إذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فأرفع ملفك لمحكمة الآخرة
فإن الشهود ملائكة و الدعوى محفوظة
و القاضي أحكم الحاكمين
اللّهم أغفر لنا و أرحمنا و أدخلنا الجنّة بغير حساب
و والدينا و ذريتنا و زوجاتنا وجميع المسلمين
الأحياء منهم و الميتّمين
الأسبوع المنصرم الذي مضى كان حافلا بعدة مناسبات عالمية، منها ما كان مفرحا للبعض، ومنها ما كان محزنا للآخر، فخلال دوران الكرة الأرضية حول نفسها لسبعة أيام رأينا ما يقال عنه رحلة المنطاد العالمية التي أرست قواعدها الأخيرة بموت أسامه بن لادن الرئيس التنفيذي والممول التاريخي والاسم الأكثر تداولا و انتشارا ومعرفة في العالم كبصمة عربية إسلامية أصيلة، نسأل عنها الطفل الصغير في بلاد الاسكيمو أو في القطب الجنوبي ، ليهز رأسه بمعرفته للإسلام والعرب من خلال اسمه الذي غلب لعقد كامل رؤساء المخابرات في كل بلد، فوجد ثقافة موحدة لكل العقول المشوهة، لتعبث بالأرض خرابا وفسادا، وتهنا في رحلة التيهان الأبدية كموسى عليه السلام وقومه، ولم نعد نرى غير الأرضية ولا حتى القاعدة الأساسية لفك طلاسم سحر هذا الرجل الذي بواسطته قلب كل المعادلات السابقة بتسجيل تاريخ العرب في عقول الغربيين التي وزنها من ذهب في تهميشها لتاريخ البطولات العربية والانجازات التاريخية لشعوبنا التي تقطن هذه البقع الجغرافية، فأتي أسامه بن لادن كسلاح يلوح ضدنا كلما أردنا أن نبدي رأينا، وعند كل عملية قاعدية نصلي للأمة الإسلامية والفلسطينية، ونقول أين أنت يا أسامه من اليهود النشامى، الذين لا يتجادلون بالعامة ولا يتقاتلون أمام أنظار العالم قاطبة، بل يتحدون وينجزون ما لم ننجزه منذ قرون، فأتوا على اليابس والأخضر مثل يأجوج ومأجوج، الذين كتبت سيرتهم منذ عهود قديمة قبل البدايات العصرية، وأصبح بعض الناس يتبادلون العزاء، والبعض الآخر يتبادلون التهاني في هذا اليوم الذي سيصبح يوما عالميا يؤرخ له ، ومن الممكن أن يصبح تقويما جديدا لفئات ضلت الطريق، ومن المصادفات العجيبة أن يكون نفس اليوم هو يوم حرية الصحافة العالمية، وهنا أندب هذا اليوم في بلادنا ، منذ نزول القرارات الجديدة والأنظمة المريحة لبعض المسئولين في بلادنا الوحيدة، التي باتت تتجه بالاتجاه المعاكس للعالم، فبدلا عن حرية الصحافة، فقد كبلت بأنظمة جديدة خلاقة تعكس تفكير ثقافة وحضارة عالمنا ومجتمعنا بطريقة لا يوجد لها مثيل في بلاد الإغريق، فهذه القوانين الجديدة التي تمنع حرية النقد وتسليط الأضواء على بعض الفئات المسئولة في مجتمعنا ما هي إلا احباطات لكل المحاولات التي كانت تهدف لخلق جو جديد، يتسمى بالشفافية والصراحة والعفوية، التي أمرنا بها ديننا الحنيف، ورسمها قرآننا عبر آياته الصريحة بالنصيحة والتذكير، لكل من يضيع الطريق، ولكننا وجدنا ما بين القوانين، قوانين جديدة تكبلنا بسلاسل من حديد، لا يوجد فيها لا فضة ولا زمرد، ولا عقيق، فهي مجردة من كل ما تعلمانه عن قول الحق وإن عز، وأن لا نخاف في الله لومة لائم، فاستخدم هذا القانون من البعض لسجن المواطنين إن سولت لهم أنفسهم أن يتفوهوا بما هو حق، وحتى المحامين لم يسلموا من تبعات هذا القانون، الذي بات كالمقصلة فوق رؤوسنا المعلقة، ما بين سماء رحبة وأرض خصبة لكل من يريد أن يستغل المنصب لتمرير أحكامه كقوانين إلهية، وقرارات جبرية حتى على بعض المؤسسات الحكومية التي ترضخ تحت التهديدات العدلية، فأصبحنا حكايات هزلية، مأخوذة من قصص خرافية، لا تمت بصلة إلى تعاليمنا الإسلامية ولا إلى الإنسانية، ولا يوجد لها مثيل حتى في الأدغال الإفريقية.
فقد فرح الكثيرون المستفيدون من هذه القوانين المستبدة ، وكونت لدى الأكثر مصائب ذات أشكال هرمية، كانت بالأمس تمشي تحت ستار الديمقراطية وأصبحت الآن من ضمن المسميات البيروقراطية.
أما أسامه بن لادن فحكايته تاريخية ذات أصول يمنية ستحكيها أجيال قادمة كأسطورة سعودية عربية إسلامية ، لن نعرف في أي من الإطارات الموجودة على الساحة ستعطيها مكانتها، وكيف سيعرف في التاريخ الحديث، هل هو هتلر ذا لون أسمر معنون إسلاميا وعربيا أم سيؤخذ كمثال صلاح الدين الأيوبي البطل التاريخي ذي السيرة الشجاعة الأبية الذي أعاد للإسلام هيبته بعد سنين طويلة؟
إيننا في الفرح الأسطوري للأمير وليام وكاترين وهما يهبطان من على السلم الملكي في هذه الأوقات العصيبة للعالم أجمع، وبالرغم من ذلك فقد نجحوا في أن يستقطبوا أعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية ، وأعلى نسبة في تبادل المعلومات على الشبكة العنكبويتة، ليصبحوا أيقونة للنجاح، وقلب المعادلة ، وهي مصائب قوم عند قوم فوائد، لتصبح أفراح قوم عند قوم مصائب، ويليها ما كتبت بين السطور من وقائع تدمع لها أعين تلبدت وضمائر دفنت وهي حية ولسان مل من ذكر وتكرار فوائد الأحاديث النبوية والعبر الإلهية في وضع القوانين المدنية، ومن تنقيط الحروف وإعراب الجمل بالطريقة الأبجدية العربية التي اندثرت مع قواعد مهازل اللعبة الدولية في أن نصبح دمى تشترى وتباع على أرفف أروقة الأمم المتحدة وفي ملاعب المجالس العربية الإقليمية والعالمية.
همسة الأسبوع
اللبيب بالإشارة يفهم .
No comments:
Post a Comment