سبحان الله، جميع أنباء الأحوال الجوية تنبئ بعواصف رعدية وزلازل بركانية، وانتفاضات شعبية، ومطالبات ثورية، للحريات الإنسانية، والقوانين التي تضمن حقوق الشعوب العربية، وعدم الانفراد بالسلطة، لنصبح مثل الدول المتقدمة، ولننعم بحرية الإسلام، وما أمر به خير الأنام ، وما بينه الله في القرآن، عن الشورى وتداول السلطات حتى لا تصبح حكرا لإنسان، وما نراه الآن هو الاتجاه المعاكس لما توقعناه من إعطاء وتوزيع الحريات والسلطات، وأصبحنا في دار أخرى لا تمت بصلة لدار يمر عبر تغييرات جذرية لما كان بالأمس من المعطيات المسلم بها في طريقة تداول السلطات والحاكم بأمره في حقبة تاريخية مرت بها كل الحضارات الإنسانية، فهي عبارة عن حلقة تاريخية تعيد نفسها بنفسها وتصبح في النهاية حكايات أسطورية تدرس في مناهج دراسية عبر العصور في كل المراحل التعليمية، فهل سنتعلم من تجارب من سبقونا، أم سندور مع الحلقة وتكون لنا نفس النهاية؟
"وتلك الأيام نداولها بين الناس"، ألم نتفكر بهذه الآية على أنها حكمة ورواية نقرأها ونسمعها ونشاهدها حتى حفظناها وحفظت في أروقة عقولنا المذهولة، من القرارات التي نأخذها باتجاه معاكس لكل ما ينتظر أن يكون في داخل وطن ضم جميع الأطياف والأجناس وأصبح ملجأ لكل طاغ.
أما انسحابنا من البحرين ، فهذه خطوة يرتفع لها الحاجبين من الدهشة وعلامات الاستفهام، لماذا من البداية اتجهنا الاتجاه المعاكس في وقت ينادي به أن لكل بلد له خصوصيته وقوانينه وأحكامه، والآن عند اشتداد الأمور عند جارتنا القريبة روحيا ونسبا وانتماء ننسحب من الميدان، ونترك الأمور "لحديدان"، وهذا كان من المفروض أن لا نقحم أنفسنا في المحظور منذ البداية حتى لا نعطي لأحد منفذا للدخول علينا باتجاه معاكس، كما رأينا من تصريحات إيرانية التي تحتاج إلى من يقنعها أن الخليج استقل تماما منذ زمن بعيد ولم يعد فارسيا ، صناع القرارات نسوا أن لدينا أبناء وطن من الشرقية إلى حدودنا اليمنية، يشعرون بالا انتماء إلى جغرافيتنا وهويتنا الوطنية من جراء معاملتنا التعسفية لهؤلاء الذين نعتبرهم من غير جنسية ولا هوية، فقد قابلت إحداهن بالصدفة وسألتها عن أحوالهن في القطيف، وردت بكل أسى وحزن"إننا بخير" ولكننا ضائعون، إلى أن نعطى الثقة بأننا أبناء وطن واحد ، ولا يوجد لنا انتماء إلا لهذا الوطن المعطاء، وليس لنا أهداف ولا تطلعات إلا أن نكون جزءا متساويا مع كل الفئات، بغض النظر عن مذهبنا الذي اتخذوه عذرا لعزلنا ومعاقبتنا، ونحن مؤمنين أننا لن يحاسبنا إلا رب العالمين، لماذا أصبح لديكم فوبيا اسمها الشيعة والسنة ونحن أبناء دين واحد يشهد بالإله الواحد ويشهد بأن محمدا رسوله، أما التفاصيل فهذه لا يحاسبنا عليها إلا رب عليم ، فذهلت من ردها وهي لا تعرف من أنا ، وعندما عرفتها على نفسي ذهلت وقالت لي :" أميرة.. تتكلم وتسمع مثلنا؟" فقلت لها:" بل أتنفس واشرب وأتشرب ما تعانونه أيها المواطنون من تعسف مذهبي وجغرافي، فذهلت أكثر لما قلته، فجاوبتها : لا تحسبونا غافلين، فنحن أبناء وطن واحد ولا يفرق فيه إلا من يريد هدم البناء وخلق حزازيات بين المواطنين، واستمرار ثقافة حذرنا منها نبينا الأمي وهي بان نترك الخلق للخالق، ونتعامل بالإنسانية ومكارم الأخلاق حتى لمن يعارضونا بالأفكار، وهنا أسأل من أولى بالمعروف، الغربيون الذين يردون لبلادنا بالآلاف والأصناف ونرفع لهم قبعة التحية العسكرية الغراء، والذين ينتمون لديانات مختلفة لا يعترف بها الإسلام فالأولى بنا ضم أبناء وطننا على شتى اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم ونضعهم تحت جناح الوطنية والانتماء الجغرافي، ليكون بالفعل ذخرا وقوة لنا، بدلا من أن يكونوا نقطة ضعفنا.
فمن نحن؟ وما نحن؟ إلا بقعة جغرافية وقبائل كانت بالأمس متناحرة، فالمصالحة الوطنية الحقيقية هي بإعطاء الحريات العقائدية والتعاملات السوية العادلة التي لا تفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، فلنتجه الاتجاه المعاكس الصحيح لكل ما تعودنا بالأمس عليه، من تفرقة عنصرية ومذهبية، وقبلية، وينضم الجميع تحت لواء المملكة السعودية ونحمل لواء الإسلام واللون الأبيض كعنوان لنسطر عليه بزوغ فجر جديد للإنسانية في مملكتنا الحبيبة تحت قيادة مليكنا أسد الجزيرة العربية، ولتكن بداية جديدة تتضافر فيها الجهود من كل الجهات لوقف المحظورات الكثيرة التي لا تمت لإسلامنا وتعاليمنا بشيء، نريد الفئات الوسطية من كل مضمار، ومن كل فج عميق في مملكتنا الحبيبة، أن توحدوا، ويعطوا الفرصة لقول الحق من غير خوف أن تكون نهايتهم السجون لمجرد أن لديهم رأي ، حتى لو كان خطأ، فيجب الإصغاء للجميع وحمل العصا من الوسط، حتى لا يختل الميزان، وتتجه الأمور بعكس ما تشتهيه السفن.
وحيث الآن توحدت السلطات في أعلى الهرم ، فنحن نطلب كمواطنين بإزالة الحظر عن قول الرأي والحق، لترجع الأمور كما عهدناها في عصر ملك النور الذي مشي بنا إلى الأمام وفجأة اتجهت الأمور بالاتجاه المعاكس، وسلبت الحريات، وأعطت لمن لا يستحقوها ، لا في دستور ولا في دين ولا في قانون.
نريد رؤية الأمور الآن تتجه بالاتجاه المعاكس للأشهر القليلة الماضية التي أصدرت فيها قوانين جديدة لا تخدم مصلحة أحد إلا المستبدين الذين هم بالأصل كانوا منتظرين هذه الفرصة لفرض شروطهم وقوانينهم التي كانت قد بدأت تختفي، فأطلوا علينا بقوة وأثبتوا أنهم سينتصروا لا محالة، حتى لو كانت على حساب نبذ التعاليم الأساسية الحقوقية الوسطية الإسلامية، لنيل مكاسب دنيوية.
همسة الأسبوع
الاتجاه المعاكس ليس دائما خطا أحمرا وهو ليس دائما خطرا
إلا على من لديه أجندات وخطط موضوعة لغسل العقول المذهولة
من كلمة اسمها المصداقية والعدالة الإلهية
التي ستنجب أجيالا همها الأكبر هو انتصار الإنسانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteصباحك معطر باانواع الزهور والمسك يااميرتنا الغاليه واختنا الراقيه صاحبه الكلمه البراقه التى تشرح الخاطر اشكرك ياابنه وطني ياسمو الاميره لانك نظرتي للقطيف التى هي جزء لايتجزء من المملكه العربيه السعوديه واتمنى ان تحتضني القطيف كما تحتضن الام طفله فالقطيف والله ناسها طيبون ولكن يحتاجوا لكلمة الطيبه فهي الدواء ولا يوجد خير منها اقدموا ياسمو الاميره للقطيف هذه الاثناء فصدقوني سيقل الضيق وسيتغير لسرور للجميع بزيارتكم سيشعرون ان احد يهتم لهم فهم يبحثوا عن الكلمه الحانيه.