Thursday, 30 June 2011

الاتجاه المعاكس


سبحان الله، جميع أنباء الأحوال الجوية تنبئ بعواصف رعدية وزلازل بركانية، وانتفاضات شعبية، ومطالبات ثورية، للحريات الإنسانية، والقوانين التي تضمن حقوق الشعوب العربية، وعدم الانفراد بالسلطة، لنصبح مثل الدول المتقدمة، ولننعم بحرية الإسلام، وما أمر به خير الأنام ، وما بينه الله في القرآن، عن الشورى وتداول السلطات حتى لا تصبح حكرا لإنسان، وما نراه الآن هو الاتجاه المعاكس لما توقعناه من إعطاء وتوزيع الحريات والسلطات، وأصبحنا في دار أخرى لا تمت بصلة لدار يمر عبر تغييرات جذرية لما كان بالأمس من المعطيات المسلم بها في طريقة تداول السلطات والحاكم بأمره في حقبة تاريخية مرت بها كل الحضارات الإنسانية، فهي عبارة عن حلقة تاريخية تعيد نفسها بنفسها وتصبح في النهاية حكايات أسطورية تدرس في مناهج دراسية عبر العصور في كل المراحل التعليمية، فهل سنتعلم من تجارب من سبقونا، أم سندور مع الحلقة وتكون لنا نفس النهاية؟
"وتلك الأيام نداولها بين الناس"، ألم نتفكر بهذه الآية على أنها حكمة ورواية نقرأها ونسمعها ونشاهدها حتى حفظناها وحفظت في أروقة عقولنا المذهولة، من القرارات التي نأخذها باتجاه معاكس لكل ما ينتظر أن يكون في داخل وطن ضم جميع الأطياف والأجناس وأصبح ملجأ لكل طاغ.

أما انسحابنا من البحرين ، فهذه خطوة يرتفع لها الحاجبين من الدهشة وعلامات الاستفهام، لماذا من البداية اتجهنا الاتجاه المعاكس في وقت ينادي به أن لكل بلد له خصوصيته وقوانينه وأحكامه، والآن عند اشتداد الأمور عند جارتنا القريبة روحيا ونسبا وانتماء ننسحب من الميدان، ونترك الأمور "لحديدان"، وهذا كان من المفروض أن لا نقحم أنفسنا في المحظور منذ البداية حتى لا نعطي لأحد منفذا للدخول علينا باتجاه معاكس، كما رأينا من تصريحات إيرانية التي تحتاج إلى من يقنعها أن الخليج استقل تماما منذ زمن بعيد ولم يعد فارسيا ، صناع القرارات  نسوا أن لدينا أبناء وطن من الشرقية إلى حدودنا اليمنية، يشعرون بالا انتماء إلى جغرافيتنا وهويتنا الوطنية من جراء معاملتنا التعسفية لهؤلاء الذين نعتبرهم من غير جنسية ولا هوية، فقد قابلت إحداهن بالصدفة وسألتها عن أحوالهن في القطيف، وردت بكل أسى وحزن"إننا بخير" ولكننا ضائعون، إلى أن نعطى الثقة بأننا أبناء وطن واحد ، ولا يوجد لنا انتماء إلا لهذا الوطن المعطاء، وليس لنا أهداف ولا تطلعات إلا أن نكون جزءا متساويا مع كل الفئات، بغض النظر عن مذهبنا الذي اتخذوه عذرا لعزلنا ومعاقبتنا، ونحن مؤمنين أننا لن يحاسبنا إلا رب العالمين، لماذا أصبح لديكم فوبيا اسمها الشيعة والسنة ونحن أبناء دين واحد يشهد بالإله الواحد ويشهد بأن محمدا رسوله، أما التفاصيل فهذه لا يحاسبنا عليها إلا رب عليم ، فذهلت من ردها وهي لا تعرف من أنا ، وعندما عرفتها على نفسي ذهلت وقالت لي :" أميرة.. تتكلم وتسمع مثلنا؟" فقلت لها:" بل أتنفس واشرب وأتشرب ما تعانونه أيها المواطنون من تعسف مذهبي وجغرافي، فذهلت أكثر لما قلته، فجاوبتها : لا تحسبونا غافلين، فنحن أبناء وطن واحد ولا يفرق فيه إلا من يريد هدم البناء وخلق حزازيات بين المواطنين، واستمرار ثقافة حذرنا منها نبينا الأمي وهي بان نترك الخلق للخالق، ونتعامل بالإنسانية ومكارم الأخلاق حتى لمن يعارضونا بالأفكار، وهنا أسأل من أولى بالمعروف، الغربيون الذين يردون لبلادنا بالآلاف والأصناف ونرفع لهم قبعة التحية العسكرية الغراء، والذين ينتمون لديانات مختلفة لا يعترف بها الإسلام فالأولى بنا ضم أبناء وطننا على شتى اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم ونضعهم تحت جناح الوطنية والانتماء الجغرافي، ليكون بالفعل ذخرا وقوة لنا، بدلا من  أن يكونوا نقطة ضعفنا.
 فمن نحن؟ وما نحن؟ إلا بقعة جغرافية وقبائل كانت بالأمس متناحرة، فالمصالحة الوطنية الحقيقية هي بإعطاء الحريات العقائدية والتعاملات السوية العادلة التي لا تفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، فلنتجه الاتجاه المعاكس الصحيح لكل ما تعودنا بالأمس عليه، من تفرقة عنصرية ومذهبية، وقبلية، وينضم الجميع تحت لواء المملكة السعودية ونحمل لواء  الإسلام واللون الأبيض كعنوان لنسطر عليه بزوغ فجر جديد للإنسانية في مملكتنا الحبيبة تحت قيادة مليكنا أسد الجزيرة العربية، ولتكن بداية جديدة تتضافر فيها الجهود من كل الجهات لوقف المحظورات الكثيرة التي لا تمت لإسلامنا وتعاليمنا بشيء، نريد الفئات الوسطية من كل مضمار، ومن كل فج عميق في مملكتنا الحبيبة، أن توحدوا، ويعطوا الفرصة لقول  الحق من غير خوف أن تكون نهايتهم السجون لمجرد أن لديهم رأي ، حتى لو كان خطأ، فيجب الإصغاء للجميع وحمل العصا من الوسط، حتى لا يختل الميزان، وتتجه الأمور بعكس ما تشتهيه السفن.
وحيث الآن توحدت السلطات في أعلى الهرم ، فنحن نطلب كمواطنين بإزالة الحظر عن قول الرأي والحق، لترجع الأمور كما عهدناها في عصر ملك النور الذي مشي بنا إلى الأمام وفجأة اتجهت الأمور بالاتجاه المعاكس، وسلبت الحريات، وأعطت لمن لا يستحقوها ، لا في دستور ولا في دين ولا في قانون.
نريد رؤية الأمور الآن تتجه بالاتجاه المعاكس للأشهر القليلة الماضية التي أصدرت فيها قوانين جديدة لا تخدم مصلحة أحد إلا المستبدين الذين هم بالأصل كانوا منتظرين هذه الفرصة لفرض شروطهم وقوانينهم التي كانت قد بدأت تختفي، فأطلوا علينا بقوة وأثبتوا أنهم سينتصروا لا محالة، حتى لو كانت على حساب نبذ التعاليم الأساسية الحقوقية الوسطية الإسلامية، لنيل مكاسب دنيوية.

همسة الأسبوع
الاتجاه المعاكس ليس دائما خطا أحمرا وهو ليس دائما خطرا
إلا على من لديه أجندات وخطط موضوعة لغسل العقول المذهولة
من كلمة اسمها المصداقية والعدالة الإلهية
التي ستنجب أجيالا همها الأكبر هو انتصار الإنسانية


لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود على قناة (BBC)العربي



لندن (رويترز)حفيدة الملك عبد العزيز آل سعود: امنحوا المرأة حريتها

الربيع العربي
Thu Jun 30, 2011 8:20am GMT

لندن (رويترز) 
قالت أميرة سعودية انه لا توجد دولة عربية محصنة ضد التغيير وان على الدول ان تعطي شعوبها الحريات قبل ان تجبر على ذلك
وقالت الاميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز وهي ابنة شقيق الملك عبد الله للخدمة العربية بهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ليل الاربعاء "ليس أحد محصنا تجاه الرياح الموسمية الجغرافية التي تجتاح امتنا العربية. ومن يقول اننا محصنون فهم مخطئون."
وقالت الاميرة بسمة أيضا ان عمل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تغير من هدفها الاصلي من منع الفساد الى ممارسة ضغوط على المجتمع خاصة المرأة مما أوجد مجتمعا يعيش في خوف.
وقالت "الجميع معرض والجميع يجب عليه الانتباه ويجب عليه ادراك انه يجب ان نفتح طاولة الحوار الوطني ولا ننتظر ان تصير التحديات كبيرة. فلنمنح الحريات قبل ان تصبح تحديات."
وتمخضت الحركات الديمقراطية عن تغيير النظام في تونس ومصر وانتفاضات جارية في ليبيا واليمن وسوريا فيما يعرف شعبيا باسم "الربيع العربي".
ويحكم السعودية نظام ملكي مطلق. ويقوم أفراد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بدوريات في الشوارع لتطبيق مبدأ الفصل بين الجنسين.
لكن الاميرة بسمة قالت ان الهدف من هذه الهيئة تغير وانتقدتها لاستهدافها المرأة.
وقالت "تأسست هذه الهيئة على عهد والدي رحمه الله الملك سعود بن عبد العزيز وكان سبب تأسيسها واهدافها هي نفسها التي أسسها الخليفة عمر بن الخطاب عليه السلام. فقد اسس لجنة الحسبة وكانت مهمتها ان تنهي عن المنكر وتأمر بالمعروف.
"المفهوم هنا تغير ما هو النهي عن المنكر وما هو الامر بالمعروف ... على وقت الخليفة كانوا ينزلون الى الاسواق ويراقبون التجار ويراقبون الاسعار ويراقبون الرشاوي والفساد الاداري ... وعندما اسسها الوالد رحمه الله فكانت هذه هي اهدافه وهي الرقابة على المجتمع المدني بحيث الرقابة التي تمكن المواطن ان يعيش عيشة كريمة محترمة من غير فساد وافساد ورشاوي."
واستطردت "تحولت هذه بقدرة قادر الى ضغط اجتماعي هدفه الاول المرأة السعودية.
"فانشغلوا في وجهها وقفازيها والاختلاط. وانشغلوا في امور ادت الى عواقب وخيمة نراها الان في مجتمعنا بحيث نحن اصبحنا مجتمعا نخاف."
وظهرت بعض نذر التمرد في السعودية. وشاركت بعض السعوديات في الاحتجاج على الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات في وقت سابق من الشهر الجاري من خلال بث صور على الانترنت وهن يقدن سيارات.
وبالاضافة الى منعهن من قيادة السيارات تحتاج اي سعودية لاذن من محرم سواء والدها او زوجها او شقيقها او ابنها حتى تسافر الى الخارج او تعمل او تخضع لبعض العمليات الطبية

Reuters


Saudi princess says no one immune from Arab spring

LONDON | Thu Jun 30, 2011 12:01am BST
(Reuters) - A Saudi Arabian princess said no Arab country is immune from change and that countries should grant freedoms before being forced to.
"No one is immune from the seasonal geographical winds of change that are sweeping our Arab homeland. Those who say we are immune are wrong," Princess Basma bint Saud, a niece of King Abdullah and a social activist and prominent supporter of women's issues in Saudi Arabia, told BBC Arabic late on Tuesday. Her comments were later translated into English.
Princess Basma also said the work of the country's moral police had changed from its original remit of preventing corruption to inflicting social pressure, particularly against women, creating a society that lived in fear.
"Everyone is prone and everyone should heed and must be aware that we must open national dialogue on the table and not wait for the challenges to grow. Let us grant freedom before it turns into challenge."
Democratic movements have resulted in regime change in Tunisia and Egypt, and uprisings in Libya, Yemen and Syria, popularly known as the Arab spring.
Saudi Arabia is ruled by an absolute monarchy which applies an austere version of Sunni Islam. Religious police patrol the streets to ensure public segregation between men and women.
The princess suggested the initial intention for the Authority for the Promotion of Virtue and Prevention of Vice had become distorted and she has denounced it for hounding women.
"When my late father, may God bless his soul, founded it, it was for this goal; to monitor civil society in as much as to enable citizens to live an honourable existence, in dignity and without corruption or bribes," she said.
"This has changed somewhat to a social pressure with the Saudi woman as its primary target.
"They became distracted by her face, her gloves and mixing with other race.
"They were absorbed in issues that led to dire consequences we witness today in our society, to the extent that we have now become society which lives in fear."
There have been some signs of rebellion in Saudi Arabia. Some women appeared to have protested against a ban on driving earlier this month, posting accounts and pictures of themselves behind the wheel.
Besides a ban on driving, women in Saudi Arabia must have written approval from a male guardian -- a father, husband, brother or son -- to leave the country, work or even undergo certain medical operations.

THE DAILY STAR Saudi princess says no one immune from Arab spring


Description: The Daily Star
Saudi princess says no one immune from Arab spring June 30, 2011 10:49 AM

The princess suggested the initial intention for the Authority for the Promotion of Virtue and Prevention of Vice had become distorted and she has denounced it for hounding women.
LONDON: A Saudi Arabian princess said no Arab country is immune from change and that countries should grant freedoms before being forced to. 
"No one is immune from the seasonal geographical winds of change that are sweeping our Arab homeland. Those who say we are immune are wrong," Princess Basma bint Saud, a niece of King Abdullah and a social activist and prominent supporter of women's issues in Saudi Arabia, told BBC Arabic late on Tuesday. Her comments were later translated into English. 
Princess Basma also said the work of the country's moral police had changed from its original remit of preventing corruption to inflicting social pressure, particularly against women, creating a society that lived in fear. 
"Everyone is prone and everyone should heed and must be aware that we must open national dialogue on the table and not wait for the challenges to grow. Let us grant freedom before it turns into challenge." 
Democratic movements have resulted in regime change in Tunisia and Egypt, and uprisings in Libya, Yemen and Syria, popularly known as the Arab spring. 
Saudi Arabia is ruled by an absolute monarchy which applies an austere version of Sunni Islam. Religious police patrol the streets to ensure public segregation between men and women. 
The princess suggested the initial intention for the Authority for the Promotion of Virtue and Prevention of Vice had become distorted and she has denounced it for hounding women. 
"When my late father, may God bless his soul, founded it, it was for this goal; to monitor civil society in as much as to enable citizens to live an honourable existence, in dignity and without corruption or bribes," she said. 
"This has changed somewhat to a social pressure with the Saudi woman as its primary target. 
"They became distracted by her face, her gloves and mixing with other race. 
"They were absorbed in issues that led to dire consequences we witness today in our society, to the extent that we have now become society which lives in fear." 
There have been some signs of rebellion in Saudi Arabia. Some women appeared to have protested against a ban on driving earlier this month, posting accounts and pictures of themselves behind the wheel. 
Besides a ban on driving, women in Saudi Arabia must have written approval from a male guardian -- a father, husband, brother or son -- to leave the country, work or even undergo certain medical operations

Saudi princess says no one immune from Arab spring



Source: Reuters // Reuters
LONDON, June 29 (Reuters) - A Saudi Arabian princess said no Arab country is immune from change and that countries should grant freedoms before being forced to.
"No one is immune from the seasonal geographical winds of change that are sweeping our Arab homeland. Those who say we are immune are wrong," Princess Basma bint Saud, a niece of King Abdullah and a social activist and prominent supporter of women's issues in Saudi Arabia, told BBC Arabic late on Tuesday. Her comments were later translated into English.
Princess Basma also said the work of the country's moral police had changed from its original remit of preventing corruption to inflicting social pressure, particularly against women, creating a society that lived in fear.
"Everyone is prone and everyone should heed and must be aware that we must open national dialogue on the table and not wait for the challenges to grow. Let us grant freedom before it turns into challenge."
Democratic movements have resulted in regime change in Tunisia and Egypt, and uprisings in Libya, Yemen and Syria, popularly known as the Arab spring.
Saudi Arabia is ruled by an absolute monarchy which applies an austere version of Sunni Islam. Religious police patrol the streets to ensure public segregation between men and women.
The princess suggested the initial intention for the Authority for the Promotion of Virtue and Prevention of Vice had become distorted and she has denounced it for hounding women.
"When my late father, may God bless his soul, founded it, it was for this goal; to monitor civil society in as much as to enable citizens to live an honourable existence, in dignity and without corruption or bribes," she said.
"This has changed somewhat to a social pressure with the Saudi woman as its primary target.
"They became distracted by her face, her gloves and mixing with other race.
"They were absorbed in issues that led to dire consequences we witness today in our society, to the extent that we have now become society which lives in fear."
There have been some signs of rebellion in Saudi Arabia. Some women appeared to have protested against a ban on driving earlier this month, posting accounts and pictures of themselves behind the wheel.
Besides a ban on driving, women in Saudi Arabia must have written approval from a male guardian -- a father, husband, brother or son -- to leave the country, work or even undergo certain medical operations. 

Thursday, 23 June 2011

التحديات والحريات


 لماذا وصلنا إلى حد التحدي لنيل الحرية؟ لماذا لا نقلب أتربة الزمان الذي انطوى وغلفه الضباب وأصبح ينتمي إلى عصور لم نقراها بعد في التاريخ حتى ما قبل الإسلام؟
 لماذا التصريحات التي لا تنتمي إلى حقيقة ويريدونا أن نهضمها من غير سؤال، لقد تغير الزمان، وإن لم ننتبه ستتغير أمور هي أكبر من أي إنسان، أصبحنا في زمن التحدي لنيل الحريات، لماذا هذه القصص  التي نسمعها عن هذا أو ذاك الذي يأمر بسجن أو إفشال قضية  لمجرد  أن الآخر تجرأ على قول الحقيقة، ألم تصدر أوامر ملكية واضحة وجلية وحازمة أن كل من يتجرأ "وينال من قميص عثمان " سيكون تحت طائلة القانون والعقوبات، أم أن هذه  القوانين لا تنفذ كالعادة على أصحاب النفوذ والألقاب، أم هي حرب مفتوحة على فئة محدودة، أم هي معركة بين سلطتين لم يفكروا أن القوانين الجديدة ستطبق على الجاني والمجني عليه، قصص تداولها الصحف العالمية، ونحن نعيش في عالم الضبابية والارتجالية، واللامسؤولية، عندما نتجاهل كل العلامات الحمراء الأرجوانية، ونتعامل مع مجريات الأمور بالاتجاه المعاكس بلا رؤية واقعية، ونطفو فوق مياه المحيطات بلا طوق إنقاذ وفوق سحاب الواحات الصحراوية، ونأخذ قرارات لا تنم إلا عن تغييب كامل للواقع، وعدم وضوح الرؤية  ليلة قمرية ، ولن تستطيع حتى النجوم القطبية أن تزيل الأغطية والنظارات المظللة بألوان قاتمة شتوية لتدلنا على الاتجاهات المطلوبة المرضية،  حرارة الصيف  والشمس الساخنة، ستزيد من حدة ردودنا الفعلية، على ما أسميه "تحدي الحرية"، ما هو تعريفي للحرية، الحرية لا تعني السقوط في الهاوية، كما يسميها البعض في كثير من الهيئات منها التنفيذية والقضائية والدينية، لأنها لا تخدم مصلحتهم، بل تطلق العنان لرؤية أخطائهم والتي جرت مجتمعاتنا إلى أقصى الهاوية بلا روية، بل الحرية هي الاستطاعة على قول الحق من غير خوف ولا مقصلة، الحرية هي قبول الرأي الآخر، والتحاور  للاستفادة، الحرية عدم اغتصاب الحقوق وجعلها أقنعة نضعها عند تسليط الأضواء، الحرية هي أن أقول لا للحرام  أشكاله، عن رشاوى وواسطة، وألقاب ونفوذ، وأنال حقوقي الإنسانية وأنال العقوبة بالتساوي، حتى لو كنت على رأس دواوين السلطات بكل أنواعها وأشكالها الحلزونية، أم نسينا ما حصل للصحابي الشريف وثالث الخلفاء الراشدين "عثمان بن عفان" رضي الله عنه، عندما استشرى الظلم والفساد، ألم  يكن عبرة إلهية أن الله  يفرق بالعقوبة والثواب حتى على الخلفاء.
 الحرية  أن  يظهر الحلال كما  أمر الله به في كتابه وسنة وسيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من غير مذهبية ولا تشدد، ولا تكفير، بل نتركها للخالق الحكيم، الحرية هي إعطاء المجتمع ما أمر الله به لتحريرنا من العبودية والطاعة إلا لله، وليس لأحد غيره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، الحرية هي الحياة من غير أجندات سياسية، ولا معطيات مالية، ولا استبداد نخبوي لفئة، وحرمان السواد الأعظم من أبسط الحقوق الإنسانية، الحرية في قاموسي هي العدالة الإلهية، الأبدية، هي الميزان، وهي ما جاء به خير الأنام، الحرية هي ثقافة مجتمع يأخذ بحق القرآن كدستور وأسلوب حياة، وينفذ كل ما بعث به الرحمن بواسطة جبريل عليه السلام، ولم يحرف ويترجم ما تشتهيه نفوس الحكام، الحرية هي فضاء واسع لا تحتويه حدود جغرافية، ولكنها توجد في كل إنسان، لأنها إرادة الرحمن، فقد كتب الله للإنسان أن يولد حرا ويموت حرا،  ولكنهم  قيدونا  منذ الولادة بسلاسل الحلال والحرام، ولم يفهموا أن الحلال بين والحرام بين، وأن المنكر بين ، والخير بين، ولا نحتاج إلى جيوش من الفقهاء ليفسروا لنا ديننا ويتخذوه وسيلة للسيطرة، كما اتخذتها ديانات  أخرى في قرون ماضية، وما كانت نتيجتها  إلا الانهيار، والانقلاب على كل ما هو ينفذ بالقوة، فالإيمان كما قال الرسول الكريم مشيرا إلى قلبه " الإيمان ها هنا .. "ثلاث مرات.
الصراع على الحريات أصبح هو التحدي الأعظم والإصرار على نيلها، هو كل هذه الزلازل السلطوية الجغرافية، الكتابة عن الحلول هي مسؤولية كل من لديه بصيرة وضمير حي وفؤاد، وتقليب التربة هي مسؤولية كل من يسمع ويفكر بالحفاظ على أمن البلاد ويستجيب لطلبات العباد، فالطلبات بسيطة، والخيرات كثيرة، والآمال كبيرة، بوجود عقول حكيمة، تنتشلنا من هاوية التحدي لنيل الحريات إلى قمة جبل الحريات المعطاة من غير تحيز، ولا تسلط، بل بالانفتاح، وقبول كل ما يقود  أجيالنا إلى الأمام لغربلة ما تبقى من أخلاق، لأننا أصبحنا في عالم أجياله من ورق أبيض لم يخط عليه شيء مما يجب أن نعلمه لهذه الأجيال من مكارم الأخلاق والتمسك بحبل الله وليس التفرق، كل يميل إلى عصبة معينة من غير أن يرى ما سيحصل على الأمد الطويل من زلزلة لكل ما بناه حكام وأبناء الوطن.
التحديات القادمة كبيرة، والحريات المعطاة الآن قليلة، لماذا لا نقلب الميزان فتصبح الحريات كثيرة، والتحديات قليلة، لنستقر في وطن أجاد الإصغاء والتدبر من غير تناحر وتنازع، وفوضى ستكون عواقبها وخيمة، لابد من حلول، لننزع فتيلة قد اشتعلت من غير سبق إصرار وترصد، فنحن على أبواب صيف ساخن لابد أن نحتاط له من جميع الجوانب، واللجوء للحلول الفورية، الجليدية لكسر حدة حرارة ولهيب الأيام القادمة القريبة، والتي تنذر بعواقب شديدة ووخيمة إن لم نلتحم ونتخلى عن العناد، ونعطي العباد ما أمر به رب العزة والجلال.
 ليس الآن وقت تحدي السلطات لبعضها، بل وقت تلاحم وتكوين صوت واحد للوطن، عنوانه الحرية والإنسانية، والصحوة الإسلامية، ووضع اليد باليد لبناء مستقبل مشرق جديد، بعيد عن التفرد والتشدد والاحتكار، لنكون بنيانا وسورا عاليا للتصدي لكل ما يدور في منطقتنا الجغرافية، وهذا لن يكون إلا بالالتحام الكامل ما بين قاعدة الهرم وأعلاه لنشر ثقافة جديدة، بعيدة ومغايرة تماما لصورتنا النمطية القديمة قدم الأزل من منشتات إعلامية من غير تنفيذ ولا مفعولية، وتضارب  من مختلف  الجهات، في قرارات وأنظمة وقوانين، منها ما لا يوجد أصلا، ومنها ما لم يفعل أبدا.
 فلنتكاتف أيها الوطن ، وهنا أنادي جميع الجهات من أعلى السلطات إلى راعي الغنم، من الصحراء القاحلة، إلى جبال تهامة ، من  تربتنا الغنية في المنطقة الشرقية، إلى حجازنا مهبط الوحي وقبلة المسلمين ولنخلق فجرا جديدا لأعظم مثال للأمة الإسلامية،  ومنطقتنا الجغرافية  بل مسؤوليتنا عالمية،  لنبرهن للعالم أن حكمتنا لا زالت باقية للأمة التي جعلها الله خير وأحسن أمة أخرجت للناس، فالتحديات  لنيل الحريات هي من أخطر المراحل التي  تمر بها امتنا أيها الأفاضل،  فإما التوازن والعطاء والمساواة، وإما انتظار هبوب عواصف نارية ستأتي على الأخضر واليابس من غير تفرقة ولا عنصرية، أما المنطقة الغربية  والمليارات الموسمية التي تصرف لها، ستنتهي مثل أمثالها في المواسم الصيفية وستدخل جيوب ذوي المشاريع  المعمارية والشركات المسيطرة المعروفة للجميع، بالمناصفة مع الهيئات التنفيذية، فلكم الله يا قاطني سهول جدة وجبال مكة الأبية وقرى وهجر كل هذه المنطقة المأسوية، التي لو جمعت الأموال التي صرفت لها في السنتين الماضيتين لعمرت قارة إفريقيا وما جاورها من قارات استوائية.
 همسة الأسبوع
الحريات لا تعطى ولا تؤخذ .. لأنها هبة من الله لبني آدم منذ بدء الخلق وفجر الإنسانية.
  أما التحديات فهي حقل من الألغام  تأخذ ولا تنجب إلا بالحروب والثورات المدمرة للحضارات . " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا  الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.  الكهف ( 104 ) ( 103)


Thursday, 16 June 2011

وأد المجتمع


ما هو القاسم المشترك بين وأد البنات في عصر الجاهلية ووأد المجتمع في عصر التكنولوجيا  والصحوة الجغرافية، ما الفرق بين وأد أفكار منيرة مستقبلية مضيئة، وبين رجوع عصر الظلمات واللجوء إلى فتاوى لا تمت للإسلام بصلة، ما هو السر العظيم الذي لا نعرف له مصدر لا في الفقه ولا الحديث ،  قد قيل لي  من قبل ما سر هجومك على ذوي الذقون والثوب القصير الذين يلاحقون المجتمع على كل صغيرة ولا يلاحقون الكبير، يسألون ما هي الأسباب التي يخطه قلمي، عتبى على جهازنا القضائي، وشيوخنا الأفاضل، ونسوا الحديث الشريف أن من كل  ثلاث قضاة اثنين في النار وواحد في الجنة، قد قرأت عشرات المرات قرآننا الحنيف، ولن أقول المبين، حتى لا يتصارع الفقهاء بتفسير كلماتي ويتركون الجوهر من المعنى والحديث، فلم أجد بعقليتي ومفهوميتي المحدودة وكما لم أجد في تفاسير الفقهاء المفسرين للقرآن، كلمة اختلاط ولا كلمة قيادة سيارات الحريم،  ولا سجن من له رأي  لا يخدش  كلمات القرآن ، ولا يحرف معاني الآيات ، ويطالب ما جاء به رسولنا الكريم، وأقول هنا إنني لا أهاجم ، ولكن  أسلط الأضواء على أخطاء فقهائنا المبجلون عن النقد وعن إطلاعهم عما لهم من دور عظيم في إصلاح ما خربوا بأيديهم وشوهوا صورة دينهم بانحرافهم عن الصراط المستقيم الذي أمرنا به الله في آياته العظيمة التي افتتح بها الله كتابه الكريم الذي نقلنا به من  عصر الجاهلية إلى عصر القلم وما يكتبون، والعلم وما يسطرون، والفنون وما يرسمون، والحقوق وما تشتهي الصدور إلى انفراج وكسر حاجز العبودية والطبقية على مر  العصور، فما كان الإسلام إلا خلاصة الأديان، وما كان محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إلا متمم مكارم الأخلاق، وما كانت حياته وسيرته إلا شعلة أبدية للحقوق والواجبات الإنسانية وإحلال الميزان في العقوبات ووضع أسس مجتمعات تندد بوأد البنات، وكذلك بوأد كل من يحارب حرية الإنسان وأفكاره ،  وعندما احتد  وغضب عليه السلام  لرأي معاكس ومشاكس أمره الله بأن لا يكون فظ القلب حتى لا ينتفضوا فأمره الله باللين في المعاملة وحسن الجيرة والكلام  والمعاشرة، والحوار والإقناع والمباشرة، لحفظ الكرامة والاستغناء عن المحاربة ووضع في السجون من له وجهة نظر مغايرة لأعظم  إنسان عليه السلام خلق على الأرض  مر العصور وابتداء الخلق ، فكان يستمع وجها لوجه ويحاول بسريرة ووجه باسم أن يلقي برأيه ويستمع لآراء حتى من جعله يخسر وينهزم في أكبر ملحمة تاريخية في عصر الإسلام ، فلم يستشيط من الغضب، بل حارب واستخدم وسيلة الخداع ، وأثبت للجميع أنه أروع وأشجع محارب وأعظم رسول ، ولم يختبئ وراء لا خيام، وواجه بشجاعة مجريات النصر والهزيمة، أما هيئتنا الدينية بكل أطرافها وجذورها وفروعها، فلديها جيوش من الخويا أو بالمعنى الحديث "بودي جارد"،  ويا ليته كان واحدا بل عشرات من الرجال والجنود المجندين لحماية الشيوخ، فهل يعقل أيها الحضور والمشاهدين أن يحتمي شيوخنا  في سياراتهم الفارهة والجنود، وهنا السؤال يحتمون ممن؟ وهم على حق؟ والرب هو المسئول عن الحماية، إن كان يوجد يقين واتكال وصلة وثيقة بينهم وبين خالقهم ، لقالوا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
 ولكننا نرى يا للهول والمصيبة، قصورا بأسوار عالية يقطنون فيها وسيارات مفخخة تقيهم، وحقوق وأموال بلا حدود أعطيت لهم، فصاروا سلطة ذات سطوة ونتيجتها وأد مجتمع بأكمله ،  والرجوع به إلى ما قبل الجاهلية.
 إنني مع كل معتدل ووسطي، ومن يتكلم بلغة القرآن الصحيحة ، وبسيرة نبينا المضيئة التي أنارت الطرق الملتوية، لتصبح مستقيمة وسوية، مع من يمسك بالعدل كدستور، ويواجه الظلم على من يكون، ولا يصاب بداء المال والبنون، والقصور والمناصب والنفوذ، مع من يحارب واد المجتمع ويحارب كل متسلط أثيم يريد أن يحكم بالفساد كلغة ودستور، ومنهاج عقيم، أنا مع كل قاض يحكم بالعدل  والقرآن، ويسارع برفع الظلم عن الإنسان، أنا مع كل شيخ وسطي يتكلم بلغة رسولنا الأمي، أنا مع كل جهة دينية تتصرف بعقل وحكمة ومصداقية، أنا مع من يتكلم  عن وطنه وغيرة على ترابه الوطني،  أنا مع كل ذي رأي  منفتح على العالم الخارجي، يرى ويستفيد ويعطي لوطنه المختصر المفيد، أنا مع كل من يرسم فنونا تصدر للعالم رسالة محبة ، وتمحو عنا صبغة الإرهاب والتشدد العقيم الذي نتائجه معروفة وواضحة للعيان من أسامه بن لادن والظواهري، إلى الفقيه والمسعري.
 الاتجاه المعاكس للتيار العالمي ، سيلقي بنا في مجاهل أمثال جهيمان، الذي غير بأيام معدودة ما بناه عبدالعزيز وسعود رحمهما الله من رحابة صدر وسعة في الدين، إلى تزمت وخوف مما هو جلي وواضح للعيان، بان الدين هو المحبة والنور والبيان والعلم، ومن فنونه الجمال و العدل والحقوق التي لا تسعها صفحاتي، لأنها ليست كلمات وصفحات، بل حقوق وسيرة ومنهج حياة، فلماذا يا وطني وأد مجتمع هو في الأصل خانع ولا يعرف من دينه إلا كلمات الاختلاط والقيادة، ووأد الأفكار والنساء، وكلمة لا يجوز،   وقلة الحلال و كثرة الحرام، ويرى الفساد  وجوه الشباب وعدم تغطية وجوه الفتيات، ولا يرى الفساد الأعظم على وجوه الوزراء وأجهزتهم ، ولا يرى المنكر في  مرآة سيارته  التي اعتادت على السير  جنونية وراء سيارة عائلة غيرمحظوظة، فعشنا في خوف مستمر فالآن نعيش في رعب مما سيكون بعد إعطائهم سلطة بلا حدود لأجهزة لم توجد في عهد الرسول ولا في عهد خلفائه الراشدين، ومن يقول عمر بن الخطاب   فقد أخطأ  الخطاب، فالصحابي الجليل  لم ولن يكون حجة لكل متشدد، ويا ليته يكون عبرة لكل حاكم ومتسلط ذي مال وبنين وقصور وعيون.
 همسة الأسبوع :
 لن نتقدم إلى الأمام كما أراد لنا نبي الأنام إلا بالعلم والوسطية، ونبذ الألقاب والقبلية، فهل يستوي الذي يعلم مع الذي لا يعلم وهل يستوي الظالم والمظلوم، وهل سيبقى الدين هو الوسيلة والألعوبة الأبدية  للعب على أوتار الأمة المحمدية؟

                                                         

Thursday, 9 June 2011

طلع الفجر علينا


فجر جديد ، شمس مضيئة، حرارتها مرتفعة، تربة صالحة لزرع منهج جديد للأجيال الجديدة، والأحوال الجوية المتقلبة، والمترقب أنها ستكون مليئة بالعواصف والأعاصير الجليدية، مرت الكرة الأرضية بأزمان مختلفة، منها الاستوائية، ومنها الباردة الجليدية، فسبحان مقلب الأزمان والقلوب والحكام والإمبراطوريات عبر العصور، وفي آخر فرصة لنجاة الأرض ومن عليها بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، واستقبله أهل المدينة التي استمدت نورها من هذا الرسول الأمي، بكلمات لا زالت وستبقى خالدة، عندما وصفوه ورسالته بفجر جديد للإنسانية والأرض ومن عليها، وخصهم الله بهذا الشرف، وأعطاهم مكانة لن تزول  إلا بزوال الأرض والأمد.
فهل هذه الصحوة الجديدة التي نراها عبر أجهزتنا الالكترونية وراداراتنا الإنسانية، على مدى بصرنا، التي اجتاز بقعتنا الجغرافية لطلوع فجر جديد للإنسانية، يعيد سيرة وتوصيات نبينا ويزيل الغمة عن أمتنا التي أعمت بصائرنا، وجعلتنا كقطيع يجر وراء رعاة أصبحت القساوة منهجهم والردع وسيلتهم، والجنون سمتهم والمناصب مأربهم، ونسوا الرب الرحيم المنتقم العادل الذي وضعهم في مناصبهم ، وأعطاهم سلطاتهم، ولكن أصبحوا صحراء قاحلة لا تعطي إلا مخلوقات سامة قاضية ، تشرب دماء وعرق جبين البسطاء والمساكين لأنهم ببساطة فقدوا الصلة بينهم وبين خالق القرآن المبين، إلى متى سنندب حظنا ونشتكي لخالقنا ، وهو الذي علمنا أن المؤمن القوي هو الذي يغير المنكر بيده، وفي المقابل المؤمن الضعيف هو الذي يسكت ويخاف على ما تبقى له من فتات خبز واحترام نفس، وصلة ركيكة ما بينه وبين خالقه، ولا يدري أن الله سبحانه وتعالى مع العبد ما دام العبد كان على حق، ولا تخافن في الله لومة لائم، أين نحن من التنفيذ ونصرة رسولنا وتعاليمه التي غيرت العالم وفجره الذي سلط الأضواء على منكرنا ، وأعطى المرأة والإنسانية مكانة لم تعطى لها عبر كل الأديان، أين نحن من"لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى" أين نحن.. وأين نحن....
أم فقدنا الأمل في ذاتنا وأصبحنا نضع اللومة على من هم فوقنا ولم نسأل أنفسنا من وضعهم في هذا الكرسي غير الله ثم نحن، عندما سئل فرعون من فرعنه فأجاب أنه لم يجرؤ أحد أن يوقفه، ولكن نرى الآن فجرا جديدا لشبابنا وأصوات كهولنا تصدح في الأفاق، وتزلزل الأرض من تحت سلطات الفساد وتطيح بأقواها عتادا، لأنهم تجرؤا بما لم يجرؤ عليه الذين من قبلهم ، فالمستفيدون كثيرون والفساد وصل حد الذقون والتسلط وصل حد تجاوز الأحلام والفنون فوصل إلى عنان السماء، وشكوى المظلوم، أجيب لها الدعاء، فطارت الأعناق، ونزعت السلطات ، وزلزلت الأرض زلزالها، وأصبح الذي كان بالأمس فرعون، منهم مسجون، ومنهم مطلوب، ومنهم مصاب بأمراض مستعصية تصعب على من لازال لديه ضمير، ومنهم من ينادي بالحرية والديمقراطية وصوته يهتز من الخوف وعدم المصداقية، فهل سنتعلم درسا في نصرة المظلوم ، وهل سنتعلم أن نخاف الواحد الأحد، الذي هو الوحيد المطلع على ما يوجد في قلوب وضمائر أصحاب النفوذ، والآمرين بالمعروف ، هل العدل أصبح ألعوبة في أجندة الشيوخ ، فيقلبوه ذات اليمين وذات الشمال والكل يفتي بما يأمر به من لديه مفتاح العطاء والأراضي وأموال الفساد.
الكل يتحدث عن ربيع الأمم العربية، ولم يتحدثوا عن شتاء الأمم الغربية وطلوع شمس القارة الصينية.
لماذا لا نرسم بأنفسنا فجر أمتنا، ونلونه بألوان الحرية والمساواة والاحترام ومنهج خير الأنام.
لماذا دائما نبحث عن الصبغة الأرجوانية لحرياتنا العربية، ولا نلجأ إلى ألوان التحاور القلبية، ومبدأ الجيرة الجغرافية، من غير أجندات سياسية، لماذا نحن دائما الباحثين عن حلول للحكومات المجاورة، وفي المقابل نتجاهل مشاكلنا المستترة تحت عباءة سوداء قاتمة، ولا نريد أن نرى فجر الأمة الإسلامية هو بالوحدة العربية، والمساواة الاجتماعية، والحقوق الإنسانية وتوزيع الثروات، وإعطاء الحقوق والمقاعد، لمن يستحق ويعرف كيف يدير الدفة، من غير تحيز ولا ألقاب عائلية، ألم يحرم الرسول هذه السلوكيات التي تنتمي إلى ما قبل الجاهلية، وترك الشورى لمن سيحكم بعده، أين نحن أيها المجتمع الفاضل من هذه الأساسيات الإسلامية، ألم يحن وقت طلوع فجر وبدر جديد علينا، ألا نستحق الوقوف أمام الدكتاتورية ونكشف الغطاء ونقف مع كل مظلوم ومسكين وننصر نبي الأمة الإسلامية الذي أعطى للإنسانية معنى ، وحررنا من العبودية الأبدية، إلا لله، وأمرنا بالأخلاق المحمدية، وليس بالحركات والسلوكيات السطحية والبهلوانية من صلاة وزكاة وصوم وحج مبرور وعمرة تكفر خطايا ما بين السطور، ونرجع لسيرتنا الأولى، ونقول أن لنا رب رحيم غفور، يغفر ذنوبنا، ألم نسمع بالحديث القدسي أن الله يغفر كل شيء إلا ظلم العبد للعبد، فلنرفع راية التوحيد لفجر جديد ، يظلله بدر رائع ساطع يساوي بين الخلائق.

همسة الأسبوع
"كلُ مَن عليها فانٍ ويبقى وجه رَبِكَ ذوُ الجلالِ والإكرامْ" صدق الله العظيم

Saturday, 4 June 2011

عالم يحكمه الأشباح


سبحان الله، عالم بأكمله تحكمه الأشباح وقوات خفية، تضع، تعدل، وتمحو، تتجاهل قوانين.
حكام يرثون مقاعدهم ويورثون قناعاتهم، يعطون بلا حدود أقاربهم، يحجبون أرزاق من لا يستجيب لمطالبهم. يتحركون كالدمى التي كنا نجتمع ونحن أطفال حول مسرح يسمى بمسرح الدنيا حيث يتحكم إنسان مجهول يتخفي وراء ستار ويمسك بالخيوط التي تحرك الدمى ذات اليمين وذات الشمال ويتفنن بتقليد الأصوات، ويحكي لنا قصصا خيالية، عن الليالي القمرية والروائح السندسية، والشعوب المقهورة مجهولة الهوية، والشبكات العنكبوتية التي فسرها لنا بأننا لو كبرنا وأشتد عودنا لن نستطيع فك شفرة حلولها التي كتبت منذ أزمنة بعيدة، وإنها ستنفذ بحذافيرها بواسطة أشباح مجهولون الهوية، سيحكمون العالم من وراء أقنعة كثيرة، ذات طبقات متعددة، وألوان مختلفة، تارةً يتخذون الديانات السماوية كلغة تهديدية، وتارة يستعملون الأجناس المختلفة للعروق القبلية، وتارة يلعبون على أوتار اللغة العنصرية من ألوان سوداء وبشرة بيضاء. وتارة يجندون الطاقات العلمية لتنفيذ برامج مدروسة بروية، لتجزئة العالم إلى مناطق تناسب أهوائهم الأسطورية.
هل عرفتم من هم أم أن سطوري لم تترجم أفكاري الثورية، التي احتضنتها من داخل أروقة عقلي الذي ربما لا يفكر بطريقة تقليدية ويرى ما هو أبعد من السطور المعلنة وأبجديتنا المعهودة في أنبائنا التي باتت تثير لدي حساسية فورية لهشاشة وعدم رؤية مستقبلية عن قراراتنا الفورية التي أبعادها مدمرة قوية، تزلزل جبال الاطمئنان التي بناها قادتنا وآبائنا وأجدادنا عبر زمن ليس ببعيد ولكني بجهد جهيد، وفي خطوة غير مدروسة ولا خطط لها أية إيجابيات ملموسة، بل بالعكس تهدف إلى زعزعة ما تبقى لنا من اقتصاد، لننهار تحت أقدام زلازل فجائية من وزاراتنا التي بات وزرائها يتسابقون بقرارات ليس لها علاقة بخطط مليكنا الحبيب ولا ولي عهده الوفي ولا بوزير الأمن والأمان  والنائب الثاني، الذين صرحوا عبر منابر عديدة ، ومحافل دولية عن التزامهم بدفع عجلة الاقتصاد للأمام ومحو الفساد، وبدل كل الجهود لإعطاء المرأة حقوقها المسلوبة من قبل من اختزلوا إسلام المرأة بالقيادة وليس القفازات والبراقع التي باتت هي ما يثير النعرات ويؤجج ما في صدور الشباب والشابات ، محدود، لن يخطر على بال احد، ولكنها بالأكيد خطوات للوراء، لما وعدنا به مليكنا بالوقوف وراء المرأة، والأمير نايف بتصريحاته التي كانت جلية وواضحة بأن لا يوجد قانون ولا شيء في الدين ما يمنع قيادة المرأة، ولكن وحسب كلامه ما هي إلا عوائق اجتماعية، ونفاجأ في هذه الأيام العصيبة بحبس امرأة لقيادتها للسيارة، ونترك المفاسد الكبيرة والفساد الأكيد يعبث بالبلاد، ورجاله يهجرون إلى خارج البلاد، إن اتهموا بسرقة أموال الدولة  والعباد، وهنيئا الدينية تنظر بعين واحدة إلى مفاسد المرأة ، وتندد بالتبرج والاختلاط، وتدير وجهها إلى ما هو لا يمت لديننا بصلة، لشغل عقولنا ، وبالمقابل يصرف لها مئات الملايين لغض النظر عن مفاسد البلايين والأشباح التي تدير الدفة  للحول من أن تصل   الكلمة إلى أعلى القمة.
وهنا أنتقل إلى بلادنا الأخرى القريبة ذات الجغرافية والمنطقة ذاتها، التي لنا فيها جذور عميقة من أرحام وثقافة حكم ومجتمع ماثلة، سورية ودمشق الأبية، التي باتت الأشباح تتجول وتقل الأطفال فيها،  ورئيسها البشار يتكلم عن الديمقراطية ويجذب مثل الأطفال  وكبار السن ويحث على النظام وإتباع حقوق الإنسان، ولكن الأشباح الخفية ، تقتل المواطنين بالمئات ضاربين بعرض الحائط أوامره الأسدية، ومبادراته المبشرة بعهد كله إنسانية، تناقض عجيب يحكمه تشابه كبير، من أننا محكومون من قبل أشباح لا ينفذون ما يؤمرون به، ويقودون المنطقة بأسرها إلى هاوية مظلمة لا يعلم آخرتها إلا الأشباح وقاطني أوديتها الذين لهم أجندات للمنطقة، فأصبحت السلطات التشريعية تنادي بالحرية، والتنفيذية تنفذ أوامر الأشباح التي مآربها جلية، وهي تجزئة وإنشاء حدود جديدة جغرافية يحكمها الأشباح بطريقة أكثر تنظيما تمهيدا لخططهم وينفذون بروية وصبر معهود لمن يريد أن يصل لأهداف تخدم مصلحة هؤلاء الأشباح الذين يحركون السلطات التنفيذية في بلادنا العربية ومنطقتنا الإقليمية لهداف موضوعة لأزمنة وعهود ليست كما نرها من خلال سطور الإعلام الوهمية ، بل لنسيسها لتصبح دمارا وإراقة دماء لشعوبنا الملكومة التي كانت ومازالت وستصبح ألعوبة الكرتونية لمخططات رسمت منذ عهود، وتنفذ الآن لتعطي ثمارها، وهنا يجب ألا ننسى أبدا القدرة الإلهية التي تحرك الجبال، وتثير البراكين، وتمحو شعوبا من الخرائط،  وتزلزل الأرض، وتجعل لكل شيء سببا، ولكل إنسان أمدا، ولكل طاغية حدا، ولكل مظلوم وعدا ، ولكل قاتل نظير ونهاية، ولكل أمة رواية، وبداية ونهاية، أناشد العالم أجمع، أن ينظر بعين الاعتبار ، لتقرير دولي من مؤسسة اكفوم العالمية، التي تهتم بالجائعين ، وتوفير الغذاء للمساكين والفقراء حول العالم، أرجو الجميع أن يعرف أن بحلول عام 2050 إن كان لا يزال يوجد عالم سيصبح 70% من العالم جائعا، بينما نحن التحية ما لجميع الولائم ، ونعتبر أنفسنا لسنا مسئولين عن الجياع والفقراء والمديونيين في بلادنا، بل نستنكر وجودهم، ونقول هذا من تصرفاتهم التي تزيد عن حوائجهم، ولا نرى أنفسنا نحن المسئولين عن هذه الظاهرة الأليمة، ونتائجها الوخيمة، ويرددون أمامي "ما عليك أن تكتبي عن المساكين والمواطنين، فهم لن ينفعوك ويطعموك، وأنا أقول لهم أن محياي ومماتي ورزقي  بيد رب العباد، وليست بيد أحد ممن يرددون الهتافات وينفذون المخططات.

همسة الأسبوع
قلمي هو سيفي المسلول
على من يقف بطريق تسليطي الأضواء على الحقيقة الجرداء
حيث أن سيفي مصنوع من رياح التغيير المخصوصة للقضاء على عنصر أشباح التدمير.