عاضين عليها حتى الممات.
الثورات العربية لم تنشأ من ضغوط دولية، بل من حكمة إلهية حتى يؤمنوا بأن الله مع المظلوم، كما  أن الله  لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله من حاجب، فمن رفع يده إلى الخالق بقلب حروق على أبنائه الشهداء وعلى من وضعهم في غياهب سجون الرأي والإنسانية، وعلى من استعملوا  الأطفال والأموال للضغط على كل من يريد الحق والمساواة والعدل للفقراء وكل الطبقات، سينال جزائه، فإن الله  يمهل ولا يهمل، وكل من يعتقد أنه فوق كل هذا فهو من قال الله عنهم "يمدهم في طغيانهم يعمهون".
رسالتي لكل ظالم ومستبد، ولكل طاغ، ومن يريد حكما عضوضا أن يفكر مرتين قبل أن تقترب منيته، ويقول مثل فرعون آمنت بالله الواحد القهار، حتى تشهد عليهم أيديهم وارجلهم وألسنتهم  يوم لا ينفع لا مال ولا بنون.
فلنستمد قوتان وإصرارانا على حرياتنا والعدل في بلادنا من سيرة رسلونا الذي لم ينادي بالإسلام خلال عشرين عاما، وتدرج بالتطبيق بخطة دقيقة مرسولة من رب العالمين، ولم تكن أبدا خططه في الحرب ارتجالية بل بتحاليل استراتيجية، وحلول منطقية واقعية، حتى ينال المطلوب وهو النصر على الأعداء، بأقل الخسائر والأرواح، فليكن عبرة لنا، ولنتألم في سيرة رسولنا حتى ننال الآمال ونعيش بامن واستقرار وعدل ومساواة ونتعدى حتى آمال الشعوب العربية، لنيل المساواة والحرية، ونكون نحن المثال  للحقوق الإنسانية لأننا أجدر بها من الشعوب الغربية، كفانا غسل للعقول باسماء دينية وسياسية من أجل سلب ما تبقى لنا من إنسانية، ولكن يجب أن نفكر بأسس فعلية حتى نحظى بالتحرر من العبودية.
كفانا توجيه أصابع الاتهام إلى كل من يجرؤ على التعبير عن الآمال ونقول عنه أن ورائه جهات أجنبية، أ فقدنا الأمل في عقولنا العربية الأبية التي ترفض الإذعان والخوف إلا من رب العباد، فالساعة آتية لا ريب فيها، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
لن ينفع التهديد بعد الان، وهذا هو الأذان من على كل مأذنة لكل طاغية وباغ بان الله أكبر من كل كبير، وهو المسيطر على الجميع فمن وضع الروح في الإنسان لا ينزعها منه إلا رب لاعباد، ولن ينفع بعد الآن، نظام سجون التعذيب، لأن الله الرقيب دق ساعة الحساب والوعيد، ويمكرون والله خير الماكرين،  وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجئ أقوام  يقرأون القرآن يسألون به الناس. أخرجه الترمذي.
همسة الأسبوع
من يستعمل البشر والأطفال للتهديد فلن ينجح إلا بفتح أبواب النار التي كانت موصدة بالحديد لتحرقه ويصبح بعد جاه وسلطة من رماد وذرة، وإن ربك لبالمرصاد
من أورادي ودعائي: اللهم ساعدني لنصرة نساء العالمين وأنصرني على الذين يخططون ويقهروا الإنسان باسم السلطة والسلطان ، والذين يغتصبوا ويعنفوا باسم الدين.

*كاتبة سعودية

Thursday, 7 July 2011

طائر بلا جناحين


هل من المعقول أن يطير طائر بلا جناحين؟ هل من المنطقي أن نواجه العواصف من غير التحام وطني يضم الجناحين؟ هل من الصواب أن نثور كلما سمعنا كلمة مذاهب، ولا نرضى إلا بالواحد ؟ هل من الحكمة أن نعرف بقدوم أعاصير ولا نغلق الأبواب ونحصنها بالصلب والحديد لمنع التدمير؟ هل شربنا حتى الثمالة كلمة نحن على حق والعالم كله لا يعني لنا شيئا، لا كعبرة ولا مثال؟ فالرؤية الضبابية موحدة ضد كل من يتجرأ على حمل قنديل لإنارة الطريق.
مثقفون بلا حدود، أصبحوا يلقبون بالعلمانيين لمجرد أنهم اختاروا الضوء على الظلام، والمجابهة على السكون والناس نيام، اختاروا قرع أجراس الاستيقاظ وتجرؤا على اقتحام الأسوار ، وقالوا: "فداك يا وطني دمي ومستقبلي"، سألوني لماذا تؤججين قلوب شبابنا وشاباتنا، وتحثين التمرد على الفساد والبطالة والعصيان، سألوني شتى الأسئلة، حتى عن أصولي لأني تجرأت وقلت الحقيقة ، ما هي الحقيقة ؟ الحقيقة هي العدل والمساواة والحرية، هي إنقاذ وطن من عاصفة صحراوية، وإعصار يتجه إلى منطقتنا الجغرافية، فقلت يا وطن ضم أبناء وبنات وطنك، ووحد صفوفك لمواجهة رياح التغيير، بقلب قوي لا يخاف إلا الواحد الأحد، ولا يشهد إلا برسول واحد، أهذا هو الذنب الذي لا يغتفر يا وطن، أن نقول الوحدة، والعدل والمساواة، أم هذه الكلمات أصبحت خطرا على كل المستويات.
كيف أؤجج صدور جيل قلبه على الوطن، كيف أشعل النار في موقد حطب، ألا نسأل أنفسنا كيف نقبل على أولادنا أن يستمر مستقبلهم على نفس وتيرة اللامساواة والفساد، وانعدام الفرص، ولا نجنبهم نفس القدر، كيف نسكت عن الحق، ونتهم الآخر بأنه هو سبب الفرقة والألم، ألم تكن القشة هي التي كسرت ظهر الجمل، أم لم نعي أنها  نتيجة تراكمات منهاج وغسل العقول لمدة طويلة من الزمن، حتى أصبحنا ذوي ثقافة تأخذ ما تريد من الإسلام وتحور ما تريد من الحديث والفقه والبيان، وننتقي بدقة كل ما يعكر صفوة الجمع ويختار الفرقة والشتات.
ألم يحن وقت ننزع الأقنعة، وفتح باب الحوار من غير مناظرات تعلمناها من ثقافة لا تمت لنا بصلة، بل حوار بناء ليعبر بنا مرحلة ضياع الهوية إلى مرحلة إثبات وتثبيت القضية، أجندات تكتب من تحت الطاولات،  وأولادنا يدفعون ثمن الفديات.
ألم يعوا أن القضية أصبحت أكبر من القالب، وأن القلوب أصبحت متأججة من الداخل وما بين الصلب والترائب، ألم يحن وقت سماع الكلمة التي تصرخ بالحق، حتى لا تهدر الدماء على صخور شواطئ بحور الظلمات ومحيطات انتحرت على شطآنها معاني الرجولة وأخذت مكانها قروش مبدأها التسلط على الضعيف، والتهامها كل من تنزف دمائه لمجرد قول الحق، قصت أجنحتنا ، لكي لا نطير في سماء الحرية، لكي نستمر بالعبودية.
الإنسانية كلمة تئن من الأوجاع في بلادنا العربية، وتصرخ بأعلى صوتها: أين أنت ايها الإنسان في غابة النسيان، ألم يحن الوقت أيها العربي أن تخلع رداء الضعف من غير تسلط وتدخل خارجي.
ألم يحن وقت الراحة لاستئصال الداء، من غير خوف من العلاج؟ حروب أهلية قادمة ، وبراكين مشتعلة غاضبة، ونحن لا زلنا نقول بربوع عربية آتية، ونحن في وسط نيران صيف ساخن ذو زمهرير بارد، يحوم من حولنا، ونحن نائمون، غارقون في سبات شتوي عميق، نحلم بأحلام وردية، والواقع أننا وسط واقع رمادي اللون عديم الرائحة، ولكنه ذو أبعاد ثلاثية، كما نراها الآن على مسارح السينما العالمية، فمن سيربح في المعركة القادمة ، فهي ستكون الفاصلة بين طيور بلا أجنحة، وصقور ذات مخالب منمنمة، ستصطاد في الماء العكرة، وتنتصر على مخلوقات أنتجتها سياسات الظلام التي أعدت وتحاك وراء أسوار مغلقة.

همسة الأسبوع
لن تفلح مخلوقات الظلام في القضاء على الإنسانية والإنسان
لأن صقور وجيوش النور موعودة بالنصر في كتب لم يكتبها إنسان

   *كاتبة سعودية