Monday, 17 August 2009

السياحة..>1

عندما بدأت مع أولادي رحلتي الصيفية ، كان مقصدي الأول هو الاسترخاء من عناء سنة كاملة مليئة بالعمل والتحصيل والمتابعة الأسرية، فمن خلال تجوالي كنت أنظر للأمور من عدة نواحٍ،كسائحة عادية ، وكناقدة اجتماعية وإسلامية، وسعودية، فقد كتبت من قبل عن حال نسائنا عندما يبدأن بالسياحة حول العالم ، بل أقول سياحة الشراء الدولية ، وكأنهن أصبن بحمى أو أنفلونزا الشراء.فقد استرعى انتباهي هذه السنة ، حمى الظهور لشبابنا وشاباتنا ، فقد رأيت وسمعت في مدينة الضباب لندن، ما تقشعر له الأبدان، ويندى له الجبين ، وما تستحي منه أخلاقنا الإسلامية، فقد رأيت شبابنا في الشوارع بسياراتهم الفارهة مصحوبين بأغاني محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله، للفت الأنظار من عرب وعجم، ليروا بملء العين والأذن ثقافتنا وتراثنا، وعاداتنا المشرفة، عندما نسافر إلى الخارج، كما استرعى انتباهي سفور بناتنا وأولادنا في الشوارع، والمقاهي ، والملاهي الليلية ، تعبير عما آل إليه إسلامنا ، وأخلاقياتنا كشعب، بُعِث من ترابه الوطني آخر رسالة ، وأفضل الرسل، أين المربون؟ أين الآباء؟ أين النشأة؟ أين الحلال والحرام؟فمن المسئول عن الصورة المشوهة لنا في الخارج ، سواء لشبابنا، أو كهولنا؟ أين الخلل بين تعاليمنا ومنهج حياتنا؟ أين الخلل في قنوات الاتصال بين مشايخنا، ومناهجنا التعليمية، وتربيتنا، وبين طريقة حياة النشء والبالغين. فالحالة لم تقتصر على الشباب ، بل هي أصلا خلل في البالغين، حين يمضون لياليهم بالسهرات الغنائية ، والجلسات التي تمتد حتى شروق الشمس، بينما شبابنا ينشرون ثقافة اعتمدت على المظاهر البراقة، والخيلاء والتكبر، فمن يملك الأكثر فهو الأحسن والأفضل، ومن يجاهر بالثراء والأملاك فهو المتميز. كيف أصبحنا هكذا؟ أهو المال؟ أم الثراء المفاجئ؟ أم أسأنا تفسير تعاليم ديننا الحنيف ؟ ستكبر الفجوة، وتُعمق الهاوية إن لم ندرك أنفسنا قبل فوات الأوان ، فإن صور الفساد تتمثل أمامنا بعدة أوجه وصور، ولكنها في النهاية واحدة.وللحديث بقية....همسة الأسبوع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنما بُعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ»

17 اغسطس 2009

No comments:

Post a Comment