فجر جديد ، شمس مضيئة، حرارتها مرتفعة، تربة صالحة لزرع منهج جديد للأجيال الجديدة، والأحوال الجوية المتقلبة، والمترقب أنها ستكون مليئة بالعواصف والأعاصير الجليدية، مرت الكرة الأرضية بأزمان مختلفة، منها الاستوائية، ومنها الباردة الجليدية، فسبحان مقلب الأزمان والقلوب والحكام والإمبراطوريات عبر العصور، وفي آخر فرصة لنجاة الأرض ومن عليها بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، واستقبله أهل المدينة التي استمدت نورها من هذا الرسول الأمي، بكلمات لا زالت وستبقى خالدة، عندما وصفوه ورسالته بفجر جديد للإنسانية والأرض ومن عليها، وخصهم الله بهذا الشرف، وأعطاهم مكانة لن تزول إلا بزوال الأرض والأمد.
فهل هذه الصحوة الجديدة التي نراها عبر أجهزتنا الالكترونية وراداراتنا الإنسانية، على مدى بصرنا، التي اجتاز بقعتنا الجغرافية لطلوع فجر جديد للإنسانية، يعيد سيرة وتوصيات نبينا ويزيل الغمة عن أمتنا التي أعمت بصائرنا، وجعلتنا كقطيع يجر وراء رعاة أصبحت القساوة منهجهم والردع وسيلتهم، والجنون سمتهم والمناصب مأربهم، ونسوا الرب الرحيم المنتقم العادل الذي وضعهم في مناصبهم ، وأعطاهم سلطاتهم، ولكن أصبحوا صحراء قاحلة لا تعطي إلا مخلوقات سامة قاضية ، تشرب دماء وعرق جبين البسطاء والمساكين لأنهم ببساطة فقدوا الصلة بينهم وبين خالق القرآن المبين، إلى متى سنندب حظنا ونشتكي لخالقنا ، وهو الذي علمنا أن المؤمن القوي هو الذي يغير المنكر بيده، وفي المقابل المؤمن الضعيف هو الذي يسكت ويخاف على ما تبقى له من فتات خبز واحترام نفس، وصلة ركيكة ما بينه وبين خالقه، ولا يدري أن الله سبحانه وتعالى مع العبد ما دام العبد كان على حق، ولا تخافن في الله لومة لائم، أين نحن من التنفيذ ونصرة رسولنا وتعاليمه التي غيرت العالم وفجره الذي سلط الأضواء على منكرنا ، وأعطى المرأة والإنسانية مكانة لم تعطى لها عبر كل الأديان، أين نحن من"لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى" أين نحن.. وأين نحن....
أم فقدنا الأمل في ذاتنا وأصبحنا نضع اللومة على من هم فوقنا ولم نسأل أنفسنا من وضعهم في هذا الكرسي غير الله ثم نحن، عندما سئل فرعون من فرعنه فأجاب أنه لم يجرؤ أحد أن يوقفه، ولكن نرى الآن فجرا جديدا لشبابنا وأصوات كهولنا تصدح في الأفاق، وتزلزل الأرض من تحت سلطات الفساد وتطيح بأقواها عتادا، لأنهم تجرؤا بما لم يجرؤ عليه الذين من قبلهم ، فالمستفيدون كثيرون والفساد وصل حد الذقون والتسلط وصل حد تجاوز الأحلام والفنون فوصل إلى عنان السماء، وشكوى المظلوم، أجيب لها الدعاء، فطارت الأعناق، ونزعت السلطات ، وزلزلت الأرض زلزالها، وأصبح الذي كان بالأمس فرعون، منهم مسجون، ومنهم مطلوب، ومنهم مصاب بأمراض مستعصية تصعب على من لازال لديه ضمير، ومنهم من ينادي بالحرية والديمقراطية وصوته يهتز من الخوف وعدم المصداقية، فهل سنتعلم درسا في نصرة المظلوم ، وهل سنتعلم أن نخاف الواحد الأحد، الذي هو الوحيد المطلع على ما يوجد في قلوب وضمائر أصحاب النفوذ، والآمرين بالمعروف ، هل العدل أصبح ألعوبة في أجندة الشيوخ ، فيقلبوه ذات اليمين وذات الشمال والكل يفتي بما يأمر به من لديه مفتاح العطاء والأراضي وأموال الفساد.
الكل يتحدث عن ربيع الأمم العربية، ولم يتحدثوا عن شتاء الأمم الغربية وطلوع شمس القارة الصينية.
لماذا لا نرسم بأنفسنا فجر أمتنا، ونلونه بألوان الحرية والمساواة والاحترام ومنهج خير الأنام.
لماذا دائما نبحث عن الصبغة الأرجوانية لحرياتنا العربية، ولا نلجأ إلى ألوان التحاور القلبية، ومبدأ الجيرة الجغرافية، من غير أجندات سياسية، لماذا نحن دائما الباحثين عن حلول للحكومات المجاورة، وفي المقابل نتجاهل مشاكلنا المستترة تحت عباءة سوداء قاتمة، ولا نريد أن نرى فجر الأمة الإسلامية هو بالوحدة العربية، والمساواة الاجتماعية، والحقوق الإنسانية وتوزيع الثروات، وإعطاء الحقوق والمقاعد، لمن يستحق ويعرف كيف يدير الدفة، من غير تحيز ولا ألقاب عائلية، ألم يحرم الرسول هذه السلوكيات التي تنتمي إلى ما قبل الجاهلية، وترك الشورى لمن سيحكم بعده، أين نحن أيها المجتمع الفاضل من هذه الأساسيات الإسلامية، ألم يحن وقت طلوع فجر وبدر جديد علينا، ألا نستحق الوقوف أمام الدكتاتورية ونكشف الغطاء ونقف مع كل مظلوم ومسكين وننصر نبي الأمة الإسلامية الذي أعطى للإنسانية معنى ، وحررنا من العبودية الأبدية، إلا لله، وأمرنا بالأخلاق المحمدية، وليس بالحركات والسلوكيات السطحية والبهلوانية من صلاة وزكاة وصوم وحج مبرور وعمرة تكفر خطايا ما بين السطور، ونرجع لسيرتنا الأولى، ونقول أن لنا رب رحيم غفور، يغفر ذنوبنا، ألم نسمع بالحديث القدسي أن الله يغفر كل شيء إلا ظلم العبد للعبد، فلنرفع راية التوحيد لفجر جديد ، يظلله بدر رائع ساطع يساوي بين الخلائق.
همسة الأسبوع
"كلُ مَن عليها فانٍ ويبقى وجه رَبِكَ ذوُ الجلالِ والإكرامْ" صدق الله العظيم
لا اله الا الله محمد رسول الله .
ReplyDeleteاللهم قويها بقوتك واحفظها بحفظك وبارك في عمرها واجعلها جند من جنودك في ارضك ..
ابنك :فؤاد هوساوي
كلمات فيها من العبر وانتي على حق نحن في حاجة لمشروعات حقيقية
ReplyDelete