Monday, 28 September 2009

كف ملكٍ تفتحُ منارةَ علمٍ

تشرفتُ أنا وأختي صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز، وبناتي من أحفاد الملك سعود، وباقة من الأميرات، وسيدات المجتمع بدعوة من أختي صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، صاحبة الأيادي البيضاء كرئيسة لعدة جمعيات خيرية، ومؤسسة الرعاية الصحية المنزلية بالمنطقة الغربية، وبنت الوطن، لافتتاح «جامعة كاوست».فقد تجمّعنا في بيت صاحبة السمو، ثم ركبنا الحافلة لتقلّنا إلى موقع الحفل؛ لنكون من القلّة الذين حظوا أن يكونوا في موقع حدث تاريخي لن يتكرر ثانية، وأثناء الرحلة التي بلغت ما يقارب الساعة، دار في ذهني شريط تاريخي رجع بي إلى الوراء لبدايات التأسيس، فقد كان هذا الاحتفال كاحتفالين: باليوم الوطني، ويوم ولادة أكبر التجمعات العلمية في العالم. فقد بذل الملك المؤسس -رحمه الله- جهدًا كبيرًا لبداية نهضة تعليمية في المملكة، ثم أرساها الوالد الملك سعود -رحمه الله- بتأسيس جامعة الملك سعود في الرياض كأول جامعة في المملكة والخليج عام 1377هـ، ففي ذلك الوقت كانت الأمية هي السائدة، فقد كانت رحلة الألف ميل التي بدأت بميل، وليست بخطوة، وتُوّجت بالأمر الملكي التاريخي الداعي لتأسيس وزارة المعارف 1373هـ، فكانت نواة تغيير جذري وأساسي في بداية رحلة التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة تحت رعاية أول وزير للمعارف الملك فهد -رحمه الله- وهي الآن من أهم الجامعات في العالم، خاصة بعد أن فاجأت جامعة الملك سعود مركز سايبر مارتكس الإسباني لتصنيف الجامعات، بالقفزة التي حققتها الجامعة إلى مستويات غير متوقعة بين الجامعات العالمية، حيث وصلت إلى مواقع متقدمة بين أفضل 300 جامعة في العالم؛ لتتصدر بذلك جامعات الشرق الأوسط. ثم تعاقب الملوك، وكل أرسى حجر أساس في النهضة التعليمية والعلمية في وطننا الحبيب، فالكل له بصمة واضحة في هذا المجال ممّا نراه الآن من مدارس وجامعات ومؤسسات تعليمية. وعند وصولنا إلى الموقع، دُهش البصر بما حولي من بنيان، ومعمار، وجماليات تسر، ويفخر بها قلب كل مواطن، من الجمال المعماري، إلى التقسيم الإداري ممثلاً في أبنية ومسجد آية في الجمال المعماري الإسلامي، مكتملة هذه اللوحة الجمالية المعمارية بإطلالتها على شاطئ البحر الأحمر ومياهه اللازوردية، منسجمة مع رماله الذهبية، وزرقة السماء. منتهية بمنارة على البحر لتمثّل قلب اللوحة الفنية التي يصعب وصف جمالياتها. أمّا الحفل فجاء تنظيمه على مستوى الحدث، فالكل كان مشدوهًا ومعجبًا بروعة المحيط، وجودة التنظيم، ودقة التوقيت، الافتتاح كان رائعًا، وختامها مسك، عندما وضع خادم الحرمين الشريفين يده الكريمة على قاعدة ستحمل أثره وفضله على مر الأجيال، وكلمة تروي حلمه الذي صاحبه 25 عامًا ساعيًا لتحقيق هذا الحلم الذي سيخدم هذا الجيل وهذا الوطن في نقلة حضارية غير مسبوقة في منطقتنا إلى المستقبل الحديث، كما سيخدم أجيالاً قادمة لتواكب التقدم في هذا العالم، الذي يتقدم كل ثانية بآلاف الاكتشافات العلمية التي لازالت بعيدة عنّا، فلنشمّر عن سواعدنا، ونستغل هذا الصرح لنواكب الاكتشافات العلمية في العالم، ولكي لا ننتظر الآخر ليكتشف مصلاً للأوبئة العالمية التي تنتشر يوميًّا بصفات جينية مختلفة، ولنكن أمة اقرأ، ونرجع إلى حضارة أجدادنا الذين صدّروا للعالم كل العلوم. شكرًا لله ثم شكرًا يا سيدي خادم الحرمين الشريفين عن الوطن، وعن كل طالب علم. ثم شكرًا يا سلطان الخير، على كل ما قدمته لخدمة مسيرة التعليم في المملكة. ثم شكرًا يا نايف الأمن والأمان، على كل ما بذلته لحماية العلم ورجالاته.همسة الأسبوع:(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلاّ بسلطان). سورة الرحمن (33).

*كاتبة سعودية
b.saoud@hotmail.com

Monday, 21 September 2009

العيد والإجازة

تفضل خادم الحرمين الشريفين بمدّ إجازة عيد الفطر إلى آخر شهر شوال لطلاب وطالبات مدارس وطننا ، وذلك درءا للوباء الذي بات هاجسا للصغير قبل الكبير. فماذا أعدت وزارة التعليم من خطة لدرء أبنائنا من التشرد بالشوارع ونسيان الدراسة وسهر الليالي ونوم النهار؟ فلابد من خطة للوزارة لتساعد بها أولياء الأمور على إرجاع أبنائها إلى جو الدراسة والتحصيل ، فلا يمكن لأبنائنا أن يستمروا على هذا النهج بدون خطة مدروسة مثل تواصل المدارس مع الطلاب بواسطة الشبكة العنكبوتية وإعطائهم واجبات لتذكيرهم بالمناهج التي مضت والمناهج الجديدة التي سيدرسونها في هذا العام ، أو إعطائهم المناهج يدوياً للإطلاع عليها وتحضيرها إلى أن يرجعوا إلى مقاعد الدراسة ولكي لا يضيعوا أسبوعين بأكملهم وهم يسرحون ويمرحون. كما أريد أن أتطرق لموضوع الأمهات العاملات من معلمات وجهاز تربوي، أين سيضعن أبناءهن عند ذهابهن إلى دوامهن؟ من سيجلس إلى جانبهم يعتني بهم ، فلابد من خطة مدروسة لتجنب الخبط في دوام لا يسعف الأم والأب العامل.كما أن أبناءنا في الجامعات سيزاولون الدراسة في نفس الموعد ، ألم يكن تأجيل الدراسة خطة لعدم انتشار الوباء؟ كيف سيتحصن أبناؤنا الطلاب في الجامعات من هذا الوباء؟ فليكن قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حافزاً لوزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة لتنسيق عملية التأجيل بتخطيط واعٍ مدروس ومنسق ويخدم تطلعات مليكنا حفظه الله للوصول إلى الهدف المبتغى. كما أنني أدعو وزاراتنا لدراسة كيفية تغطية هذا التأجيل حتى لا تكون عملية الدراسة مضغوطة ، حتى يتسنّى للطلاب فهْم المنهج لا من أجل الانتهاء من المقرر بأية وسيلة، فتكون على المعلم والطالب نقمة وليست بنعمة، لأن التعليم أسمى الرسالات فلابد أن يكون تحت دراسة وافية لمواجهة الأحداث وعدم التخبط في إرساء أمر ملكي، إنما أصدر لخدمة العباد والبلاد.همسة الأسبوعكل عام وانتم بخير. أعاده الله علينا وعلى أمة محمد بالصحة والعافية والأمن والأمان.

Monday, 14 September 2009

مقادير ومحاذير

قرأتُ في جريدة “عكاظ” مقالاً بعنوان «رمضان وغلاء الأسعار»، واسترعى انتباهي رقمًا لم أقدر أن أهضمه، أو أرى به حقيقة، أو أفهم منه واقعًا.
فقد قال الكاتب عيسى الحليان في مقاله عن ارتفاع بالمواد الغذائية، ما يعجز عقلي عن فهمه، أو تقبّله، فهل ممكن أن يكون هذا الرقم صحيحًا؟
أمن المعقول أن تكون زيادة الأسعار في شهر رمضان للمواد الغذائية هو 50%؟
أقرأتم معي هذه النسبة أم هو تخيل؟
أمن المعقول أن يكون التجّار قد زادوا الأسعار بهذا الشكل، بدون معرفة لجنة المراقبة ووزارة التجارة؟
أم مرّت مرور الكرام؟
طالعتُ الصحف بعد ذلك لأرى أيّ نفي من أية جهة لتوضيح الصورة بأنها غلطة من الكاتب، أو المبلغ، أو الإحصائية، ولكنني لم أرَ شيئًا من هذا!! جلستُ أفكّر كيف يصرف الفقير في هذا الشهر؟ كيف يأكل أطفاله وعائلته؟ وعلى ماذا يفطرون؟ الفقر لم يكن أبدًا عيبًا، ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرة وماء، أو لبن، ولكنه صلّى الله عليه وسلم كان قدوة للآخرين، فقد كان الآخرون يتسابقون على تقليده والتأسي به، أمّا الآن فلا تكاد تمر بأي شارع إلاّ تجد مئات من المطاعم والمقاهي، والجرائد مليئة بأسعار وصور الوجبات السريعة، واختلاف الموائد والمطاعم ممّا لذّ وطاب يسيل لها لعاب، ويندى له جبين الفقير والمحتاج، فقد صرنا نتلذذ بحاجة النفس إلى النفس، ونزيد من الأسعار لنتباهى بعطائنا للفقراء.هل فقد التجّار معنى الإنسانية؟ وفقدت الرقابة صفة الرقيب؟ وأصبح ينبغي لها رقابة؟ وأصبحت وزارة التجارة تجارة بحد ذاتها؟
همسة الأسبوع
«مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم»

Monday, 7 September 2009

محمد بن نايف والإرهاب في رمضان

إن الله خلق الزمان إثنى عشر شهرا منها أربعة حرم ورمضان كأفضل شهور السنة رحمةً وأماناً وعتقاً من النار،
وبه تصفد الشياطين إلا شياطين الإنس ، فهم في أشغالهم يفكهون.
فلا زال الإنسان أشطن الشياطين، وأمرد المتمردين على خالقه بشتى الصور وسائر الأعمال، فها نحن نرى حتى الأمير الشاب، المسئول عن أمن البلد بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معانٍ، يتعرض لمحاولة اغتيال في هذا الشهر المبارك، فإن كانت القاعدة قد أعلنت مسئوليتها عن هذه المحاولة ، فهي حفرة أخرى تحفر في تاريخ القاعدة من كفر ونشوز عن أسس ديننا الحنيف والمنهج النبوي الذي يرى في الاغتيالات فتن وملاحم وخيانة، فكيف نرى نحن منظمة القاعدة؟ هل لا زال منا من يحترم خططها وأهدافها؟ هل لا زال منا من يراها على حق؟ وشهادة ؟ وبطولة؟ إلى متى سينساق بعض شبابنا وكهولنا إلى مستنقع الجانب الديني من هذه المنظمة الإرهابية ولعبها على الوتر العاطفي من قلوب المتدينين والمنحرفين. ألم يحن الوقت لكي نغلق أبواب جهنم ونكشف المستور؟ لماذا نحاسب أولياء أمورنا على أخطاء الإرهابيين وخططهم وانحرافهم؟ لماذا لا نقف وقفة شعب واحد تحت راية واحدة لمواجهة زعزعة أمننا واستقرارنا التي يحسدنا عليه الكثير من الأمم والمجتمعات.ألم يحن الوقت لأن نكشف الأغطية عن هذه المنظمة التي تعمل تحت غطاء الدين والجهاد؟ ولنعمل معاً على استقرار وطننا كشعب واحد وقيادة واحدة قبل أن يفوت الأوان. ولنقف وقفة رجل واحد أمام الإرهاب بغض النظر عن المستهدف، من أمير أو جندي، أو حكومة، فلن يقدر العدو أن يخترق صفوفنا إن وقفنا وراء قيادتنا، وحكومتنا، فنحن في الأول والأخير شعب مسالم لم نعتاد العنف والإيذاء النفسي ، لذا وجب علينا كمواطنين أن نبحث عن الحقيقة بأنفسنا ، وليس ما تبثه قنوات الإعلام من شبكة عنكبوتيه أو تلفزيونية من إشاعات وتحريض، ولننظر في حياتنا واستقرارنا وما ننعم به من رخاء وأمان في بلادنا، مقارنة بما تعانيه البلاد الأخرى من عدم أمان مثل أفغانستان حيث معقل طالبان والقاعدة، فلنحمد الله على ما أتاه الله لنا من نعم ، ولنتذكر أنهم سيسعون دائما أن نخضع لانحرافاتهم وفهمهم للدين بعين حاسدة وناقمة ليست من الدين بشيء.لذا أدعو كل مواطن ومواطنة من الذين ضلوا الطريق إلى تسليم أنفسهم ما دام الباب مفتوحاً للتوبة بغض النظر عما حدث لأن قيادتنا قوية بالإيمان ولن يهزها محاولة فاشلة أبطلها الله عز وجل لحماية وطننا وقياداتنا الغالية ولم يتغير نهج الداخلية لمساعدة التائبين من الذين ضلوا الطريق>فلنقف معاً ونقول لا للإرهاب ولا للاغتيالات ولنتكاتف ولنتناصح للوصول إلى حاضر آمن ومستقبل زاهر.
همسة الأسبوع
عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.