Tuesday, 31 August 2010
Sunday, 29 August 2010
الأميرة بسمة تدشن صالة سيزان للفنون الجميلة
جدة - صلاح الشريف :
الجمعة 17 رمضان 1431
طالبت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز بأن يتحد الفنانون ويكونوا هيئة لها شخصيتها المستقلة تحتويهم وتحتوي إنتاجهم جاء ذلك خلال افتتاح سموها لصالة سيزان للفنون الجميلة والمعرض المقام بهذه المناسبة وقالت سموها:
هذه ليست أول مرة أفتتح فيها صالة ومعرض لفنانين تشكيليين وأنا دائما أدعم الفنانين في المملكة وفي المنطقة العربية وأتمنى أن أرى استمرار مثل هذه المعارض لفنانين داخل وخارج المملكة وأتمنى أن أكون هذه الصلة الرابطة بين الفنانين داخل المملكة وخارجها حيث تعرفت خلال هذا الصيف على المواهب العربية ويريدوا أن يروا ازدهار المواهب داخل المملكة كما المواهب خارج المملكة وفناني الغرب في بلدنا وأتمنى أن يكون هذا الشهر شهر خير على الجميع وخطوة جيدة تستثمر بالطريقة الصحيحة..
وعن الدعم والتشجيع للفن التشكيلي قالت: أنا من الناس الذين يدعون إلى انضمام المواطن للمؤسسات الحكومية لدعم نفسه لأن الحكومة لا تصفق لوحدها ولا تنتظر من الآخر دائما أن يسعى ليفعل مافعله الفنان يدعم الفنان وأنا مع قيام هيئة ترعى الفنانين لأن أفضل من يفهم الفنان ويرعاه هو الفنان نفسه وعندما تصبح هناك مؤسسة أو هيئة معروفة تدعم الفنانين وعندما يثق الفنان في قدراته سيجد الدعم من الآخر والذي أريد أن أصل له هو أن الفنانين يجب أن يتحدوا مع بعض ويختاروا شخصية معروفة في البلد يطلبوا منها الدعم وإذا خطوا في هذا الاتجاه سيصلون لمبتغاهم وأنا مستعدة أن أكون وصلة بين الفنانين والجهات الحكومية بما أقدر عليه وكما قلت لك أنا وجدت مؤسسة خارج المملكة تعتني بالفن وتدعم الفنانين العرب بتنظيم مهرجانات ومعارض لهم خارج بلدانهم العربية..جدة - صلاح الشريف : طالبت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز بأن يتحد الفنانون ويكونوا هيئة لها شخصيتها المستقلة تحتويهم وتحتوي إنتاجهم جاء ذلك خلال افتتاح سموها لصالة سيزان للفنون الجميلة والمعرض المقام بهذه المناسبة وقالت سموها: هذه ليست أول مرة أفتتح فيها صالة ومعرض لفنانين تشكيليين وأنا دائما أدعم الفنانين في المملكة وفي المنطقة العربية وأتمنى أن أرى استمرار مثل هذه المعارض لفنانين داخل وخارج المملكة وأتمنى أن أكون هذه الصلة الرابطة بين الفنانين داخل المملكة وخارجها حيث تعرفت خلال هذا الصيف على المواهب العربية ويريدوا أن يروا ازدهار المواهب داخل المملكة كما المواهب خارج المملكة وفناني الغرب في بلدنا وأتمنى أن يكون هذا الشهر شهر خير على الجميع وخطوة جيدة تستثمر بالطريقة الصحيحة.. وعن الدعم والتشجيع للفن التشكيلي قالت: أنا من الناس الذين يدعون إلى انضمام المواطن للمؤسسات الحكومية لدعم نفسه لأن الحكومة لا تصفق لوحدها ولا تنتظر من الآخر دائما أن يسعى ليفعل مافعله الفنان يدعم الفنان وأنا مع قيام هيئة ترعى الفنانين لأن أفضل من يفهم الفنان ويرعاه هو الفنان نفسه وعندما تصبح هناك مؤسسة أو هيئة معروفة تدعم الفنانين وعندما يثق الفنان في قدراته سيجد الدعم من الآخر والذي أريد أن أصل له هو أن الفنانين يجب أن يتحدوا مع بعض ويختاروا شخصية معروفة في البلد يطلبوا منها الدعم وإذا خطوا في هذا الاتجاه سيصلون لمبتغاهم وأنا مستعدة أن أكون وصلة بين الفنانين والجهات الحكومية بما أقدر عليه وكما قلت لك أنا وجدت مؤسسة خارج المملكة تعتني بالفن وتدعم الفنانين العرب بتنظيم مهرجانات ومعارض لهم خارج بلدانهم العربية..
Friday, 27 August 2010
تكافل .. الحملة الوطنية لفيضانات العوز والفقر
كلما حصلت كارثة في احدى الدول تهب دولتنا الرشيدة -حفظها الله- وتمد يد العون لهذه الدول من باب التكافل الإسلامي والإنساني، وتهرع وسائل الإعلام لتلبية الأوامر الملكية بهذا الشأن، ويتسابق المتسابقون للدعم والتبرعات، وهذا شيء عظيم، بل هو من باب الرحمة والتراحم في الإسلام. ولكن أين حملاتنا الوطنية لإنقاذ المواطنين من فيضانات وكوارث الفقر والعوز والديون المتراكمة على عاتق الأسر السعودية ؟ من يطلق حملة التكافل في مجتمعنا الذي يئن من أوجاع وضربات الفقر والجوع والعوز والديون وخاصة في شهرنا هذا الفضيل، أين أئمتنا وشيوخنا الذين ينادون باللمم عبر المآذن والمساجد والخطب من هذه البادرة؟ أين أغنياؤنا الذين لم يقوموا بأدوارهم تجاه مواطنيهم بمد يد العون للفقراء الذين يئنون من الجوع ولا نسمع صوت المعاناة إلا عبر المذياع والإعلام، عن إفطار صائم أو بازارات خيرية، وما هي إلا حالات قليلة التي تستطيع أن تصل إلى هذه الوسائل، قد قمت بجولات ميدانية كثيرة حول منطقة جدة والمدينة المنورة، ومكة، ورأيت ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال بشر قط من حالات مأساوية وهي بالآلاف والتي لم تصل لها هذه المعونات، قرى مملوءة بالسكان، لا يوجد لها مرافق ولا بنية تحتية، يعيش أهلها تحت خط الفقر المتعارف عليه عالميا، فيضانات وعواصف من الجهل والفقر والعوز تسكن في هذه القرى على مدار السنة، ولا من يسمع ولا من يعاون إلا الله السميع العليم، وها أنا هنا عبر زاويتي الصغيرة، أقول: إن هؤلاء المعوزين والفقراء لا يعرفون للمساعدات معنى، لا يعرفون للإشباع وسيلة، فهم في جوع دائم وعوز مستمر، وكوارث دائمة من أمراض وشح في المواد الغذائية ويعيشون تحت مظلة الرحمن الرحيم، ينتظرون موتهم بكل صبر وجلد، مؤمنين بأن الله سيعوضهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بما صبروا، ولكن هذا لا يعني أن لا نقف ونحارب هذه الظاهرة من الكوارث الإنسانية التي هي في بلادنا وتحت أنظارنا، والتي ندير لها ظهورنا، وكأنها لا توجد على أرض الواقع، حكومتنا أدت دورها بصرف المعونات واعتماد المشاريع، ولكن أين التنفيذ ؟ أين الأموال الهائلة التي يؤمر بها ولا نجد لها أثرا بعد مضي حين من الوقت، ولا للأموال من مصب؟ ومنها أمر المليك حفظه الله بصرف 927 مليونا للإعانات الاجتماعية للأسر المعوزة في هذا الشهر، وحسب التعداد السكاني يوجد لدينا 20 مليون مواطن، فإن أخذنا من هذا الرقم 15 مليونا ممن يعانون ويحتاجون للإعانة الاجتماعية وقسمناها نرى أن كل فرد سيحصل على ما يقارب الأربعة والستين ألفا، وبهذه المعادلة لن يوجد في هذا الشهر ولا غير هذا الشهر فقير واحد ولا معوز واحد في بلد أعزه الله وأكرمه ببئر من ذهب وقيادة من ألماس، عدا عن الرقم الهائل الذي أدلت به مؤسسة الزكاة بصرفها 27 مليارا خلال خمس سنوات للشؤون الاجتماعية، ما هذه الأرقام المهولة ؟ ما هذه الشؤون المأساوية؟ آن لنا أن نمد يد العون لأبناء شعبنا ووطننا، وأن نحارب الفقر بالقول والفعل، ونوصل أصواتنا لولاة الامر عن وضع نسب مئوية عالية من المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر والجهل، وأنا مستعدة شخصيا أن أرأس هذه الحملة وأنزل وأجوب البلاد طولا وعرضا بالصوت والصورة لتقديم صورة عن هذه المآسي الإنسانية التي توجد في بلادنا ليرى الناس المنعمون كيف الآخر يعيش أو بالأحرى كيف أنهم أحياء أموات، حملات تدار ومآس تبقى، إلى متى ونحن ساكتون عن الغلط ونبقى الشيطان الأخرس، إلى متى سنظل تحت مظلة المستفيدين والمستغلين لمناصبهم حتى لا يصل صوت المواطن للجهات العليا التي تبذل المستحيل للقضاء على هذه الحالات المأساوية التي لا تعد ولا تحصى.
التكافل أيها المجتمع هو الصدق والعمل على وصول هذه الأوامر والتبرعات لجهاتها، وأن لا نجلس صامتين نرى الأموال تهدر وتصب في اتجاهات أخرى لم تعنَ لها، وفئات قليلة تزداد غنى، ومواطنونا يزدادون فقرا وهم الأغلبية. آن لنا أيها الشعب الأبي أن نمد يد العون للآخر أن نكون قدوة للعالم الإسلامي لمحو شبح الفقر عن أهلينا لأن كل فرد في مملكتنا الحبيبة يحتاج إلى مساندة أخيه وأن يعطي ولو جزءا يسيرا مما رزقه الله، وبهذا لن يبقى فقير أو معوز أو مديون، لابد لأغنيائنا أن يساعدوا فقراءنا بأنفسهم وليس عبر معابر لا يعلم إلا الله إلى أين تعبر وأين تصب، أنهار من الأموال وبحور من العطاءات ومحيطات من أموال الزكاة لو وزعت بشكل صحيح لأغنت من في الأرض جميعا، لنبدأ هذه الحملة، حملة التكافل ولنبدأ مسيرة جديدة نحو مستقبل مشرق لبلدنا الحبيب، آن لنا أن نتابع ونحاسب المستفيدين من هذا الخلل، آن لنا أن نكشف الحقيقة عبر كل وسائل الإعلام المرئي والمقروء، آن لنا أن ننزل إلى أرض الواقع ونسأل ونتأكد من وصول هذه الأوامر الملكية والإعانات الإنسانية إلى مستحقيها، فإن أدى كل مواطن دوره، لن يبقى معوز ولا فقير، ولا مديون في بلدنا الحبيب، الذي يحكمه ملك الإنسانية وإخوانه الرحماء، آن لنا أن نكشف المستور ولا نتستر على الذين استباحوا الأوامر الملكية، فعندها فقط سنعيش بسلام مع أنفسنا والآخرين، حملة وطنية للمواطن، هذا ما نريده، حملة تكافلية، هذا ما نصبو إليه، انزعوا رداء الخوف من المسؤول وليتقدم أصحاب الضمير لكشف المستور، لنبدأ خطوة جديدة في طريق النور.
همسة الأسبوع
عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «لو كان الفقر رجلا لقتلته».
Friday, 20 August 2010
لمـــــــــــــــــــاذا
لماذا إن كتبنا قالوا هذا من ترف وضجر؟ وإن لم نكتب قالوا لا يشاركونا هموم وطن، أم إرضاء الناس غاية لا تدرك؟ لماذا يقولون عبر المنابر سيول جدة عقاب، وسيول الرياض رحمة؟ وأمّا سيول الشرقية ابتلاء؟ لماذا أصبحنا مكتئبين؟ لماذا توقفنا عن السؤال؟ لماذا نبذنا المعرفة؟ لماذا أصبحنا في الزاوية الأخرى؟ لماذا انصرفنا عن العلم؟ لماذا أصبحنا نتلقى العلوم؟ لماذا توقفنا عن التصدير؟ لماذا أصبحنا فقط مستوردين؟ لماذا؟ ولماذا؟سؤال أطرحه على نفسي يوميًّا، وأبحث عنه يوميًّا بين أروقة نصوص التربية والتعليم، وفي دهاليز نصوصنا الفقهية، وفي جامعاتنا العلمية، أهي ثقافة عامة دولية؟ أم هي حالة طارئة وطنية، أو قومية عربية؟ أبحث في إعلامنا، ومن ثم أدور في أروقة الشبكة العنكبوتية، فوجدت أنها أزمة إسلامية.الإسلام الذي كان يومًا نبراسًا للعلماء بشتّى المجالات العلمية، ومنارة تأوي إليها سفن العلم، والأخلاق المحمدية، وقرآنًا كان محل بحث وإضاءة عالمية، ذعرت منه الحضارات الغربية لاحتوائه على كل الحلول البشرية، وإجلاء للحقيقة الكونية. قوانين زالت، ورسالات وضحت، وأخلاق كملت وخطت بيد الرحمن من خلال خير البرية، واصطفائه على الرسل كخاتم الأنبياء، وحامل لواء الشفاعة للمؤمنين والمؤمنات، والقائم على يمين الرحمن عند الحساب، جميعها جمعت لحب الله الرحمن، ثم لحب نبيه صاحب الكوثر وأعلى الجنان.لماذا اصطفانا الله على كل الأديان؟ وأعطى النبي القرشي ساكن مكة والمدينة مكانًا محمودًا، ومعراجًا لم يعطه لأحد من الرسل؟ ألأنه يوجد بين أضلاعنا وفي فؤادنا، المصلى عليه من الرحمن والملائكة في الأكوان، أم هي رسالة يجب علينا عدم السؤال، والانقياد لها بسلاسة واتّحاد ليفخر بنا رسولنا في يوم الحساب.هل يجول في خاطرنا كأمة أن لدينا مسؤوليات كبيرة وخطيرة في عالم أصبح لا يدين بالأديان، بل بالمادية والعلم؟ هل لدينا الرؤية والوضوح في طريق طغت عليه ألوان الظلام، ونفحات الشيطان، وحلفه بالإغواء وشجرة الخلود؟ هل أضعنا معاني لغة الضاد، وبذلك معاني القرآن؟هل نستشف من الأحوال الجوية والاجتماعية والأزمات الأخلاقية والبراكين والزلازل الموسمية أنه آن أوان الوقوف في وجه الوثنية العصرية، من تنابز بالألقاب، والمذاهب، وشتى أنواع التفرقة الدينية؟ هل سنستيقظ من سباتنا الشتوي، لنلملم جراح الأمة الإسلامية، ويستيقظ مارد الإسلام ليلقي الرعب في قلوب وعقول جُبلت على الإنكار، ونبذ الرحمن؟ هل سنسترد مكانتنا بين الأمم ونحن مفرقون، كل يشد الحبل لفريقه كأطفال الظلام. أم سنصافح الآخر، ونكون جسمًا واحدًا إذا مرض عضو منه تداعت له كل الأعضاء؟ هل سيصبح الحب والأخوة مثالنا كنبينا، ونكون عضدًا لبعضنا، ويكون الخلاف لا يخلف للود قضية لنواجه العالم والأديان الأخرى بسمو واتزان، ونعلن للأكوان أن الله سمّانا بالوسطية؛ لأننا ذوو عدل، ونحمل قسطي الميزان والرؤية الواضحة لعالم أصبح يدين بالمادة كعنصر وإله، فتداعت المجتمعات، وأصبحت مقيدة بسلاسل الماديات، والعلوم الحسية، فالمسلمون قاطبة لديهم مسؤولية الإنقاد؛ لأن لديهم جوهرة الأديان، فلنتحد من شرقنا لغربنا، ومن جنوبنا لشمالنا، ونصبح تحت لواء الإسلام جنودًا مجنّدة لخدمة الرحمن، ولنترك الاختلافات الفقهية للمذاهب ولرجالها ليحلّوها برويّة وبدون تعصب الجاهلية، ونعمل كأمة مسلمة واحدة لخدمة الله، ثم نبيّها ببث روح الأخوة والعلم والعمل والحب؛ لأنه أهم كلمة في خلقنا، فعليها بُنيت السموات والأرض، وخلق الإنسان، وبها سنصبح خير أمة أُخرجت للناس «والذين آمنوا أشد حبًّا لله».
همسة الأسبوع وبالحب صنعنا الرحمن من طين وماء وبالحب رسمنا فأبدع بالحب تبنى الحضارات الخالدة لنصبح في أسمى حالات العطاء والاتحاد الكوني
همسة الأسبوع وبالحب صنعنا الرحمن من طين وماء وبالحب رسمنا فأبدع بالحب تبنى الحضارات الخالدة لنصبح في أسمى حالات العطاء والاتحاد الكوني
Sunday, 15 August 2010
رابطة العالم الإسلامي ما بين عهدين أبو الخيرين وأبو النورين
مجلة الرابطــة
لعدد 529 - شعبان 1431هـ
التحديات العالمية بين حقبتين هي التي تحدد مسار إنشاء ما تمليه هذه الحقبة أو تلك، ففي عام 1381هـ في الرابع عشر من ذو الحجة الموافق 18 مايو 1962م أسس المغفور له الملك سعود بن عبدالعزيز أبو الخيرين رابطة العالم الإسلامي تلبية لما كانت تحتاجه الأمة الإسلامية في ذلك الوقت من حلقة تربط هذا العالم الذي كانت أعداده تتزايد يوماً بعد يوم وتتجاذبه صراع قوات وأنظمة إقليمية ودولية تنادي بشتى أنواع الأنظمة والأحكام التي لا تمت للإسلام بشيء من شيوعية وإشتراكية وحزبية وغيرها من الأنظمة الدخيلة على مبادئ الحكم في الإسلام ، وببصيرة ثاقبة وسابقة لأوانها تنبه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، بأن الوقت قد حان لإنشاء مجلس يضم فقهاء وعلماء العالم الإسلامي لتوضيح هذه الرسالة العالمية ويعزز الأنظمة التي تحكم بشرع الله واستبعاد الأنظمة التي إنحازت إلى التقلبات العالمية من أفكار ومعتقدات أضلت الطريق وأضاعت الهوية بانقيادهم للتناحرات الدولية التي أضاعت الكثير من هويتنا الإسلامية وبالتالي نشأ جيل جديد من الأنظمة والشعوب التي تنادي بأنظمة لا تمت لديننا بشيء لا من قريب ولا من بعيد . لذا كانت اللحظة التاريخية مناسبة لجمع شتات المسلمين في كل مكان والحث على توحيد الكلمة والمسار الذي أرساه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من قبل ثلاثة عشر قرناً في ذاك الوقت فتكونت الرابطة التي ربطت العالم الإسلامي بأحكام موحدة لنشر قيم الإسلام في أرجاء المعمورة ، من سلام وتسامح وإعمار للأرض ومحو الجهل، وتهذيب القيم المدمرة لعالم تجاذبت فيه القوى العظمى على إحتواء النظم العربية الإسلامية وتسييسها على حسب ما تراه ، لا ما نراه ولا هي من مبادئ الإسلام القيّمة الباقية ، المرسلة لكل زمان ومكان ، فكانت المهمة صعبة والأهداف واضحة ولكن الطريق كان غير ممهد ولكن من ينصر دين الله ينصره الله واستطاعت هذه الرابطة أن تكون وتفرض وجودها على الساحة العالمية بواسطة جهود الملك سعود رحمه الله ثم علماء وفقهاء ذاك الزمان المبصرين ، وقبلوا التحدي وأبصرت هذه الرابطة النور في طريق كان مظلماً وتحفه المخاطر العالمية .
فعبر السنين إنعقد لهذه الرابطة أربعة مؤتمرات ففي عامها الثالث بعد التأسيس إنعقد المؤتمر الثاني عام 1384هـ الموافق 1965م الذي كان من أهم توصياته التأكيد على دعم فكرة الثقافة الإسلامية وإزالة العقبات التي تعتريها من ضعف الوازع الديني وإزدياد النعرات المذهبية وتنافر المصالح الإقليمية والنفوذ الأجنبي في عهد الملك فيصل رحمه الله ، فقد أثبتت هذه الرابطة وجودها وازدياد تأثيرها على المحيط الذي أسست من أجله وتنامى نفوذها وسلطتها وأصبح العالم ينصت باهتمام لتوصياتها . ثم انعقد المؤتمر الثالث في عام 1408هـ الموافق 1987م في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الذي كان من أهم توصياته ضرورة الإيمان بقدسية الحرمين الشريفين ، وتعظيم مكة المكرمة والتوصية بتوضيح وتوثيق معاني الأشهر الحرم وشعائر الحج كما جاءت في القرآن والسنة النبوية ، والنداء العالمي للرابطة بأن أمن الحرمين مسئولية ولي أمر البلاد كأمانة إلهية وشرف في الدنيا والآخرة ، والتهديد لمن لا يسمع إلا هذه اللهجة بأن من يمس أمن الحرمين فإنه يمس العقيدة في أساسها ومن يخالف ما أمر الله به بإعطائه شرف هذه الأمانة هو الذي سيحارب من قبل المسلمين أجمعين ، وكان تثبيتاً لما يمر به العالم الإسلامي من تحديات دولية تلاها المؤتمر الرابع الذي عقد سنة 1423هـ الموافق 2002م أيضاً في عهد الملك فهد رحمه الله والذي كان من أهم قراراته الدور الدعوي الذي كان من أولويات هذا المؤتمر وكيفية التصدي للعولمة في ذاك الوقت التي كانت تعاني من التخلي عن الهوية والعقائدية ، وركز على القضايا الإسلامية من التفرق والتشتت في الرؤيا ، كما كان للرابطة وقفة جلية تمثلها إصدارها لميثاق مكة للعمل الإسلامي ، وأصدر بيان بشأن وضع فلسطين الشائك وأصدر قرار بتكوين هيئة عليا للتنسيق وملتقى عالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في العالم وضمهم تحت راية الرابطة ، كما أوصى بصيانة المساجد وتوثيقها .
أما اليوم وبعد خمسون عاماً من إنشائها أصبحت رابطة العالم الإسلامي أمام تحديات أكبر ومطالبة بدور أكبر ، وبسلطة أعظم ، وصوت أعلى لما تمر به أمتنا الإسلامية من هجوم متعدد الاتجاهات الإقليمية والدولية حيث بات الهجوم في ساحة المعركة بدون هوادة على مر الساعات والأيام .
لذا فإنعقادها في هذا الوقت ، وتأثير قراراتها وتفعيلها فعلياً لا إعلامياً هي من أهم أدوارها عبر السنين لأن التحديات أكبر والأخطار أكثر ، والتناحر بين المذاهب أصبح يهدد تلاحمنا وإسلامنا وسكينتنا ودورنا وإتحادنا تحت راية لا إله إلا الله .
فعامها الخمسون يقابله خمسون ألف قضية وقضية تريد الحل والأسباب والتفعيل المعنوي والمادي . خمسون عاماً من التحديات ترسو على شاطئ عهد أبو النورين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فالنور الأول هو في بصيرته النفاذه في اصطياد المخاطر بعين صقر محارب، والنور الآخر هو السير في طريق غير اعتيادي وإعطاء الحلول في عالم أضل طريق الحقيقة ، والسيرة النبوية ، عالم اختلطت عليه الأمور ، وأصبح دمية تتلاعب بها أمواج الأفكار الدخيلة على الإسلام والفتاوي التي أصبحت على كل لسان والإرهاب الذي أصبح موصوم بالإسلام، والتشدد الذي أصبح النتيجة الحتمية للانحلال ، فمهمة رابطتنا أصبحت من المستحيل تفعيلها، إلا إذا مهدت لها الطريق من قبل قادة الدول الإسلامية، بمد الأيادي للقوة والاتحاد وهذا من مهمات عبدالله بن عبدالعزيز الذي يسعى لها حثيثاً في الليل والنهار ، ويجوب الأرض باحثاً عن الحقيقة ، والتأييد ، والحوار، لتعزيز عمل هذه الرابطة، لتأدية دور من أصعب الأدوار ، وهو ربط العالم الإسلامي في هذا القرن بما فيه من تحديات والوقوف أمام الهجوم العقائدي الذي يهدد الأمة الإسلامية ويفكك الرابطة والحلقة التي جمعتنا من أول يوم للبعثة النبوية ، وهي توحيد الكلمة تجاه أولئك الأعداء المتربصين بالدين الإسلامي منذ نشأته ، ووعودهم بالتربص بنا حتى قيام الساعة .
لذا فإن دور الشعوب الآن والحكومات هي نبذ الاختلاف وتوحيد الكلمة لمجابهة المفاهيم المغلوطة التي تندس بين أمتنا لتصبح جزءاً من عقيدتنا ونحن منها براء .
ودور رابطتنا هي الربط بين الأمم وجعل هذا القرن هو الذهبي بقيادة رجل ذو صفات نادرة من أنوار في البصيرة ، وأخلاق محمدية عفا عليها الزمان منذ زمن .
فليكن عامك الخمسون هو عام التميز والقوة في عالم التناحر والانهزام أيتها الرابطة الإسلامية ، فإسمك لا يحتمل التأويل ولا الزيادة في التعبير لأنك تحملين أسمى المعاني وأفضل الرسالات الإلهية وهو الإسلام الذي شرفنا به رب البرية .
مما أتمناه من الرابطة أن تربط مواعيد الأعياد الإسلامية في توقيت واحد وخاصة مواقيت الحج وأن توحد مواعيد دخول شهر رمضان بوقت واحد خاصة للبلدان التي تكون مجاورة لبعضها في عالمنا الإسلامي لجعلها فرحة واحدة وخاصة ، وأن لا نختلف لمجرد محبة الاختلاف ونظهر للعالم متوحدين في أعيادنا أما الحج فهو وقت معلوم للحاضر والغائب والمفروض أن يكون متواكباً مع الوقفة في عرفة ، فأي دين سيحترم مواعيد مناسكه لا مثبتة ضائعة بين الأهواء السياسية . كما أتمنى أن أرى مركز لتوحيد الفتاوى الإسلامية وتثقيف المسلمين على إجماع العلماء في المواضيع التي باتت لعبة شخصية كل يفتي على حسب أهوائه وليست لديهم مرجعية حتى المفتي العام للدولة التي عينه الحاكم فليتولى مجمع الفقه التابع للرابطة هذه المهمة ليقوم بدور أساسي بتوحيد الرؤية الوسطية لهذا الدين الذي بات منبراً لكل من يريد أن يشتت تعاليم هذا الدين كل حسب أهوائه السياسية والانفراد بالساحة وبالتالي لا حوار ولا تلاقي .
الرابطة تواجه تحديات عالمية تستهدف محو مرجعيتنا وهي السيرة النبوية في محاولة لتصبح منهجية تناحرية على الدوام .
أتمنى من الرابطة الرجوع إلى الأصول والجذور ولتنقى الأجواء الدينية من الانفرادية والاجتهاد الذي في غير محله . لتضم وتجمع المفتين للحوار والظهور العالمي بكلمة واحدة وهي الوسطية إتباعاً للسنة النبوية .
الله يرعاك يا مليكنا ويضيء لك الطريق بأنوار الإلهية ببصيرة الصقور وشجاعة الأسود لجمع الشمل وتوحيد الكلمة، وجعل الله اليوبيل الذهبي للرابطة عهد جديد الماسي ليمارس رسالة الشفافية، عنوانه التوحيد، وهدفه الرجوع إلى الأصول ونبذ الفروع لنلتقي جميعاً ونسير في طريق واحد وهو ما أراده الله ثم رسوله لنا : خير أمة أخرجت للناس .
Friday, 13 August 2010
رمض ونار
أولا أهنئ شعبنا بدخول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا في كل سنة بخير وعافية وسلام للأمة العربية خاصة وللعالم الإسلامي عامة، ولابد أن تسألوا ما هو الرمض وما هي النار وما شأنهما في هذا الشهر الكريم، فإنني قد جزّأت كلمة «رمضان» إلى جزأين لأجعل منهما عنوانا لمقالي لما يحتويه من نيران تحرق فؤادي، وومضات تمر عبر أفكاري مثل الأضواء الكونية التي نراها في لحظة صفاء سماوية في ليل ونجوم ربانية، في لحظة تاريخية، في سكون الليل، وعلى أنغام أصوات الليل المنسية في ظل حرارة بركانية، ومشاعر ثورية.
أطلق الوصف لأنني أكتب في هذه اللحظة وأنا كلي مشاعر تتجاذبها شتى الاتجاهات، من حزن، وفرح، وبكاء، وضحك، لأنني لا أعرف لحالة أمتنا من هوية، ولا وصف، ولم أستطع أن أمسك برأس الخيط، ولا أن أفك رموزًا مسكونة بآلاف القصص، والمعاني والشجون الإنسانية، هذا العام يطل علينا هذا الشهر المبارك في النصف الأخير من الصيف، ومعظم الشعب السعودي مسافر في رحلة منسية يفتش عن هويته الضائعة، ماذا يعني صيام رمضان في الخارج، ماذا له من روحانيات إلهية، ما معنى أن نصوم على إيقاع القيثارة الغربية، أو الأناشيد العربية، والمقاهي المملوءة حتى التخمة بالمأكولات اللبنانية والسورية والمغربية، وافتقدنا أكلاتنا الشعبية المدنية والمكاوية والحجازية والنجدية. فقدنا حتى اللمسة الوطنية في مأكلنا وشربنا، وحلنا وترحالنا.
ماذا يعني لنا رمضان هذه السنة، وفي السنين القادمة التي ستلي هذه السنة؟ سيصادف شهر رمضان الاثنتي عشرة سنة القادمة إجازة صيف حار، فهل ستضيع الهوية بالكامل؟ وننسى رمضان الخير والصوم والعبادة؟ ونستثمره في قضاء الإجازة، والمرح وتجوال عالمي بين الحضارات والأمم، ونلغي معاني هذا الشهر الكريم ونحتفل بقدوم أعياد الميلاد ورأس السنة، ونصبح مثل الأمم الباقية العربية عنوانًا من غير هوية، فقد أضاعوا المعاني وأعطوا هذا الشهر الكريم صفة غريبة، من لهو، ومشاهد درامية، نقضيها أمام التلفاز من مغرب الشمس حتى مطلعها ونسينا التراويح والتهجد، إلا من رحم ربي، أسواق ملبدة بالمتسوقين وحجوزات دولية، وسهرات رمضانية، هذه هي أصبحت أجواؤنا الرمضانية.
هل هي أزمة أمة وستمر أم هي باقية؟ هل هي تغيير للهوية الإسلامية أم هي حالات شاذة فردية؟ لماذا الهجرة الجماعية عند دخول هذا الشهر الكريم، بدل العودة الجماعية لأطهر بقعة على وجه المعمورة، فالآن بكة والمدينة معظمهم من الدول الإسلامية وقلما نرى مواطنينا في مثل هذا الشهر في أماكن أشرف العبادات، السنة المنصرمة كانت الأنفلونزا التي أخافت مواطنينا من اللجوء إلى حرم الله، ومسكن رسولها، أما هذه السنة فستكون أنفلونزا النسيان التي أنست مواطنينا معاني رمضان. نسينا أن علينا الرجوع إلى الأصول، والصيام في بلاد الحرمين التي يتسابق للصوم فيها العالم الإسلامي، فلماذا النفور؟ لماذا تغيرت مفاهيم هذا الشهر ؟ هل هي مناهجنا الدينية ؟ التي تحفظ وتدرس، ولا تفهم، ولا تنمي الحس والوازع الديني، بدلا من حفظ أرقام وأحوال الزكاة، وكيف حل الأسماء وحفظ الأحاديث من غير تدريس للسيرة النبوية لنقارن ونعرف أسلوب النبي الأمي، والهدف من وراء الحديث، جدال عقيم يدور بيني وبين نفسي، هل أكلم نفسي؟ أم سيسمعني المسؤولون عن التعليم، ويضعون يدهم في يد كل من يملك الرؤية الواضحة، لإرساء وإعادة شاملة لأحوالنا وتأثير مناهجنا علينا وعلى فلذات أكبادنا، ماذا فعل الإعلام للتربية إلا نشر مواعيد المسلسلات العربية، وأوقات الحفلات المسائية وحجز الحفلات الطربية.
ماذا فعلت مؤسساتنا من وضع برامج وخطط لمواجهة الهجرة الجماعية ؟ أم أصبحت لديهم عادية، بل أصبحوا هم جزءا من هذه الأنظومة، فلم يعودوا يرون أنها طريقة أضلتنا وأضلت أجيالا وأجيالا آتية.
رمض ونار هي مشاعري الإنسانية حين أرى هذه المشاعر السلبية لأننا أصبحنا مشتتين كل في عالم لا ينتمي إلى الأخر، مهاجرين هجرة الطيور الصيفية، فأصبحنا في أجواء لا تلائم طبيعتنا الإسلامية، ولكن تأقلمنا وتحولنا إلى مخلوقات لا تشبه أسلافها في سيرتهم الربانية، فأصبح الإسلام غريبا، والشهر الكريم ضيفا ثقيلا ورمض ونار لمن أضاع السيرة النبوية، والمشاعر الإلهية والهوية الوطنية، والمعاني الأصيلة، طوبى لمن تمسك بأصوله الإسلامية في هذا الزمان الذي أصبح الماسك على دينه كالماسك على جمرة.
همسة الأسبوع
أراقب السماء وهلال رمضان.. فأرى الشهب تسقط علينا من كل حدب وصوب، هل هي نهاية القصة؟ أم توجد تكملة روحانية لحالة أمتنا الإسلامية؟
أطلق الوصف لأنني أكتب في هذه اللحظة وأنا كلي مشاعر تتجاذبها شتى الاتجاهات، من حزن، وفرح، وبكاء، وضحك، لأنني لا أعرف لحالة أمتنا من هوية، ولا وصف، ولم أستطع أن أمسك برأس الخيط، ولا أن أفك رموزًا مسكونة بآلاف القصص، والمعاني والشجون الإنسانية، هذا العام يطل علينا هذا الشهر المبارك في النصف الأخير من الصيف، ومعظم الشعب السعودي مسافر في رحلة منسية يفتش عن هويته الضائعة، ماذا يعني صيام رمضان في الخارج، ماذا له من روحانيات إلهية، ما معنى أن نصوم على إيقاع القيثارة الغربية، أو الأناشيد العربية، والمقاهي المملوءة حتى التخمة بالمأكولات اللبنانية والسورية والمغربية، وافتقدنا أكلاتنا الشعبية المدنية والمكاوية والحجازية والنجدية. فقدنا حتى اللمسة الوطنية في مأكلنا وشربنا، وحلنا وترحالنا.
ماذا يعني لنا رمضان هذه السنة، وفي السنين القادمة التي ستلي هذه السنة؟ سيصادف شهر رمضان الاثنتي عشرة سنة القادمة إجازة صيف حار، فهل ستضيع الهوية بالكامل؟ وننسى رمضان الخير والصوم والعبادة؟ ونستثمره في قضاء الإجازة، والمرح وتجوال عالمي بين الحضارات والأمم، ونلغي معاني هذا الشهر الكريم ونحتفل بقدوم أعياد الميلاد ورأس السنة، ونصبح مثل الأمم الباقية العربية عنوانًا من غير هوية، فقد أضاعوا المعاني وأعطوا هذا الشهر الكريم صفة غريبة، من لهو، ومشاهد درامية، نقضيها أمام التلفاز من مغرب الشمس حتى مطلعها ونسينا التراويح والتهجد، إلا من رحم ربي، أسواق ملبدة بالمتسوقين وحجوزات دولية، وسهرات رمضانية، هذه هي أصبحت أجواؤنا الرمضانية.
هل هي أزمة أمة وستمر أم هي باقية؟ هل هي تغيير للهوية الإسلامية أم هي حالات شاذة فردية؟ لماذا الهجرة الجماعية عند دخول هذا الشهر الكريم، بدل العودة الجماعية لأطهر بقعة على وجه المعمورة، فالآن بكة والمدينة معظمهم من الدول الإسلامية وقلما نرى مواطنينا في مثل هذا الشهر في أماكن أشرف العبادات، السنة المنصرمة كانت الأنفلونزا التي أخافت مواطنينا من اللجوء إلى حرم الله، ومسكن رسولها، أما هذه السنة فستكون أنفلونزا النسيان التي أنست مواطنينا معاني رمضان. نسينا أن علينا الرجوع إلى الأصول، والصيام في بلاد الحرمين التي يتسابق للصوم فيها العالم الإسلامي، فلماذا النفور؟ لماذا تغيرت مفاهيم هذا الشهر ؟ هل هي مناهجنا الدينية ؟ التي تحفظ وتدرس، ولا تفهم، ولا تنمي الحس والوازع الديني، بدلا من حفظ أرقام وأحوال الزكاة، وكيف حل الأسماء وحفظ الأحاديث من غير تدريس للسيرة النبوية لنقارن ونعرف أسلوب النبي الأمي، والهدف من وراء الحديث، جدال عقيم يدور بيني وبين نفسي، هل أكلم نفسي؟ أم سيسمعني المسؤولون عن التعليم، ويضعون يدهم في يد كل من يملك الرؤية الواضحة، لإرساء وإعادة شاملة لأحوالنا وتأثير مناهجنا علينا وعلى فلذات أكبادنا، ماذا فعل الإعلام للتربية إلا نشر مواعيد المسلسلات العربية، وأوقات الحفلات المسائية وحجز الحفلات الطربية.
ماذا فعلت مؤسساتنا من وضع برامج وخطط لمواجهة الهجرة الجماعية ؟ أم أصبحت لديهم عادية، بل أصبحوا هم جزءا من هذه الأنظومة، فلم يعودوا يرون أنها طريقة أضلتنا وأضلت أجيالا وأجيالا آتية.
رمض ونار هي مشاعري الإنسانية حين أرى هذه المشاعر السلبية لأننا أصبحنا مشتتين كل في عالم لا ينتمي إلى الأخر، مهاجرين هجرة الطيور الصيفية، فأصبحنا في أجواء لا تلائم طبيعتنا الإسلامية، ولكن تأقلمنا وتحولنا إلى مخلوقات لا تشبه أسلافها في سيرتهم الربانية، فأصبح الإسلام غريبا، والشهر الكريم ضيفا ثقيلا ورمض ونار لمن أضاع السيرة النبوية، والمشاعر الإلهية والهوية الوطنية، والمعاني الأصيلة، طوبى لمن تمسك بأصوله الإسلامية في هذا الزمان الذي أصبح الماسك على دينه كالماسك على جمرة.
همسة الأسبوع
أراقب السماء وهلال رمضان.. فأرى الشهب تسقط علينا من كل حدب وصوب، هل هي نهاية القصة؟ أم توجد تكملة روحانية لحالة أمتنا الإسلامية؟
Thursday, 12 August 2010
منطقتنا العربية والقرارات المصيرية
تابعت خلال الأسابيع القليلة الماضية تحركات ورحلات مكوكية بين لبنان وسوريا لبعض المسئولين العرب, وقرأت ما بين السطور في الإعلام ان المنطقة علي وشك الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية, بين حزب الله وإسرائيل. وبالتالي ستدخل معها من الناحية الاستراتيجية سوريا وإيران كحلفاء, ومؤيدين لهذا الحزب وممولين لكل ما يملك من تعزيزات عسكرية وأسلحة, وخطط استخباراتية, ودعم معنوي ومالي.
تبدو المنطقة علي مفترق طرق نارية, وما أدراك ما هي, حرب بين سلطتين لا تملكان الصفة القانونية. فلا إسرائيل دولة أقيمت علي القانون, ولا حزب الله حزب اتبع القانون, وليس له صفة محلية إلا جزءا من الحكومة اللبنانية. وليس المتصرف بأمره, والحاكم باسمه في منطقة الجنوب, وأفرع في العاصمة بيروت التي احتلت بأسماء دينية وتوجهات سياسية تخدم مصالح دول شقيقة أرادت لها موقع قدم, أو بالأحري خريطة جغرافية في بلد صغير تناحرت عليه الدول لموقعه الاستراتيجي واختلاف المذاهب والأديان فيه ليصبح ساحة للمعارك بين الدول وبلد كان يعرف ببلد السلام والجمال. صراعات إقليمية ودولية علي مناطقنا الجغرافية وثرواتنا الوطنية من نفط ومراكز متميزة في عالم انهارت فيه القدرات الاقتصادية العظمي. فلننظر بشفافية ورؤية واضحة بعيدة عن الانتماءات المذهبية والطائفية والدينية والحزبية إلي مشهد عالمي درامي يخط بيده حربا ومصيرا مأسويا, فالقضاء علي حزب الله ممثلا في نصر الله من المحال لأن الحزب يعمل بطريقة خفية, وجنوده منتشرون في كل مكان بلا أنتماء ظاهر للعيان, فهم متشعبون في كل المناطق الاستراتيجية, بدعم من إيران وسوريا, ويعملون كأشباح وجنود مجهولي الهوية ليدخلوا مناطق محظورة علي الجهات القانونية. كما أن إسرائيل بجنودها في الدول العربية, بدون هوية, ولكن بحكمة استخباراتية وتخطيط جغرافي, ليكون لهم اليد والسلطة, ليحركوا من يريدون, وكيف يريدون ومتي يريدون بطريقة خفية. فلديهم جهاز استخبارات له خبرات دولية متقدمة, فهم متغلغلون في أجهزة الدول الكبري, ويسيرون مجري الدم في قرارات من بيدهم القرارات الدولية.
براكين ستتطاير, وأرواح ستزهق, وأدوار ستلعب, وهنا أسأل من المنتصر؟ وما هي الأهداف المنتظرة؟ وما هي النتائج المتوقعة؟
تدمير للبنية التحتية للدول العربية لأن أية حرب منظمة أو غير منظمة تؤثر وبشكل مباشر علي استقرار مناطقنا العربية, لأن حدودها الجغرافية والإقليمية تسيطر علي كثير من الدول عبر جهازها الديني الذي بات يستعمل لبث التفرقة, والنفور بين الأخوة لتسيطر بشكل مباشر علي مناطق جغرافية, كانت بالأمس بعيدة عن متناول أيديها فأصبحت لديها أياد وقوة في المناطق الشيعية, واستعملتها بحنكة كجذور لسياستها في المنطقة.
فمن الواضح أن حزب الله حليف استراتيجي لإيران, وإسرائيل جزء لا يتجزأ من أمريكا, صراع علي من يأكل الحصة الأكبر في قالب أصبح لا يحتمل التجزئة. فأممنا متفرقة لا تجتمع علي كلمة. لذا أصبحنا أهداف سهلة لمن يريد التغلغل في منطقتنا, لينهب ثرواتنا الوطنية والإنسانية.
لعبة دولية تطل علينا برأسها كل صيف لتجعله حارا, ملتهبا, وكأننا لا تكفينا الحرارة الإلهية بدرجات حرارة يعجز الإنسان فيها عن العلم, فكيف بحروب وتجاذب بين الأمم. علي حافة هاوية, هذه هي حالة منطقتنا, ونحن مشغولون بخطط الصيف والاستراحة السنوية, وتركنا لهم الساحة والمساحة ليلعبوا بأمتنا العربية, وتركناهم يرسمون لنا خططا غير معلنة إلا لذوي البصيرة النافذة, بأن منطقتنا مستهدفة لمحو آثارها عن خريطة العالم الحديثة, حتي تبلغ إسرائيل وعدها وقناعاتها بأن أرضنا هي أرض الميعاد حتي حدودها يثرب, فمن هذا المنطلق, وبإيمان مطلق مصممون علي المضي في سياساتهم الفاشية حتي بلوغ النهاية. أما حزب الله فإنه وللأسف هوالفخ والضحية, لحضارة أوشكت علي الاندثار, ولو أن تعداد سكانها كبيرة. ويعد من أكثر الديانات إتباعا وأكثرهم عددا, فإنها تلعب لعبة المواجهة والخطر, لا تملك الرؤية في النهاية جزء من لعبة الشطرنج العالمية تحرك بدون دراسة من لاعب محترف يعرف قوانين اللعبة ونهايتها.
تسارع الأحداث الدولية ينبيء عن نهايات حتمية لبعض الأنظمة المحلية, وتشتت لحالة الأمة العربية, التي باتت شعاراتها ثورية, وأفعالها مخزية, فلا الشعارات ستنقذنا من السقوط في الهاوية, ولا عدم وضوح الرؤية عند بعض الأحزاب تعتقد أنها ستنقلنا إلي النصر. فاللعبة أكبر من حجمنا. وفي النهاية, كما هي العادة سيكون التأييد العالمي لإسرائيل, والضرب غير الرحيم علي حزب يسمي حزب الله وهو أبعد ما يكون عن هذه الكلمة من معان, لأن حزب الله هم المنتصرون, والفوز في المعارك الصغيرة لا يعمي إلا البصائر التي اختارت شعارات وأسماء إعلامية مؤثرة. فالتحدي هو في المعركة الكبري ما بين الظلام والنور, وبين المسميات والأهداف المبنية علي مصالح إقليمية. فجند الله هم الذين يحاربون لنصرة دينه ومنهجه الذي هو الإسلام والحنكة والتخلي عن المصالح الذاتية لنصرة قضايا وليس قضية, وهي الوطنية والإخاء والاتحاد والأنتماء والولاء وليس الفرقة المذهبية. سيرة نبوية تنبأت بالسلام علي يدي المهدي عليه السلام في عالم يظن الجميع أنهم علي حق لا وربي فقد أخطأوا في منهجهم لأن الله لن ينصر إلا من ليس في قلبه ذرة نفاق ونيته صافية بيضاء. وهذه لا توجد للأسف في عالمنا الافتراضي, عالم السلطة, والظهور الأعلامي, والقصد من ورائها التحكم في الخلائق واحتلال الخرائط, وتوزيع الأدوار, والأفكار الإقليمية التي أصبحت تستعمل في كل حين لأهداف استراتيجية, وليس نصرة الدين.
Friday, 6 August 2010
أنا والرياضة النسائية
اخترت هذا الأسبوع أن أكتب عن نفسي، وفي نفس السياق أنتقد نفسي، لابد وأن الجميع يتساءلون: كيف ولماذا؟
أولا أنني أدعي المعرفة بالسيرة النبوية، واحتلالها في حياتي مساحة شاسعة في طريقتي وأسلوبي في التعامل مع المشاكل بشتى أطيافها، لذلك أحببت من خلال مقالي اليوم أن أشرح بمنطق ومن غير عاطفة وجهة نظري الشاملة للأمور المتعلقة بحياتي كامرأة مسلمة لا تختلف كثيرا عن غيرها في الخلقة، ولكن ممكن أن أكون مختلفة في التفكير والنظرة والفهم، وهنا لا أقول متميزة بل مختلفة، حيث بحكم نشأتي في الخارج ونهلي من كل العلوم العقلية والجسدية استطعت أن أكوّن نظرة شاملة للمجتمعات الغربية والشرقية، والفارق بينهما في التنشئة وفترة المراهقة ومن ثم فترة الزواج والولادة، فلاحظت أن الرياضة علاج طبيعي مثل أي علاج يوصى به من قبل الأطباء على شتى أطيافهم وثقافاتهم.
فلقد وجد الأطباء أن نسبة الهرمونات تتعادل عند مزاولة أي نشاط رياضي، فنلاحظ عند انتهاء الإنسان من نشاطه يكون معتدل المزاج مرتاح النفسية ولا يقوى على القتال ولا العدوان، ويكون في قمة السعادة حيث الأدرينالين يكون فى أعلى مستوياته مما يتيح للإنسان إخراج كل ما لديه من طاقات بطريقة سليمة ورياضية مريحة لكيميائيات العقل، وفيزيائيات الجسم وهو يقارب النتيجة التي تنتج عن الصوم لتهذيب النفس البشرية، وجزء مهم من الطريقة التي أمرنا بها رب العالمين أثناء صلاتنا من وقوف وركوع وسجود، خمس مرات في اليوم، مما ينتج عنها من تفاعل جسدي وعقلي، لتصبح واحدة في الخشوع الذي هو أساس أعلى مناصب العبادة والتقرب من الله عز وجل.
فبهذا نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وأمهات المؤمنين كانوا يزاولون الرياضة يوميا من واجبات يومية من مشي في الطرقات للذهاب للتسوق وركوب الخيل لقطع المسافات والقيام بأعباء المنزل، حيث لم يكن لديهم مولينكس للقيام بخلطات الطبخ والفرم وتقطيع وطحن المواد الغذائية، كما لم يكن موجودا مبدأ القلي فكانت النساء يبنين حفرة من الحجارة والرجال يحتطبون، ولم يكن هنالك غسالة ولا مكنسة كهربائية ولا ثلاجات ولا خادمات أسيويات للقيام بالأعمال، ولم تكن هناك جيوش مدربة وأجهزة قتال ميكانيكية، لذا كانت كل حركاتهم وطريقة حياتهم رياضية للناظر والمتدبر، أما الآن فشيوخنا لديهم جيش من الخدم وتراهم يميلون إلى السمنة وزيادة الوزن خلافا للوصية النبوية التي تأمر وتعطي الأمثلة لما كان عليه الرسول من حسن وتناسق في البنية ورشاقة، فكيف شيوخنا يقلدون الرسول باللحية والثوب القصير وليس بطريقة حياته من أكل وهيئة جسدية وفكر مضيء؟ أم آثرنا أن نترك المهم ونتشبث باللمم.
فالرياضة النسائية تحتاج من مشايخنا فهما وتدبرا للسيرة النبوية، عوضا عن فتاوى رضاعة الكبير، وزواج المسيار، والبوي فريند وما إلى ذلك من فتاوى، سيجعلونها في عصرنا تتأقلم مع عصرنا الحالي لإخراج الطاقات الجسدية من محابسها بطريقة شرعية ليجعلوها حلالا، وتركوا الأهم وهي الرياضة التي تحل معظم المشاكل الجسدية للفتاة والولدان والمتزوجين، من حالات طلاق وعنف جسدي ولفظي وأمور يعجز لساني عن نطقها لما فيها من حرمة ونشاز.
فالرياضة سواء للرجل أو للمرأة ما هي إلا حالات طبيعية، فلماذا نترك القضايا الأساسية ويشغلوننا في ما هو لم يذكر في القرآن ولا في السيرة النبوية، لماذا يلجأون للقياس واستحداث فتاوى، بدلا من اتباع معاني القرآن، التي لم تذكر ولو بآية هذه المسألة، أو لم يكن القرآن لكل زمان ومكان؟ لماذا نترك السيرة النبوية كمنهج ونتبع المذاهب؟ نترك الأصل من تعاليم نبينا التي لم يخطها بل انتهجها، كأسلوب حياة لمن يريد الرؤية، لماذا أشغلنا فقهاؤنا بحرمة قيادة المرأة للسيارة، ونسوا خلوتها مع السائق؟، لماذا تناسوا الفقه النبوي ولجأوا لفقه أئمة المذاهب التي خطها رجال وإن كانوا صالحين، فلا يرقون ولو بدرجة إلى المعصوم النبي الأمي، ألم يرسله الله إلى العالمين لكل الأزمان، لماذا نترك التدبر في القرآن ونأخذ من هذه الآية أو تلك ما يناسب أهواءنا الذكورية، ونزرع في عقول نسائنا بأنهم الغواية، حتى لو تستروا تحت العباية، والزي الإسلامي، لم نجعل وجه المرأة حراما وأمرنا أن تكشف في العمرة والحج والصلاة، فالرسالتان لا تتفقان أبدا ولا تلتقيان إلا في عقول الجهلاء. لم جعلوا المرأة هي الطريق إلى النار، ونصف ساكنيها، ولم يسألوا عن النصف الآخر ساكني النار، لماذا لا نتذكر من علم الأحاديث النبوية من بعد رسولنا وخديجة الكبرى التاجرة، وفاطمة الزهراء الخاشعة، لماذا لا نرى أن معظم الحروب وسفك الدماء كانت من الذكور وقراراتهم التعسفية، ولا نذكر إلا واقعة واحدة لعائشة عليها السلام ونضعها نبراسا لحكم المرأة، وتناسينا الحروب والمجازر التي ارتكبت من الرجال، لم جعلنا المرأة ضعيفة وغسلنا عقولنا بأنها المخطئة، لذا يجب عليها الخنوع والاستسلام، أريد نقدا صريحا من فقهائنا، إني جبت البلاد والمعمورة، ورأيت النساء بحشمتهن يزاولن الرياضة، ويقدن السيارة، ويخالطن الرجال، وهم في وقارهن وأدبهن يقتدين بالصحابيات الجليلات وأمهات المؤمنين، وغيرهن من النساء في التاريخ، ونحن سائرون في خط مغاير، ونحسب أننا الفئة الناجون من النار، إنني أريد المحاورة والنقاش والانتقاد، إما أن أقتنع وأقنع بحجج دينية من السيرة النبوية ومعاني القرآن، وإما الاعتراف بالحقيقة، والتخلي عن الرؤية الموحدة، ونجعل الأمر شورى كما هذبنا القرآن، مشايخنا عبر المآذن والمنابر، يحثون ويشجعون الذكور بالتسلط على الإناث ونسوا الوصية النبوية، رفقا بالقوارير، وأنا أحسنكم لأهله وغيرها الكثير من طريقة معاملته وحياته مع النساء، فالشيخ العبيكان ذكر في أحد مقالاته أنه حالما يركب الطائرة يجد النساء يخلعن عباءاتهن ليظهرن ما يخجل منه حتى نساء الغرب، أهذا طبيعي؟ أم نتيجة انقلاب المفاهيم والموازين والتضييق على نسائنا حتى يجوبن الأقطار والأمصار بثوب لا يناسب إسلامنا، ويزاولن الرياضة ويقدن السيارة، ويخلعن رداء الحشمة، أفهذا الذي نريده في حياتنا، ناقشوني وجادلوني، ولكن لا تهاجموني، إلا بكلمة صادقة، واجعلوا الحوار سمتنا لا الهجوم على الآخر بمجرد الاختلاف، قلة منا يعرف أن العباءة وغطاء الوجه أدخل على ثقافتنا من قبل العثمانيين، حتى لون العباءة السوداء وهو اللون العثماني لم يكن أبدا من تراثنا ولا ديننا إلا بعد تثبيته من قبل الأتراك في بلادنا، لأجل أن تسرح النساء متخفيات بين البيوت لأسباب لا أخلاقية، ولا تعرف هويتها عندما تدخل البيوت، وهذا من المحرمات والأهداف غير الأخلاقية.
أليس في سيرة نبينا كفاية للجميع، ومعاني القرآن الكريم تحديدا للحرام والحلال منهجا وسطيا لمن يريد أن يقرأ آيات التحريم والتحليل برؤية ناصعة بيضاء، لماذا نأخذ الذي يستهوينا ونشغل العقول بالذي يرضينا ونترك ما أمر به الله ورسوله.
أهي الرياضة شر مستطير ؟ أم الرضاعة للكبير؟
أكل العالم الإسلامي فاسق فاجر ونحن المنزهون؟ أم انقلبت الموازين، وأصبحنا نحلل الحرام لمسميات فقهية، ونحرم الحلال بقياس وفتاوى لا تمت بصلة إلى السيرة النبوية، ونقول إنها تناسب عصرنا ومجتمعنا، ألم يحذرنا الرسول أن نتبع أهواءنا، والقرآن من السير على مناهج آبائنا، ونترك التدبير.
هل أنا مخطئة أم مصيبة برؤية واضحة وتدبر للأحكام حتى إن لم أدرس الشريعة في الجامعات، أو أقول أحفظ ما يمليه علي الآخر، من غير اعتبار ولا تفكر ولا تدبر لما أحفظه.
لابد من فتح الأبواب الطبيعية الشرعية لنسائنا ورجالنا، لننشئ جيلا صحيح العقل والبدن، ونترك الأعراف والتقاليد، ونتمسك بالسنن والسيرة والقرآن، لنغير المحظورات من الحلال ونفهم الحرام.
من قال إننا الفئة الناجية من النار؟ ألا نتركها إلى رب العزة والجلال؟ اخلعوا عنكم ثوب التدين وارتدوا ثوب التيسير لا التنفير، ارتدوا ثوب الفهم العميق والجلي، والواضح، لمن يريد اتباع الرسول، ولنشجع بناتنا وأولادنا للظهور العلني لا المستتر خلف الأبواب لممارسة حياة طبيعية صحية خالية من التذبذب والفهم الخاطئ للدين، ولنكن خير من مثل الإسلام من كل جوانبه العقلية والجسدية، ألم يكن الإسلام كاملا بمنهج حياة لكل العصور؟ ألم يكن الإسلام طريقة وأسلوب حياة وليس حفظا وتعنتا، آن لنا أن نعيش بهوية وعنوان واحد وألا نكون مزدوجي الشخصية، ونرفع راية الإسلام علانية في كل الميادين قبل أن يصبح غريبا كما بدأ فالعبرة في هذه الكلمات أن الإسلام سيصبح غريبا؛ لأن الناس غيروا تفاسيره ومزاولته واتباع السيرة النبوية، لأنه لم يطبق بحذافيره، فأصبح ألعوبة بيد من يريد السلطة، فلم يعد منهجا بل طريقا للوصول إلى الغايات. فأصبح غريبا لا نعلم تعاليمه لأننا أصبحنا في غابة الفتاوى، وواحة كل يفتي على حسب أهوائه، فضاعت هوية الإسلام في أروقة العلم غير المنشود. «فما نزداد إلا إيمانا ومضيا على الحق، ولكن أصبحنا نختلف مع إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من زيغ واعوجاج وشبهة وتأويل فلنجعل السيرة منهاجنا ونترك التأويل».
همسة الأسبوع
فجر الإسلام يغيب، ومغرب الشمس يدنو، فيسروا ولا تعسروا وحببوا ولا تنفروا، وأظهروا ولا تخفوا وحاوروا ولا تضطهدوا وبنبينا فامتثلوا.
Sunday, 1 August 2010
Subscribe to:
Posts (Atom)